الذكرى 41 لمعركة الشهيدين الدريدي وبلهواري، معركة لا الولاء..


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 02:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

انطلقت معركة الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري في 04 يوليوز 1984. واستمرت في أشواط صعبة، بل دامية ومأساوية حتى 16 غشت 1991..
بعد صدور الأحكام في حق مجموعة مراكش 1984 ليلة 25 ماي 1984، وهي الأحكام التي تراوحت ما بين سنة واحدة و15 سنة سجنا نافذا، انطلقت نقاشات ماراطونية في صفوف المجموعة بشأن تحسين وضعية الاعتقال، هذه الأخيرة التي كانت لا تُطاق ولا تتوفر على أدنى شروط الحياة الإنسانية، كما أنها لم تكن تسمح بإمكانية التواصل مع خارج السجن أو التفاعل معه...
دامت تلك النقاشات لما يفوق الشهر، وليل نهار. وفي الأخير، قرّر عشرة (10) رفاق خوض إضراب لا محدود عن الطعام من أجل تحقيق ملف مطلبي شامل.
الرفاق المعنيون هم:
- الشهيد بوبكر الدريدي (05 سنوات)؛
- الشهيد مصطفى بلهواري (10 سنوات)؛
- الفقيد الحبيب لقدور (12 سنة)؛
- عبد الرحيم سايف (10 سنوات)؛
- نور الدين جوهاري (08 سنوات)؛
- كمال سكيتي (05 سنوات)؛
- أحمد البوزياني (04 سنوات)؛
- الحسين باري (05 سنوات)؛
- الطاهر الدريدي (10 سنوات)؛
- حسن أحراث (15 سنة).
أما الملف المطلبي، فأهم عناصره هي:
- وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية؛
- الزيارة المباشرة للعائلات والرفاق والأصدقاء؛
- متابعة الدراسة واجتياز الامتحانات (مُنع المعتقلون السياسيون سنة 1984 من اجتياز الامتحانات)؛
- تغذية صحية وملائمة؛
- شروط النظافة؛
- فُسحة كافية...
بعد أسبوع خاض بعض الرفاق الآخرين من المجموعة إضرابا عن الطعام. وبعد حين، أي حوالي عشرين يوما، تم توزيع المجموعة كاملة على سجون مراكش واسفي والصويرة.
بالنسبة لنا، نحن العشرة، تم تشتيتنا كالآتي:
سجن اسفي:
- الشهيد بلهواري؛
- الدريدي؛
- جوهاري؛
- لقدور؛
- سايف؛
- أحراث.
سجن الصويرة:
- الشهيد الدريدي؛
- باري؛
- البوزياني؛
- سكيتي.
استمر الإضراب اللامحدود عن الطعام حتى بعض استشهاد رفيقينا مصطفى وبوبكر. وتوقف بعد حضور لجنة مكونة من محامين ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان آنذاك علي أومليل وإقرار هذه الأخيرة، أي اللجنة، بتحقيق كافة مطالبنا.
بعد فترة بمستشفيات مراكش واسفي والصويرة فاقت أربعة أشهر، وبعد تنقيلنا الى سجون المدن الثلاثة، تبيّن أن المطالب لم تتحقق سوى بسجن الصويرة.
وبطرقنا الخاصة واعتمادا على عائلاتنا وجنود الخفاء، فتحنا نقاشات في صفوف المضربين السابقين، خاصة بالصويرة واسفي. وتُوِّجت تلك النقاشات بقرار استئناف الإضراب من طرف رفاق الشهيدين الثمانية وأحد الرفاق الذي التحق بالإضراب بسجن الصويرة (أوقف الإضراب بعد حين وجيز بكاشو بولمهارز).
بعد عِدّة إضرابات إنذارية كان آخرها إضراب لمدة 25 يوما نُقلنا على إثره الى مستشفى الصوفي بالدار البيضاء، خُضنا إضرابا لامحدودا عن الطعام ابتداءً من 23 يونيو 1985، واستمر حتى إطلاق سراحنا الواحد بعد الآخر؛ وكانت آخر حلقة في 16 غشت 1991. ولا يمكن أن تفوتني الفرصة دون تحية الرفاق كمال سكيتي والحسين باري وأحمد البوزياني الذين واصلوا معركة الشهيدين الى جانبنا، معركة لا للولاء حتى مغادرتهم السجن؛ رغم أن المطالب قد تحقّقت بسجن الصويرة الذي كانوا قابعين به...
إضافات:
- الزيارة كانت ممنوعة طيلة مُدّة الإضراب؛
- كنا مقيدين الى الأسِرّة وتحت التخدير والتغذية القسرية بواسطة المسبار (SONDE GASTRIQUE) عبر الأنف وحتى المعدة؛
- قضينا أطول فترة بعد زنازين وكاشوات سجن بولمهارز بمراكش وسجن مول البركي باسفي وسجن الصويرة وسجن عين برجة بالدار البيضاء، بمستشفى ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء...
ملاحظة: نُذكِّر، إن الذكرى تنفع المناضلين...