أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سالم جبران - روسيا تقود المجهود العالمي لإسقاط نظام القطب الواحد الأمريكي















المزيد.....

روسيا تقود المجهود العالمي لإسقاط نظام القطب الواحد الأمريكي


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 12:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا، إلى المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية وعدد من الدول العربية الخليجية ليست مجرد زيارة لتبادل الكلمات الودية وعقد الاتفاقيات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة.
إن روسيا، تقوم بحملة عالمية مدروسة، لقيادة المقاومة العالمية لنظام "القطب الواحد" الأمريكي. وبقدر ما تشكل هذه الحملة تحسساً لحاجات عالمية عميقة، فإنها قد تشكل بداية مرحلة جديدة تقوم على الشراكة العالمية.
وقد سبق، قبل يومين من وصول بوتين إلى المنطقة العربية، ان ألقى خطاباً تاريخياً، بكل المقاييس في المؤتمر العالمي السنوي للأمن العالمي، الذي عقد في مدينة مينخين ألألمانية.
قال بوتين، الذي يتكلم لأول مرة في هذا المنتدى أن مشاريع الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة شبكة صواريخ متقدمة في شرق أوروبا، على حدود روسيا، هي استفزاز وهي جزء من المشروع الأمريكي للسيطرة الاستراتيجية على العالم.
وقال إن هذا النهج الأمريكي هو ما يقود إلى سباق التسلح، وحذَّر : "لدينا سلاح قادر أن يتغلب على كل هذه المخططات".
وقد انتبه المعلقون الاستراتيجيون إلى أن بوتين لم يقم فقط بالتحدي الحاد للولايات المتحدة الأمريكية ومشاريعها الاستعمارية للسيطرة العسكرية على مفاتيح العالم، بل أطلق شرارة الدعوة إلى كل القوى للمشاركة في مجابهة ومقاومة النزعة العسكرية-الاستراتيجية الأمريكية لكي تكون "القطب الوحيد" في عالم مفكك وممزق إلى دول ضعيفة عسكرياً. وقال معلق روسي، وبحق: "إن نزعة التسلط العسكري تخدم نزعة التسلط الاقتصادي، بل إن أمريكا تريد أن تكون قائدة الحضارة العالمية، بما يعبِّر عن التسلط الأمريكي ويخدمه".
وأشار بوتين إلى ازدواجية المسلك الأمريكي ومسلك الدول التي تدور في فلك الولايات المتحدة، وقال :إن استخدام العنف وعقاب الموت يجب أن يكون في حالات استثنائية، والولايات المتحدة التي تُنَصِّب نفسها مسؤولة عن حقوق الإنسان تخرق هي نفسها حقوق الإنسان خارج حدودها وتساعد على سباق التسلح العالمي".
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن خطاب بوتين هو أقوى خطاب لزعيم روسي منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، وهو إشارة إلى أن روسيا تريد أن تعود دولة عظمى أساسية على الساحة الدولية وثانياً أن روسيا ترفض نظام القطب الواحد الأمريكي وتدعو الدول الأخرى، إلى رفض النظام الاحتكاري الأمريكي.
منذ سقوط الاتحاد السوفييتي والنظام الاشتراكي في دول أوروبا الشرقية، ملأت الولايات المتحدة "الفراغ" وحاولت محاصرة روسيا بدول "قومية" صغيرة تابعة للولايات المتحدة، حول روسيا. كما عمَّقت أمريكا من ضغوطها على أوروبا الغربية، وقامت بعملية تفتيت وتفكيك لدول العالم الثالث، كما "اختلقت" عدواً عالمياً تنسب إليه كل الشرور وهو "الإسلام الأصولي".
إن المضمون التاريخي للحلم الأمريكي كان: السيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية وفرض الحضارة الأمريكية حضارة سائدة عالمياً، والاستئثار بأكثر ما يمكن من خيرات العالم.
والرئيس الأمريكي بوش الذي يتكلم عن "الحضارة" و"الدين" و"الأخلاق" و"التقاليد الديمقراطية" يقصد بكل هذه الاصطلاحات التبرير"الحضاري" الأخلاقي" للسيطرة الأمريكية على العالم.
إن خطاب الرئيس بوتين كان الطلقة الأولى الرسمية، في الرفض العالمي، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وحضارياً لأحلام واشنطن بقيادة العالم، طبقاً لمصالحها.
يجب القول إنه قبل إعادة لملمة القوى الاقتصادية والعسكرية للدولة الروسية، بعد تحطم الاتحاد السوفييتي كانت في العالم قوى أخرى رافضة للمشروع الأمريكي ومقاومة له:
*الصين تبرز عملاقاً اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. وهي عملاق مناويء ومنافس للولايات المتحدة.
*تعمق اتحاد الدول الأوروبية الغربية عمل موضوعياً لتحييد ورفض الهيمنة الأمريكية.
*الفوضى المأساوية في العديد من دول العالم الثالث في آسيا وأفريقيا، عملت ضد المصلحة الأمريكية. إن أمريكا غارقة في وحل أفغانستان والعراق والصومال، وهناك استنزاف للهيبة العسكرية الأمريكية في هذه الدول.
*في أمريكا الجنوبية لم تعد كوبا الاشتراكية جزيرة معزولة، وإنما أصبحت السياسة الأمريكية شيطاناً ملعوناً ومرفوضاً. إن انتصار الأحزاب الاشتراكية في أميركا الجنوبية، في انتخابات ديمقراطية، واستعادة الشباب للحلم الاشتراكي والاستقلالي معاً، في القارة الأمريكية الجنوبية هو ضربة سياسية وأيديولوجية بالغة الأهمية، بل تاريخية، للولايات المتحدة ومشاريعها وأحلامها الإمبراطورية.
علينا أن نضع الغضبة الروسية التي عبَّر عنها بوتين متجانسة ومترابطة، مع كل هذه التحولات العالمية الرافضة لنظام القطب الواحد الأمريكي، والرافضة أن تقود دولة واحدة- أياً كانت – مصير العالم.
إن العالم العربي له مصلحة قومية واقتصادية واستراتيجية في إضعاف الغطرسة الأمريكية. حتّى اقتصادياً، من الأفضل للعالم العربي الغني بالنفط وغيره من الخيرات أن يتعاقد مع العالم طبقاً للمصلحة المتكافئة، لا طبقاً للاملاءات الاستعمارية الامبراطورية الأمريكية.
رأينا الفرق بين روسيا وأمريكا في الموقف من اتفاق فتح وحماس في مكة. روسيا رحبّت وأمريكا شككت، لأن روسيا تريد لملمة الجرح الفلسطيني ووقف القتال الأخوي وتقدم العملية السلمية وإقامة دولة فلسطينية، بينما الولايات المتحدة تريد أن تلعب إسرائيل دور أمريكا المنطقية في الشرق الأوسط، وتريد انتشار "الفوضى المدمرة" التي تسميها أمريكا "الفوضى الخلاّقة".
الدول العربية، جميعا، لها مصلحة حقيقية في كسر الحصار الأمريكي. ونعتقد أن القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع الأهلي في العالم العربي الطامحة إلى الاستقلال والديمقراطية، لها مصلحة أن تقوم حركة شعبية عالمية وفي العالم العربي أساساً. تتناغم وتتعاون مع الصيحة التاريخية لروسيا بكسر الاحتكار الأمريكي.
إن الانتصار العالمي، الذي ليس سهلاً، وليس ابن يوم وليلة، على الوحش الأمريكي الملفوف بعباءة "حضارية"، من شأنه أن يُمَكِّن الشعوب العربية أن تناضل نضالاً وطنياً منتصراً، وأن تتقدم نحو آفاق ديمقراطية، وبناء دول وطنية.
ونعتقد أن إسقاط الاحتكارية القطبية الأمريكية، الغبية والمتطرفة، سوف يساعد على انحسار مدّ الأصولية الإسلامية المتطرفة التي تتغذى من الغطرسة الأمريكية وتغذيها.
لكل ذلك، نعتقد أن الطلقة التي أطلقها الرئيس الروسي بوتين هي طلقة تاريخية،ومن مصلحة العرب ومن واجبهم العالمي وتجاه أنفسهم أن يندمجوا في هذا المدّ العالمي، الذي لم نرَ إلاّ بدايته الأولية، بعد.
ولكن يقيناً يقيناً أن العالم، بشعوبه وحضاراته وثقافاته واقتصاده، لن يكون "منطقة نفوذ أميركي".



