هل تحترم الأحزاب الديمقراطية والتقدمية واليسارية والعمالية استقلالية التنظيمات الجماهيرية؟.....10


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 7831 - 2023 / 12 / 20 - 18:16
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

كيف يجب أن تكون العلاقة بين التنظيمات الجماهيرية وبين الأحزاب السياسية:.....2

وحديثنا عن التنظيمات الحزبية الرجعية، أو التاريخية الرجعية، أو تم تأسيسها، في بداية ستينيات القرن العشرين، أو الإدارية الرجعية، أو حزب الدولة الرجعي، التي تعتبر تنظيمات جماهيرية معينة، جزءا لا يتجزأ منها، لا يمنع من وجود أحزاب بيروقراطية، أو تقدمية، أو يسارية، تعتبر بعض التنظيمات الجماهيرية، جزءا لا يتجزأ منها.

وهذه التنظيمات، المعتبرة جماهيرية، التي تعتبرها بعض التنظيمات الحزبية جزءا لا يتجزأ منها، يترتب عنها:

1 ـ تشويه العمل الجماهيري، الذي يعتبره الناس، العاديون، جزءا لا يتجزأ من الأحزاب السياسية، ولا يقولون، لا بمبدئية التنظيم الجماهيري، ولا بمبادئيته، التي منها استقلالية التنظيم الجماهيري، أنى كان، وكيفما كان؛ لأن العمل الجماهيري المستقل، يستطيع أن يقوم بما فوق طاقته، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف الشعب المغربي الكادح.

2 ـ اعتبار العمل الجماهيري، بتنظيماته المختلفة، حزبيا، الأمر الذي يترتب عنه: تقليص انخراطات التنظيمات الجماهيرية، أو انعدامها، حتى لا تستفيد الأحزاب من تلك الانخراطات، أو تقل استفادتها منها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

3 ـ اعتبار كل منخرط، في التنظيمات الجماهيرية، المعتبرة جزبية، منخرطا حزبيا، كما هو الشأن بالنسبة للتنظيم الجماهيري: الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، كتنظيم جماهيري حزبي، بقطاعاته المختلفة. وهو أمر، يجعل الكثير من الناس، لا يتعاطون مع العمل الجماهيري، الذي يقوم به التنظيم الجماهيري الحزبي، وهو ما يسيء إلى العمل الجماهيري، الذي يوصف بالحزبية، التي تنفر الناس من التنظيم الجماهيري الحزبي.

4 ـ وإذا كان المفروض، في أي تنظيم جماهيري، أن يكون مستقلا عن الإدارة المخزنية، فإن تنظيما حزبيا، ينفي عنه هذه الاستقلالية، ويعتبره عميلا للإدارة المخزنية. وقد كان المفروض: أن يحترم التنظيم الجماهيري، أي تنظيم جماهيري موصوف بالحزبية، بإصدار بيان موجه إلى الرأي العام، ينفي عنه الانتماء الحزبي، الذي يوصف به، حتى تبقى علاقته بالأحزاب السياسية، علاقة الند للند. فلا التنظيم الجماهيري يتحكم في الحزب، ولا التنظيم الحزبي يتحكم في التنظيم الجماهيري، مما يشجع الجماهير الشعبية الكادحة، على الارتباط بالتنظيم الجماهيري، أي تنظيم جماهيري، سعيا إلى جعل المبدئية المبادئية، هي الأساس، في أي تنظيم جماهيري.

5 ـ وإذا كان انتماء أشخاص معينين، إلى أحزاب سياسية معينة، لا يمنعهم من العمل على تأسيس تنظيمات جماهيرية معينة، فإن هذا الانتماء الحزبي، يتخذ ذريعة للنيل من التنظيم الجماهيري، باعتباره حزبيا، لما ذكرنا؛ لأن هذه التنظيمات الجماهيرية، التي يشارك الحزبيون في تأسيسها، وجب عليها: أن توضح الأمر للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح، عبر بلاغ، أو بيان، ينفي فيه عن نفسه، كونه حزبيا، وأنه محكوم بالمبدئية المبادئية، وأن علاقته بالأحزاب السياسية، علاقة ندية، وأن العلاقة الندية، لا تمنع التنظيمات الجماهيرية، من المساهمة في العمل المشترك، مع الأحزاب السياسية، ومع التنظيمات الجماهيرية، من أجل تحقيق عمل مشترك.

