أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج















المزيد.....

التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤكد أن تصريحات المعارضة و لقاءاتها الأخيرة تكرس مركزية الخارج في خطاب و حركة المعارضة..

إن تلك التصريحات تهدف بالأساس إلى طمأنة الخارج لا سيما الذي يتشكك من أن سقوط النظام و استبداله بالمعارضة قد يشكل تهديدا لمشاريعه الإقليمية و الكونية رغم تطور المواجهة بين النظام و بين هذا الخارج..طبعا يندرج في هذا الإطار المطالبة بشكل ديمقراطي في إطار من القبول بالشرعية الدولية و ما يدعى ببناء علاقات مصالح متبادلة مع سائر دول العالم و إهمال ذكر القضيتين الوطنية و الفلسطينية و ترديد عبارات مستمدة من الحرب الأمريكية على الإرهاب..هذا يوازيه علاقات تزداد متانة و قوة مع قوى إقليمية منخرطة بنشاط في إطار المشروع الأمريكي..مع أن قوى المعارضة ما تزال تضع بناء شكل ديمقراطي سياسي على رأس أولوياتها لكن هذا المطلب يأتي في إطار جملة شروط و ظروف داخلية تتعلق بالشعب و قوى المعارضة ذاتها و إقليمية تتعلق بالاصطفاف بين إرادة و مشاريع القوى المختلفة و صعود التوترات الطائفية و الوجود القوي للخارج الأمريكي و مشروعه..فلا يمكن التبسيط و الاستسهال بالقول أن معارضة نظام قمعي بالضرورة تعني أن هذه المعارضة ديمقراطية..إن عدو المستبد ليس ديمقراطي بالضرورة و انتقاد الفساد و القمع لا يساوي المناداة بإقامة الديمقراطية بل يتطلب موقفا ديمقراطيا أصيلا من القهر و القمع بكل أشكاله من أي طرف و تحت أي مسمى..إيديولوجيا تتألف المعارضة من قوى إسلامية و ليبرالية أغلبها ذا أصول يسارية ربما حتى ستاليني الفكر و الممارسة أو قدمت من المؤسسات الأكاديمية التي حولها النظام إلى حصون للقهر و ترويض الأجيال و قوى قومية أو يسارية ( سابقا) نشأت من انشقاقات تعرضت لها أحزاب قومية أو يسارية قائمة بينها البعث الحاكم..كانت ممارسة هذه القوى سواء باتجاه داخلها أو باتجاه المجتمع و سائر القوى و التيارات السياسية و الفكرية وليدة عصرها و جرت وفق قواعد اللعبة السياسية السائدة منذ الخمسينات و الستينات التي ولدت هذه الحالة من القهر و التهميش و الإقصاء تجاه الآخر و الأهم تجاه الشعب و المجتمع..تحت ضغط التبدل الجذري في مقاربة النخبة المثقفة السياسية و الفكرية باتجاه تبني الليبرالية قامت هذه القوى بمراجعة و تعديل مرجعياتها لتتماهى مع النيو ليبرالية خاصة في نسختها الأمريكية و التي تساوى مع الحرية و الديمقراطية و يراد لها أن تشكل مخرجا من أزمة أنظمة القمع الراهنة..يعود هذا أولا إلى تفاقم أزمة هذه الأنظمة و خطابها السياسي و ثانيا لسقوط أنظمة ما سمي سابقا بالمعسكر الاشتراكي و أخيرا ذلك الحضور الطاغي للغرب الرأسمالي على كل الجبهات السياسية و الفكرية و الاقتصادية و مركزية دوره العالمي و تسويق نموذجه على أنه نهاية التاريخ و تأسيس نماذج محلية ملحقة قائمة على التبعية السياسية و الاقتصادية و محاولة بناء الفرد المتلقي سلبيا الغارق في نزعة استهلاكية شكلانية على أنه الوحدة الأساسية المشكلة لهذا المجتمع..ارتأت النخبة المثقفة أو الناشطة أن تبنيها لليبرالية بكل تفاصيلها سيشكل فصاما و طلاقا بائنا مع ماضيها و ممارساتها و مقاربتها و اختارت أن تقبل بمركزية غربية تواجه بها المركزية الشرقية الأصولية أو القومية و التي رأت فيها حاملا للتقدم..لكن و في استنساخ غير مباشر لخطابها و مقاربتها السابقة لم تر في الليبرالية فضاءا يستوعب الحراك السياسي و الفكري المجتمعي و يطلق له العنان دون كوابح أو عراقيل بل حولت هذه الليبرالية إلى خصم و حكم لكل من لا يتفق معها و استبدلت قاموس الشتائم القوموي أو اليساروي السابق بآخر يتناسب مع مفردات العصر الأمريكي و هي لا تريد للديمقراطية أن تصير نظاما يدير الجدل السائد أو المفترض بل تجعل منها وصاية جديدة تصادر هذا الجدل لخدمة دوغمائيات جديدة يراد فرضها بقوة الخارج و ما يزال غياب النظرة الجدلية تجاه هذا الخارج و تكريس المقاربة الفكرية و السياسية التبريرية لمواقف هذا الخارج و التبعية لمشروعه يميز تلك المقاربة و في الحقيقة فإن لبرلتها الكاملة دون أية مقاربة نقدية للمشروع الأمريكي لا تكفي لتصبح حاملة لتغيير ديمقراطي وطني حقيقي جذري في حياة مجتمعاتنا..