أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وائل باهر شعبو - البيضة الحمراء اللازوردية














المزيد.....

البيضة الحمراء اللازوردية


وائل باهر شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


عندما يبدأون بالتفكير سيكتشفون العقل والحرية.

وقصة البيضة الحمراء اللازوردية ليست معروفة لذا سأرويها لكم :

القصة أن رجلاً جاء قومه في وادي الرمال بعد غياب طويل وقال أنه وجد في أحد الكهوف التي بات فيها البيضة اللازوردية الحمراء التي بحث عنها منذ الأزل الجميع، والتي تقول الأسطورة أن من يجدها عليه أن يصبح ملكاً على قومه، وعندما سأله قومه أين هي البيضة؟ قال أنه غفا ذات يوم وحلم بأن نعامة جاءت وحملته إلى وادي الجنيات حيث كل شيء جميل ولذيذ وشهي، فسَكر ورقص وغنى وعربد ونام مع الجنيات وأكل ما لذ وطاب، ولكن الحلم انقلب إلى كابوس عندما استيقظ فلم يجد البيضة اللازوردية الحمراء التي كانت في حضنه، فبحث لزمن طويل وحاول العودة إلى الكهف لكنه لم يستطع العثور عليها، وبعد أن يئس عاد، لم يصدقه قومه، إذ كيف يمكن أن يصدقوه دون دليل، ورأوا أنه اختلق هذه الرواية ليصبح ملكاً، فتركوه وانفضوا عنه بعدما سخروا منه وشتموه، وهكذا عاش هذا الرجل كذاباً لا يصدقه أحداً، إلى أن جاء رجلاً آخر بعد غياب طويل وفي يده شيئاً غريباً لم يعرفوه،كان هاتفاً ذكياً، والأسطورة الأخرى تقول أن من يجد الهاتف الذكي عليه أن يصبح نبياً، قوله من قول الله، وأراهم وهم البدو عبقرية وإعجاز الهاتف الذكي، فشهقوا ونهقوا وانذهلوا واذبهلوا مما يمكن أن يفعله هذا الشيء الذكي، وحكى لهم كيف أنه في بحثة عن البيضة اللازوردية الحمراء وبعد أن وجدها في إحدى المغاور ضل طريق عودته لأيام، وأنه وجد نفسه بوادٍ غريب اسمه وادي السيلكون، وهناك رأى أشياء مذهاة معدنية وبلاستيكية وزجاجية فاتنة، فدخل إلى إحدى الدكاكين، وهناك وجد هذا الشيء الصغير الذكي الغريب، وعندما شرح له البائع أمر هذا الشيء الذكي تذكر الأسطورة وقال في نفسه نبي أقوى بكثيييير وأكثر تسلطاً وديكتاتورية وطغياناً من ملك، فبادل البيضة الحمراء اللازوردية كما اقترح عليه البائع عنما وجده لا يملك دولارات، وهكذا حصل على الهاتف الذكي وعاد إلى قومه، فصدقه أبناء وادي الرمال وهللوا وكبروا وهم يرفعونه على الأكتاف متراقصين مغنين انبلج الهاتف الذكي علينا من وادي السيلكون/ وجب الامتنان علينا نحن المترملون، ومن يومها أصبح الرجل نبياً على قومه وصار كلامه كلام الله، فصاروا لا يأكلون ولا يشربون ولا يتنفسون ولا يعطسون أو يضرطون أو يكحون لا يتبولون ولا يلبسون ولا يفكرون وكذلك لا يقتلون ولا يغتصبون ولا ينهبون ولا يستعبدون أحداً إلا ما بما ينطقه، وكانوا يأتون إليه كل مساء ليشاهدوا مميزات الهاتف الذكي الذي يفعل الأعاجيب التي لا تخطر على بال عقولهم الرملية، وفي يوم من الأيام وبعد فترة ليست قصيرة، كان هذا النبي ورجاله يتفرجون في شهر الصيام على مسلسل باب الحارة، وفجأة انطفأ الجهاز، فقد انتهت البطارية الأخيرة، فصمت النبي بحكمة وقال: سأستخير الله في أمر الجهاز، وعندما ذهبوا، حاول مع كل البطاريات المستهلكة فلم ينجح، فأسقط في يده، وقبل انبلاج الفجر حث الرحال مع حماره إلى وادي السيلكون، وفي الصباح جاء قومه إلى بيته متلهفين ، فقالت عبدته أن نبيهم ذهب إلى وادي السيلكون الذي كان لا يعرف أحد الطريق إليه غيره، فهو الوحيد الذي أعطاه الله هذه المعرفة واصطفاه بها، إلا أنه لم يستطع أن يتذكر الطريق، وبعد رحلة بحث شاقة، عاد هذا النبي دون حماره الذي ذبحه والتهمه من الجوع، وبعد أن ارتاح جاءه قومه وسألوه، فقال لهم النبي أن الله غاضب، لذلك انطفأ الجهاز ومحا من ذاكرتي طرق السيلكون، وأنهم عليهم أن يبرهنوا إلى الأبد أنهم بدون جهاز ذكي ، سيبقون يؤمنون به، وطالما أنهم سيبقون يؤمنون به، فإن الله سيجزي - إذا نجحوا في هذا الاختبار - بعد الموت كلاً منهم جهازاً ذكياً بمستوى ذكائه وعبقريته، يستطيع أن يطلب ما يشتهي من الطعام والشراب والنساء والغلمان التي يجدها في جهازه، وإلى الآن الناس الذين يعيشون في وادي الرمال يؤمنون بما قاله نبي الهاتف الذكي، ويموتون مؤمنين بأنهم سيحصلون على الجهاز الذكي المناسب لذكائهم، ولكنهم ظلوا يؤمنون بالبيضة الحمراء اللازوردية، التي لولاها ما كان ليكون هناك هاتف ذكي ولا نبي.

كل التشابهات الموجودة في القصة مع أحد الأنبياء هي محض صدفة ولا علاقة لها بالخيال، وكل الثغرات والتناقضات والبلاهات والكذبات والغموضات الموجودة في القصة هي إعجاز فني يتطلبه الفن.

تفكييييير



#وائل_باهر_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسكوت عنه واللامفكر به أو الصمت
- هؤلاء كوردُكم يا كورد
- من أكثر ديكتاتورية من الشعب المسلم؟
- الإساءة إلى الإسلام
- وأنت ممن تقبض أيها المثقف الحر؟
- المعارضة الإرهابية ضد النظام الديكتاتوري
- حماقة التاريخ في سورية!
- غباء التاريخ في الدوحة 2022
- اللعنة على هكذا إله
- قرآن الرحابنة ينسخ قرآن محمد
- حسرة الإخونجي القارسة
- -الثورة- السورية الديكتاتورية
- حلم الوحشة الإسمنتية
- حلمت بدمشق
- تسقط عبقرية ديكتاتورية الإسلام
- نباح المثقفين
- أرجوكم ....ارحلوا جميعاً
- سجعة التخلف
- مِمَن يحمي النظام السوري إسرائيل؟
- للأسف،شكراً أيتها العورة السورية القبيحة!!!


المزيد.....




- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وائل باهر شعبو - البيضة الحمراء اللازوردية