تضامننا مع الشعب السوداني ممارسة مبدئية وواجب نضالي


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

-وقفة رمزية اليوم تضامنا مع الشعب السوداني-


إن أي تضامن إذا لم يكن مبدئيا فإنه ممارسة انتهازية بئيسة، تتوخى خدمة مصالح وأجندات بعيدة عن القضية المعنية. وتضامننا مع نضالات الشعب السوداني ممارسة مبدئية وواجب نضالي، تماما كما تضامننا مع القضية الفلسطينية وباقي القضايا العادلة عبر العالم.
إننا ندين الإجرام الذي يتعرض له الشعب السوداني ببشاعة من طرف ما يسمى ب"الجيش السوداني" من جهة، وما يسمى ب"قوات الدعم السريع" (ميليشيات الجنجويد) من جهة أخرى. لقد جعلا من أرض السودان حلبة للتقتيل ومن شعب السودان رهينة لخدمة مصالحهما المرتبطة بمصالح الرجعية والصهيونية والامبريالية، ابتداء من الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني والإمارات ومصر والسعودية وإيران...
إن ما يتعرض له الشعب السوداني لا يختلف عن الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، خاصة بغزة الآن. فقد تطلبت سيطرة "قوات الدعم السريع" مؤخرا على مدينة الفاشر وانتزاعها كأحد معاقل "الجيش السوداني" بشمال دارفور ارتكاب جرائم فظيعة. إن جريمة تقسيم السودان لم تعد تكفي أطماع الامبريالية والصهيونية والامبريالية بالمنطقة، وإنها الآن في حرب إبادة للمزيد من تمزيق أوصال أرض وشعب السودان ونهب خيراته وجعله قاعدة خلفية للهيمنة على شعوب المنطقة...
إن الوقفة الرمزية اليوم، 05 نونبر 2025 بالرباط، المنظمة من طرف الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب قد ساهمت في كشف حقيقة بعض الجهات التي تستقوي بشعار التضامن، خاصة مع القضية الفلسطينية. لقد غابت الجيوش صاحبة الوقفات "الصاخبة" والمسيرات "المليونية"، وكأن الشعب السوداني يستحق الإبادة والتقتيل والتجويع. إن التضامن المبدئي لا يستثني قضية عادلة عن أخرى ولا يميز بين الشعوب المضطهدة، خاصة وفظاعة الإجرام الذي يستهدفها. فكل القضايا العادلة تستدعي التضامن والدعم النضاليين المبدئيين، وليس استعراض العضلات والمواقف والمرجعيات الظلامية...
إنه باستحضار تاريخ وتضحيات الشعب السوداني، تبقى دعوات التفاوض مناورات لفرض الأمر الواقع وتكريس القبضة الحديدية على عنق الشعب السوداني وخيراته؛ وكمثال يفضح مؤامرات الامبريالية والصهيونية والرجعية، نذكر لقاء القاهرة الذي "شرعن" الإجرام الذي طال الشعب الفلسطيني بغزة والذي يسوق كنموذج لخداع الشعوب المضطهدة والتحكم في مصيرها.
إنه لا بديل عن النضال واستجماع القوة من أجل فرض تقرير الشعب السوداني لمصيره. وإنها المعركة المطلوبة من طرف من يهمه حقيقة خدمة قضية الشعب السوداني بعيدا عن التوظيف والامتطاء السياسيين...