أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نائل الطوخي - شاعر إسرائيلي يدافع عن حماس: نحن عنصريون ازاء كل من لا يحمل عضوية نادينا














المزيد.....

شاعر إسرائيلي يدافع عن حماس: نحن عنصريون ازاء كل من لا يحمل عضوية نادينا


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 11:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بني تسيبار
ترجمة: نائل الطوخي
نوع مقرف بالنسبة لي من العنصرية أكتشفه في كل أنواع التعبيرات التي يتفوه بها أناس سوبر مثقفون يتم اعتبارهم مستنيرين، مثل بعض زملائي في الصحيفة، عن الوضع في غزة وعن سيطرة حماس عليها. شاهدت مساء الأمس تقارير خاصة في البي بي سي، ولم أعثر فيها على أي قول عنصري. شرح المحلل رأيه بخصوص الوضع وزعم أنه في نهاية الأمر فسيطرة حماس على غزة هي أمر إيجابي، حيث أنه بعد هذه الاضطرابات اتضح أنها في الصالح. ولكن دعونا ننظر إلى ما يقولوه عندنا عما يحدث في غزة. فورا يرتدي كل شيء قناعا مسخيا. فورا يتم اعتبار العرب متعصبين، عنيفين وقتلة بشكل وراثي.
ليس بإمكان أي شخص، أي شخص ببساطة، إلا أن ينظر إلى الحقيقة ويعترف أن التغيير السياسي الحقيقي، في أي مكان مكان في العالم، لن يتحقق إلا بقوة الذراع وبالعنف. ألم تحقق الصهيونية نفسها في نهاية الأمر عن طريق العنف؟ وهل كانت الثورة الفرنسية لتصبح ممكنة بدون القتل؟ بديهي أنه في مكان مرقع جيدا كإسرائيل، يبدو لنا أن السلطة تتغير بشكل ديمقراطي وبلا عنف. ولكن هل تتغير السلطة فعلا عن طريق الانتخابات؟ لا تتغير، حسب رأيي المتواضع، لأنها تظل طول الوقت في يد مجموعة ضئيلة، قلت أو كثرت، تضم إليها بعض المستشرقين وبعض العرب حتى يغطوها بورقة التوت، هذا هو كل الأمر.
التليفزيون هو أيضا أداة تلاعبية. نحن فعلا نسعد للسماع عن شكوى رجال فتح من قسوة رجال حماس وكيف تصرخ النساء في شوارع غزة كفى عنفا. عندئذ يأتي واحد من زملائي، أحد النجوم الذين يظهرون كثيرا في التليفزيون، ويقول بلهجة وصائية ورعة لسيدة ما ناقشته ورفضت أن تعتبر حماس نموذجا للشر: "على النساء والمثليين بالتحديد الخروج للشارع والتظاهر ضد حماس." هل فهمتهم هذا التلاعب؟ لأن حماس حركة إسلامية، والإسلام، وفق القالب الشائع، يضطهد النساء والمثليين، فالنساء والمثليون عليهم أن يكونوا أعداء لحماس.
العنصرية كامنة في هذا، أن هذا الزميل، لا يرى الإنسانية كمجموعة من البشر، بشر في البداية والنهاية، ذوي ميول وآراء وانتماءات مختلفة ومتنوعة، وإنما كماكينات مصنفين وفق انتماءاتهم الجنسية، الإثنية والدينية. لماذا يكون عليّ، في حالة كوني مثليا، أن أعادي حماس؟ ربما أكون، بوصفي مثليا بالتحديد، محبا لقائد حماس وأتخيله في أحلامي.
والآن لنتحدث بجد. أعتقد أنه يجب التفرقة بين كون حماس هي شيء غير مريح لإسرائيل، وبين أنه لدى الفلسطينيين الحق في تفضيل حماس على فتح إذا أرادوا هذا. أمر آخر: أعتقد أن الفلسطينيين ليسوا أكثر عنفا منا. الطبيعة الإنسانية ببساطة هي على هذه الشاكلة، والتاريخ هو على هذه الشاكلة: إن أردت أن تقوم بتغيير سياسي حقيقي، ينبغي أن تستعمل القوة. وهذا ما فعلته حماس، بغض النظر عن كون هذا صوابا أو خطأ، وإن كانت على حق أم لا. ما يغيظني هو تقوى الإسرائيلي العادي، والذي صدم فجأة من عنف حماس، بعد أن كنا قد أدرنا منذ عام فحسب حربا عسكرية عنيفة في لبنان، ونستخدم العنف بشكل يومي في الأراضي.
أي صراع داخلي في أي بلد يبدو لمن ينظر إليه من الخارج زائدا عن الحاجة وأحمق ووحشيا للغاية. ولدي أخبار جديدة لكم: كذلك ينظر أوروبيون كثيرون، يشاهدون الأخبار في التليفزيون عن الشرق الوسط والعنف بين إسرائيل وبين الدول العربية والفلسطينيين، ينظرون إلى إسرائيل بالضبط مثلما ينظر الإسرائيليون الآن إلى حماس، أي باعتبارها عنصرا كارثيا ومهتاجا يسعى للحرب، تدعمه قوى خارجية، ويهدد الاستقرار. دعونا إذن لا نرفع أنفنا أكثر من اللازم ولا نتعالى على حماس وغزة، لأننا في الحقيقة نفس الشيء.
سوف أسير خطوة أبعد وأقول، أن اندلاع العنف الداخلي في غزة، بكل الدمار الذي حدث للناس هناك، يدل على أن المجتمع الفلسطيني يسير في ذروة طريق صحي وطبيعي من الثورة والحماس والبناء والبلورة والاهتمام والنضج ومحاولة تعريف ذاته، وباختصار، كل ما يميز المجتمع الشاب الذي يمور بالأحداث، رجاله مستعدون للتضحية بأشياء أساسية كثيرة. ولا يهم ساعتها إن كانت مبادئهم لا تعجبنا.
أما نحن، بكل ورعنا، فنبدو كمجتمع تعب وشاخ قبل وقته وانغمس في الراحة والرفاهية، والطريق الوحيد لتنفيذ مبادئه هو القمع والقتل والعنصرية ضد من لا يحتفظ ببطاقة عضوية نادي المواطنة الإسرائيلية.

