من اختار الاندماج، فقد اختار التحريف، ومن اختار البقاء في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فقد اختار الثبات على المبدإ...


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 7847 - 2024 / 1 / 5 - 10:29
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

حتى، وإن كنت أنسى، فإنني لا أنس: أن المجلس الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المجتمع في مدينة فاس، وبعد مناقشته لمختلف القضايا الحزبية، صادق على قرار: أن الاندماج لا يكون إلا بشروط. وهذه الشروط تتمثل في ثلاثة قضايا:

القضية الأولى: قضية الاشتراكية العلمية، بقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، التي، بواسطتها، نستطيع إنجاز ما سماه لينين: بالتحليل الملموس، للواقع الملموس، وتبناه الشهيد عمر بنجلون، الورد في تقديمه للتقرير الأيديولوجي، أمام المؤتمر الاستثنائي للحركة الاتحادية الأصيلة، المنعقد في يناير 1975، والتي صارت، في عهده، تقتنع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، مما جعل الحركة الاتحادية الأصيلة، تنتزع المبادرة، من بين أيدي المنتسبين إلى اليسار، من منطلق أن اليسار الحقيقي، والواقعي، هو الذي يعتبر المنهج الاشتراكي العلمي، في تطوره، صالحا، باعتباره وسيلة، في كل زمان، وفي كل مكان، لآنه منهج للتحليل الملموس، للواقع الملموس. وإذا كان الواقع المستهدف بالمنهج الاشتراكي العلمي متطورا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، فإن التحليل الملموس، للواقع الملموس، باعتباره وسيلة لإعمال المنهج الاشتراكي العلمي، القائم على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، بقوانينها المادية الجدلية، والمادية التاريخية، باعتبارها متطورة كذلك؛ لأن من طبيعة الاشتراكية العلمية، التي أبدعها ماركس، وأنجلز، أنها لا ترتبط لا بواقع معين، ولا بقوم معينين؛ بل إن الاشتراكية العلمية، صالحة لكل زمان، ولكل مكان، لا ترتبط بخصوصية معينة؛ بل تصلح للتعامل مع كل الخصوصيات، في الشمال، وفي الجنوب، وفي الشرق، وفي الغرب، وفي كل مكان من العالم؛ لأن المنهج الاشتراكي العلمي، هو منهج يتم توظيفه في التحليل الملموس، للواقع الملموس، أنى كان هذا الوقع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ومعرفيا، وفلسفيا، وعلميا، وغير ذلك. وهو ما يعطي للمنهج العلمي أهمية خاصة، على جميع المستويات، مما يجعل أي حركة تقتنع بالمنهج الاشتراكي العلمي، سواء كانت في الشرق، او في الغرب، أو في الشمال، أو في الجنوب، تستطيع أن تخترق الواقع، في تجلياته المختلفة، كما تستطيع أن تعمل على تغييره، وفق ما يتوصل إليه المحلل، الذي يوظف المنهج الاشتراكي العلمي، في التحليل الملموس، للواقع الملموس، من نتائج، يمكن أن توحي بالبديل، الذي يمكن اعتماده في تغيير الواقع، تغييرا علميا دقيقا، يتوخى صيرورة الواقع، في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح.

القضية الثانية: هي في التأكيد على استمرار الحركة الاتحادية الأصيلة، في اقتناعها بالاشتراكية العلمية، وبعملها على تغيير الواقع، وفق الترسيمة التي انفرد بها الشهيد عمر بنجلون، والتي إذا التزمنا بها، لا بد أن نعمل على تغيير الواقع، تغييرا علميا دقيقا، يهدف إلى الأخذ بمتغيرات الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سعيا إلى جعل الوقع متقدما، ومتطورا في الاتجاه الصحيح. وهذه الترسيمة تتمثل في:

التحرير ـ الديمقراطية ـ الاشتراكية.

