المثقف وعلاقات القوة؟


خالص جلبي
الحوار المتمدن - العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

(مثقفو العالم العربي يتوزعون في قسمة ضيزى بين الوهمي الكاذب والمهاجر المنسحب والحقيقي المقتول)
يعتبر (نعوم تشومسكي) عالم الألسنيات الأمريكي أن المثقف الحقيقي هو من صدع بالحق في وجه القوة. ويعتبر القرآن أن المثقف الذي لايقوم بتوعية الجماهير وخدمة الفكرة يلعنه الله والملائكة والناس أجمعين. ويرى (علي الوردي) في كتابه (وعاظ السلاطين) أن :(البلاء يعم حين يحف بالحاكم مرتزقة من رجال الدين فهؤلاء يجعلونه ظل الله في أرضه ويأتون بالملائكة والأنبياء ليؤيدوه في حكمه الخبيث وبهذا يمسي الحاكم ذئباً في صورة حمل وديع). ويرى ( الصادق النيهوم ) في كتابه (محنة ثقافة مزورة) أنه: (منذ عصر سومر وحتى ظهور الاسلام كانت الثقافة سلاحا مهمته تجهيل الناس أكثر من تثقيفهم. ولهذا السبب سكتت جميع الثقافات عن قضايا الانسان وفشلت في تطوير مجتمعات حقيقية محررة من عبادة الاصنام الحية والميتة). ويقول المثل الانكليزي:(إذا أردت أن تعرف حقيقة الانسان فأعطه مالا أو سلطة). إن نصف المصيبة هي وجود المواطن الأعمى والمثقف الأخرس والحاكم الأطرش ولكن كل المصيبة هي في التحام مثقف مأجور بعجلة السياسة. أو بتعبير القرآن مزيج (الجبت والطاغوت). ومنه أطلق فولتير شعاره (اشنقوا آخر إقطاعي بأمعاء آخر قسيس) ولم تنهض أوربا الا عندما حطمت قوتي الاقطاع والكنيسة لينهض مركب جديد متوازن من رأس المال والعمال وامتدادهما من النقابات والصحافة والأحزاب. ويبقى سر الديموقراطية في بذرة المعارضة. ولامعارضة بدون فكر. ولا استقلالية في التفكير بدون حرية (تعبير). و(خياطو) الفكر العربي يفصلون لنا اليوم ملابس بأصناف: فمنهم من يرى أن التفكير حرام وخطر. ومن يرى أن التفكير لابأس به في حدود، ويجب أن ينسجم التعبير مع نغم الجوقة، وعلى المفكر أن يقول كلاماً لايزعج مستيقظاً ولايوقظ نائماً في حفلة الشخير العام. في ظل أنظمة حريصة على راحة النيام. وهناك فصيلة (منقرضة) من المفكرين ترى أنه يجب تحريض التفكير وإطلاق التعبير بدون حدود وبدون خوف من المساءلة، لأن وظيفة الدماغ التفكير مثلما كانت وظيفة القلب ضخ الدم والتنفس للرئتين والكلية للأفراغ. وإذا كانت شاشة الكمبيوتر تظهر مايجول داخل علبة الحديد المغلقة فإن التعبير هو شاشة التفكير. ولم يشتر أحد حتى الآن في العالم كمبيوترا بدون (مونيتور). ولكن الفصيلة الأخيرة (الشاذة) ليس لها وزن ولاتشكل تيارا يعتد به وسط جماهير عمياء وسدنة يطلقون البخور يسبحون بحمد الحاكم بالعشي والإبكار. ومن تجاوز الخطوط الحمر صعقه التيار مرتين فاتهم بالخيانة عند السياسيين أو الردة على يد المتشددين. كان الإمام (ابن تيمية) يقول (إن العلماء يُخطِّيء بعضهم بعضا وأهل البدع يُكفِّر بعضهم بعضا). ويجب أن نضيف فقرة جديدة أن أهل السياسة (يُخِّون بعضهم بعضا) فيصبح الناس ثلاثة أصناف: من يشير بأصبع الردة الى أدنى حركة عقلية وهكذا شنق (محمود طه 75 سنة) في السودان بتهمة