أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي لهروشي - أعوان القبيلة العلوية المسلطة تنهج سياسة تشويه وتفريق الأمازيغ لإحباط المشروع القومي لاستعادة أرض الأمجاد















المزيد.....



أعوان القبيلة العلوية المسلطة تنهج سياسة تشويه وتفريق الأمازيغ لإحباط المشروع القومي لاستعادة أرض الأمجاد


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 11:25
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تستطيعون قطف الورود ، لكنكم لا تستطيعون توقيف زحف الربيع ، لأن تاريخ أي شعب من الشعوب يضم في ثناياه تقيمه العادل من خلال ما يدونه ، ويؤرخه من مواقف ، وأحداث خدمة للإنسان ، ولوجوده على الأرض التي انجبته تربتها ، بالرغم من أن ظروف الزمان و المكان ومواصفات البيئة ، والطبيعة قد تفعل فعلها في تحريف التاريخ ، وتغيير الحقائق على أرض الواقع ، لكن ذلك التحريف لن يدوم لكونه مزيفا ، ومفروضا على الشعوب عن طريق القهر و الإستبداد ، و القمع

و لذلك لا يستطيع أحد وحده مهما امتلك من وسائل القوة والردع أن يتحكم بالكامل عن طريق الزيف في تاريخ الشعوب ، وأصالتها ، لأن الصياغة النهائية للتاريخ تبقى أبدا خالدة كوشم لن يمحوه صلصال الزمن بذهن الإنسان كمشعل يسلم من جيل لأخر ، بشكل سري أو علني حسب الظروف ، و الوضعية السياسية التي يمر منها هذا الشعب ، وتظل الصياغة الحقيقية لتاريخ الشعوب مرتبطة ، مترقبة للوضع السياسي ، ولميزان القوى ، حيث تستطيع أن تقول كلمتها في صياغة تلك الحقائق ، و الخروج بها إلى العلن لتوضيح الأمور التي كانت غامضة بفعل الإستبداد ، و الميز و العنصرية ، و الإجابة عن الأسئلة العالقة ، وتحديد الإختيار ، و الوقوف عند الأسباب التي فرضت الصمت على تلك الشعوب لحقب من الزمن ، وبفضل ذلك الخروج من دائرة الصمت المفروض على تلك الشعوب ،لحقب زمانية محكومة بمنطق الاستبداد، يوضع التاريخ في سكته الصحيحة من جديد ، ويأخذ مساره ومجراه الحقيقي ، و الطبيعي في مواجهته للزيف ، وأشكال التحريف الذي لحقت به في مرحلة الصمت و الجمود جراء الطغيان و الاستبداد ،

وكلما كان توضيح الأمور ، واتخاذ المواقف أكثر وضوحا ، واستشرافا ، وشمولا ، وتحررا من الضغوط ، والتبعية المباشرة العمياء ، ومن أثقال الواقع وجزئياته الصلبة المغلقة ، كلما انتصرت الحركة التاريخية لتلك الشعوب المقهورة ، وزادت خطوات متقدمة صوب الأمام ، تسعد الإنسان وترفعه من منزلة التخلف إلى منزلة الوعي ، ومن بؤرة القمع و القهر ، والطغيان و الحصار ، إلى عالم التقدم و التحرر و الإنعتاق ، ومن موقع الإنسان الصامت ، إلى موقع الإنسان الذي يجهر علانية بما يمس تلك الشعوب في كرامتها وشرفها ، ويعيق مستقبلها ، لأن تقدم أي شعب يبدأ من خلال إعتماده على لغة أمه الأصلية ، و ممارستها نظريا وفعليا ، إذ لا يوجد في العالم شعب تبوأ مرحلة متقدمة وهو بعيد عن لغة أمه ، فكيف يطلب هذا ياترى من الأمازيغ ، كي يبتعدوا عن لغة أمهاتهم بممارسة العنف ، و القتل في حقهم ، و المس بشرفهم ، وبكرامتهم ، و الزج بهم في سجون القبيلة العلوية العربية المسلطة ؟؟ إلى متى سيظل التاريخ كاذبا محتقرا مزيفا للحقائق في حق هذا الشعب الأمازيغي التواق إلى استعادة أرض أمجاده ؟؟

إن دراسة أبعاد الموقف الإنساني وعلاقته بأي حدث تاريخي ، وأسباب تقدمه أو تخلفه يفرض على الدارس أن يتحلى أولا بالوعي بشرف الإنسان كإنسان ، ومدى قدسية حريته وسعادته ، وتعلقه بأصالته ، أو بدينه ، أوبإيديولوجيته ، أو بوطنه ... وهي البوابة التي ترفع بالفكر البشري إلى الدرجات العليا التي لا ينزله منها طغيان طاغي ، أو غزو غازي ، أو تجبر حاكم مسلط ، وفي هذا الصدد يحزنني ما عاشته الجامعات بالمغرب الأيام الأخيرة من أحداث دموية بين الطلبة من مختلف الايديولوجيات و الإثنيات التي استغلتها القبيلة العلوية بذكاء ، من خلال تسخيرها لعملائها و لعبيدها لتكريس عنصريتها ، و نهج سياسة فرق تسود التي تمكنت من خلالها هذه القبيلة العلوية ان تتسلط على المغرب و على المغاربة لقرون من الزمن، مزيفة للتاريخ ، و واضعة نفسها بلغة العنف ، و القمع ، و القوة ، والقهر، كتاج من الغائط – الخرا – باللهجة المغربية على رؤوس المغاربة ،

وبالرغم من مؤامرة هذه القبيلة المسلطة فيما عرفته رحاب تلك الجامعات مؤخرا ، فإن ذلك لا يعني تبرئة كل االطلبة من تحمل مسؤولياتهم فيما جرى دون استثناء أحد ، حتى يتم فتح تحقيق مستقل من جهات حقوقية نزيهة ومستقلة ، ولو استدعى الأمر مشاركة الجهات الحقوقية الخارجية للوقوف ولأول مرة عن الحقائق التي اججت ذاك الصراع القاتل ، لمحاسبة كل من كان ورائه ، لأن الجامعة مكان للمقارعة الفكرية و التحصيل العلمي ، وهي في الأخير فضاء لكل الطلبة على مختلف توجهاتهم ، ومشاربهم، وهي المختبر الذي يمكنه أن ينتج أرقى أشكال الديمقراطية ، فكيف يحق لهذا المختبر أن يتحول فجأة إلى عدو للديمقراطية نفسها ، ولحرية التعبير التي يجب على الجميع أن يموت من أجل توفيرها و تحقيقها كمكتسب إنساني حضاري على أرض الواقع ؟