لم تكن هذه العملية مراجعة جذرية لوسائلها التحليلية و آلية مقاربتها للواقع بل عملية تبديل ميكانيكية لمنتوج هذه المقاربة باستخدام ذات الوسائل و الآلية..وصلت مواقفهم التبريرية من الشكل الذي يجري به تقدم المشروع الأمريكي إلى إعلان "الديمقراطية التوافقية" كبديل ضروري ربما مؤقت ( إلى ما شاء الله) عن ديمقراطية أكثر تطورا لم تنضج ظروفها بعد بما يعيد إنتاج الحالة الطائفية المتخلفة و يشرعن المحاصصة بين القيادات الطائفية و التقليدية..هذه المقاربة اللا نقدية و السلبية تجاه النتاج الفكري و المعرفي و السياسي للغرب تكرس اختلال العلاقة مع هذا الخارج و تستبعد إطلاق حوار حضاري فكري جدلي مع العصر الراهن و هذا النتاج الفكري المعاصر و تؤجل إطلاق المشروع النهضوي الوطني الديمقراطي و ترتهنه لصالح مشروع الهيمنة الأمريكي و متطلباته و ضروراته..هذا لا يقتصر على المعارضة المتلبرلة بل ينسحب على المعارضات الإسلامية و تلك القادمة من رحم النظام بما يكرر هذا المشهد كل حسب مواصفاته الخاصة..
قد يبرر هذا اللجوء للخارج بحقيقة توازن القوى على الأرض..حيث يوجد على الأرض لاعبان رئيسيان هما النظام بقوة بطشه و استيلائه على الدولة و المجتمع و الخارج الأمريكي بمشروعه الحاضر عسكريا و سياسيا و اقتصاديا بقوة..خطاب المعارضة يتمحور حول هذا الخارج الذي تشتد حدة صراعه مع النظام بعد أن مرت بمراحل من التعاون أو التهادن يحدوه الأمل بتغيير على الطريقة العراقية..هذا الخطاب يكرس تهميش الداخل , بما يعنيه الشعب أو الوطن, و إقصائه عن ساحة الفعل..يبقى هذا الداخل ( الشعب) مستلبا بين كل هذه الخطابات فهو مقموع مقهور من خطاب النظام مهمش و دعمه مضمون و رأيه و مصالحه ثانوية حسب خطاب المعارضة و لا وزن له يمكن إدارته بتحالفات آنية مع قيادات طائفية تقليدية أو بوسائل الإعلام عبر حملات العلاقات العامة في المقاربة الأمريكية..تعكس هذه المقاربات للداخل للشعب الوزن الفعلي للشارع العربي عامة و السوري خاصة فالجماهير محرومة من إمكانيات تنظيم إمكانياتها و صفوفها و منظماتها النقابية و الجماهيرية إما محاصرة أو تابعة للنظام أو تدور في فلك القيادات الطائفية و التقليدية و قد مزقها القمع المتواصل و إلغاء أي حراك مجتمعي مستقل عن السلطة و عاث فيها النظام إفسادا فانتشرت القيم الانتهازية و عمم الرشوة و الفساد و أضعف النفوس و زين للناس طريق الخلاص الفردي و صعب التضحيات في حال مواجهة قمعه و فساده و ينساق هذا على القوى المتسلطة المستبدة بأي شكل اتخذت منذ قيام الملك العضعوض ( الحاكم المطلق ) التي تريد تطويع و تدجين الحراك الشعبي و المجتمعي..هناك بقع مضيئة جاءت من تضحيات أشخاص أبوا التسليم بالواقع و تمردوا عليه و فضحوا قهر السلطة و فسادها لكن هذه التضحيات لم تصل درجة تأسيس أو تأصيل حراك شعبي يتجاوز حدود قهر السلطة..المعارضة تكرس هذا التهميش في قبولها الظاهر أو المبطن بمركزية دور الخارج و هي ترى التغيير المنتظر بأيدي الخارج و من خلال مشروعه الخاص و وفق شروطه و ترسم حدودا للحراك الشعبي تريد تطويعه لشروط هذا الخارج و ليلاءم الدور المركزي للخارج..
إن الصراع بين النظام و الخارج مستمر بالتصاعد و ربما تكون نقاط ضعف النظام و قوة الخارج المادية كفيلة بحسم هذا الصراع لكن هذا بعيد عن بداية التغيير الوطني الديمقراطي لمجتمعاتنا و نظامنا السياسي فهذا يتطلب نهوضا شعبيا وطنيا يتجاوز تلك المواقف التهميشية و الوصائية و الإقصائية و يشكل تأسيسا حقيقيا لفعل شعبي يتصدر الحياة السياسية و الفكرية



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب من جديد
- أكثر من مجرد تغيير
- قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي
- في ذكرى نجيب سرور
- الشرعية بين الشعب و الخارج
- احتمالات المواجهة بين سوريا و إسرائيل
- الليبرالية و الطائفية-افتراقات الفكر و الممارسة
- تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربي ...
- أطروحة المجتمع الدولي
- الطائفية , المعارضة و النظام
- ماذا عن سياسات النظام السوري الاقتصادية؟
- حول تصريحات البابا الأخيرة
- منعطف كبير لكن إلى أين؟ عن الخيانة الزوجية
- مراجعة ضرورية
- من أجل بناء البديل اليساري في سوريا
- قراءة مغايرة ل 11 سبتمبر
- خيارات الشرق الأوسط الجديد
- المثقف, السلطة و الخارج
- التغيير و الشرق الأوسط الجديد
- العلمانية من جديد


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج