أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نائل الطوخي - مهمة سوسن وأخواتها في تحدي النشر التقليدي















المزيد.....

مهمة سوسن وأخواتها في تحدي النشر التقليدي


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:50
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


"دار سوسن للنشر البلوجي، تعلن في تحد سافر ومقيت عن قبولها للنشر للجميع ودون وجود لجان قراءة أو تصاريح مرور. ننشر مجانا جميع الأعمال الأدبية و غير الأدبية و قليلة الأدب. يتضمن ذلك أحيانا تصميم الغلاف و الدعاية و التوزيع." يفاجئ أي متصفح لهذا الموقع http://www.darsawsan.blogspot.com بالافتتاحية السابقة والتي تنبهه إلى وجود دار نشر، إذا جاز تسميتها كذلك، لن ترفض أي عمل متقدم للنشر إليها، تصمم له الغلاف وتقوم بالدعاية له. أي شخص يرفض فرصة ذهبية كتلك؟
بدأ الموضوع بصدفة بحتة. الشاعر الشاب محمود عزت يقوم بتنزيل ديوانه "شغل كايرو" في مدونته وعليه شعار صاغه كنكتة: دار سوسن للنشر. بعد ذلك يسأل نفسه ما الذي يمنع سوسن من أن تكون دارا إلكترونية حقيقية، دار نشر هي عبارة عن مدونة، يتم تنزيل العمل الإبداعي فيها على هيئة تدوينات متتالية؟ نجح ديوانه "شغل كايرو" بالفعل وبدأت عدد القراءات تزداد ومعها عدد التعليقات، ولكن الأهم من كل شيء، إبراهيم داود يتصل به ليخبره بأنهم في دار ميريت يريدون نشر الديوان. يمكن إذن لدار سوسن أن يكون لها تأثير على أرض الواقع الورقي.

الإيهام بالنشر
بعد أول أسبوع من الإعلان عن افتتاح الدار وصلت محمود على بريده الإلكتروني عشرة أعمال إبداعية يريد أصحابها النشر. في البداية كان يقوم بتصميم الغلاف بنفسه ولكنه بدأ بعد ذلك يطلب مساعدة الآخرين، مثل محمود عبده مصمم الأغلفة في دار الشروق، وهو من قام بتصميم شعار الدار، والشاعر خالد عبد القادر وهو من أصبح يقوم بتنزيل الأعمال الإبداعية، كما ساعدته أمينة زكي وأمل إسماعيل في تصميم الأغلفة. تم بهذه الطريقة نشر أكثر من 11 عنوانا منها: "سبع صنايع لمي كامل"، "جدار ليزيد الديراوي"، "النبي الأفريقي لمينا جرجس. "وتعيش" لأحمد محجوب.
ليس هناك معيار وراء النشر في الدار. يقول محمود: "على أي أساس سوف نقوم بوضع قيود على الإبداع؟ فكرة الدار هي أن نعطي الفرصة للجميع. أهم شيء هو أن يكون الشعر مثلا على شكل ديوان لا أن يكون قصيدتين ويطلب صاحبهما نشرهما." وإذا كان الأمر هكذا فما الفكرة إذن من وراء هذا الدار؟ يقول محمود: "الفكرة قائمة على الإيهام بالنشر. هناك من يقومون بتعديل قصائدهم قبل أن يرسلوها لي كي تكون جديرة بالنشر في سوسن. بالإضافة إلى أنني أقوم بالدعاية للدار في كل المنتديات الأدبية التي أدخلها، وأحيانا ما تجيئني بناء على هذه الدعاية طلبات من خارج مصر. الشاعرة الجزائرية حنين عمر مثلا طلبت نشر ديوانها "رجال من السكر" في دار سوسن".
بالإضافة إلى هذا، تؤتي الدار أحيانا ثمارها الورقية، بخلاف نشر محمود عزت ديوانه في ميريت طلبت بعض دور النشر في الأقاليم إعادة نشر كتب سوسن، غير أن الأهم في هذه الحالة هو دار "اكتب" لصاحبها يحيي هاشم الذي اتفق مع محمود عزت على أن ينتقي من كتب سوسن ما يراه صالحا للنشر الورقي وينشره عنده. تم اختيار حتى الآن أربعة أعمال: "ديكورات بسيطة" لأحمد الفخراني، "تغني محدقة في الفراغ" لسارة رشاد، "الملائكة لا تشاهد الأفلام الإباحية" لطلال فيصل و"ذات وطن" لمحمد سيد حسن".