أم أن - المغاربة ليسوا في مستوى الديمقراطية و التحرر كي ينالوا ذلك – وهي المقولة التي ترددها زمرة القبيلة العلوية وعملائها ، لما يعبر عليه السذاج و المراهقين السياسيين بالجامعات عبر أساليبهم المشينة و الصبيانية لتشويه صورة الحركة الثقافية الأمازيغية ، بتلك الجامعات التي كان بودها في إطار البحث أن تتوصل إلى مبادرات جريئة ، أو تضع مشاريع سياسية ، إقتصادية ، إجتماعية ، ثقافية ، ديمقراطية ، متكاملة وتقترحها ليس على الجامعة فقط بل على البلاد بكاملها ، لأن الجامعة هي الموقع المؤهل للقيام بالبحوث العلمية ، و الإجتماعية و السياسية ، و الإقتصادية في جميع المجالات ، كما هو شأن الجامعات الأوروبية و الأمريكية التي تواكب العصر ، فتجد الطلبة بمختلف توجهاتهم ، وأفكارهم ، ونظرياتهم ، وتصوراتهم يناقشون بشجاعة ، وبصدق ، وبأخلاق عالية مختلف المواضيع، قاسمها المشترك إحترام الرأي ، و الرأي الأخر ،

وفي حالة تعقيد النقاش بين بعض التصورات ، يتدخل الحاضرون لوضع حد لذلك التصلب للرأي مثلا بالتصفيق على الجميع ، و التفوه الجماعي بالحساب بدءا من رقم تسعة نزولا إلى الصفر، وذلك لحسم النقاش بدون غالب ولا مغلوب ، وترك المجال لشخصين نزيهين لهما تجربة معينة في المجال الذي يتم النقاش حوله للقيام بعملية التحكيم ، وهذه الأشخاص قد تكون خارجة عن الوسط الطلابي ، وبالتالي يستفيد الجميع من الأفكار الرائجة بين المتدخلين ، ويختار المرء موقعه بهدوء ، وثقة في النفس ، وهذا ما يتم حتى بين زعماء الأحزاب ، و المنتمون لهم في حالة استدعاء مناقشة أمر معين ، وهي الوسيلة و الطريقة التي تجعل الجميع مستفيدا وملما بالأفكار ، ومستوعبا كامل الاستيعاب للمسألة موضوع النقاش ...

لكن غياب هذا السلوك ، و الممارسة الحضارية بالجامعات المغربية ، هو الشيء الذي جر الطلبة إلى السقوط في تأجيج هذه الأحداث ، لأن القبيلة العلوية وعملائها متعودين على محاربة الجميع بدءا بترويج الإشاعات ، و بإطلاق الأحكام المجانية من قبل طرف على الطرف الآخر ، يليها التحريض ، وشحن البعض بأفكار لاتخذم أحدا سوى بقاء القبيلة العلوية على سدت الحكم المسلط ، لأن ما يجري في الجامعة تجده تلك القبيلة مبررا لتخويف المغاربة التواقين إلى التحرر و الإنعتاق و التخلص من الحكم القبلي العلوي المحض ، بكون الملكية هي الضامنة للاستقرار، لأن المغاربة حسب إدعاء تلك القبيلة غير مؤهليين للتعامل الجماعي الديمقراطي الموحد في ظل الجمهورية... وهذا الوعي الغائب على بعض الطلبة من الذين استدرجوا بوعي أو بغير وعي ، لممارسة العنف و العدوان على غيرهم من الطلبة الأخرين ليسوا في الأخير سوى بمثابة جنود مسخرة للقبيلة العلوية الحاكمة بدون مقابل ، مهما كانت الايديولوجية ، و الإنتماء الذي يدعونه ، ومن هذا الوعي أجد نفسي
لا أستطيع في البداية أن أصدر موقفا ، أو رأيا محددا يناصر جهة عن جهة دونها خاصة و أن جميع الطلبة المتصارعيين في ما بينهم في هذه الأحداث الدامية ، هم في الأخير مستهدفين جميعا من قبل القبيلة العلوية الحاكمة المسلطة بسياسة ، و أسلوب قصة الأسد و الثيران الثلاثة ، حيث أن القبيلة العلوية قد أكلت الأمازيغ ليلا ، كما أكل الأسد الثور الأبيض ، بعدما استقطبت رموزهم وتدويبهم عبر منحهم السلطة و المال ، ثم أكلت بعدها الإسلاميين نهارا كما حصل للثور الأحمر من قبل نفس الأسد ، عندما استدرجتهم لقبول لعبة الإنتخابات حيث قمة النفاق ، وهاهو نفس الأسد يتلذذ بالتقدميين كثور أحمر ، عندما صار هؤلاء جيوشا محصنة لقلعة الديكتاتور ، وهم الأن من يزيل بقع ، وبقايا دماء رفاقهم وإخوانهم من حيطان مؤسسات القبيلة العلوية المسلطة ، وإظهارها للعالم كأنها قبيلة عادلة ، كيف يتقبل العقل أن يبدأ المغربي مناضلا صنديدا عنيدا تقدميا كالجبل لا يخشى الرياح العاتية ، ولا العواصف الهوجاء ، وينتهي به الأمر في الأخير جبانا ، عبدا ، رقيقا ، في صورة الخادم المطيع للقبيلة العلوية المسلطة ، كما هو شأن بن زكري ، وحرزني ، و السرفاتي ، وأخرون ، ألم يكن هؤلاء أماميون حتى النخاع ؟؟ وكيف انتهى مصيرهم غرقا في الذل و الجبن و العار ؟؟ هل هذه هي قمة التقدمية يامن يدعي امتلاكه للحق و الحقيقة ؟؟

