هل يعتبر الاقتناع بأيديولوجية الطبقة العاملة إساءة للتنظيم الحزبي؟


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 10:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

إن الطبقة العاملة، التي يدعي من استغل تنظيماتها النقابية، ومن لا زال يستغل تنظيماتها النقابية، أنها لم تعد موجودة كطبقة عاملة، في الواقع البشري، وأن الثورة الاشتراكية العظمى، لم تنجزها الطبقة العاملة، وإنما أنجزها الثوريون من غير الطبقة العاملة، لا لشيء، إلا لإنكار: أن الطبقة العاملة، ليست طبقة، لها أيديولوجيتها. ونكران أيديولوجية الطبقة العاملة، هو نكران، في نفس الوقت، لما تم إقراره في الحركة الاتحادية الأصيلة، بقيادة الشهيد عمر بنجلون، ونكران للاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، وفي طليعية الطبقة العاملة للكادحين، التي تبقى موجودة، ما دام التميز الطبقي قائما في الواقع البشري، الذي لا يتكون من الطبقات الموجودة في التشكيلة الطبقية، وما دام المجتمع الرأسمالي، والرأسمالي التبعي قائما، وما دام التشكيل الطبقي القائم، توجد فيه مجموعة من الطبقات، فإن لكل طبقة أيديولوجيتها، وما دامت الأيديولوجية هي التعبير، بواسطة الأفكار، عن المصالح الطبقية، فإنه يتبين أن لكل طبقة أيديولوجيتها، مصالحها الطبقية.

ولذلك، فللإقطاع أيديولوجيته، وللبورجوازية أيديولوجيتها، وللتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف أيديولوجيته، وللبوجوازية الصغرى أيديولوجيتها، المنتقاة من مختلف الأيديولوجيات، وللطبقة العاملة أيديولوجيتها، خاصة وأن لكل طبقة اجتماعية أيديولوجية معينة، تعتمدها لإقناع الجماهير الشعبية الكادحة، التي قد تقتنع بها، لتتحول إلى قوة إلى جانب البورجوازية، أو إلى جانب التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، أو إلى جانب الإقطاع، أو إلى جانب البورجوازية الصغرى، التي لا تقتنع إلا بالأيديولوجية اللقيطة، أو إلى جانب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وجميع الأيديولوجيات، تراهن عل استغلال الطبقة العاملة، أو تراهن على الاستغلال العام للمجتمع، بما فيه استغلال العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

أما بالنسبة لأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإنها لا تعبر عن مصالح الطبقة العاملة، أو مصالح الكادحين، أو عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فقط، بل تعبر عن مصالح جميع أفراد المجتمع: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، على أساس المساواة فيما بينهم: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، أي أن أيديولوجية الطبقة العاملة، أو الكادحين، أو العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سعي إلى تحقيق المساواة فيما بينهم، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهو ما يعني: أن من مصلحة الطبقة العاملة، السعي إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

فالتحرير، يجعل الطبقة العاملة متحررة من عبودية الرأسمال، أو الرأسمال التابع، وتنتج الإنتاج الذي تقتنع به، وتشكل النظام الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يناسبها، وتتحالف مع من تشاء من أحزاب اليسار، وتعمل على علمنة الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. الأمر الذي يقتضي: أن نهتم بترسيخ علمانية الفكر، والممارسة، وجعل الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، قائما على أساس العلمنة، حتى يصير الواقع علمانيا، وحتى يصير الواقع الذي ينشأ فيه الإنسان المغربي متحررا، وعلمانيا، وعلميا، حتى يتأتى التقدم، والتطور، في كل مجالات الحياة.

