مرصد: تصاعد عنف المليشيات وحكومات الاستبداد عالمياً ضد المدنيين في 2025


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 00:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

يعيش سدس سكان العالم في مناطق مزقتها الصراعات الدامية خلال عام 2025. وهو أعلى رقم خلال خمس سنوات. وبلغ عدد القتلى أكثر من 240 ألف، وفقًا لتقدير صادر عن مرصد الحرب الأمريكي "معطيات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة" ACLED في تقريره السنوي المنشور في 11 كانون الأول. وبلغ عدد الضحايا في فلسطين والمكسيك وأوكرانيا، وفقًا لجميع المعايير، أعلى مستويات العنف في العالم. فقد كانت أوكرانيا، التي سجلت نحو 78 ألف قتيل الدولة الأكثر دموية عالميا خلال الفترة كانون الأول 2024 -نهاية تشرين الثاني 2025، تليها السودان بـ 17 ألف قتيل، ثم فلسطين بـ 16100 قتيل.

المليشيات
تشير المعطيات إلى أن الميلشيات مسؤولة عن نحو ثلثي أعمال العنف ضد المدنيين، و59 في المائة من الوفيات في صفوف المدنيين. وقد قتلت قوات الدعم السريع السودانية، عددًا من المدنيين يفوق أي مليشيا في الصراعات الاخرى (11 في المائة، أي 4238). وبالمقابل، بلغ عنف القوات النظامية ضد المدنيين ثلاث أضعاف منذ عام 2020.

وتورط ت أكثر من 1200 مليشيا مختلفة، في حادثة عنف واحدة على الأقل، تُعدّ ميانمار أكثر الصراعات تشرذماً في العالم. فبعد الانقلاب العسكري في شباط 2021، انزلقت البلاد إلى حرب أهلية خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وملايين النازحين. ويخلص التقرير إلى أنه "على الرغم من عدة إعلانات أحادية الجانب لوقف إطلاق النار عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في آذار، صعّد الجيش من غاراته الجوية، وبلغ ذروته في نيسان 2025 ".

مخدرات وجريمة منظمة
في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، تقع أربع من الدول العشر التي تشهد أعلى معدلات العنف السياسي في العالم. في هايتي وحدها، قُتل أكثر من 4500. وفي الإكوادور، التي يحكمها رجل الأعمال اليميني دانيال نوبوا، قُتل 3500 في أعمال عنف العصابات. وبسبب هذا العنف، الذي يتمحور في معظمه حول صراعات النفوذ وعمليات الثأر والانتقام بين مختلف عصابات المخدرات، نزح، منذ عام 2021، قرابة 132 ألف داخل البلاد وفرّ أكثر من 400 ألف -أي ما يزيد عن 2 في المائة من السكان، الى الخارج. وعالميا، لا تتجاوز الإكوادور في معدل العنف السياسي سوى جامايكا، وتقع 21 دولة من أصل 25 دولة ذات أعلى معدلات جرائم القتل في هذه المنطقة. وعالميا تحتل جنوب أفريقيا المرتبة الثالثة، ونيجيريا المرتبة التاسعة، والعراق المرتبة العشرين، وإسواتيني المرتبة 25. وسجلت المكسيك أعلى عدد من القتلى خارج النزاعات المسلحة، حيث بلغ عددهم 32252 قتيلاً، تليها الولايات المتحدة الأمريكية (19796) والإكوادور (8221)، التي تصدرت القائمة للعام الثالث.

حروب وعنف سياسي
ويشير التقرير إلى انخفاض العنف في سوريا بشكل ملحوظ في عام 2025 مقارنةً بالعام السابق، إلا أن البلاد لا تزال تعاني من هشاشة سياسية شديدة. فقد ارتكبت قوات الحكومة الانتقالية بقيادة الرئيس الجهادي أحمد الشرع والميليشيات المتحالفة معها مجازر بحق الأقليات في عدة مناطق، لا سيما ضد الدروز في السويداء والعلويين في المناطق الساحلية. وانخفضت هجمات الحوثيين في اليمن على السفن في البحر الأحمر في عام 2025. وتم أطلاق النار على سبع سفن تجارية هذا العام، مقارنةً بـ 150 سفينة في العام السابق. وازدادت الهجمات على أهداف داخل الإسرائيل بشكل طفيف في عام 2025، حيث بلغ مجموعها 125 هجومًا في الأشهر الإحدى عشر الأولى. وفي الصومال، قُتل أكثر من 9090 في أعمال عنف سياسي. وتشهد منطقة القرن الأفريقي نزاعات مسلحة أخرى في إثيوبيا وكينيا وجنوب السودان. وقد قتلت الولايات المتحدة 528 في اليمن و320 في الصومال. في باكستان، قُتل أكثر من 4 آلاف، لا سيما في المنطقة الحدودية مع أفغانستان وفي غارات جوية استهدفت الانفصاليين في بلوشستان. وفي أيار، تصاعدت التوترات بين باكستان والهند لتتحول إلى أخطر مواجهات عسكرية بين القوتين النوويتين منذ عقود.

يوثق التقرير أيضاً الى تطور إمكانيات المليشيات القتالية. ارتفع عدد المليشيات التي تستخدم طائرات مسيرة إلى 469 مليشيا في عالميا. قبل خمس سنوات، لم يكن هناك سوى عشر مليشيات تمتلك هذه الامكانية. وقد نشرت هذه المليشيات طائرات بدون طيار في 17 دولة على الأقل.

داعش
وتواصل المنظمات الإرهابية تقدمها، وإن كان محصوراً في القارة الأفريقية: ارتفعت نسبته الى قرابة 80 في المائة (مقارنةً بـ 49 في المائة في عام 2024) من عمليات " تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، أي تركز نشاط هذه المنظمة الإرهابية العالمية في أفريقيا، ويعود ذلك أساساً إلى الهزائم الكبيرة التي مُني بها التنظيم في الشرق الأوسط. ومع ذلك، وبشكل اجمالي انخفضت نشاطات داعش عالميا بنسبة 13 في المائة. أما في القارة الأفريقية نفسها، فقد أصبحت منطقة الساحل، التي شهدت أكثر من 10 آلاف قتيل، مركزاً للعمليات الإرهابية.