إن الديمقراطية ، و الحوار ، و حرية التعبير هم السبل الضامنة لحق الإختلاف ، عملا بقد يكون رأيي على خطأ ، فيما رأيك على صواب ، و العكس صحيح ، لأن الطلبة في الأخير ليسوا قطيع غنم لأحد كي يسوقهم حسب رأيه أو نزواته ، كفى أننا كلنا قطيعا شبيها بالغنم الفاقدة للبصر و للبصيرة ، نمشي وفق أوامر القبيلة العلوية المسلطة التي تسوقنا بالعصا لمن عصى ، وبلغة المنعزل منا عن القطيع يلقى به فريسة تنهشه الذئاب ، كما أن مفتعلي المواجهة و مؤججي الصراع بالجامعات ، ومدنسي للعلم الأمازيغي في الأرض ، مقارنا بينه وبين العلم الإسرائلي ، هم في الاصل لا يمتون بالفكر بصلة ، وهم متخلفيين حتى النخاع ، لكونهم لا يتحملون الرأي الأخر ، ولا يتقبلون حرية التعبير ، وبالتالي فهم ضد الديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، ومعروف على أن الذي هو ضد الديمقراطية و حقوق الإنسان وحرية التعبير هي القبيلة العلوية المسلطة على المغاربة ، لأن ذلك يتنافى ومصالحها المالية و السلطوية ، فما هي المصالح التي يجند من أجلها أعداء الديمقراطية من الطلبة أنفسهم ؟ أليسوا بهذه الممارسات الغير حضارية مجرد جنود القبيلة العلوية في الخفاء ؟؟ ومن يرضى من المغاربة الأحرار القيام بتلك الوظيفة المنحطة الدنيئة ؟؟

إن ماحدث بين الطلبة قد اربك حسابات اليسار و اليساريين ، كما أربك حتى حسابات الإسلام و الإسلاميين بالمغرب عندما تعلق الأمر بالمواجهة مع الأمازيغ أصحاب الأرض و الحق التاريخي كما تشهد كتب العالم بذلك ، وسبب هذا الإرباك كون الأمازيغ منهم اليساريين ، ومنهم اللإسلاميين ، ولا يوجد أمازيغ واحد حر قد يتخلى عن قضيته الأمازيغية مقابل موقف معين ، أو رأي سياسي مختلف ، أو إيديولوجية أخرى قد تثنيه عن قضيته ، كما أنه لا يوجد بالمغرب عربي قح ، حر قد لا تزال أواصر العروبة تربطه مع العرب بالشرق الأوسط ، بالجزيرة العربية ، ما عدا المحسوبين منهم على القبيلة العلوية التي لا تزال تقر بإنتمائها لسلالة الرسول

وبالتالي فهي قبيلة عربية من أهل قريش ، وما تبقى من المغاربة ليسوا كذلك ، فهم أمازيغ أصلا وفصلا ، إلا أنه مع الأسف يوجد منهم من لم يتلق اللغة الأمازيغية من أبائه أو أجداده ، ومنهم من يتنكر لأصله ، وهذا خطير لأن حتى الحيوانات لا تتنكر لأصولها ، فكيف يفعل المغربي الأمازيغي ذلك وخاصة الطالب منه ؟ وهنا تكمن حيرتي ويصعب علي أن أدلي بموقف حازم أتجاه الأحداث ، كي أواسي جهة ، و ادين جهة أخرى من الطلبة ، إلا أنني أوجه إدانتي شديدة اللهجة، واستيائي العميق لاستعمال العنف الهمجي ضد الطلبة من طرف خدام وعملاء القبيلة العلوية العربية المسلطة كيف ما كانت رتبهم ، وسلطتهم ، ومواقعهم ، وانتماءاتهم ، ومن أي جهة استعملت العنف ضد الجهة الآخرى من الطلبة ، بعدما غيبت الجهة العنيفة العقل ، لتحل محله القوة ، لأن المتخلف عقليا هو من يستعمل تلك القوة ، بعدما يفقد العقل

كما لا يمكنني أن أنفي إدانتي لمن يدنس العلم الأمازيغي الذي ضحينا بالغالي و النفيس من أجل رفعه مرفرفا عاليا ساميا فوق كل العقليات المتحجرة ، التي لا تزال مرتبطة بعقلية القرون الوسطى ، كما اساند الأمازيغ في حقهم للدفاع عن الأصل ، و الكرامة و الوجود المجسد في العلم الأمازيغي ، شريطة أن يتعلق الأمر أساسا بمواجهة عملاء وخدام وسلطة القبيلة العلوية المسلطة ، كما لا يمكنني إخفاء انتمائي الايديولوجي ، والثقافي و السياسي المحسوب على اليسار الرديكالي الشيوعي الماركسي اللنيني الديمقراطي الإشتراكي المناهض للامبريالية الصهيونية المدمرة لشعوب العالم، و التي تعد القبيلة العلوية من أتباعها، لكنني أختلف جذريا مع البعض من المحسوبين على هذا التوجه في مسائل عديدة منها مسألة الصحراء التي لا يمكن التفريط فيها كأرض أمازيغية بدون منازع ، و المسألة الأمازيغية التي تعتبر جوهر مقولة تقرير الشعب لمصيره وفي مسألة الديمقراطية الداخلية ، وإدارة الصراع ، لأن بعض الممارسات الديكتاتورية و البيروقراطية ، و الأوامر الفوقية التي تمارس داخل بعض التيارات المحسوبة على الماركسية اللينينة هي التي أفسدت كل شيء

وبهذه الممارسات لا يمكن لأي تنظيم من هذا النوع أن يتقوى ، ويقود الجماهير لتحقيق الثورة المنشودة ، فلو كانت الأمور تسير داخل هذه التنظيمات بشكل ديمقراطي ، وبروح نضالية ، وحرية الرأي ، فما المانع إذن من كون المناضلين ماركسيين لنينين أمازيغ مختلفيين مع رفاقهم في قضايا معينة كالصحراء التي يريد البعض أن يجعلها دولة عربية عروبية في قلب تامازغا ، مدعيين أنهم يساندون الشعوب في تقرير مصيرها لكنهم يسقطون بذلك في فخ مناصرة نظام قمعي ضد الأخر القمعي مثله ، إذ أن معارضة القبيلة العلوية كنظام قمعي في مسألة الصحراء ، قد يصب مباشرة في مساندة النظام القمعي العسكري بالجزائر ، وبالتالي فمع من يحسب دعاة تقرير المصير أنفسهم؟؟ ومن له صلاحيات النيابة عن المعسكر الشرقي بالمغرب لتعليق وسام الإنتماء للماركسية اللينينية على صدور البعض ، وانتزاعه على صدور البعض الأخر؟ ألم يكن من خرافة العصر أن يتحدث بعض المغاربة عن الماركسية اللينينية ، وعن الديمقراطية ، و الحرية وحقوق الإنسان ، وهم من لا يعلمون من أين تبدأ مبادئها الأولية ؟ ومن له الحق في إعتبار ونعت الأخرين بالمسلمين أو بغير ذلك إذا كانت حرية الإعتقاد فوق أي إعتبار ، و القناعات مختلفة ؟

لهذا أدعوا الطلبة إلى الحذر و اليقضة ، وتغليب لغة الحوار على لغة العنف فيما بينهم ، وتجنيد طاقاتهم للنزول للشارع لمواجهة أعوان القبيلة العلوية ، حيث يكمن الجرح و موطن الداء ، كما يفعل طلبة جامعات باقي العالم الحر عبر مختلف القارات ، عوض الصراع الداخلي الذي لا يساهم سوى في تمرير مؤامرات تلك القبيلة العلوية المسلطة على المغرب و المغاربة ، وعلى الجميع من ماركسيين لينينيين و صحراويين عروبيين ، و أمازيغ ، وإسلاميين أن يعوا أنهم في الأخير في الهم ، وتحت راية القمع و القهر ، والظلم سواسيا كأسنان المشط ، وهم ينتمون في الأخير إلى نفس الطبقات الشعبية التي يتم استغلالها من طرف اللصوص المسيطرة من رأسماليين و ملاكين عقاريين كبار ، من بوليس ، وقواد وقضاة ، ووزراء ، ومدراء ، وكتاب عامون بالوزارات ، وبرلمانيون ، ومنتخبون ، وكبار الجيش و الدرك و المخزن... وكل الساهرين على استمرارية ، واستقرار القبيلة العلوية ، التي تتكون منها المافيا الحاكمة ، لهذا فالإنتماء الطبقي يحتم على الجميع التوحد و ليس التشرذم و الصراع الثانوي الذي يخدم مصالح تلك المافيا المسيطرة ، هذا ما يمكن أن تتم مناقشته ، و الاتفاق على مشروع يوحد بين جميع مكونات الساحة الجامعية إذا كانت العملية الطلابية في الأصل صادقة تصب في المصلحة العامة المشتركة ، انطلاقا من موقع الإنتماء الطبقي أولا للسعي لتحقيق التحالف الطبقي المطلوب لمواجهة المافيا المسيطرة ، وبكل الأساليب المتوفرة ، خاصة إذا حضر العقل وحل محل الوحشية و اللاعقل ، لأن كل المكونات الطلابية تنتمي إلى فئة اجتماعية مثقفة و واعية ، وبالتالي من المفروض عليها التصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب المغربي بكل شرائحه الإجتماعية المسحوقة .
إن أي عمل على هيكلة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب لا يقر ، ولا يأخذ في حساباته، و بجدية الشروط الموضوعية و الذاتية المفروضة اليوم داخل الجامعة ، يعد عملا فاشلا من أساسه ، ويظل ضيق الأفق ملتصقا بالماضي الذي تجوزت فيه أشياء عديدة ، وتمت فيه انتقاذات عديدة لأنه لم يراع جوانب عديدة ، فمثلا عندما يرحل الطالب عن أسوار الجامعة قد تتغير بعض أفكاره عما كانت عليه ، ليس لأنه تغير بالمفهوم السلبي للمسألة ، بل لأن عقله قد نضج وصار يحلل الأمور بكثير من العقل ، عوض العاطفة ، و التبعية العمياء ، و الإصطفاف على شكل طوابير مخزنية وراء أشخاص يتقنون تركيب الكلمات في جمل أحيانا مفيدة و أحيانا غير مفيدة ، وينصبون أنفسهم جيوشا وراء الماركسية اللنينة ، التي لا يعرفون منها سوى ما ردده أسيادهم على مسامعهم في اللقاءات السرية المعزولة ، ليرددون ما سمعوه كالببغاء في رحاب الساحات الجامعية ، في الوقت الذي يتاجر فيه أباطرتهم و أسيادهم بالمواقف و المباديء مع أذناب القبيلة العلوية المسلطة ، فلو حدث أن هاجر هؤلاء نحو أوروبا سيتعرضون للصدمات وتتوقف قلوبهم عن الحركة ، فيما وصلت إليه البشرية من تقبل للرأي الأخر، والدفاع عن حرية التعبير ، وعن حق الأخر في كل زمن ومكان ، وعبر كل الوسائل ، لأن الإنسان في الأخير أغلى من كل شيء ، وكل من يستطيع نزع حياة الإنسان ، فإنه لن يستطيع تقديم الحياة للأخر، وقد صدمت شخصيا فيما وصلت إليه البشرية بأوروبا من وعي ، وتطبيق للقانون وللحقوق البشرية و الحيوانية ، و الطبيعية ، و السرعة التي تسير بها الأشياء ، مما جعلني أقف بصدق على حقائق

أولها أن التعليم بالمغرب خاصة الأدب العربي والتاريخ و الجغرافيا وما يليها لا تنفع هنا و لا يمكنها أن توفر للمرء لقمة عيش ، كما أن العلوم بمختلف تخصصاتها بدون لغات عالمية لا تساوي شيء هنا

وثانيا أن النقاشات المراطونية التي تمتد لساعات طوال سواء بالجامعات أو بمقر الجمعيات أو المنظمات أو النقابات و الأحزاب غير مفيدة إطلاقا لكونها لا تخرج بالنتائج المفيدة ، ولا تنبني على معطيات علمية ، ولا على إحصائيات مضبوطة ، ولا على جدولة الزمن ، وتحديد البداية و النهاية للموضوع المعروض للنقاش ، فيما أن العكس هنا حيث أن الإجتماعات تخرج دائما بخطط مدروسة من جميع الجوانب ومتكاملة نظريا وعمليا ، وماديا وتاريخيا ، أي أن كل شيء ينجز وفق التخطيط وفي الزمن المحدد ، للتوصل للنتائج ، و الأهداف المرسومة ، وفي حالة وقوع مفاجئة سلبية يتم فتح تحقيق فوري لتحديد الأسباب ، و الوقوف عند الخطأ كي لا يتكرر الأمر ، فمن من المكونات المغربية التي تقوم بذلك ؟؟ الحقيقة الثالثة أن إختلاطي شخصيا مع أبناء الماركسية اللنينية ، وأبناء الشيوعية الحقيقيين دما ولحما ، وهوية من الفاريين من روسيا ، والصين ، وبلغاريا ، وبولونيا ، ويوغوسلافيا ، وليتوانيا ، وروسيا البيضاء ، وكوبا وغيرهم قد علمني أن أي تصور، أو نظرية بعيدة عن الديمقراطية ، و الحرية ، و الحقوق ، لا يمكنها إلا أن تلحق الأذى بالبشرية ، لأن مشاهدتي لوضعية هؤلاء الشيوعيين الإشتراكيين وهم يتقبلون الذل ، و هم يرضون بتسلمهم نصف الأجرة اليومية التي يتلقاها غيرهم من العمال ، و المبيت في العراء للبقاء في أوروبا ، على أن لا يعودون لأوطانهم ، جعلني أستخلص أن الشيوعية و الإشتراكية قد انتجت اليد العاملة الرخيصة ، الشبيهة بالعبيد ومنحتها في طبق من ذهب للإمبريالية الرأسمالية

وبالتالي فغياب الديمقراطية بالمعسكر الشيوعي الإشتراكي قد زاد من توسيع الهوة بين الأغنياء و الفقراء ، برفعه من إقتصاد الطبقات الرأسمالية ، المتحصنة في العالم الإمبريالي عند استغلالها لليد العاملة الهاربة من المعسكر الإشتراكي الشيوعي المشار إليه ، وهذه حقيقة غائبة على المتطفليين من الطلبة على الماركسية اللينينية ، خاصة من المتناقضين منهم مع ذواتهم حيث يدافعون عن عروبة الصحراء ، واستقلالها ، فيها يتنكرون لحق الأمازيغ في الدفاع عن أرضهم ، ولغتهم ، وممارسة قناعاتهم على أرضهم التي تعد في الأصل الصحراء جزء منها ، فأين هو شعار تقرير المصير ؟ أم أن الشعب الأمازيغي ليس بالبشر كي يحق له تقرير مصيره ؟ ومتى كانت الماركسية اللينينية الحقيقية تكيل بمكيالين ، وتتاجر في المواقف ؟ متى يصل هؤلاء إلى مستوى التعامل الهولندي الذي يقر في دستوره على أن " كل الأشخاص الموجودين بهولندا يلقون معاملة متساوية في الحالات المماثلة ، لا يجوز التميز على أساس الديانة أو القناعات الفكرية ، أو التوجهات السياسية ، أو العرق أو الجنس أو أي أساس أخر " ؟؟

وهو الوعي الإنساني الذي توصلت إليه هذه الدولة ، التي أعطت للإنسان مكانته الإنسانية ، كما أعطت للحيوان ، و للطبيعة الحق في العيش و البقاء و الحياة ، وهي الدولة التي توجد بها أكثر من مائة جنسية تجمع بينها نفس اللغة الهولندية، و الجنسية الهولندية التي يتسلمها المهاجر في مدة زمنية لا تتجاوز خمس سنوات ، وبذلك يحق لكل واحدة من هذه الجنسيات المختلفة أن تعبر عن قناعاتها بمختلف الأشكال كرفع علمها على علو المنازل ، أو البواخر ، أو التظاهر بالشارع العام ، أو تنظيم امسيات ثقافية أو ندوات سياسة أو غير ذلك وبلغتها الأم دون أن تتدخل جنسية أخرى من الجنسيات أو عرق من العروق أو قبيلة من القبائل لمعارضتها ، وإفساد نشاطها ، فيما يظل العرب هم من يحرم حتى أبناء جلدتهم من حقوق المواطنة معتبرين إياهم بالبدون ، رغم أن أجدادهم قد أنجبوهم أحرارا على تلك الأرض ، وقد تسربت الأمراض العربية تلك عبر تصدير العنف ، والقمع و الطغيان إلى عقول المغاربة وخاصة الطلبة مصدر الفتنة منهم ، لأنهم بعيدون كل البعد عن الديمقراطية ، و الحرية وحقوق الإنسان

فكيف لهم أن يقتربوا بذلك من الحلول الموضوعية ، و السياسية التي هي أساس لضمان حياة الإنسان كنضالهم بكل الوسائل من أجل توفير الشغل ، أو التعويض عن البطالة ، وضمان التأمين ، و السكن ، و التدريس ، و التطبيب لكل المغاربة ، وهي الأساسيات و الضروريات التي يصير فيها المواطن مواطنا حقا ، وليس مجرد رقم منحوث على ما يسمى بالبطاقة الوطنية ، والدفاع عن حق الجميع لممارسة حقوقهم الفكرية و اللغوية والسياسية وغيرها.. ودون ذلك يظل عمل الطلبة مجرد مضيعة للوقت و هدر للجهود ، وتقديم الخدمة المجانية للقبيلة العلوية المسلطة ، إذ أنه ما الفائدة في هيمنة فصيل طلابي معين على الإطار الطلابي بكامله الذي هو ملك لجميع الطلبة؟؟ إن المهمة الأساسية للطلبة التواقين منهم للتحرر ، والإنعتاق ، و التخلص من حكم القبيلة العلوية المسيطرة ، هو التواجد المستمر وسط الطبقات المؤثرة في أي صراع ومواجهة كالطبقة العاملة و الفلاحيين و أبناء الفقراء و الكادحيين ، و المهمشيين ، و المشردين ، وهي الطبقات التي بإمكانها تحقيق التغيير المنشود عبر الثورة الشعبية ، لمعاقبة عملاء وخدام القبيلة العلوية المسلطة وكل من يدور في فلكها ، لما أسدته هذه الأخيرة للشعب المغربي من إحتقار ، وإهانة ، وظلم وعدوان ، لكون هؤلاء الطلبة منحدرين من هذه الفيئات الشعبية المقهورة ، أما الطلبة من أبناء العملاء فهم لا يتعاملون مع الجامعات المغربية نظرا لتعليمها المنحط ، فهم يهاجرون نحو أوروبا أو أمريكا أو كندا رغبة في عودتهم للمغرب حتى يرثوا مناصب أبائهم ، وهذا ما ينطبق على الوزراء الحاليين ، فكل وزير قد ورث مكان أبيه ، مفترسين بذلك خيرات المغرب ، ومستعبدين للطبقات الشعبية المغربية الكادحة ، فعلى ماذا يتصارع الكادحون من الطلبة من أساسه ؟؟


إن ما يقع اليوم داخل الجامعات بالمغرب لا يشرف أحد من الديمقراطيين الثوريين الصادقين ، المخلصين للثورة ولرغبة تحقيق الجمهورية المغربية الديمقراطية ، لأن تلك المواجهات والصراعات ما هي إلا مؤامرة مرسومة الخطوط ، و الأهداف ، من قبل القبيلة العلوية ، و أعوانها لتفريق وتمزيق قوى الشعب المغربي الكادح ، ، كلما شعرت هذه القبيلة من اقتراب الطلبة لاعادة رفع شعار الثورة ، الذي سبق و أن رفعته المنظمة الطلابية الإتحاد الوطني لطلبة المغرب منذ مؤتمرها 15 ، لما كانت الحركة الماركسية اللينينية المغربية ذات معنى ، وقوة ، ووزن على الساحة داخليا وخارجيا ، وهي الحركة التي اعطت مناضلين وشهداء قل نظيرهم اليوم

لأن بعض المحسوبين اليوم عن تاريخ الأمس لحركة الماركسيين اللينينيين قد أصيبوا بخيبة أمل ، وبالصدمة القلبية ليس من جراء إنهيار المعسكر الشرقي ، أمام عدوه الغربي ، وليس لفشل المشروع الإشتراكي فوق التربة التي انجبته ، وليس لذوبان قياداتهم ورموزهم المعبودة من قبلهم كبودا لدا البوديين ، وتراميهم بين أحضان القبيلة العلوية المسلطة ، وإنما العيب كل العيب فيهم لكونهم متحجري الفكر ، وعنيفي الممارسة ، وسيئي السلوك ، ولا يتماشون فكرا وممارسة مع ما يفرضه الواقع العالمي ، وميزان القوى من إكراهات ، ومتغيرات ، فهم يثورون عندما لا يكون ميزان القوى لصالحم ، ويتخاذلون كما هو الحال الأن عندما يكون ميزان القوى في صالحهم ، ومع ذلك يفسدون كل شيء عندما يهاجمون الطلبة الأبرياء ، لا لشيء إنما لأنهم رفعوا العلم الأمازيغي ، فماذا سيفعل هؤلاء لحرية التعبير ، وحق الإختلاف، بممارساتهم ، وقمعهم لو وصلوا لسدة الحكم مثلا ؟ فالذي حدث في رحاب الجامعات المغربية ما هو إلا صورة مصغرة للصراع الخفي ، و العلني منه بالساحة السياسية ، الذي تمارسه القبيلة العلوية المسلطة ، مسخرة بذلك خدامها ، وعبيدها ، من الأحزاب و النقابات ، والجمعيات ، و ما يسمى بالمجتمع المدني ، لأنها تنظيمات لا تعمل سوى على تمرير ، وتنفيذ خطط تلك القبيلة العلوية المساندة من قبل الرأسمالية الإمبريالية ، وعلى رأسها أمريكا وفرنسا نظرا لما تقدمه تلك القبيلة العلوية من خدمات على حساب الشعب المغربي لتلك القوى الطاغية ، التي تتبجح برغبتها في نشر قيم الديمقراطية بالعالم ، في الوقت الذي تساند فيه الديكتاتوريات بالعالم العربي ، وبشمال إفريقيا ، وخاصة المغرب منها ...

إن الصراع بالجامعات وبالمجتمع المغربي بين مختلف التوجهات لا يساهم في الأساس سوى على تغذية الحقد ، والكراهية و الإنتقام ، وهو ما يبرر استمرار الظلم والطغيان على الجميع ، عملا بالجلاد واحد و الضحية تختلف بين الأمازيغ ، و الإسلاميين ، و الماركسيين وغيرهم ، فاليوم لك وغذا عليك ، وتلك هي سياسة القبيلة العلوية لتشتيت الطبقات الإجتماعية ، و تسهيل عملية استغلالها ، وقمعها من طرف مافيا السلطة ، و الرأسماليين و الملاكين العقاريين ، والإقطاعيين ، وأصحاب النفوذ .. فلو كان الوعي هو السائد بالساحة الجامعية لتوصل الجميع إلى إحباط مخططات القبيلة العلوية ، وكشف مؤامرتها عن طريق العمل الطلابي الجماعي ، وضبط النفس ، وسيادة الروح النضالية ، ولغة الحوار على لغة العنف و المراهقة السياسية ، لتقديم العون قدر المستطاع لتوعية باقي الحركات الإجتماعية ، و التواجد إلى جانبها في كل الإحتجاجات و التحركات ، عملا بمقولة " انير الزاوية التي انت فيها " لتأهيل الجميع على مواجهة القمع و الإرهاب ، الذي تمارسه القبيلة العلوية على الشعب المغربي ، فالمد الجماهيري بمختلف أنحاء العالم قد يخرج منظما من داخل الجامعة ليكتسح الشارع ، وهو ما تدركه القبيلة العلوية المسلطة ، ما يجعلها تخطط لزعزعة استقرار الجامعة ، حتى يتسنى لها تمرير مخططاتها ، ومراقبتها مراقبة صارمة عن قرب عبر تسخير أذنابها من الطلبة ، و الأواكس ، لتأجيج الصراع ، و ذلك هو المخطط الناجع للوصول إلى لب الحركة الطلابية لتفريق ، وتمزيق صفوفها و تخريبها من الداخل ، و كانت الإنتهازية هي الباب الوحيد لتسهيل تنفيذ هذا المخطط ، فالإنتهازيون و العملاء متواجدين في كل مكان ، وبالتالي فهم ليسوا بعيدا عن قلب الحركة الطلابية ، و في جميع المنظمات ، وهذا ما يتوجب على الجميع معرفته ، لتجنب السقوط في فخ المؤامرة ، بالمشاركة في المواجهة و الصراع ، وممارسة العدوان على أي طالب كان ، مهما كانت قناعته الفكرية والأيديولوجية ، و السياسية ، لأن الإعتداء عن الإنسان لا يتم إلا من قبل مجرم ، ولا يوجد قانون على الأرض ، ولا حتى في عالم الميتافيزيقيا يمكنه أن يعفي المجرم من العقاب

وهذا الإنفلات من لغة الحوار إلى لغة المواجهة ، يتحمل فيه الجميع المسؤولية فيما وقع من أحداث مأساوية ، كما لا يجب على المناضلين الديمقراطيين كيف ما كانت انتماءاتهم الإيديولوجية ، أن يقعوا ضحية مخططات القبيلة العلوية ، التي تسعى إلى تغيير مجرى الصراع من جوهره السياسي ، الذي يبدأ بمعالجة الوضع المزري بالجامعة كصورة مصغرة للوضع المزري الفاسد بالمجتمع المغربي ، الذي يفرض على الجميع مواجهته ، بعيدا عن الصراعات الهامشية ، و المتطفلة التي تسيء للعمل النضالي ، و التخلي عن تبادل الشكوك بين الطلبة بنعت البعض للأخرين بالعملاء ، لأن العصر وتطوراته ، وتقنياته قد حولت التكنولوجية إلى عميل متطور، متفوق عما سينقله الإنسان ، من أخبار ، وذلك بغرس كاميرات خافية لا تظهر لأحد في مختلف الأركان ، و الزوايا للجامعات أو لمقرات الأحزاب وغيرهم من الجمعيات و المنظمات ، وبالتالي فإن من ينعت الأخر بالعميل فهو متخلف ، و لايخدم العملية النضالية لأنه كما يقول المثل المغربي " الذي يرقص لا يجب أن يغطي رأسه " أما المزايدات عن الأخرين فمن السهل القيام بذلك ، لأن تحطيم الأشياء أسهل بكثير من بنائها ، وتظل
الوسيلة الأساسية للخروج من المأزق ، وربح الرهان في تحقيق الوحدة الطلابية ، ومن خلالها وحدة الشعب في مواجهة اعصار القبيلة العلوية المسلطة الذي سيقتل الجميع ، هي مراجعة الحسابات السياسية بشكل جدي ، ومنطقي يخلو من لغة انصر أخاك كان ظالما أم مظلوما ، و الوقوف عند اسباب الأحداث ، لخروج الجميع بموقف واضح انطلاقا من الأسئلة المطروحة : ماذا نريد لهذا المجتمع المغربي المحتل ؟؟ ومن أين نبدأ ؟ هل نبدأ في المواجهات الداخلية وندمر بذلك الذات الفردية و الجماعية ، ونبتعد لحقبة زمانية عن الهدف الذي يناضل الجميع من أجله ، وإن اختلفت السبل و التكتيكات من فصيل لأخر ؟ أم أن نقر جميعا بالهزيمة معترفين بأن النصر يكمن في وحدتنا و استجماع القوى ، وتسخير كل المجهودات لمواجهة العدو الرئيسي الذي هو القبيلة العلوية ؟ و هل يمكن للجميع نفض غبار النكسة ، و التخلص من لغة الحيوانات المعتمدة على الهجوم الشرس ، وإفتراس بعضهم للبعض ، فيما أنهم جميعا ضحايا الصياد و الإهمال بالغابة ؟؟ من من المتخلفين لا يزال يتبنى لغة الهجوم غير الديكتاتورية ومنطقها القمعي الذي لا يوازيه أي منطق ؟؟ ألم يكن من الوعي الابتعاد عن توجيهات المحرضين مهما كانت علاقاتهم العائلية أو التنظيمية مع الطلبة ، وتغليب الحوار و الإعتراف المتبادل بين كل مكونات الجامعة ، ووضع برنامج يخدم المصلحة العامة لكل الحركة الطلابية ، لأن ما يجمع بين مختلف الإنتماءات الطلابية يتجاوز بكثير ما يفرق بينها ، و في وحدتها قوة للحركة الطلابية ، وقوة و أمال للمجتمع المغربي ، وصراعها الداخلي يعد خسارة وفاجعة للجميع ، فلا يحق لأحد نفي الأخر ، أو مواجهته أو إقصائه على أساس أنه يحمل مشروعا فكريا ، أو إنتماءا إيديولوجيا غير الذي يحمله الأخر ، كما لا يتوجب على الجامعة أن تتحول إلى مختبر للأخرين من خارجها ، بل يجب أن تظل مختبرا لمن يدرس بها ، ففي الماضي قد أفرزت الماركسيين اللنينين ، و ماويين وتروتسكيين ، وسيخ وغيرهم ، ونظرا لتغيير الظروف العالمية ، قد أفرزت بذلك الإسلاميين ، فيما أفرزت مؤخرا الأمازيغ ، وهذا حق لا يتناطح حوله كبشين...وكل من يجادل في هذا الحق فهو طاغي ، وللطغيان أساليب مواجهته .

إن الأحداث المأساوية التي عرفتها الجامعات المغربية قد أفرزت مصطلحات جديدة تسيء في حد ذاتها لكل المحسوبين على اليسار، حيث انقسام الحركة الماركسية الللنينية حول نفسها ، فصارت مصطلحات تعلو صفحات الجرائد عبر اصدار بيانات من هنا وهناك ، وتبين أن هناك حركة ماركسية لينينية أمازيغية ، وأخرى عروبية ، ووعيا بخطورة هذا الإنقسام نحذر من التمادي في ردود الأفعال بين المنتمين لهذه الحركة ، كل حسب منطلقاته الإثنية و العرقية مادامت المنطلقات الأيديولوجية و السياسية واحدة ، لأن أسباب هذه المواجهة ، التي تهيمن عليها أحيانا لغة التعصب ، و الخشب ناتج عن الغموض في الرؤى نحو المسألة الأمازيغية ، وغياب حق حرية التعبير ، و الديمقراطية الداخلية داخل هذه الحركة ، وهو الشيء الذي جعلها مجرد حركة تظهر حينا وتختفي أحيانا عن الساحة السياسية إلى جانب الجماهير الشعبية ، إذ لم تتمكن إلى حد الآن من امتلاك مشروع ثوري متكامل ، يستطيع المجتمع أن يتبناه ويناضل من أجله ، وهو عامل جوهري قد أربك الحركة الطلابية التي ظلت تائهة، بين تجربة السبعينات المغلقة و السرية التي حبست نفسها في صفوف الحركة الطلابية ، و لم تستطع التغلغل في صفوف هذه الجماهير الشعبية التواقة للتغيير، وهو ما يجعل هذه الحركة الطلابية تواجه نفسها متناطحة فيما بينها كما يفعل الثيران ، لأن كبتها وعجزها عن تقديم شيء لمصلحة الطلبة ، و للمجتمع سرعان ما ينفجر في مواجهة عنيفة ، لا يمكن لأي ديمقراطي إلا أن يدينها أشد الإدانة ، مستحيا في ذلك أن يقر بإنتمائه لتلك الحركة الماركسية اللينينية المغربية التي لا تزال تمارس العنف ، الذي انتجته عوامل عديدة من ضمنها غياب الحزب الثوري الذي بإمكانه ضبط هذه الحركة ، وما يصدر عنها من ممارسات مشينة ، وتوعيتها وتأطيرها في خدمة أهداف الثورة ، وبناء المجتمع الديمقراطي الإشتراكي ، عوض الإعتداء على فيئات الشعب بنفس أساليب و ممارسة المجرمين الساديين ، فو كان العنف هو السبيل لتحقيق أحلام الماركسية اللينينية لما وصل صداها للمغاربة ، ثم لو علم لنين أو ماركس أن العرب سيقلبون فهم الأشياء رأسا على عقب لنظر بالعبرية كي لا يتعلمها العرب من الأصل