*من مدونة الشاعر الإسرائيلي بصفحة هاآرتس



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايلان بابيه والتغيير المستحيل من الداخل.. موسم الهجرة من اسر ...
- عبد الناصر سعى لعقد سلام مع اسرائيل قبل عام سبعة وستين
- ادباء اسرائيل يحتجون. الفنانون يتذمرون والاوتوبيسات تسخر، ان ...
- سبعة أسباب تجعلني أعشق التراب الذي تمشي عليه حماس
- وزير الثقافة الاسرائيلي، غالب مجادلة: دولتي تحارب شعبي
- في مديح أهل النار
- بعد أن فشل في العثور علي حلم وردي واحد يرفع الرأس، محمد الكف ...
- معنى أن يكون الكاتب يهوديا
- النوبة بين التوطين والتطوير: عودة الجنوبي إلى أرضه
- أوروبا .. ولاية عثمانية
- صنع الله إبراهيم: أحلم بالكتابة عن الجنس
- المدير الجديد لمعهد جوتة بالقاهرة، هايكو سيفرس: غياب الماضي ...
- في بينالي الشارقة: تضميد الواقع بيد وخدشه بالأخرى
- مسعد أبو فجر ورواية البدو: الديكتاتورية أسوأ من الاحتلال
- يوميات الكتاب في أبو ظبي
- في مديح العنصرية: النقاء المطلق لكراهية الآخر
- لمسة من عالم ميت
- جاليري آرت اللوا: محاولة لاختراق مركزية وسط البلد
- الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي
- قضية الأسرى المصريين: جنون الذبح الإسرائيلي


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نائل الطوخي - شاعر إسرائيلي يدافع عن حماس: نحن عنصريون ازاء كل من لا يحمل عضوية نادينا