الردة، والرجل لم يرتد ولم تشفع له شيخوخته في النجاة من حبل المشنقة. ومن يتهم بالخيانة لمن اختلف معه في الرأي، وهكذا غصت أقبية المخابرات بمخالفي الرأي من كل صنف. وهكذا علق القوميون والاسلاميون المشانق لخصومهم وقتلوهم في البر والبحر والمنفى من أجل الكلمة، وحكم بالاعدام أو أعدم رؤوس التيارات الفكرية؛ فأعدم (انطون سعادة) في لبنان مؤسس الحزب القومي السوري، وحكم بالاعدام (ميشيل عفلق) مؤسس حزب البعث، واغتيل (حسن البنا) مؤسس حركة (الأخوان المسلمين) بالرصاص في شارع عام، ومات الشيوعيون في أقبية السجون في كل مكان من أجل أفكارهم. وهناك أخيراً من يرى أن المختلف لايزيد عن مخطيء ضل طريقه الى الحقيقة فيمكن أن يستفاد منه بالحوار والجدل بالتي هي أحسن. فالله سمح للكافر بالبقاء على قيد الحياة وشمسه تشرق على الأبرار والأشرار، وبنى الكون على التعددية (ولذلك خلقهم)، ومنح الخيار أمام الضمير فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فلا يمكن ولايعقل أن تبنى شوارع سريعة باتجاه واحد، ولم يُعتبر (الكفر) مع (الاكراه) كفرا ولا (الايمان) مع (الاكراه) ايمانا. وسمح بسب الرسول والنطق بالكفر عند الخوف على الحياة (الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان). ولكن ثقافتنا تريد للحديث أن يكون (مونولوجاً) باتجاه واحد، وتريد أن تصادر كل ألوان التعبير التي لاترضى عنها، ولابأس من حشو القوائم السوداء بالكتَّاب والكتب، والحدود (بالمطلوبين) في عصر العولمة كمن يقاتل بالمكنسة طائرة مقاتلة. ثقافتنا تصر أن ترى الوجود بنظارات ملونة، وعدم السماح للآخر بالوجود، واعتبار المرأة كائناً متخلفاً عقلياً يحتاج للوصاية، والطفل أبله لتلقي (الكف) في التربية والتوبيخ في مخالفة الأوامر. أو هو (عفريت) بحيث أن (تعذيبه) في المدرسة يسمى (تهذيبا). إنها ثقافة تريد خنق مجاري التعبير، وإغلاق سريان اكسجين الحرية عن كل خلية عصبية تتألق بالتفكير، وإغلاق منافذ الفهم، واعتبار الآخر رجسا وخطرا، وأن عليه أن يحسن الاصغاء ويتقن فن الخرس الجماعي، وأن ثقافتنا كلها صدق وعدل، وأن الخطأ لايقاربنا والوهم لايتخللنا، وأن مفاتيح الحقيقية النهائية بأيدينا، فلايسمح للمواطن أن يفتح فمه إلا عند طبيب الاسنان. الا ساء مايحكمون. إنها نكبة ثقافية بكل المعايير. وهذا يفسر سر تعضل الحركة التاريخية ولماذا نفشل في الالتحام بمركبة الفضاء الحضارية. لقد فقدنا التوازن وتهنا في الفضاء التاريخي ولانملك أدوات العصر للاقلاع. إن الحل ليس بثورة وليس بانقلاب عسكري فلقد فعلنا الكثير وحصدنا الخراب. ومنذ الانقلاب الأموي تتالت الانقلابات واستفحلت الأمور فالتهمنا السرطان الاجتماعي. كما لن تتحسن الأمور بالاتهام بالردة أو الخيانة ولا بالاكراه، ولا بهذا التشنج الفارغ والعنجهية الممجوجة التي نجح (الطالبان) في استعراضه أمام العالم كما يفعل المريض النفسي المصاب بمرض (الاستعراء) عندما يكشف سوأته وهو يظن أنه يحسن صنعاً. ألا إنهم الأخسرين أعمالا. المثقفون اليوم في العالم العربي ثلاثة أنواع: المثقف