الأردن في مرمى النار


ابراهيم حجازين
الحوار المتمدن - العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 00:42
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

يواجه الوطن العربي وشعوبه اعتى هجمة استعمارية منذ أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وتقسيمه إلى إقطاعات سياسية لوضع المشروع الاستعماري الصهيوني لإقامة جسم غريب في وسط الوطن العربي –فلسطين موضع التنفيذ، هذا الجسم الدخيل يراد له اليوم في المرحلة الحالية أن يكون القوة المتنفذة والمهيمنة بالتعاون مع وكلاء إقليميون ومحليون في ظل الترتيبات العالمية التي تقوم بها الولايات المتحدة للمحافظة على موقعها في رأس سلم القوى الدولية في عالم لم يعد يقبل القطب الواحد. ويقف الأردن اليوم في عين العاصفة التي تجتاح منطقتنا العربية جراء تلك المخططات الاستعمارية، وهو مهدد بوحدته وسيادته واستقلال إرادته ومستقبل شعبه. ومن هنا أصبح واجبا وطنيا وقوميا وإنسانيا التصدي لهذه الهجمة التي إذا قدر لها النجاح ستكون نتائجها وخيمة على شعبنا ومستقبل أجياله وعلى شعوب المنطقة والتي تريد ان تضمن لأبنائها مستقبل آمن وظروف معيشية ملائمة.
هذه الظروف تقتضي أن يتوحد الأردنيون وقواهم الحية للمحافظة على مصالحهم الوطنية والقومية والاجتماعية التي تتناقض مع المشروع الاستعماري الذي يهدف إلى تمزيق البلاد العربية وتفتيتها إلى كيانات ميكروسكوبية وإلغاء الهويات القومية والوطنية لشعبنا بما يضمن الإقرار بيهودية دولة الكيان الإسرائيلي وهيمنتها المطلقة مقابل كيانات طائفية ومذهبية ودينية تشكل أساس مستقبلي لاستمرار هيمنة الكيان الصهيوني على مستقبلنا.
وأصبح من الواجب أن تعمل القوى الوطنية والتقدمية وبقوة لضمان وحدة شعبنا وان تتصدى بحزم لأية محاولة تستهدف النسيج الوطني الأردني بجميع مكوناته من خلال الدعوات المغرضة لهويات محلية أو إقليمية ضيقة تعكس وعي وطني مزيف يصب في نهاية الأمر في تمرير مشروع الهيمنة الصهيوني. لذا علينا أن نكشف ونفضح هذه الاتجاهات الخطير ونعمل من اجل زيادة المناعة الوطنية إزاء محاولات الشق العمودي على أساس الأصول و المنابت و الطائفة و والجهوية.
من هنا علينا ان ندرك ونؤكد ان المصالح الاجتماعية والمعيشية لشعبنا بكافة فئاته وطبقاته المتضررة من سياسات الخصخصة والتيعية للمراكز الامبريالية تحثنا على العمل باتجاه وحدة شعبنا للدفاع عن هذه المصالح ، وفي نفس الوقت ان نكون واعيين ومدركين أيضا لأهمية النضال الديمقراطي في مواجهة التسلط والاستبداد وتغييب الإرادة الشعبية على أساس تفعيل مبدأ الشعب مصدر السلطات، و ترسيخ مفهوم المواطنة بأبعاده السياسية والمدنية والاجتماعية، وفي نفس الوقت العمل على حماية الاستقلال الوطني الأردني والتصدي بحزم لكافة المشاريع الصهيونية التوسعية للهيمنة على المنطقة، ورفض كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، والنضال من اجل استعادة كافة الأراضي الأردنية وانتزاع حقوق الأردن المائية من قبل المحتلين الصهاينة وإلغاء اتفاقية وادي عربة، ومواجهة كافة المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك دعم المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم من اجل استرداد حقوق الشعب الفلسطيني وأهمها الحق في العودة للاجئين الفلسطينيين وتحقيق مصيره على أرضه بما يضمن هويته الوطنية وانتمائه القومي حيث أن صموده على أرضه ومقاومته للاحتلال يشكل دعما للأردنيين في الحفاظ على وطنهم وضمان التقدم والديمقراطية. ونعتبر أن منعة الأردن على كافة الأصعدة والحفاظ على استقلاله وسيادته وأمنه واستقراره لهو في مصلحة الشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه الوطنية ، ولهذا نرى أن كافة فئات شعبنا لها مصلحة في النضال المشترك من اجل التصدي للمؤامرات الاستعمارية والصهيونية والرجعية على الأردن والانطلاق بالنضال من اجل ترسيخ الديمقراطية وعمادها حقوق الإنسان السياسية والمدنية والاجتماعية لبناء الدولة المدنية المستندة لمبادئ التنوير والتقدم، وإلا فإن الأردن في مرمى النيران دون قدرة على صدها