أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نائل الطوخي - ادباء اسرائيل يحتجون. الفنانون يتذمرون والاوتوبيسات تسخر، انتصار الايام الستة وفشل الاربعين عاما















المزيد.....

ادباء اسرائيل يحتجون. الفنانون يتذمرون والاوتوبيسات تسخر، انتصار الايام الستة وفشل الاربعين عاما


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"أربعون عاما على الانتصار" هي العبارة المكتوبة الآن على الأوتوبيسات الإسرائيلية في شوارع تل أبيب والقدس ويافا، العبارة هي جزء من كروت معايدة تنتمي لفترة حرب 1967. تضم الكروت أيضا جنودا ومسيرات للنصر، طيارين ومحاربين متحمسين، بالإضافة إلى عناوين مثل "سنة الأمن والسلام" وصور لزعماء يضحكون.
بدأ هذا المعرض بمبادرة المنتج داني ويلنسكي ومتحف يانكو دادا. المفارقة أن المقصود به ليس تمجيد الحرب التي حلت هذه الأيام ذكراها الأربعون وإنما انتقادها. يقول ويلنسكي لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية: "أسطورة حرب الأيام الستة، والتي اعتبرها البعض انتصارا، احتفظت بمكانتها حتى حرب لبنان الأخيرة. فكرة أنه يمكن هزيمة خمس دول في أربعة أيام تغيرت عندما استغرق احتلال قرية بنت جبيل خمسة أيام. برغم هذا، فبعضنا يواصل الحياة مع الأسطورة. هناك من يرون في هذا انتصارا جاء به المسيح، والبعض الآخر يعتقدون أنه هزيمة كبرى."
تسأله هاآرتس: ولكن البعض سوف يفسر هذا باعتباره فعلا نوستالجيا وليس فعل احتجاجي؟
فيرد: لو علقنا شيئا ما مسيسا لم يكونوا ليعرضونه كما أتوقع. حسنا، لنر كيف سيتفاعل الناس مع مشهد الجنود، مع الروح العسكرية الممتزجة بهذا، مع طقس عبادة الشخص. أنا واع بأنه يمكن أن تكون هناك مختلف ردود الفعل. الحقيقة هي أنك تقول أربعون عاما على الانتصار، وهذا يكفي. هذا يطرح فورا التساءل عن أي حرب يدور الحديث. كذلك تكبير رسائل المعايدة الحميمية يذكرنا بالدعاية السوفيتية والتي دارت حول السجود للأبطال. حتى اليوم لدينا حنين للأبطال الذين سيخرجوننا من المستنقع. إنها دولة تبحث عن الأساطير والأبطال، وليس أكثر. هذا معرض اجتماعي سياسي مع بعض النوستالجيا، ولكنها نوستالجيا تذكرنا بأن أبطالنا قد انتهوا."
بالإضافة إلى هذا، ف"ستة أيام يليها أربعون عاما"، هو عنوان معرض فني احتجاجي آخر مقام في متحف بتاح تكفاه وشارك فيه عدد من الفنانين الإسرائليين. يتمحور المعرض حول مكان الحرب والجيش في الحيز المدني والثقافي وتأثيرهما على الواقع الإسرائيلي الآن. والصور مأخوذة من الأرشيفات الرسمية: أرشيف مكتب رئيس الوزراء والجيش الإسرائيلي وألبومات الانتصار التي انتشرت بعد الحرب. يضم المعرض صور أصبحت فيما بعد جزءا من الوعي الجمعي عن الحرب مثل صور رابين ودايان في باب الأسود، والحاخام جورن وهو يبكي أمام الحائط الغربي.