اكتب: لم نرفض أي عمل!
هنا كانت تلتقي مصلحة الطرفان الناشئان، دار سوسن ودار "اكتب"، التي لم تكمل عامها الاول بعد، ولكنها أصدرت ما يزيد على العشرة كتب لشباب لم ينشر معظمهم من قبل. تنشر الدار كتبها في طبعات متقشفة. تأخذ من الكاتب نصف تكاليف الكتاب وهو ما يتراوح بين ألف وألف وخمسمائة جنيها، وتشاركه في نصف الأرباح. مع خصم خاص بطبيعة الحال في حالة الكتب المنشورة سابقا في سوسن.
يحي هاشم يدير اللقاء الأدبي الأسبوعي لساقية الصاوي. من هنا يستطيع الوصول لكثير من الشباب المتعطشين لفرصة نشر. عن طريق شبكة العلاقات هذه يستطيع أن يضمن مستوى معقولا من الجودة: "لم نرفض أعمالا حتى الآن. لأنه حتى يصل الكاتب إلينا أن يكون قد تجاوز بطبيعة الحال مراحل الكتابة الأولى."
للدار تابوهاتها بالطبع، وسقف حرياتها هو أكثر انخفاضا من دور أخرى كثيرة تعني بالأدب في مصر. يقول يحيي هاشم: " هدفي ليس هو إثارة الفتنة. لن أقدم كتابا في الدين يثير مشاكل. كما أننا لا نعرض أغلفة فاضحة. الغلاف هو عنوان الدار ولن أدع أحدا يشتري كتابا لتصوره أنه كتاب بورنو". بالإضافة إلى الغلاف، فقد قام هاشم بتغيير عنوان رواية محمد طلعت "نور الفياجرا" إلى "أنت أنا وأنا أنت"، بالاتفاق معه. ليس هذا فقط، بل اقترح على الكاتب مينا جرجس أن يستبدل كلمة "المصطفى" في روايته "النبي الأفريقي" بأية كلمة أخرى، حتى لا يحدث لبس مع اسم الرسول، فوافق مينا غير أنه تراجع بعد ذلك وطلب سحب ديوانه. يضيف هاشم أنه قد يوافق على نشر كلمات بعينها إذا جاءت في سياق النص، مثل كتاب "أتيه. أوراق منزوعة من كتابة الجنون" للصحفي العراقي خضير ميري والذي يصف فيه تجربة اعتقاله في عهد صدام حسين ثم إقامته في مستشفى الأمراض العقلية. كل هذا على شرط ألا تكون هذه الأوصاف موجودة في الغلاف أو العنوان، حتى لو جاءت من قلب العمل.
نشرت الدار في بدايتها أعمالا قصصية، غير أن النقلة جاءت على يد ديوان سالم الشهباني "السنة 13 شهر". لاحظ هاشم أنه ليس هناك دور نشر تهتم بالشعر، وقرر اقتحام هذا المجال. تعاقد بعد نشر هذا الديوان على 12 ديوانا أخر مما حدا بالبعض إلى الاعتقاد بأنه لا ينشر إلا الشعر. ديوان سالم كان نقطة فاصلة من ناحية أخرى: الغلاف. تتعامل الدار في العادة مع مصممتين هما أمينة زكي ورانا عمر، أما إذا أراد صاحب الكتاب غلافا آخر فيتحمل هو في هذه الحالة نفقاته، باستثناء غلاف ديوان سالم الذي صممه الفنان الراحل هاني الجويلي والذي دفعت الدار تكلفته، ربما لاسم الفنان الكبير بالنسبة لدار تخطو خطواتها الأولى.
بالإضافة إلى هذا أخذت دار "اكتب" مؤخرا حق طبع ونشر وتوزيع الكتاب الفضي الصادر عن نادي القصة والمجلة التي يصدرها النادي، بالإضافة إلى مجلة "أدب فن" التي يصدرها الكاتب العراقي كريم النجار في هولندا، كما اتفق يحي هاشم مع عدد من الكتاب العرب مثل خضير ميري وغسان كنعان وخالد خيشان من العراق ليفتتح لهم سلسلة "كتابات عربية" التي تنوي الدار إصدارها قريبا. خضير ميري هو صحفي عراقي يعيش بالقاهرة منذ عامين، لجأ للدار لنشر كتابه فإذا بهاشم يتفق معه على أن يكون هو المسئول عن التسويق الخارجي نظرا لعلاقاته الواسعة بالكتاب العرب في الخارج، وهو بصدد توقيع عقد تعاون الآن مع دار نشر قبرصية ومركز ثقافي دانماركي كما ينوي الحصول للدار على حقوق إعادة طبع بعض الأعمال العالمية مثل كتاب ميشيل دولوز: "الماكينة الأدبية. بروست والإشارات" ترجمة حسين عجة.

ك ت ب.. النشر في اللحظات الأخيرة
مؤخرا جدا، صدر ديوان غريب الشكل للشاعرة هدى حسين بعنوان "خرائط الذات". الكتاب هو عبارة عن الديوان بالعربية في نصفه الأيمن، وترجمته بالإنجليزية في النصف الأيسر، ويتوسطهما رسوم لها. ومكتوب على الغلاف بخط دقيق: "مطبوعات ك ت ب".
ليست "ك ت ب" دار نشر. إنها ببساطة مطبوعات يحررها مصطفى الجارحي مع المجلة التي تحمل نفس الاسم وتصدر عن مؤسسة قافلة حالة للنشر للثقافة والفنون. المجلة كانت تصدر على شكل نشرة أسبوعية وتطورت سريعا لتصبح جريدة تابلويد ثم أصبحت على شكل مجلة، والآن يتم الإعداد لإصدار العدد الرابع منها. غير أن تطور الكتب على ما يبدو لم يتحرك بنفس النشاط الذي تتحرك به المجلة، فلم يتم حتى الآن إلا إصدار ثلاثة كتب بعد أكثر من ثلاثة أعوام على بدء النشر.
ديوان هدى حسين هو الكتاب الأخير الذي تصدره "ك ت ب"، بعد "الأغنية الشعبية" ليسرية مصطفى و"ليالي المسك العتيقة" لحجاج حسن أدول. كان أدول هو الذي اقترح على الجارحي إصدار مطبوعات "ك ت ب". يقول الجارحي: "قبل بداية إحدى دورات معرض الكتاب بأيام وبينما كنت أجهز للعدد الثاني من مجلة "ك ت ب" جاءني حجاج أدول وأخبرني أن ناشره لن يستطيع اللحاق بالمعرض وطلب مني أن أنشر أنا روايته هذه الأيام. أصدرتها بالفعل قبل المعرض. المشكلة هي أن رواية حجاج أدول، على عكس المتوقع منها، لم تحقق مبيعات إطلاقا، وربما يكون السبب أنها لم تكن الطبعة الأولى من الكتاب، بينما العدد الثاني من المجلة كان يحقق مبيعات وبه استطعنا تغطية خسائر "ليالي المسك".
لجوء أدول للجارحي لنشر كتابه يشبه ما يحدث مع هدى حسين، التي كانت قد كتبت ديوانها "خرائط الذات" بالإنجليزية ثم ترجمته إلى العربية و لجأت إلى الجارحي قبل معرض الكتاب ب15 يوما طالبة منه اللحاق بالمعرض، ودفعت تكاليف الطباعة كاملة، كما كان الغلاف من رسومها هي بطبيعة الحال. خرج الكتاب متقشفا بعض الشيء، ولكنه جدير باسم "ك ت ب".
هنا بالتحديد يبدو أن ل"ك ت ب" شروط أكثر قسوة للنشر في مطبوعاتها. يقول الجارحي أن هناك الكثيرين ممن يطلبون منه إصدار كتب لا يكون راضيا عن مستواها الفني. كتب كهذه يقوم بنشرها بالفعل ولكنه لا يضع اسم "ك ت ب" عليها، بالضبط كما لو كان الكاتب قد طبع كتابه على حسابه. حدث هذا مع كتب لسمير إدريس ومحمد أحمد طه.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب فاكهة شهور الظمأ المحرمة: المكتبة العامة، جنة القراء ا ...
- هجوم الجزائري ياسمينة خضرة في شوارع تل أبيب: ضريبة إسماع الص ...
- في وصف التعذيب وما وراءه
- بطرس غالي وشيمون بيريز في شهادات للتاريخ: الصراع كما يرويه ا ...
- المفتي.. الأب الروحي للعصر الحديث
- شاعر إسرائيلي يدافع عن حماس: نحن عنصريون ازاء كل من لا يحمل ...
- ايلان بابيه والتغيير المستحيل من الداخل.. موسم الهجرة من اسر ...
- عبد الناصر سعى لعقد سلام مع اسرائيل قبل عام سبعة وستين
- ادباء اسرائيل يحتجون. الفنانون يتذمرون والاوتوبيسات تسخر، ان ...
- سبعة أسباب تجعلني أعشق التراب الذي تمشي عليه حماس
- وزير الثقافة الاسرائيلي، غالب مجادلة: دولتي تحارب شعبي
- في مديح أهل النار
- بعد أن فشل في العثور علي حلم وردي واحد يرفع الرأس، محمد الكف ...
- معنى أن يكون الكاتب يهوديا
- النوبة بين التوطين والتطوير: عودة الجنوبي إلى أرضه
- أوروبا .. ولاية عثمانية
- صنع الله إبراهيم: أحلم بالكتابة عن الجنس
- المدير الجديد لمعهد جوتة بالقاهرة، هايكو سيفرس: غياب الماضي ...
- في بينالي الشارقة: تضميد الواقع بيد وخدشه بالأخرى
- مسعد أبو فجر ورواية البدو: الديكتاتورية أسوأ من الاحتلال


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نائل الطوخي - مهمة سوسن وأخواتها في تحدي النشر التقليدي