الوهمي أو الكاذب (Pseudo) والمثقف (المهاجر) والمثقف (الحقيقي). والمثقف الوهمي بدوره مركب من ثلاثة أصناف:فيلسوف (السلطة) ومفكر (الحزب الايديولوجي) ومثقف (البضاعة) المشترى بثمن بخس دراهم معدودة. مثقف السلطة يفلسف وينظِّر ويقعِّد لثقافة الاستبداد تحت مقولة (المستبد العادل) كمن يجمع بين الماء والنار والشيء ونقيضه ووجود الشيء وعدمه. ولكن هكذا كانت مهمة مثقف السلطة في التاريخ فمن مائدة السلطان يأكلون وبمدحه تنشد القصائد العصماء. ومنذ بناء الاهرام وجد مثقف السلطة مكانه تحت مظلة فرعون وكانت مهمته محصورة تحديدا في إقناع الناس بتشييد إهرامات عملاقة لطاغية ميت وأن يلقوا بناتهم كل عام في النيل. أي أن الثقافة يمكن أن تستخدم سلاحا مهمته تجهيل الناس أكثر من توعيتهم وهو مانشاهده اليوم في كثير من المحطات الفضائية التي تحاول ضخ الحياة في أصنام ميتة. أما مثقف الحزب فهو الذي يستولي عليه شعور امتلاك الحقيقة الحقيقية النهائية وأن الآخرين يجب أن لايتجمعوا ولا يتحزبوا لأنهم حزب الشيطان كتب الله عليهم أنهم في الأذلين. وأما المثقف (المشترى) فهو الذي يكتم الحقيقة ويلبس الحق بالباطل واشتروا به ثمنا قليلا فبئس مايشترون. ويلحق بالمثقف الكاذب أو الوهمي المثقف (التقدمي) بثقافة أوربية بنسخة (معرَّبة) حريص على تدمير ثقافته المحلية وحقن وعي المريض العربي بأفكار (قاتلة) منتزعة من وسط غريب ونقلها بغير شروطها كما يقتل المريض بنقل الدم بزمرة مختلفة على حد تعبير (مالك بن نبي). وهذا يفسر لماذا كانت مجالسنا النيابية مهزلة لاتزيد عن ديكور محنط يضم أناساً أحياء من قبائل شتى. لقد نصحنا (ديكارت) منذ ثلاثة قرون أن لانهدم بيوت الناس قبل أن نهيء ماهو أفضل فإذا دعيناهم إليها هجروا القديمة بدون تدمير. ولكن ماهي وظيفة المثقف الكاذب أو الوهمي؟ إنها ثلاث: (تبرير) و(تخدير) و(تزييف) فاي شيء صدر من السلطة يحمل التناقض واللامعقولية يمكن صبه في قوالب تبريرية ممتازة. وأي معاناة من الأمة تتم معالجتها (بتخدير الوعي) العام على يد أطباء خسروا شرف المهنة. إن حرفة الثقافة خطيرة ومليئة بالتحدي وغير مربحة عموماً؛ فالمفكرون في العادة فقراء مفلسون وهم يتعاملون مع أخطر الكائنات الكلمة التي اخترعها البشر. وتتحول الكلمات أحياناً الى مشانق والسطور الى ألغام أرضية تفجر المثقف ومصيره، ويبقى الخيار ذو ثلاث شعب: الثقافة كرسالة ومسؤولية أو الالتفاف على الواقع بالكلمات في عمل أقرب الى السحر أو الجنون، أو تأجير القلم وممارسة مهنة بغير مهنة. الساحر يغمغم بكلمات هي من قاموس كلماتنا، والمجنون يتكلم بمصطلحاتنا بانفكاك كامل عن الواقع؛ فأن يقول تغديت في المريخ تبقى صحيحة في الغداء ووجود المريخ. والجنون هو فقط في انتقال مائدة الطعام الى المريخ. إن (فلسفة الباطل) تقوم على التلاعب بالحقائق أو مايسميها (نعوم تشومسكي) في كتابه (ردع الديموقراطية) فبركة المعلومات. وهكذا إذا تكلم الرئيس بكلمات عادية وصفت بأنها درر الحكم وأنها أجمل من المعلقات العشر ويجب أن تكتب بماء الذهب ويحفظها الطلاب