أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نائل الطوخي - سبعة أسباب تجعلني أعشق التراب الذي تمشي عليه حماس














المزيد.....

سبعة أسباب تجعلني أعشق التراب الذي تمشي عليه حماس


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 11:07
المحور: كتابات ساخرة
    


أولا: ليس لدى حماس التقسيمات العقائدية الشوفينية التي لدى جميع الحركات الأيديولوجية الأخرى، فهي لا تفرق بين الإسرائيلي المدني والعسكري والفلسطيني الفتحاوي وغير الفتحاوي. تعتقد حماس أن الإنسان، بوصفه إنسانا، ليس حيوانا مفكرا وإنما حيوان مستحق للقتل. وبهذا تنطلق في أيديولوجيتها من أرضية إنسانية عامة، لا تفرق بين دين أو ملة. وهكذا تتجاوز جميع العقائد التي تعتمد على مركزية العرق والدين.

ثانيا: حماس حركة إسلامية متخلصة بشكل مذهل من كل الجمود العقائدي والمذهبي الذي يميز سائر التيارات الأخرى، فهي تدخل الانتخابات الفلسطينية تحت راية أوسلو والقبول بها ثم تؤكد أن أوسلو غير ملزمة لها بعد وصولها إلى سدة الحكم، وتواصل هجومها ضد فتح بسبب قبول الأخيرة لأوسلو. وبهذا تحقق حماس مفهوما مرنا وبراجماتيا حديثا للسياسة لا يتسم بالتشنج ولا بالثبات المتصلب على المبدأ.

ثالثا: تعتقد حماس أن العمل الداخلي، أي العمل داخل البيت الفلسطيني، هو العمل الأساسي، وتأتي بعده مواجهة الأعداء، ولتركيزها على العمل الداخلي فهي تبدأ بالتخلص من الشعب الفلسطيني، قبل أن تتجه إلى سائر الكائنات البشرية للقضاء عليهم، ولأنها تؤمن أنه ليس للأنا قداسة أو أفضلية على ما عداها، فهي توجه سلاح القتل لنفسها ولشعبها قبل أي شخص آخر.

رابعا: تؤمن حماس بوحدة الوجود، وهي فكرة أنطولوجية غاية في الرقي عبر عنها كبار المتصوفة حيث يصبح الكل في واحد، وأنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا، فحماس هي الحكومة والمعارضة في آن. تتواجد حماس في مقاعد السلطة ولكنها أيضا تقود، في الشارع الغزاوي، الشغب والحرب ضد السلطة عينها.

خامسا: وانطلاقا من رابعا، تجسد حماس المقولات الفوكوية بامتياز، عن الحرب التي تخترق جسد المجتمع، فسلاحها ليس مجاله ساحة المعركة مثلما في جميع الفلسفات والرؤى التقليدية، وإنما مجاله الشارع واستعراضات النصر والصور الاحتفالية والشجارات العادية. لا تتوقف الحرب عند جنس معين، كما سبق وقلنا في أولا، وإنما تمتد إلى جميع خلايا جسد المجتمع، وهي عينها مقولات فوكو والتي استوحاها من هوبز حول الحرب بوصفها المحرك الأساسي لأي مجتمع مدني، من هنا تواكب حماس أحدث صرعات الفكر الفلسفي الغربي، وتضيف إليه كذلك.

سادسا: لحماس خلفية ثقافية نادرة المثال، فمشاهد الاستشاهديين على شرائط الفيديو قبل تنفيذهم عملياتهم الاستشهادية المقدسة، ومشاهد التمثيل بجثث المعارضين، تتم كلها بغرض تدليل بصر المواطن العادي، وهي أقرب إلى أن تكون مشاهد تنتمي للمسرح والسينما الحديثين، والاحتفاء الفني بالقتل هنا يجعل من الموت، بل وحتى القتل والتمثيل بالجثث، عنصرا يستحق الاحتفال. بهذا تجهد حماس لخلق البهجة الفنية في جميع مفردات العملية النضالية الجافة.

سابعا: تؤمن حماس بالعدل. تؤمن بأن قضايا التحرر الوطني العادلة لابد لها من رجال لا يعرفون شيئا عن ابجديات التحرر الوطني. فحتى لا يتراكم المجد والبهاء كله في الأيدي الفلسطينية، ويحرم الآخرون، ومنهم الإسرائيليون، من ذلك المجد، فهي تسعى لأن تتكون من أولئك الرجال الذين لا يعرفون شيئا عن نيلسون مانديلا وغاندي وأمريكا اللاتينية بينما يدافعون عن قضيتهم العادلة إياها. بكلمات أخرى: لأن حماس تخجل دوما من الحقائق المطلقة، فهي تقوم بجعل قضية فلسطين أمرا أكثر نسبية، وأكثر صعوبة في الدفاع عنها مع استمرار إمساكها، أي حماس، بمقاليد الأمور. بهذا تُحطم اليقين المطلق، وهو حجر الأساس لسائر الفلسفات التقليدية، وتبدأ في تحقيق النسبية، التي تصل إلى إلقاء الشك على مدى عدالة القضية الفلسطينية، وهو ما يماثل زرع بذرة الحداثة في الفكر الفلسطيني المعاصر، الذي امتاز بطوباويته ودوجمائيته في العهد ما قبل.




#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير الثقافة الاسرائيلي، غالب مجادلة: دولتي تحارب شعبي
- في مديح أهل النار
- بعد أن فشل في العثور علي حلم وردي واحد يرفع الرأس، محمد الكف ...
- معنى أن يكون الكاتب يهوديا
- النوبة بين التوطين والتطوير: عودة الجنوبي إلى أرضه
- أوروبا .. ولاية عثمانية
- صنع الله إبراهيم: أحلم بالكتابة عن الجنس
- المدير الجديد لمعهد جوتة بالقاهرة، هايكو سيفرس: غياب الماضي ...
- في بينالي الشارقة: تضميد الواقع بيد وخدشه بالأخرى
- مسعد أبو فجر ورواية البدو: الديكتاتورية أسوأ من الاحتلال
- يوميات الكتاب في أبو ظبي
- في مديح العنصرية: النقاء المطلق لكراهية الآخر
- لمسة من عالم ميت
- جاليري آرت اللوا: محاولة لاختراق مركزية وسط البلد
- الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي
- قضية الأسرى المصريين: جنون الذبح الإسرائيلي
- فيلم بوفور بعد فوزه في مهرجان برلين: العقدة الإسرائيلية من ل ...
- معرض القدس الدولي للكتاب.. بين علامتي تنصيص
- عادل جندي في كتابه:-الحرية في الأسر-.. العجز عن تأويل العالم
- الشاعر بني تسيبار: البلدوزر سلاح ضيوف القدس غير المهذبين


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نائل الطوخي - سبعة أسباب تجعلني أعشق التراب الذي تمشي عليه حماس