لمواجهة مخططات كيري فلسطينيا


ابراهيم حجازين
الحوار المتمدن - العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 13:59
المحور: القضية الفلسطينية     

الإدارة الأميركية تتجنب كافة القرارات الدولية على بؤسها والتي تؤكد الانسحاب من الأراضي المحتلة لعام 1967 وتوجه التفاوض صوبّ الحديث عن حكم ذاتي فلسطيني محدود من دون السيادة على الأرض وبلا حق العودة ولا القدس عاصمة للدولة المنشودة،التي سترتبط بشبكة من العلاقات الإقليمية مع الجوار وتكون خاضعة للسيادة الأمنية والاقتصادية والسياسية للكيان المتجسد والقائم على ارض فلسطين وهي بذلك تقدم تصفية القضية الفلسطينية على طبق من ذهب للمحتلين الصهاينة، وتضع المنطقة برمتها تحت هيمنته. حفاظا على وجودها وأمنها وتسيدها.
ذلك يقود في المحصلة إلى مرحلة جديدة من مراحل تصفية القضية الفلسطينية، بعد مرحلة أوسلو والحلول المنفردة، يتم فيها سلب حق الشعب الفلسطيني في وطنه وأرضه وحق عودته وإقامة دولته وإدارة شؤونها بحرية واستقلال، إن رفض هذه المفروضات على الفلسطينيين يستوجب ليس فقط قول لا لها على طاولة التفاوض التي تشارك بها قيادة الحكم الذاتي، بل وعلى الأرض بتعزيز الموقف شعبيا برفع وتيرة المقاومة الجماهيرية والتأكيد في كافة المنابر العربية والدولية على التمسك الفلسطيني بالحقوق في التحرير وتقرير المصير وحق العودة، وإزالة المستوطنات، والانسحاب من كافة الأراضي المحتلة العام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة التامة وعاصمتها القدس المحتلة، دون أي تعديل جغرافي او حدودي،ولا بد من التمسك الفلسطيني بالحقوق وعدم التفريط بها، والمطالبة بعودة اللاجئين، مع التعويض عن سني القهر والتشريد.
ولا بد من المطالبة بوقف الاستيطان وبإزالة جميع المستوطنات، عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 465 الذي يطالب بتفكيك المستوطنات القائمة في الأراضي المحتلة . ونقل القضية بكافة جوانبها إلى مجلس الامن لأن تصفية القضية الفلسطينية في احد أبعادها جرت بعيدا عن منظمة الأمم المتحدة وخارجها وكان هذا المطلب الامريكو-صهيوني للانفراد بالشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته الوطنية.
ولا بد أن يترافق النهوض الشعبي الفلسطيني المقاوم مع تعزيز الوحدة الوطنية وعقد مجلس وطني تمثيلي للشعب الفلسطيني يضم جميع ممثليه، ليس فقط داخل الوطن المحتل، وإنما في الشتات أيضاً ، باعتبار أن مرجعيتهم منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . تمهيداً للمصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية .
مثل هذه السياسة المقاومة ستجد صدى داعما وواسعا بين الشعوب العربية ودعما خاصا من قبل الشعب الأردني الذي يقف جنبا إلى جنب مع نضال الشعب الفلسطيني لرد الهجمة الحالية متمثلة بمشروع كيري الذي يستهدف الأردن أيضا بتصفية قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية وإخراجه من وطنه وتوطينه خارجه وتحويل الصراع من عربي –صهيوني إلى صراع عربي -عربي،لترتيب الأوضاع لتمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد المتصهين، كما أراده الأمريكان وحلفائهم وأتباعهم.
كما سيتفهم الرأي العام العالمي هذه التوجهات وسيستعيد تقاليده الداعمة لهذه القضية العادلة بعد سنين من تراجع ذلك بسبب التهالك على الحلول المنفردة والتراجع عن ثوابت الشعب الفلسطيني. وهذا سيعزز التصدي لما يخطط له على صعيد المنطقة العربية بأكملها. وعلى هذا الأساس يمكن بناء الجبهة العربية المقاومة للهيمنة الاستعمارية والتوجه نحو البناء والتقدم والتنمية لشعوب المنطقة.
كلمة أخيرة من ثنايا التاريخ نعرف أن المواقف الكبرى لا تحتمل التفاصيل وأن التجربة تقول، السياسة تدوس على المفاوض الضعيف، ونحن كعرب نعيش في هاوية الهشاشة الذهنية والروحية، إن "اللا" المطلقة هي الجواب: لا للمفاوضات، لا لتصفية القضية الفلسطينية، لا لوطن غير فلسطين، و"النعم" فقط المطلقه هي للمقاومة ضد مخططات كيري أنيا وضد الاحتلال والعدو الصهيوني. فإن لم نورث الجيل القادم وطناً حراً حيا يعيش من أجله، فلدينا على الأقل أن نترك لهم قضيه حيه يناضلون من أجلها. هذه قضيتنا نحن، فنحن أرباب البيت ولن يحميه سوانا وإلا كانت تركنا أبناءنا وأحفادنا عبيدا عبيدا إلى النهاية .