وما قلناه في التنظيمات الجماهيرية، التي تعتبرها بعض التنظيمات الحزبية، جزءا لا يتجزأ منها، نقوله، كذلك، في التنظيمات الجماهيرية، التي تعتبر نفسها تابعة للإدارة المخزنية، أو لحزب معين؛ لأن التبعية، حتى وإن كانت ليست ملزمة بالحزبية، إلا أنها لا تختلف عنها، بسبب قيود التبعية؛ لأن الجهة المتبوعة، غالبا ما تكون ممولة للتنظيم الجماهيري التابع، حتى وإن كان ذلك التمويل، لا يتجاوز إطار القيادة الجماهيرية، التي غالبا ما تكون قابلة، بأن يكون التنظيم الجماهيري، الذي تقوده، تابعا، من أجل الاستئثار بالتمويل، الذي يساهم بشكل كبير، في تحقيق التطلعات الطبقية، لأفراد القيادة الوطنية، للتنظيم الجماهيري، القطاعي، أو المركزي. وقيادة هذا نهجها، تستطيع أن تجعل التنظيم الجماهيري، والعمل الجماهيري، في خدمة الإدارة المخزنية، أو في خدمة أي جهة متبوعة، لتصير، بذلك، في خدمة البورجوازية، أو في خدمة الإقطاع، أو في خدمة التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، أو في خدمة البورجوازية الصغرى، في سعي القيادة إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، والتي تنتمي إليها، قيادات التنظيم الجماهيري التابع: القطاعي، أو المركزي، المستفيد بالدرجة الأولى، من تمويل الجهات المتبوعة، والجهة الوحيدة، التي لا تستفيد من خدمة التنظيم الجماهيري التابع، هي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والذين يعمل التنظيم الجماهيري، على تأطيرهم، وقيادة نضالاتهم {المزعومة} من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، والتخطيط لمستقبل مشرف.

واعتبار الحزب الديمقراطي، الذي يعتبر التنظيم الجماهيري، أي تنظيم جماهيري، جزءا لا يتجزأ منه، ليس ديمقراطيا، لأن الحزب الديمقراطي الحقيقي، لا يشرفه أن يصير التنظيم الجماهيري، جزءا لا يتجزأ منه؛ لأن في ذلك إخلال باستقلالية التنظيم الجماهيري. والإخلال بالتنظيم الجماهيري، مس بمبدئية، ومبادئية التنظيم الجماهيري، والعمل الجماهيري. وهو أمر يقتضي من الحزب الديمقراطي الحقيقي، أن يبقى بعيدا عن اعتبار التنظيم الجماهيري، أي تنظيم جماهيري، جزءا لا يتجزأ منه، وأن يحرص على ديمقراطية أي تنظيم جماهيري، وعلى تقدميته، وعلى جماهيريته، وعلى استقلاليته، وعلى وحدويته، حتى يبرهن على احترام التنظيم الجماهيري المبدئي المبادئي، أي تنظيم جماهيري مبدئي مبادئي، وعلى احترام العمل الجماهيري المبدئي المبادئي، وعلى حفاظه على هويتهما، وعلى حرصه على أن يصير العمل الجماهيري، أي عمل جماهيري، في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح، وأن لا يوظف التنظيم الجماهيري المبدئي المبادئي، في غير ذلك، وأن لا يستغل التنظيم الجماهيري المبدئي المبادئي، في خدمة تحقيق التطلعات الطبقية، وفي خدمة مصالح الإدارة المخزنية، وفي خدمة البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

وبالنسبة للحزب التقدمي، الذي هو حزب ديمقراطي الأصل، لا يمكن أن يقبل بأن يصير أي تنظيم جماهيري، جزءا لا يتجزأ منه، لأنه إذا قبل بذلك، سيصير محرفا للديمقراطية، وللعمل الجماهيري، الذي لا يكون إلا مبدئيا مبادئيا، ولا يكون شيئا آخر. فإن صار التنظيم الجماهيري، جزءا لا يتجزأ من الحزب التقدمي، فقد الحزب التقدمي ديمقراطيته، وتقدميته، وفقد التنظيم الجماهيري مبدئيته، ومبادئيته، وعمله الجماهيري المبدئي، المبادئي، وصار تنظيما جماهيريا حزبيا. وهو ما يجعل الحزب التقدمي، حزبا تحريفيا؛ لأن الحزب التقدمي، الذي يقبل بأي تنظيم جماهيري، كجزء لا يتجزأ منه، هو حزب تحريفي، يحرف الديمقراطية، ويحرف التقدمية، ويحرف العمل الجماهيري. وهو بذلك يعتبر نفسه ديمقراطيا، وتقدميا. وعمل كهذا، لا يستفيد منه إلا الحكم، والبورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، ولا يستفيد من ذلك، لا العمال، ولا باقي الأجراء، ولا سائر الكادحين، كما لا تستفيد منه، لا العاملات، ولا باقي الأجيرات، ولا سائر الكادحات، كما لا تستفيد منه الجماهير الشعبية الكادحة، ولا يستفيد منه الشعب المغربي الكادح؛ لأن صيرورة التنظيم الجماهيري، جزءا لا يتجزأ من الحزب التقدمي، يضر الحزب التقدمي، ويضر العمل الجماهيري، ويضر المستهدفين بالعمل الجماهيري، الذين يفقدون تنظيما جماهيريا مبدئيا مبادئيا: ديمقراطيا، تقدميا، جماهيريا، مستقلا، وحدويا، بصيرورته تنظيما حزبيا.