هكذا قالت ابنة دايان
الأدب كذلك يقوم بدور في الاحتجاج على الحرب التي لم يعد أحد يحس بثمار الانتصار فيها. الأديبة ياعيل دايان ذات التوجهات اليسارية، وهي ابنة موشيه دايان وزير الدفاع في حرب 1967، تكتب قائلة: "بعد أربعين عاما لا يحتفل قلبي. لا ب"تحرير" القدس وتوحيدها، فهي لم تكن أبدا ممزقة ومنفصلة ومسكينة قدر ما هي عليه اليوم، ولا بالأراضي المحتلة، والتي تقف عائقا أمام أية تسوية سلمية، عائقا أمام إسرائيل الديمقراطية، وعبئا اقتصاديا، أخلاقيا وقيميا نحتاج على الأقل لأربعين عاما أخرى حتى نتحرر منه.
النتائج المدمرة لحرب الأيام الستة –وأنا غير نادمة على الحرب نفسها، وإنما على عدم استخلاص الاستنتاجات الصحيحة منها وعلى عدم استغلال الفرص التي تلتها – اتضحت في حادثين أساسيين، أولهما هو مقتل رئيس الوزراء إسحق رابين، الذي قاد عملية السلام أما الثاني فلسوف يحدث بعد أكثر من عشر سنوات، ألا وهو حرب لبنان الثانية.
لولا هاتين المأساتين لكانت لنا اليوم فرصة التحدث من موقف قوة، دعم دولي، قوة أخلاقية، فرصة لأن نوقف الاحتلال ونصل لاتفاق سلام ولحدود ثابتة. والآن، في ذكرى الاحتلال، المستوطنات، هدر حقوق الإنسان وانحدارنا، فيمكننا، بل ونحن ملزمون بأن نضع أنفسنا في موقف القوة الحقيقي ، أن نلتزم بحدود ثابتة وننظف بيتنا كي يتحمل وجودا جديدا، استعدادا للعام الستين للدولة."
ميجيد، الأب وابنه
في ذات الوقت تواجه صحيفة يديعوت أحرونوت بين الأديبين أهارون ميجيد الذي شارك في الحرب، وابنه أيال، الذي لم يشارك. يحكي كل منهما ذكرياته عنها. يقول أيال عن اكتشافه الفلسطينيين لأول مرة لدى سفره للضفة الغربية بعد الحرب: "أصبت بصدمة الحرب الأولى منذ أن اكتشفت القرية الجميلة التي رأيتها من قبل وقد تم اجتثاثها. رأيت اللاجئين الذين خرجوا من هناك. كان هذا هو لقائي الأول بالشعب الفلسطيني كما عرفه أبي. كانت هذه هي المرة الأولى بالنسبة لجيلي التي نلتقي فيها هذا الشعب، كشعب وليس كعرب يعيشون تحت ظل الحكم العسكري، هنا بدأ وعيي الموضوعي يتكون."
أما أهارون ميجيد، وهو واحد من رواد الأدب العبري، فقد رأى الجولان بعد أن تم احتلاله، يبدو سكرانا بالانتصار حتى الان لدرجة استرجاع التوراة للحديث عن الحرب: "عندما وصلنا إلى القنيطرة وجدناها مدينة مدمرة. ولكن في تل فحر أو حولها فقد كان كل ما رأيته هو الشهداء، العرب القتلى. كانوا يرقدون في القنوات وكانوا مغطين بالذباب وكانت هناك رائحة تعفن الجثث. ولكن جوهر النصر كان كما قالوا يومها "كأننا كنا في حلم". كان هذا حدثا أسطوريا لا يصدق. مثل حصار أشور لأورشليم المذكور في التوراة. حدثت في الأيام الستة معجزة مثل تلك المذكورة في التوراة."
تسألهما الصحيفة: "ألم تشرخ الحرب في أعينكم الكتابة الصهيونية التي كادت تكون مجندة والتي ميزت جيل 1948؟" يرد الاثنان سويا بالنفي، ويضيف أهارون: "الحقيقة هي أن أغلبنا كان صهيونيا، أمنا جميعا بهذا ليس لأنهم لقنوه إيانا من فوق وليس لأننا رغبنا في إرضاء الزعماء. حتى الآن مازلت صهيونيا وأشعر أن لي جذورا في هذه الأرض."
وسؤال آخر عن يشعياهو ليفوتيس، الحاخام الإسرائيلي الأشهر الذي عارض الحرب بقوة وقتها. يقول أيال : "نعم. بعد الحرب تعاطفت أكثر مع ليفوفيتس أكثر مما تعاطفت مع من ينادون بشعار أرض اسرئايل الكبرى."
أهارون: "حقا! لم أكن أعلم أن لي عدوا في البيت!"
أيال: "أتذكر أنني حكيت لك. في إذاعة جالي تساهال أخرجنا برنامجا يوميا ساخرا بعنوان "يوميات الانسحاب". كان كل واحد من المراسلين يتحدث عن انسحاب الجيش من الأراضي التي تم احتلالها. كان هذا أمرا سرياليا لأنه مثلما اعتقدنا أننا لن نحصل أبدا على تلك الأراضي فكذلك لم نعتقد أننا سنخرج أبدا منها. كات يوميات سريالية تدور حول ما قاله ليفوفيتس: "اخرجوا بسرعة، بدون أي مقابل لأن هذا كله سيتعفن."



كيف تشعل مظاهرة للمبتدئين
الاحتجاجات على الحرب بلا حدود، يقول اليساري يوسي بيلين في مؤتمر للسلام أقيم بمناسبة الذكرى الأربعين للحرب أنها كانت لعنة على إسرائيل، فيرد عليه أفيجدور ليبرمان، صاحب التهديد الشهير بضرب السد العالي، ليقول في معاريف مستخدما الخطاب الصهيوني التقليدي لتبرير الحرب:
"هل كانت لعنة يا يوسي؟ دعنا نفكر عليها ولو للحظة. ماذا كان سيحدث لو كنا، أعوذ بالله، انهزمنا في نفس الاسبوع المصيري في يونيو 1967. يبدو لي أن الاختلافات العميقة في الرأي بيننا، لم تكن لتظهر أبدا. لأننا ببساطة لم نكن لنصبح موجودين هنا. هل كانت حرب 1967 لعنة؟ كنا دولة صغيرة ومهددة أوضحت لأعدائها أنهم لن يتغلبوا عليها بقوة الذراع. أوجدنا قدرة مذهلة على الردع. لازلت آمل أن الحديث هو عن زلة لسان منك، غير مسيطر عليها، أو عن أمور خرجت عن سياقها."
كما تنشر معاريف أجزاء من كتيب أعده ونشره بعض اليساريين الذين نظموا مسيرة أطلقوا "احتلال 40" في الذكرى الأربعين للحرب ووزعوا فيها الكتيب. ناشرو الكتيب هم عرب ويهود يضمون بينهم عددا من المجموعات مثل: "فوضويين ضد الجدار"، "بروفيل جديد"، "تعايش"، "جوش شالوم"، "يش جفول"، وحزب حاداش. يهدف الكتيب كما هو مكتوب فيه أن يواجه "السكان اللامبالين بالواقع المختبئ في مكان ما خلف الخط الأخضر. دولة إسرائيل تحتل، تعذب، تقتل، تمنع حرية الحركة، حرية العمل وحرية الدين والأدوية والكهرباء والمياه والتعليم عن ملايين البشر."
الكتيب، الذي تسميه معاريف ب"المرشد للفوضوي المبتدئ" يتضمن تعليمات حول كيفية إعداد القنابل اليدوية وتوصيات بكيفية الإضرار بقواعد الجيش وبالجدار العازل، كما يشرح طرق تعطيل المرور وغلق الشوارع وتنظيم المظاهرات، وهو ما عدته الصحيفة اليمينية إضرارا بالسلم العام. فور نشر الكتيب ثارت عاصفة في إسرائيل ووجه عضو الكنيست يوئيل حسون إلى المستشار القانوني للحكومة، ماني مازوز، طالبا البت في كون هذا الكتيب تجاوزا للقانون من عدمه، وهل ينبغي العمل ضد موزعيه أم لا؟ كما أجرت معاريف استطلاعا للرأي حول مضمون هذا الكتيب فكان الرد شبه الموحد، في الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، هو أنه على الحكومة أن تضرب بيد من حديد على نشطاء اليسار.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبعة أسباب تجعلني أعشق التراب الذي تمشي عليه حماس
- وزير الثقافة الاسرائيلي، غالب مجادلة: دولتي تحارب شعبي
- في مديح أهل النار
- بعد أن فشل في العثور علي حلم وردي واحد يرفع الرأس، محمد الكف ...
- معنى أن يكون الكاتب يهوديا
- النوبة بين التوطين والتطوير: عودة الجنوبي إلى أرضه
- أوروبا .. ولاية عثمانية
- صنع الله إبراهيم: أحلم بالكتابة عن الجنس
- المدير الجديد لمعهد جوتة بالقاهرة، هايكو سيفرس: غياب الماضي ...
- في بينالي الشارقة: تضميد الواقع بيد وخدشه بالأخرى
- مسعد أبو فجر ورواية البدو: الديكتاتورية أسوأ من الاحتلال
- يوميات الكتاب في أبو ظبي
- في مديح العنصرية: النقاء المطلق لكراهية الآخر
- لمسة من عالم ميت
- جاليري آرت اللوا: محاولة لاختراق مركزية وسط البلد
- الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي
- قضية الأسرى المصريين: جنون الذبح الإسرائيلي
- فيلم بوفور بعد فوزه في مهرجان برلين: العقدة الإسرائيلية من ل ...
- معرض القدس الدولي للكتاب.. بين علامتي تنصيص
- عادل جندي في كتابه:-الحرية في الأسر-.. العجز عن تأويل العالم


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نائل الطوخي - ادباء اسرائيل يحتجون. الفنانون يتذمرون والاوتوبيسات تسخر، انتصار الايام الستة وفشل الاربعين عاما