أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - حكاية ميراندا















المزيد.....

حكاية ميراندا


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6611 - 2020 / 7 / 6 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


كانت فتاة نحيفة القوام ، اميل الى اللون الخمرى ، وجهها صغير بملامح متناسقة وجمال هادىء، وشهر اسود منسدل على كتفيها

لمحتها تستند الى درج المحكمة قبالة قاعة الجلسة انتظارا لفتحها ، راقبتها طويلا من طرف خفى دون ان تشعر ، ثم مررت بجوارها متشاغلا بقراءة الملفات بيدى ثم عدت اليها بغتة ، وسألتها هى الجلسة بتشتغل امتى ؟
مش تسعة ونصف ؟

قالت لى بابتسامة خفيفة، لا ، دول بيشتغلوا على عشرة ، وقفت مرة اخرى بعيدا عنها قليلا وعدت اتظاهر بقراءة الملفات فى يدى واراقبها وعينيها الجميلتين المكحولتين ، مصوبة نحو باب القاعة انتظارا لفتحها والدخول اليها

وانا اختلس النظر اليها من وقت لاخر ، فتحت الجلسة على صوت الحاجب صائحا الجلسة ياحضرات ، وبدأ دلوف المحامين والمواطنين قاعة الجلسة تمهيدا لانعقادها ، ذهبت فى اعقابها مباشرة ونظرت يمينا ويسار وكأننى ابحث عن مكان للجلوس ثم ذهبت وجلست بجوارها وبدأت أتجاذب معها اطراف الحديث لحين بدأ الجلسة فعليا ودخول القضاة

لم يمر اليوم الا وحدثتنى تقريبا عن جزء من حياتها وانها لا تحب العمل بالمحاماة ولكنه الشيىء المتاح حاليا ، وقلت لها انا العكس تماما بالنسبة لى حيث اعشق هذه المهنة
شعرت اننى وقعت فى غرام الفتاة بعد الحديث معها واخذت رقم تليفونها واخذت رقم تليفونى على وعد بلقاء الغد فى نقابة المحامين عقب انتهاء عملنا

تقابلنا فى كافتيريا النقابة تقريبا الساعة الثانية ظهرا، حيث تناولنا طعاما خفيفا مع الشاى ، وبدا ان كلانا لن يستطيع الاستغناء عن الاخر ، لا اعلم كيف وبسرعة بالغة تحولت العلاقة من زمالة عمل الى نوع من الحب

كنا نلتقى كثيرا بعد العمل ، ثم فى المساء حيث كانت تعمل فى مكتب احد المحامين الكبار ، حدثتنى عن نفسها وعن اسرتها وكيف ان اباها منفصل عن والدتها وتعيش وامها وشقيقتها الصغرى معا ، وانه تقريبا الام هى المسؤل الاول عنهم ماديا ومعنويا ، كنت اشعر فى حديثها عن والدها عدم حبها لها وبرنة الحزن فى كلامها عنه رغم محاولاتها نفى ذلك

كانت لدى سيارة صغيرة وكنا نتجول بها انا وميراندا فى شوارع القاهرة وكانت سعيدة للغاية معى
فى احد الايام اتفقنا على الذهاب الى دار الاوبرا لمشاهدة حفلة موسيقية فى الثامنة مساء ، التقطها قريبا من البيت فى فستان ابيض فى ازرق غاية فى الروعة، وكانت تبدوا اشبة بملاك بشعرها الاسود الذى كان يتطاير، فاسرنى جمالها الاخاذ ، قلت لها وقد استقرت على كرسى السيارة بجانبى ما هذا الجمال ؟
وكنت انظر من ان لاخر الى وجهها الجميل وشفاها الصغيرتين المصبوغين باللون الاحمر، وانا فى الحقيقة مغرم بالروج خاصة اللون الاحمر منه

قلت لها ميراندا ، اذاى بجمالك ده مأسرتيش خيال شخص وحبك ، قالت ومين قالك محصلش ؟ بس انا بحب مين ؟
وابتدت تشدوا بصوت خفيض برائعة عبد الوهاب وهى تنظر لى ساهمة
كلنا بنحب القمر و القمر بيحب مين
حظنا منه النظر والنظر راح يرضى مين
كل يوم يظهر عذول تفتنه ويغير عليك

وانطلقنا ننهل من الغرام ، اذكر اننى عندما قبلتها للمرة الاولى كانت تغلق شفاها وانا اقبلها وطلبت منها فى همس فتح ثغرها وبدأت الوك لسانى فى فمها فى قبلة حارة ، كانت رائح انفاسها الجميلة يتردد صداها ، ولم اشعر بها الا وهى تقريبا غارقة فى النشوة لدرجة انها لم تقوى على الوقوف فى احضانى وانا اقبلها

كانت تقريبا غارقة فى هواى ، وكنت معها ، لم يكن ينغص علينا صفو علاقتنا الحميمة سوى غيرتها الشديدة التى بدأت تنموا رويدا رويدا ، كلما اندمجنا فى علاقتنا اكثر ، حيث كانت تتمزق من الغيظ اذا وجدتنى اتحدث مع اى فتاة اخرى ، او شعرت بفتور فى علاقتى معها ، بدعوى اننى ربما عرفت فتاة اخرى

بعد ان توثقت علاقتنا عرضت عليها الزواج الرسمى فطارت من الفرحة وقالت لى انها فاتحت والدتها بامر علاقتنا وانها ترحب بى فى منزلهم

ذهبت اليهم بهدية صغيرة معزوما على الغذاء ، وبدأت اتحدث مع امها واختها ، وشعرت ايضا بحزن الام وقهرها من ثنايا الحديث عندما كان يأتى اسم زوجها او بالاحرى طليقها عرضا

وقالت لى انه رغم كل شيىء لابد ان يكون الاتفاق مع طليقها ابو ميراندا وفقا للاصول وهو سوف ياتى من الكويت بعد ثلاثة اشهر

لم نكن فى عجلة من امرنا انا وميراندا ، وعشنا حياتنا ننهل من الحب والعشق ولم يكن يكدر صفو العلاقة الا نوبات الغيرة التى كانت تحدث من ان لاخر عند اكتشافها حديثى مع اى فتاة اخرى ولو بالصدفة

احد الايام كنت فى قاعة النقابة انتظارا لها ومرت زميلة لنا غاية فى الروعة و الجمال سلمت على، وعزمت عليها ان تشرب معى قهوة ، ورغم اننى طلبت منها ذلك مرات عديدة ورفضت ، الا انها لحظى السيىء وافقت هذه المرة وجلست معى وتناولنا القهوة

ولم ادرى الا وميراندا فوق رأسى ، قلت لها اهلا ميراندا ، دى الاستاذة منال محامية زميلتنا ، بكل برود ردت اهلا وسهلا ، شعرت منال بالحرج وغادرت فورا وبدت ميراندا غاية فى الغضب والغيرة، وكنت احاول عبثا تهدأتها دون جدوى الامر الذى جذب ملاحظة الزملاء الجالسين بجوارنا

وكانت تهدأ بعدها وتتأسف كثيرا وتبرر تصرفاتها بغرامها المطلق بى وانها لا تتصور ان تشاركها امراة اخرى فى شخصى

ولم تكن تدرى ان تصرفاتها تدمر قليلا قليلا غرامنا ولو على الاقل من ناحيتى

عاد والدها من الكويت وطلب منى ان نتقابل سويا فى منزله بشارع القصر العينى ذهبت اليه وجلسنا معا نتحدث عن تفاصيل الزواج المرتقب من ابنته وطلب من ان اكتب مؤخر صداق مائة الف جنيه ، وكان ذلك مبلغا هائلا

سالته عن السبب قال لى ده امر عادى وملوش اى لازمة ان انت تناقش فيه مش انتو بتحبو بعض؟ بترفض ليه ؟

قلت له عموما سافكر فى الموضوع ، انتهى اللقاء بيننا ، وسالنى انت رايح فين بعد كده ، قلت له رايح العباسية للمكتب ، قال لى خلاص اخدك معايا فى طريقى انا رايح رمسيس ، قلت له ماشى
سالنى بغته امال عربيتك فين ؟ ميراندا بتقول عندك عربية ، قلت اه عربية صغيرة كده ، بس فيها مشكلة بتتصلح فى الورشة

لم يعقب ونزلنا سويا ووجدت معه سيارة بويك امريكى فارهة ، وانا اعتقد جازما انه اصر على توصيلى ليرينى سيارته البويك هذه

تقريبا كان اللقاء مع والدها هو المسمار الاخير فى نعش العلاقة بيننا وشعرت انه اتى لى على طبق من فضة للتخلص من علاقة ميراندا المزعجة المليئة بالغيرة فى فترتها الاخيرة

تقابلت فى الغد وميراندا وحكيت لها ما دار وكانت تعرف تماما ما دار بيننا وشعرت منها بالحنق على والدها ، وانه ربما بدون قصد يدمر مشروع الزواج بيننا

وقالت لى متزعلش ، هو ده تفكيره لكن انا ممكن اكتب اى حاجة انت عاوزها للتنازل عن مؤخر الصداق بينى وبينك ، بس متزعلش

قلت لها اننى لا استطيع التصرف بشكل مخادع فى هذا الامر مع والدك ، اما ان يعدل اباكى عن قراره او حتى يسوى الامر بشكل منطقى او نفكر فى الامر من جديد ، انهارت فى وصلة بكاء طفولى ، وانتهت علاقتنا بشكل درامى وكأنه قصر شيد من ورق غرق فى المياه



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هزيمة يونية 1976 هزيمة لليسار ؟
- حيوية المواطنة
- حلم ولا علم
- القراءة حياة
- الحرب ضد الصين قادمة 2
- العلمانية
- الحرب ضد الصين قادمة
- متلازمة ستوكهلم – فاطمة ناعوت – مثال
- تركيا من صفر مشاكل الى البحث عن المشاكل
- فقم واعتلف تبنا
- العبث
- الشاعر صلاح عبد الصبور فى سطور
- اليتيم والحوار المتمدن
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور ( الخاتمة )
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور (7 )
- كورونا فضحت الكل
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور6
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور 5
- الصبى الوطواط
- الرعب


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - حكاية ميراندا