وهذا التمثل، يقتضي منا اعتبار العلاقة الجدلية، بين مكونات الترسيمة، التي وضعها الشهيد عمر بنجلون، ليقطع الطريق أمام الممارسات الانتهازية، المتفشية في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في ذلك الوقت، والتي كان يدركها جيدا، ويعمل على محاصرتها بالفكر الاشتراكي العلمي، الذي أصبح يميز الحركة الاتحادية الأصيلة، عن غيرها من الحركات، بما في ذلك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خاصة، وأن الحركة الاتحادية الأصيلة، أصبحت تحمل بعد محطة 08 ماي 1983، اسم: الاتحاد الاشتراكي ـ اللجنة الإدارية الوطنية، التي قادت الحركة فيما بعد 08 ماي 1983، إلى أن تم تغيير الاسم، في اجتماع اللجنة المركزية، في بداية تسعينيات القرن العشرين، من أجل الاستعداد للمؤتمر الوطني الرابع، للحركة الاتحادية الأصيلة، التي صارت تحمل اسم:

حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

الذي يعتبر استمرارا للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، استعدادا للمؤتمر الوطني الرابع، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، خلافا لما يدعيه التحريفيون، الذين يسحبون الشرعية التاريخية، عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي يعتبرونه تأسس في مؤتمره الوطني الرابع، ليصير المؤتمر الوطني الرابع: مؤتمرا تأسيسيا. والمؤتمر التأسيسي، ينفي عن الحزب كونه استمرارا للحركة الاتحادية الأصيلة، واستمرارا لحركة التحرير الشعبية. وهو ما ينفي عن الحزب دوره التاريخي، ودوره في المرحلة الراهنة، ودوره المستقبلي. وهو ما فطن إليه الشهيد عمر بنجلون، عندما وضع ترسيمته:

تحرير ـ ديمقراطية ـ اشتراكية.

التي تقف وراء تحديد هوية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، التي تتحدد في الاشتراكية العلمية، وفي المركزية الديمقراطية، وفي أيديولوجية الكادحين. وهذه الهوية، هي التي تفرض اعتبار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، استمرارا للحركة الاتحادية الأصيلة، التي اقتنعت بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين. وهو ما يجعله كذلك: استمرارا لحركة التحرير الشعبية.

والاستمرار على نهج الحركة الاتحادية الأصيلة، وعلى نهج حركة التحرير الشعبية، هو الذي اختاره الفقيد أحمد بنجلون، منذ 08 ماي 1983، بل منذ انعقاد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في يناير 1975، الذي اعتنقت فيه الحركة الاتحادية الأصيلة:

الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين.

وهو ما يجعل المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد في يناير 1975، محطة تحول اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، وسياسي، على مستوى الفكر الحزبي، وعلى مستوى الممارسة الحزبية.

وعندما نعود إلى موضوعنا:

{من اختار الاندماج، فقد اختار التحريف، ومن اختار البقاء في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فقد اختار الثبات على المبدأ}.

وأعني هنا، المنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، جملة، وتفصيلا، ودون ذكر أحد باسمه، حتى لا نقع في المحظور، وحتى نفرق بين من كانوا في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فخافوا على أنفسهم من انكشاف تحريفهم، فانسحبوا، أو اندمجوا، حسب رأيهم. أما الأطراف الأخرى، التي لم تتنازل على ما هي عليه، كما جاء في تقارير الاندماج، فأحترمها، وأقدرها؛ لأنها استطاعت اقناع المنسحبين من حزب الطلعة الديمقراطي الاشتراكي، بالانسحاب من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والالتحاق، بدون شروط، بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي؛ لأن الاندماج، بشروط المجلس الوطني، المنعقد بمدينة فاس، ذهب مع الريح، ليبقى الأمر للالتحاق، بدون شروط، بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، كما اختار ذلك المنسحبون، الذين تساووا في الانسحاب، لا فرق بين أي منهم، وآخر. وهذا اللا فرق، هو الذي جعلهم جميعا متساوين في الانسحاب، متساويين في التحريف، متساوين في الالتحاق بدون شروط؛ لأنهم لو لم ينحرفوا عن الفكر الاشتراكي العلمي، وعن المركزية الديمقراطية، وعن أيديولوجية الطبقة العاملة، كما تسمى في الفكر الاشتراكي العلمي، أو أيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، أو أيديولوجية العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين، كما أسميها شخصيا، حفاظا على كونها: أيديولوجية الطبقة العاملة، وعلى كونها أيديولوجية الكادحين، خاصة، وأن باقي الأجراء، حتى وإن كانوا مجرد خدماتيين، فإنهم يعيشون على تقديم مختلف الخدمات، في المؤسسات الخدماتية، أي أنهم يكدحون، من أجل أن يعيشوا. وكل من يكدح، من أجل أن يعيش، فهو كادح، ومن حق أي أجير، أو كادح، أن تكون له أيديولوجية، وبالتالي، فإن أيديولوجية الطبقة العاملة، هي أيديولوجية الأجراء، وسائر الكادحين. لذلك سميناها: بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ونحن في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عندما نعتبر المنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ملتحقين بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، ولأننا ندرك، جيدا، ما نقوله، خاصة، وأن ما يميزنا عن الأطراف الأخرى، المندمجة في الحزب المؤسس ليلة 18 دجنبر 2022، وهي ليلة الذكرى السابعة والأربعين، لاغتيال الشهيد عمر بنجلون.