المنكوبون بوباء ثقافة مزورة عن ظهر قلب. وإذا تم إنجاز ملمترات في البنية التحتية صاحوا إنجازات ثورية وهي بمقياس التقدم نكسة الى الخلف. وإذا انهارت البنية التحتية من الفساد والرشوة والمحسوبية قال المثقف المزيف إنها دعاية مغرضة. وإذا غصت الشوارع بالعاطلين عن العمل قالوا إنه الاستعمار. وإذا تراجع الاقتصاد وتضخم ألف بالمائة قالوا كل العالم يمر بهذه الأزمة انظروا الى تركيا ألسنا أحسن حالا. ونحن نعلم أن كوريا الجنوبية قفز دخل الفرد فيها خلال ثلاثين سنة 13 مرة في الوقت الذي تراجعنا الى الخلف 13 مرة بحيث أصبح الفرق 26 درجة وندلف الآن الى قبو بناية العالم المكون من خمسين طابقاً حسب العملة. فلينظر كل امريء الى نقده كم يساوي من الدولار الأمريكي. ولكن هل هذه الأمور تحدث بالصدفة أم أنه أمر دبر بليل؟ الصنف الثاني من المثقف هو (المهاجر) وهو أيضاً نوعين: مهاجر الى ربه الى دول الديموقراطيات بالزواج واللجوء السياسي وهي الهجرة الخارجية، وتقابلها هجرة (داخلية) بالانسحاب الى زاوية في وطن لم يبق وطناً وليس فيه مكان للمواطنة، والتقوقع في شرنقة يجتر فيها افكاره، ضمن جدار سميك من العزلة تحفظ عليه حياته وكرامته في ظروف جفاف صحراء الفكر العربية. أما الصنف الثالث فهو المثقف (الحقيقي) وهذا يتم اغتياله بطريقتين: اغتيال أفكاره في لعبة (الصراع الفكري) التي تحدث عنها (مالك بن نبي) طويلاً في كتابه (شروط النهضة) وإذا حزب أمره تمت معالجته (بالقتل الاجتماعي) بعزله كإفراد البعير المعبد حتى لاتنتقل عدوى أفكاره الى الجوار، ولاحرج من حشره في زنزانة افرادية لمدة 17 سنة. وأحياناً تأتي الأوامر بتصفيته جسديا على التلفون مع تلفيق تهمة مناسبة. قال حاكم في جلسة حميمة لأعوانه: إن هؤلاء المفكرين المشاغبين يجب معالجتهم بحمض ثلاثي المفعول: فإما فرشنا تحت أقدامهم السجاد وأركبناهم صهوات الجياد العتاق من السيارات الحديثة، وإما أغرقناهم في كنبات وثيرة من الديكور السياسي الميت. الشكل شكل حزب وتنظيم ومؤسسات، ولكن لهم أرجل لايمشون بها ولهم أيد لايكتبون بها وأفواه لاينطقون بها. ومن استعصى دواءه وأعيت حيلته وركب (رأسه) لأجعلنَّه من المسجونين فإما خرج بعاهة يجر أقدامه أو ترنح كالمجانين أو استقبل شيخوخته مبكرا بدون معاش. ولكن ماذا يفعل المواطن العربي أمام هذا الاستعصاء الحضاري واليأس المقيم؟ إنه يمارس الانتحار على طريقته. فأما إن كان من أصحاب الصوفية فإنه ينتحر بالمسبحة على دف الشيخ ورقص الدروايش. وأما من صارع الأوضاع المرعبة مثل أي فدائي على حسابه الخاص فإنه ينتحر في زنزانة تتعفن فيها عظامه عشرات السنوات، وهناك من ينتحر بالانسحاب الكامل من الواقع المرير الى الماضي الزاهي فيطلق لحيته ويتوقف في الزمن قبل 1000 سنة ليقرأ بعض المتون في إجازة مفتوحة حتى يعود الوعي الغائب من منفاه. إن فكرة العودة الى زمن عمر بن الخطاب نكتة يضحك لها الفاروق في قبره لأنها ترى أن اصلاح الأمة يتم بتغيير فرد. ولكن هل كان الماضي وردياً الى هذا الحد؟ إن من قتل في معركة صفين من الصحابة كانوا أكثر من قتل في معركة بدر كما قرر ذلك (ابن كثير) في تاريخه (البداية والنهاية). وعندما مات الحجاج ترك ثلاثين ألفاً من المعتقلين لايقيهم شيء من حمَّارة القيظ أو صبَّارة القر وفيهم آلاف المعتقلات من النساء. وإن الدولة العباسية قامت على جثث الأمويين فاجتثتهم بالسيف حتى الرضع، والوصية الأولى لأبي مسلم الخراساني كانت: (وأن من رابك أمره ولو كان بطول شبرين قتلته ولاتبالي). وعندما قامت دولة (الموحدين) بالسيف لم يبقوا من عائلة (المرابطين) المالكة أحد، وعندما تشفع أحدهم في غلام صغير أجابه شيخ الموحدين: وهل تريد أن يبقي شبل اللبوة. أين المشكلة إذن هل هي في السياسي الحائر أم المثقف الأخرس أم المواطن الخائف أم هي في الكل فهم في فلك واحد من الثقافة يسبحون؟ لاشك أن هناك علاقة جدلية بين المرض و(المضاعفات) ولكن فك اللغز في هذا المثلث يبدأ من (المثقف) البريء المختبيء فالسياسي حفيد المثقف وتلميذه البار. ولكن كيف يمكن لمثقف وحيد معزول منقرض ممنوع من الكلام في مجتمع محرم فيه حرية النشر مهدد بالتكفير أو الخيانة وتمنع فيه السلطة تبادل الأفكار. كيف يمكن لمثقف في هذه الظروف الجهنمية أن يمارس دوره في التوعية؟ هل هذه صورة سوداوية للواقع بين مثقف مهاجر ومستأجر ومقتول ومن يعيش في شرنقة أو من كان بنسخة أوربية معربة؟ إن (سبينوزا) قديما واجه نفس الموقف بين المتشددين والسلطة فشق طريقه بعصا موسى فكان كل فرق كالطود العظيم. ويذكر المؤرخ البريطاني (ويلز) في تاريخه (معالم تاريخ الانسانية) أن: (الورق حرَّر عقل الانسان) ولم يتقن (الكتابة) أيام الفراعنة وسومر سوى الكهنة حتى علم الأنبياء الجماهير الكلمة في الصحف الأولى صحف ابراهيم وموسى. فهذه الصحف التي كانت تنقش على الطين تهب اليوم في أمواج عاتية من ثبج البحر الأخضر الالكتروني من الملكوت العلوي. والعلم يحطم الجغرافيا ويكسر الحدود السياسية وتفلت المراقبة من أيدي رجال المخابرات فهم في حسراتهم يـتأوهون وبدأوا ينتسبون الى العصر القديم كما انقرضت الديناصورات من مسرح الحياة وأخلت مكانها للثدييات الصغيرة قبل 65 مليون سنة فهذا هو منطق التاريخ أنه يمشي دوما نحو الأفضل.

مراجع وهوامش: (1) وعاظ السلاطين ـ الدكتور علي الورديـ دار كوفان ـ ص 263 (2) (صوت الناس ـ محنة ثقافة مزورة) ـ الصادق النيهوم ـ رياض الريس للكتب والنشر ـ ص 189 (3) وعاظ السلاطين ص 262 (4) قصة الفلسفة ـ ول ديورانت ـ فصل فولتير مقالة اسحقوا العار (5) ضحى الاسلام أحمد أمين (6) تاريخ ابن كثير البداية والنهاية (7) تاريخ الاندلس محمد عبد الله عنان (8) الفتاوى لابن تيمية (9) مجلة 15 & 21 وملابسات شنق محمود طه (10) مالك بن نبي ـ شروط النهضة والصراع الفكري في البلاد المستعمرة (11) رينيه ديكارت ـ المقالى على المنهج والقواعد لإحكام العقل (12) نعوم تشومسكي ـ ردع الديموقراطية (13) التهيئة للقرن الواحد والعشرين ـ باول كينيدي (14) التعذيب في التاريخ ـ عبد الله قصي (15) سبينوزا ـ فؤاد ذكريا (16) معالم تاريخ الانسانية ـ هـ . ج . ويلز المجلد الثالث.