وقد كان المفروض في الجزب التقدمي، الذي هو حزب ديمقراطي، في نفس الوقت، أن يرفض قبول أي تنظيم جماهيري، يسعى إلى أن يصير جزءا لا يتجزأ من الحزب، وأن يحافظ على هوية الحزب، وفي نفس الوقت، هوية أي تنظيم جماهيري، باعتباره تنظيما جماهيريا: ديمقراطيا، تقدميا، جماهيريا، مستقلا، وحدويا، حتى يحافظ على هوية الحزب التقدمي، وهوية التنظيم الجماهيري.

وإذا كان لا يليق بالحزب الديمقراطي، ولا يليق بالحزب التقدمي، أن يعتبر كل واحد منهما، أي تنظيم جماهيري، جزءا لا يتجزأ منه، حتى يصير الحزب اليساري حزبا تحريفيا، إن قبل بذلك، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الاندماج، الدي يعتبر التنظيم الجماهيري الكونفيدرالي، والجبهة المغربية ضد الغلاء، والجمعية المغربية للدفاع عن المال العام، جزءا لا يتجزأ منه، ليصير بذلك تحريفيا.

ومعلوم، أن التنظيم الجماهيري الكونفيدرالي، ومنذ تأسيسه، يعتبر تنظيما جماهيريا: ديمقراطيا، تقدميا، جماهيريا، مستقلا، وحدويا. وهذه المبادئ، هي التي تضمن مبدئية ومبادئية التنظيم الجماهيري. ونظرا لأن التنظيم الجماهيري الكونفيدرالي، ورغما عن مسؤوليته، ومبادئه، فإنه صار جزءا لا يتجزأ من حزب الاندماج، بتقرير من القيادة الحزبية، ومن القيادة الكونفيدرالية، وانطلاقا من أن معظم أعضاء المجلس الوطني الحالي، لحزب الاندماج، هم أعضاء في القيادات الكونفيدرالية، أو سبق لهم أن كانوا أعضاء في أسمى القيادات الكونفيدرالية، وهم لا يخرجون عن ذلك، لأنهم تعودوا على التحريف الجماهيري، والتحريف السياسي، كما تشهد على ذلك التقارير الصادرة عن مؤتمر الاندماج. ولذلك، لا حرج على حزب الاندماج، من جعل التنظيم الجماهيري الكونفيدرالي، بتضحياته الكبيرة، جزءا لا يتجزأ من حزب الاندماج، ليصير الحزب اليساري الاندماجي، حزبا تحريفيا، وليصير المنسحبون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مساهمين في تكريس التحريف الجماهيري، والتحريف السياسي.

وإذا كانت الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، تقبل بممارسة التحريف الجماهيري، والتحريف السياسي، فإن الحزب العمالي، يختلف عنها جميعا، بعدم قبول ممارسة التحريف الجماهيري، والسياسي، بعدم قبول صيرورة التنظيم الجماهيري، أي تنظيم جماهيري، جزءا لا يتجزأ منه، وبالحرص على الحفاظ على مبدئية، ومبادئية التنظيم الجماهيري، أي تنظيم جماهيري، حتى يحافظ الحزب العمالي على ديمقراطيته، وعلى تقدميته، وعلى يساريته، ويحافظ، في نفس الوقت، على مبدئية التنظيم الجماهيري، ومبادئيته، وديمقراطيته، وتقدميته، وجماهيريته، واستقلاليته، ووحدويته، حرصا منه على عدم تعرض العمل الجماهيري للتحريف. وهو ما يعطي للتنظيم الحزبي العمالي، مصداقية في صفوف التنظيمات الجماهيرية، على حد سواء.