والطبقة العاملة، عندما تتقدم، وعندما تتطور، وعندما تتحرر، تصير منتجة لصالح المجتمع، الذي تعتبر الطبقة العاملة طليعته، والتي تنطلق من أيديولوجيتها، المعبرة عن مصالحها الطبقية، التي هي مصالح المجتمع ككل، مما يجعلها تحرص على تحقيق تلك المصالح، المتمثلة في النظام الاشتراكي، الذي يعمل على تجسيد التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، لترسيخ الاشتراكية، التي يصير فيها جميع أفراد المجتمع، متساوين فيما بينهم، في الحقوق، وفي الواجبات، والحرص على ضمان استمرار النظام الاشتراكي، لضمان استمرار التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، التي ينتجها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ولذلك، كانت لأيديولوجية الكادحين، التي ابتدعها الشهيد عمر بنجلون، أهمية خاصة؛ لأنه كان يدرك: أن أيديولوجية الكادحين، كتعبير عن مصالحهم الطبقية، التي هي مصالح جميع أفراد المجتمع: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وحتى لا تختلف الطبقة العاملة، عن وعيها الطبقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يؤهل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لخوض الصراع الطبقي، ومن أجل تغيير الواقع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وإذا صار في خدمتهم ،صار في خدمة المجتمع ككل، الذي يعيش فيما تحققه الطبقة العاملة من مكاسب: لنفسها، ولجميع أفراد المجتمع ككل، نظرا للدور الذي تلعبه أيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وإذا كانت الطبقة العاملة، قد استوعبت: أن مصالحها، هي مصالح المجتمع ككل، فإن المجتمع ككل، يجب أن يستوعب: أهمية طليعية الطبقة العاملة، التي تؤهلها، للوصول، عن طريق حزبها، الذي لا يكون إلا ثوريا، حتى تشرف الطبقة العاملة، على التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، التي تنتجها لجميع أفراد المجتمع، مما يثبت: أن الطبقة العاملة، ليست طبقة مفصولة عن المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ منه، ولا تناضل إلا من أجله، وليس من أجلها، كطبقة عاملة؛ بل إن نضالها، لجميع أفراد المجتمع، الذي تنتمي إليه، سواء كان ما تناضل من أجله: اقتصاديا، أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو سياسيا. فجميع ما تناضل من أجله، تناضل من أجله للمجتمع ككل، وإذا تحقق ما تناضل من أجله، بقيادة حزبها الثوري، يصير للمجتمع ككل، وخاصة إذا تحققت الأهداف الكبرى، المتمثلة في: التحرير، والدمقراطية، والاشتراكية.

إن الطبقة العاملة، التي لها أيديولوجيتها الخاصة بها، والتي سماها الشهيد عمر بنجلون، بأيديولوجية الكادحين، وأسميها شخصيا: بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والتي سماها أحد المنسحبين، في ندوة تنظيمية عقدها الحزب، تحت مسؤولية كاتبه العام، الفقيد أحمد بنجلون: بالأيديولوجية العلمية، كدليل على أن ذلك القيادي، حينذاك، لا يفرق بين العلم، والأيديولوجية. فالعلم له قوانينه العلمية، وله منهجه العلمي، وله نتائجه العلمية. أما الأيديولوجية، فكما جاء في الموسوعة الفلسفية السوفياتية: هي التعبير، بواسطة الأفكار، عن المصالح الطبقية. والمصالح الطبقية، تختلف من طبقة، إلى أخرى، فللإقطاع مصالحه الطبقية، وللبورجوازية مصالحها الطبقية، وللتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، مصالحه الطبقية، وللبورجوازية الصغرى، ذات الأيديولوجية اللقيطة، مصالحها الطبقية. وللطبقة العاملة، التي تهمنا، مصالحها الطبقية، التي تهم المجتمع ككل، وليست خاصة بها. فجميع الطبقات، باستثناء الطبقة العاملة، لها مصالح تخصها، إلا الطبقة العاملة، التي تعتبر مصالحها الطبقية، هي مصالح المجتمع ككل، وهي مصالح جميع الكادحين، مهما كانوا، وكيفما كانوا.

وأيديولوجية عمالية، من هذا النوع، والتي تصير أيديولوجية المجتمع ككل، أو تصير أيديولوجية الكادحين، مهما كانوا، وكيفما كانوا، لا بد أن تكون موسومة بالتفرد، خاصة، وأن الطبقة العاملة، ومن خلال حزبها الثوري، تحرص على أن تستحضر جميع الكادحين، من خلال تصنيف مطالبها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. واستحضار جميع الكادحين، لا يعني إلا استحضار الجماهير الشعبية الكادحة، واستحضار الشعب المغربي لكادح.

ولذلك، نجد أن هناك تطابقا بين الطبقة العاملة، وبين الكادحين، أو بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين الجماهير الشعبية الكادحة، وبين الشعب المغربي الكادح. فتواجد الطبقة العاملة، في عصر الانفتاح على الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى الشعب المغربي الكادح، يجعل نضالاتها: جملة، وتفصيلا، من أجل الجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجل الشعب المغربي الكادح، باعتبارهما معا، مستفيدين مما قد تحققه الطبقة العاملة من مكاسب، في نضالاتها المطلبية، وفي النضالات التي يقودها حزبها الثوري.

