محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق
(Mohamed Ibrahim Bassyouni)
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 05:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما يجري على الحدود الجنوبية لمصر… ليس مجرد “شأن فلسطيني-إسرائيلي”
التحليلات السطحية التي تحصر ما يحدث في غزة ضمن إطار الصراع المعتاد بين الاحتلال والشعب الفلسطيني، تتجاهل أبعاداً أمنية واستراتيجية تمسّ الدولة المصرية بشكل مباشر. فالوضع تجاوز كونه نزاعاً ثنائياً، وأصبح يمثل تحدياً حقيقياً للأمن القومي المصري، ويتضح ذلك من خلال ثلاثة محاور أساسية:
1. التهديد بالتهجير إلى سيناء
الحديث المتكرر عن “ممرات إنسانية” أو “مناطق آمنة” داخل سيناء ليس شأناً إنسانياً فقط، بل هو محاولة لفرض واقع ديموغرافي جديد يفتح الباب أمام موجات تهجير جماعي، ما قد يؤدي لاحقاً إلى مطالبات بالتوطين الدائم أو تشكيل كيان بديل… وهذا خط أحمر لا يمكن لمصر أن تقبل به.
2. محاولة إقحام مصر في النزاع ميدانياً
هناك من يسعى لجرّ مصر إلى ساحة الصراع، إما عسكرياً أو أمنياً، عبر الضغط بالملف الإنساني أو عبر تحريض القوى الإقليمية، ما يهدد بإدخال البلاد في مواجهة مفتوحة لا تخدم مصالحها، بل تُستنزف فيها طاقاتها، وتُستخدم كدرع لغيرها.
3. السعي لتغيير ديموغرافي على حدود الدولة
أي خلل ديموغرافي على حدود سيناء يُشكل خطراً طويل المدى. فهو لا يهدد فقط التوازن السكاني، بل قد يُستغل أمنياً وسياسياً لخلق بؤر توتر دائمة، أو للتفاوض على حساب السيادة الوطنية.
ما الحل؟ الحل ليس سهلاً ولا سريعاً، لكنه يتطلب رؤية مصرية واضحة وثابتة، تتعامل مع الموقف على ثلاثة مستويات متوازية:
• سياسياً ودبلوماسياً: رفض التهجير بكل أشكاله، دعم الحقوق الفلسطينية، وفضح أي محاولات لاستغلال الملف الإنساني لفرض أمر واقع.
• أمنياً واستراتيجياً: تأمين الحدود، رفع الجاهزية، ورفض أي تدخل ميداني لا يخدم الأمن القومي المصري.
• إعلامياً وشعبياً: توعية الداخل والخارج، وتوحيد الخطاب الوطني بأن سيناء أرض مصرية لا تُساوم، ولا تُستبدل، ولا تُستخدم كحل لأزمات الآخرين.
مصر تعرف جيداً أن حدودها ليست خطوطاً على الخريطة، بل خطوط حمراء في معادلة السيادة والكرامة والقرار المستقل.
#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)
Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