واختيار هذه الليلة، للانسحاب من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، هو، في حد ذاته، تكريس للتحريف، الذي يعتبر قطيعة إبستمولوجية، مع الاشتراكية العلمية، ومع المركزية الديمقراطية، ومع أيديولوجية الكادحين. الأمر الذي ترتب عنه: سقوط رموز كنا نعتبرها، ونقدرها، بل ونعزها، بدون حدود، للتقدير الكبير الذي كنا نكنه لها، باعتبارها رموزا وطنية للنضال، والتضحية.

وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي يعتبر امتدادا للحركة الاتحادية الأصيلة، كما كان يقول الفقيد أحمد بنجلون، واستمرارا لحركة التحرير الشعبية، كما كان يقول، كذلك، استمر من بعد الانسحاب، والالتحاق بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، وسيستمر بفعل مناضلاته، ومناضليه، واستماتتهن، واستماتتهم، وتضحياتهن، وتضحياتهم المتواصلة، وبفعل محافظتهن، ومحافظتهم على هوية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وبفعل المنهج الاشتراكي العلمي، الذي يحكم الفكر، ويحكم الممارسة، والذي أجدني، من خلال هذه المقالة، أهنئ المتمسكات، والمتمسكين بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، وبالمنهج الاشتراكي العلمي، اللواتي، والذين أهنئهن، وأهنئهم على تضحياتهم الكبيرة، من أجل الاستمرار في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومن أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين. حتى نتغلب، من خلال إعادة بناء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على جميع الصعوبات، التي خلفها انسحاب المتطلعين، الذين يختارون الانسحاب، من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته والالتحاق بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بدون هوية، ليبقى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكين بمناضلاته، وبمناضليه، اللواتي، والذين اختاروا التمسك به، وبهويته، ليلتحق المنسحبون بحزب بدون هوية.

فهل يعتبر اختيار المناضلات، والمناضلين، التمسك بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وبهويته، اختيارا صائبا؟

أم أن المنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته، والملتحقين بحزب بدون هوية، هم الذين اختاروا الصواب؟

اننا، عندما نقارن بين اختيار البقاء، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته المعروفة، وبين الانسحاب منه، والالتحاق بحزب بدون هوية، يتناسب مع فاعلية الأطراف الأخرى، المندمجة فيه، نجد أنفسنا، وكأننا نقارن بين العلم، وبين الخرافة، أو بين المنهج الصحيح، والمنهج التحريفي.

أما عندما نرفض الاندماج، ونتمسك بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فإننا نعتبر أنفسنا أوفياء لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مهما كان هذا الوفاء، وأوفياء لهويته الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين.