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة صريحة للغاية موجهة للسيد حسن نصرالله
- بدل أن تضحكوا على فضائح إسرائيل –إبكوا على حالة الشعوب العرب ...
- الآخرون يندفعون إلى التقدم ونحن نندفع إلى الانتحار!
- مؤرخ يهودي يكتب عن:التطهير العِرقي في فلسطين
- ممارسة الإرهاب
- مؤشرات التطور الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل
- من أين لك أربعة مليارات دولار، يا سماحة الشيخ؟!
- كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل
- فيلم وثائقي إسرائيلي..أثار عاصفة -يوسف نحماني..وسقوط طبريا!:
- في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!
- لبنان نموذج حضاري متقدم للأمة العربية.. فهل يهدمونه؟!!
- نهاية الطاغية..تحذير لبقية الطغاة!
- هروب الأدمغة من العالم العربي
- حول الفساد في العالم العربي: السمكة تفسد من الرأس!
- أنظمة البطش والتخلف واللصوصية-مسؤولة عن فقر الشعوب العربية!
- الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع ...
- حزب العمل الإسرائيلي أزمة قيادة..وأزمة طريق!
- ابتهجوا يا عرب : اللغة العربية ألا تواجه خطر الانقراض!
- مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فل ...
- !كارثة التخلف الاقتصادي الأساس للتطرف الديني!


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سالم جبران - روسيا تقود المجهود العالمي لإسقاط نظام القطب الواحد الأمريكي