حزب الاتحاد الاشتراكي يَتَصَهْيَنُ من -وراء ظهرنا-..!!


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 02:48
المحور: القضية الفلسطينية     

دعوات وأخرى وحملات مناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومقاطعة للمنتوجات والبضائع الصهيونية وللأنشطة الصهيونية في مختلف المجالات، وكذلك وقفات ومسيرات وجمعيات وجبهات وأحزاب ونقابات...
وفي ظل هذا المد الواسع المناهض للتطبيع والمناصر للقضية الفلسطينية وفي أوج الإجرام الصهيوني الرجعي الامبريالي في حق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والشعب السوري استقبل/احتضن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نهاية الأسبوع الأخير أعتى رموز الصهيونية على تراب بلادنا وفي عقر "داره" بالرباط، ويتعلق الأمر بوفد صهيوني مشارك في مؤتمر الأممية الاشتراكية !!
إنه يتصهين أمام أعيننا، وليس وراء ظهرنا (عفوا)!!
في العمق، الجريمة ليست مفاجئة. لأن حزبا رجعيا من الطبيعي أن يعانق الصهيونية والرجعية والامبريالية، تماما كما حزب العدالة والتنمية وحزب الأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال وحزب الحركة الشعبية وأحزاب رجعية أخرى (ظلامية وشوفينية...)..
فحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يعُد يمُتّ بصلة لتاريخه أو لرموزه. وقد ساهم بأشكال مختلفة في تمرير التطبيع وتنزيل المخططات الطبقية للنظام المُمْلاة من طرف الامبريالية عبر أذرُعها المالية، خاصة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي.
إن التحدي هنا يتمثّل بالدرجة الأولى في الموقف المطلوب من قبل الأطراف التي تناهض التطبيع أو تدّعي ذلك. فمن غير المقبول السكوت عن جريمة والتصدي لجريمة مثلها. إن المسؤولية والمبدئية يقتضيان ليس فقط استنكار أو إدانة الفعل الشنيع لحزب الاتحاد، بل مقاطعة هذا الأخير وكل الأحزاب والنقابات والجمعيات والأشخاص المتورطين في مباركة التطبيع والتواطؤ مع عرابيه وفي مقدمتهم النظام القائم.
وإن أول المعنيين باتخاذ هذا الموقف هو الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وكافة مكوناتها، بالإضافة الى الإطارات المعنية مباشرة بمناهضة التطبيع وفي كافة المجالات وعلى جميع المستويات..
إنه تمرين/امتحان بسيط لاختبار مدى مصداقية "دعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، وحقيقة باقي الشعارات ومن بينها "القضية الفلسطينية قضية وطنية"..
موقفنا من حزب الاتحاد الاشتراكي واضح وثابت. ولا نستغرب ارتكابه لهذه الجريمة في حق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. فماذا تنتظر ممن أجرم، وممن أجرموا في حق "شعبهم"/شعبنا المغربي المكافح؟!!
وكيف نقبل "دموع" حزب العدالة والتنمية الموقِّع على "أوفاق" التطبيع؟!!
ونطرح بالمناسبة سؤالا يفرضه السياق الراهن:
ما جدوى الوقفات الاحتجاجية والمسيرات المناهضة للتطبيع إذا لم نلمس أثرها وتأثيرها على أرض الواقع؟!!
المطلوب الوضوح وتقييم هذه المحطات واستخلاص الدروس منها وإبداع أشكال نضالية أكثر قوة وتصديا للتغلغل الصهيوني المتواصل ببلادنا، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وبوتيرة متزايدة...
النصر لقضيتنا، قضية الشعب الفلسطيني..
الخزي للمطبعين مع الكيان الصهيوني وللرجعية والصهيونية والامبريالية...