إن أيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، دليل على أن الحزب الثوري، يقتنع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية؛ لأن من يقتنع بالاشتراكية العلمية، وبأيديولوجية الكادحين، لا بد أن يقتنع بالديمقراطية، ومن يقتنع بالديمقراطية، لابد أن يتخذ له نظاما ديمقراطيا داخليا. وكل حزب ثوري، يتخذ له نظاما داخليا، لا بد أن يكون مقتنعا بالمركزية الديمقراطية، الأمر الذي يترتب عنه: أن من سمات الحزب الثوري، الاقتناع بالاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف، كما قال الشهيد عمر بنجلون، وبالمركزية الديمقراطية، المعبرة عن احترام العلاقات الديمقراطية، فيما بين المناضلات، والمناضلين، وفيما بينهم، وبين مختلف الأجهزة الحزبية، على جميع المستويات: الفرعية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية.

وفي هذا الإطار، يوجد قانون تنظيمي للديمقراطية الداخلية للحزب، والتي تقتضي أن أي قرار يقبل الحزب الثوري على اتخاذه، تتم مناقشته على جميع المستويات، وعندما تجتمع الأجهزة التقريرية، تتخذ القرار المناسب، الذي ساهم جميع المناضلين في اتخاذه، يصبح ممركزا لدى الأجهزة التنفيذية: المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية، أو الوطنية، من أجل العمل على تنفيذه، سواء كان القرار اقتصاديا، أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو سياسيا.

ومعلوم أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للطبقة العاملة، أو كحزب للكادحين، أو كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهو، لذلك، يقتنع بالاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف، كما يقتنع بالمركزية الديمقراطية، التي يفعلها: انطلاقا من النظام الداخلي، الذي ينص على اختصاصات مختلف الأجهزة التقريرية، والتنفيذية، كما يقتنع بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهو، لذلك، يعتبر حزبا ثوريا، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، الذي جاء كنتيجة للتطور، الذي عرفته الحركة الاتحادية الأصيلة، منذ تأسيسها، بقيادة عريس الشهداء، الشهيد المهدي بنبركة. هذه الحركة، التي عرفت تطورا متواليا، في مجموعة من المحطات التنظيمية، وآخرها المؤتمر الاستثنائي المنعقد في يناير 1975، الذي اقتنعت فيه الحركة الاتحادية الأصيلة، بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والمنسحبون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وقبل أن ينسحبوا، شرعوا في العمل على نشر التحريف، بين مناضلي الحزب، والعمل على تجميده: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى لا يرفع الحزب رأسه، بين الأحزاب المختلفة، بصفة عامة، وبين الأحزاب اليسارية بصفة خاصة وأظهر من يروج: أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حزب مؤسس، لينفي عنه، بذلك، كونه استمرارا للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، كما أظهر من يروج: أن الفقيد أحمد بنجلون، كان لا يرضى عن تسمية الحزب، عندما تم تغييره، بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. وهو مجرد تحريف، يهدف إلى الإساءة إلى شخصية الفقيد أحمد بنجلون، الذي نعرفه جيدا، ونعرف أن فكره، يوجه ممارسته، وأن ممارسته، تتطابق مع فكره، إلى غير ذلك من أشكال التحريف، التي كان يمارسها المنسحبون: جملة، وتفصيلا، قبل انسحابهم، اعتقادا منهم: أنهم يعملون، انطلاقا من اجتماع مراكش، قبل انعقاد المؤتمر الوطني الثامن، على إقبار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي كان، ولا زال، عنيدا على الإقبار، وسيستمر إلى ما لا نهاية، وسيعمل على ترسيخ فكره، وممارسته، في الواقع المغربي، وسيهتم بتطوير فكره، وممارسته، انطلاقا من التفاعل مع الواقع المنظور، إلى أن يصير حزبا كبيرا، قياسا على كان يسمى: بالجزب الاشتراكي الكبير ، المترتب عن ما سماه المنسحبون: بالاندماج.