وفي هذا الإطار ، و إعتبارا لكوني أمازيغي ديمقراطي تقدمي فإنني أدين العنف ، من أي جهة صدر لما يخلقه من أشكال الفوضى و الرعب ، و ما يحدثه من تمزيق ، وتشتيت للصفوف ، و للوحدة النضالية ، كما أدعو من موقع الغيرة كل الجمعيات المخلصة في نضالها أن تستغل الحق الممنوح لها لدفع المنظمات الدولية أن تستغل الفصل 65 من القانون المنظم لمحكمة العدل الدولية المتواجدة بلاهاي ، لرفع دعوة قضائية فورا ضد القبيلة العلوية المسلطة ، وعملائها وخدامها، وضد كل الذين قهروا ، ولا زالوا يقهرون الشعب ، ويضعون الأبرياء بأسلوب الإنتقام في السجون في وضعية مزرية قد لا يتقبلها حتى الكلاب الظالة ، وعلى كل الديمقراطيين و الثوريين الحقيقين المغاربة الخروج من الإنتظارية و الإتكالية على التغيير الذي يأتي ولا يأتي ، لاستعمال كل ما هو في صالحهم من القوانين الدولية التي يمكن استخدامها ضد الطغاة ، عوض إعتماد أساليب الماضي حيث صياغة بيانات التنديد ، و الإستنكار التي لا تجدي نفعا ، ولا تغير من الوضع المأساوي للمعتقل السياسي خاصة وللسجين عامة ، و اللجوء إلى المحاكم الدولية بشكل استعجالي هي الطرق و السبل و الوسائل الحضارية للدفاع على هذا الشعب الذي واجه كل أشكال الإبادة ، وذاق كل أنواع مرارة العنصرية...و نظرا للوضعية المأساوية التي تعيشها الأمازيغية على جميع الأصعدة ثقافيا ، وسياسيا ، وإجتماعيا الذي تتحمل فيه المسؤولية الكاملة مؤسسات القبيلة العلوية ، وخدامها ، وعملائها من الأحزاب السياسية ، وبعض الجمعيات و المنظمات و النقابات ، ووسائل الإعلام المسخرة ، المتسترين عن الوقائع المرة ، وكل من يتعامل مع الدستور الممنوح الذي يكرس الفساد و الفوضى السياسية ، والعنصرية في حق الأمازيغ أصحاب الأرض ، ولكون ذلك الدستور مشوها مشبوها لا يصلح حتى لتسيير شؤون الذين عاشوا في القرون الوسطى ، بل ما قبل التاريخ ، لوقوفه كحاجز معرقل أمام أي تقدم ، أو إزدهار على جميع الأصعدة للمغرب ، وبما أن الأحزاب السياسية بالمغرب مفروضة على الشعب ، ولا تمثل أغلبيته في شيء ، لضعفها من جهة ، وعدم قناعة الجماهير الشعبية ببرامجها ، ولا بممارساتها المشبوهة من جهة ثانية ، وبالتالي فإن الإنتخابات المزمع إجرائها في شهر شتنبر المقبل ، لا تختلف عن سابقاتها في تعاملها مع نفس الدستور الديكتاتوري الممنوح ، وبذلك لا يمكنها أن تقدم أية حلول لمأساة ، ومعاناة الكادحين من الشعب المغربي لتوفير الضروريات التالية: حق الجميع في السكن ، و التأمين ، و التعليم ، والتطبيب ، و الشغل ، أو التعويض عن البطالة ، و الماء و الكهرباء ، ووسائل النقل ، و الأمن ، و السلامة ... وهي الضروريات التي تشير إليها كل المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان و التعريف بمعنى المواطنة ، وطالما أن الأحزاب بالمغرب لن توفر للمغاربة هذا الحق ، بل لن تكرس سوى نفس الفساد و الفوضى ، وتزيد من المعاناة النفسية و الصحية للكادحين ، وبإعتبار أن معركة كل الديمقراطيين المخلصيين تكمن في غير ما تتبناه الأحزاب ، فإنني أدعوا كل المخلصين للجماهير الشعبية الكادحة منهم إعتبار الإنتخابات المقبلة لا يمكنها أن تخرج عن نطاق اللعبة السياسية المعروفة ، وعن خلق خريطة سياسية ترضي الأحزاب فيما بينها ، وكأنها تقسم المستعمرات في عهد النازية ، وبالتالي الدعوة إلى مقاطعتها بكل الأشكال . والعمل على رصد الصفوف ، وتحيق الوحدة الطلابية ، ومنها الوحدة الشعبية في مواجهة المافيا الحاكمة



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللإنتخابات المزمع تنظيمها بالمغرب تحت استبداد سلطة القبيلة ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية ؟ ال ...
- ليكون الغرض من إحياء الأمازيغية هو الدفاع عن الإنسانية والهو ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية الجز ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجز ...
- ما هو التسامح المطلوب من قبل المسلمين للمملكة الهولندية؟الجز ...
- جلسات الاستماع لضحايا الاعتقال السياسي بالمغرب مجرد دعايات ت ...
- البيعة قمة الاستبداد بالمغرب
- المغرب وسياسة الأبارتايد
- الصحراء الغربية بين طموحات الشعب الصحراوي وتخاذل النظام المل ...
- المغرب مجرد تجمع بشري لا علاقة له بمفهوم الدولة
- أسباب ظهور الخلايا الجهادية حاليا ، و الحركات الثورية مستقبل ...
- لبنان ليس هو الحريري ، والحريري ليس هو لبنان فمن ينقذ شعب لب ...
- نداء تاريخي للدعوة لتأسيس الجبهة الثورية الديمقراطية الأمازي ...


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي لهروشي - أعوان القبيلة العلوية المسلطة تنهج سياسة تشويه وتفريق الأمازيغ لإحباط المشروع القومي لاستعادة أرض الأمجاد