ونحن، عندما نمارس الوفاء لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فإن الوفاء من شيمة المناضلين الطليعيين، ومن شيمة الصامدين، مهما كانت شروط الصمود صعبة التحمل، ولو أراد المنسحبون، الملتحقون بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن نستمر معهم، فيما يسمونه بالاندماج، لا استحضروا الشروط ،التي تمت المصادقة عليها في المجلس الوطني، المنعقد في مدينة فاس، وعملوا على فرضها. وإلا، فإن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، سوف يبقى بعيدا عن ما سموه بالاندماج بدون شروط، خاصة، وأن التحاق المنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراطي، عندما اختاروا الاندماج، كما يسمونه، بدون شروط، اختاروا التنكر لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كما اختاروا التنكر لهوية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المتجسدة في الاشتراكية العلمية، وفي المركزية الديمقراطية، وفي أيديولوجية الكادحين. وتنكرهم للحزب، ولهويته، يجعلهم غير مؤهلين لممارسة النقد الذاتي، والعودة إلى الحزب، وخاصة، العناصر التي أطرت الانسحاب، وما يسمونه بالاندماج، وفي مقدمتهم: أعضاء الكتابة الوطنية، المنسحبات، والمنسحبون، الذين يعتبرون أنفسهم مندمجات، ومندمجون، في نفس الوقت، والذين نتأكد من أنهم سيندمون يوما ما، على تنكرهم لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ولهويته المذكورة أعلاه.

فهل يستطيع مناضلو، ومناضلات حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أن يصمدوا على طريق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؟

هل يستطيعون الحفاظ على هويته: الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين، في تطورها، وتسييدها في المجتمع المغربي، وبين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف الشعب المغربي الكادح؟

ماذا يقول المنسحبون، إذا وجدوا أنفسهم محاصرين، في حزب فيدرالية اليسار، الذي التحقوا به، بعد أن انسحبوا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته: الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين، والتحقوا بحزب بدون هوية؟

هل يمكن أن يستقطبوا إلى صفوفهم، أعضاء المؤتمر الوطني الاتحادي سابقا، كما كان يروج بعضهم ،في صفوف الحزب، قبل الانسحاب، والالتحاق بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي؟

ماذا يفعلون، لو وجدوا أنفسهم عاجزين عن استقطاب، ولو عضو واحد، من حزب المؤتمر الوطني الاتحادي السابق؟

ما هو المصير، الذي يختارونه، في حالة اقتناعهم: بأن التحاقهم بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، بدون شروط، خطأ؟

إننا، ونحن نطرح هذه الأسئلة، لا نعرض بالمنسحبين، بقدر ما نتأسف على انسحابهم من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته المعروفة، والتحاقهم، بدون شروط، بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، بدون هوية، ليضيعوا الشرعية النضالية، بعد أن التحقوا بالحزب المؤسس، لهذه الغاية، بعد انسحابهم، مباشرة، من المؤتمر الاستثنائي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

أما عنا، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فقد رفضنا الاندماج، بدون شروط، بعد أن اطلعنا على التقارير، كمشاريع، ثم بعد أن أصبحت وثائق صادرة عن المؤتمر التأسيسي، التي لم تناقش، أبدا، فتبين لنا: أن الاندماج تخل عن الحزب، بهويته الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين.

فهل يستحق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته، ما مارسوه بالتحاقهم، بدون شروط، بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، بدون هوية؟

ماذا يقول المنسحبون، باقتناعهم بالاشتراكية الأيكولوجية، كبديل للاشتراكية العلمية؟

ماذا يقولون في الانسحاب، والالتحاق بحزب، لا وجود فيه للمركزية الديمقراطية؟

ماذا يقولون، في تنازلهم عن أيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون؟

أليس من حقنا القول: بأن المنسحبين لم يندمجوا، بقدر ما التحقوا بفيدرالية اليسار الديمقراطي؟

أليس حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مستمرا، على أساس أن يستمر في المحافظة على هويته الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين؟

إن باب العودة إلى الحزب، مقطوع على مدبري الانسحاب، ومفتوح على المنسحبين المضللين، الذين قد يعيدون النظر في انسحابهم، ويمارسون النقد الذاتي، من أجل العودة إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.