والمنسحبون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لم يندمجوا في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، بل التحقوا به، بعد الانسحاب من المؤتمر الاستثنائي، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، غير المعترف به، وهم يعرفون: أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مستمر، وأن مجلسه الوطني السابع، اعتبر ما صدر عن المؤتمر الاستثنائي، لا غيا، وأن لجنته المركزية، لم ينسحب العديد من أعضائها من الحزب، بل استمر فيه، بفكر الحزب، وبممارسته، وبالاقتناع بهويته، المتمثلة في الاشتراكية العلمية، وفي المركزية الديمقراطية، وفي أيديولوجية الطبقة العاملة أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وكيفما كان الأمر، فإن الاقتناع بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ليس إساءة للتنظيم الحزبي، الذي يقتنع بها؛ بل إن استمرار مثل هؤلاء المنسحبين، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، هو الذي يسيء إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، سواء التحقوا بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، أو لم يلتحقوا به؛ لأن ذلك، لا يهمنا، ما داموا قد انسحبوا من الحزب، الذي لم يعودوا قادرين على التشويش عليه، أو تجميده، أو تخريبه، أو طرد مناضلاته، ومناضليه المخلصين. والتبع منهم، ليسوا إلا ضحايا للمحرفين الرئيسيين.

ولذلك، فنحن عندما قمنا بتقييم عملية الانسحاب، استحضرنا إمكانية قيام المنسحبين بمراجعة أنفسهم، والقيام بتقديم نقد ذاتي، على قيامهم بالانسحاب، فإننا قسمناهم إلى نوعين من المنسحبين.

النوع الأول: الذين عملوا على تجميد الحزب، والعمل على تحريفه، وتخريبه، وقيادة عملية الانسحاب، وإيهام الرأي العام: بأن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، اندمج في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي لا هوية له، بعد أن كانوا في حزب، له هوية، تميزه عن كل أحزاب اليسار. وهذه الهوية، تتمثل في الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطي، وبأيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهؤلاء، لا مكان لهم في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؛ لأنهم معروفون عند جميع المناضلين، على المستوى الوطني، خاصة، وأنهم يعلنون: أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ليس حزبا للطبقة العاملة؛ لأنهم لا يقتنعون بأيديولوجية الطبقة العاملة. وما يدعيه هؤلاء، إنما هو ممارسة تحريفية.

والنوع الثاني: هم التبع، الذين يقتادون إلى المنتمين إلى النوع الأول. والتبع، عندما يراجعون أنفسهم، ويعلنون الانسحاب من فيدرالية اليسار الديمقراطي، ويقدمون النقد الذاتي، إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فإن أماكنهم في الحزب، محفوظة، وسيكون حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مرحبا بعودتهم، وسيتحررون من التبعية لفلان، أو علان، مهما كانت مكانته، السابقة، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومهما صارت مكانته، في حزب اليسار الديمقراطي، وسيدرك العائدون: أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بتحرره من التحريفيين، ومن الانتهازيين، ومن المتطلعين، الحريصين على تحقيق تطلعاتهم الطبقية.

فهل اعتبرت أيديولوجية الطبقة العاملة، كما في أدبيات الاشتراكية العلمية، أو أيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما أسميها شخصيا، عيبا في حق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كما يدعي بعض المنسحبين؟

أليس شرفا لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أن يقتنع بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

أليس حريا بالمقتنعين بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو بأيديولوجية الكادحين، أو بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أن يعتزوا باقتناعهم بها، من منطلق: أن الحياة تستمر بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

ألا نعتبر أن الحياة، بدون العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبدون حزب، يقتنع بأيديولوجيتهم، ويقود نضالاتهم، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، لا قيمة لها؟

أليس من حق الطبقة العاملة، وحلفائها، أن يحلموا بالتحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف كبرى، يناضل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المتخلص من التحريفيين، والانتهازيين، من أجل تحقيقها؟

إننا لا نطرح هذه الأسئلة، لأننا نحب أن نطرحها، وإنما نطرحها، لأن السياق اقتضاها، وصولا إلى أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يعتز اعتزازا بليغا، باقتناعه بأيديولوجية الطبقة العاملة، التي هي أيديولوجية جميع الأجراء، وسائر الكادحين، وهي التي تعتبر أساسا لقوة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باعتباره حزبا للطبقة العاملة، ولباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبالاقتناع بأيديولوجية الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى جانب الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية. وقد توفرت له عناصر قيام الحزب الثوري، الذي نطمح إليه.