أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - التصعيد في إدلب وافاق العلاقات الروسية / التركية















المزيد.....

التصعيد في إدلب وافاق العلاقات الروسية / التركية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وضع التصعيد في إدلب العلاقات الروسية ـ التركية على حافة التأزم، على خلفية شكوك في موسكو بأن أنقرة لا تفي بالتزاماتها بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح بمسافة 20 كم المتفق عليها بين الرئيسين بوتين واوردغان، وإنها عاجزة عن " تهدئة " الجماعات المسلحة، بل وهناك شبهات تحوم بصدد تسليحها وتمويلها تلك الجماعات، ورفضها المشاركة في حرب للقضاء عليها، فضلا عن وجود مخاوف بان ينسف الوضع المحتدم في إدلب، فيما تراه موسكو من إنجازات تحققت بجهودها في تقريب التسوية السورية على أساس الحل السياسي، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وعودة اللاجئين إلى مناطق سكنهم الدائمة، وبالتالي اطلاق عمل اللجنة الدستورية، لسن القانون الأساسي للبلاد، الذي ستبدأ على أساسه العملية السياسية، التي من المفترض أن يشارك فيها كافة السوريين.

وتلقى موسكو مسؤولية تدهور الوضع في منطقة تخفيف التصعيد في إدلب، على الجماعات المسلحة المرابطة هناك. وكما جاء على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحفي مع وزير خارجية مالي الاثنين الماضي، فان "الجماعات المسلحة المتمركزة هناك تنتهك بصورة دورية الاتفاق حول المنطقة المجردة من السلاح". ووفقا للجانب الروسي فإنها تهاجم مواقع جيش الحكومة السورية والتشكيلات المتحالفة معها، وكذلك تحاول استغلال أي فرصة لمهاجمة القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، باستعمال الطائرات المسيرة من دون طيار، وبالصواريخ. وتُلَوح موسكو بالرد الحاسم على الجماعات المسلحة بإدلب، رغم إدراكها بأن الوقت غير مناسب للقيام بعملية عسكرية واسعة هناك. و حسب قول لافروف، "إن الجانبين الروسي والسوري لن يتركا ذلك بدون رد ساحق". في نفس الوقت جدد لافروف الدعوة الروسية إلى ضرورة فك المعارضة المسلحة (المعتدلة) ارتباطها بجبهة " النصرة" وقال "إن على أنقرة إن تلعب الدور الأساسي في هذه العملية، على وفق الاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اوردغان". وأشير إلى انه في اليوم الذي اعلن فيه لافروف عن " الرد الساحق" قام السلاح الجوي بهجوم واسع اسفر عن تدمير عدد كبير من المباني، ويمكن أن يكون هذا هو بداية " الانتقام". وربط خبراء عسكريون بدء العملية العسكرية واسعة النطاق بمدى فعالية المسلحين لاحقا. وهناك توقعات بأن العملية قد تبدأ بعد أن يتم وضع وثيقة عمل خلال الأشهر القريبة القادمة.

من ناحيته اعلن سفير روسيا في سوريا الكسندر يفيمييف إن تهم الدول الغربية لروسيا والجمهورية العربية السورية بقصف المدنيين في محافظة إدلب يعتبر جزء من الحرب الإعلامية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن قيام روسيا وسوريا وايران بقصف محافظة إدلب، وطالب بوقفها. ومن ثم جدد تحذيره بشن الغارات الجوية على سوريا. وحسب تقويمات السفير الروسي فإن الجانبين السوري والروسي أعلنتا مرار وتكرارا بأن، من وصفهم بالإرهابيين، يقصفون البنى التحتية. وقال " بقدر ما أن الدول الغربية لا تستطيع التأثير على نجاحات الجيش السوري والقوات المسلحة /الفضائية الروسية في المنطقة، فإنها تختلق الذرائع المختلفة للتهم العارية عن الصحة، من أجل نسف نجاحاتنا".

تصعيد لهجة التصريحات الرسمية الروسية جاءت على خلفية ما نشرته وسائل الأعلام، بما ذلك الروسية، عن تحقيق الجماعات المسلحة عدد من الانتصارات على القوات الحكومية، واستعادة السيطرة على بعض الأراضي التي كانت قد تراجعت عنها في وقت سابق. ويعزو تقرير لموقع "الصحافة الحرة" سبب تلك النجاحات إلى أولا: نقص إعدادات القوات الحكومية السورية، التي تسمح باختراق تلك الأماكن، حيث لا يجوز السماح فيها. وثانيا: معطيات أجهزة المخابرات الأجنبية، التي براي بعض الخبراء الروس، تتسرب بهذا الطريقة أو الأخرى إلى إدلب، وتصل إلى ما يصفونهم بالإرهابيين.

ولكن التقرير يرى أن العامل الرئيسي في هزائم الجيش السوري تلك، يكمن الدعم التركي. وعلى وفق تلك المعطيات فإن أنقرة تقوم بتسليح وتمويل الائتلاف الوطني السوري في إدلب. وقال التقرير: إن القوافل تنطلق بصورة منتظمة من تركيا إلى إدلب وهي تحمل الأسلحة، حسب رواية أنقرة، إلى القوات التركية المرابطة هناك، منوها بأن من الصعوبة بمكان البرهنة على الجهة التي تذهب لها تلك الأسلحة، وتساءل: ولكن لماذا هذا الكم الكبير من الأسلحة الخفيفة للقوات التركية محدودة العدد؟. ونقل عن وسائل إعلام عالمية إشارتها إلى أن أنقرة تقوم ومنذ زمن بعيد بتسليح جماعات المعارضة، بل وحتى من تندرج في لوائح المنظمات الإرهابية. وقال إن روسيا تجاهلت هذه الحقائق لحين من الوقت، فيما تحدثت أنقرة عن تهدئة المسلحين في الوقت القريب القادم. ولكن ذلك لم يحدث، والكلام للتقرير، " لذلك بدأت دمشق في هجوم مضاد في اتجاهات محددة، فيما دعمتها موسكو من الجو".

وضمن هذا السياق يذهب بعض المحللين الروس إلى أن العسكريين السوريين والروس بقوا يراقبون باستياء استمرار الهجمات التي يشنها المسلحون من إدلب، ويعيشون على وعود الجانب التركي. بيد أن أنقرة لم تنجح في مهمتها فاضطرت موسكو ودمشق للبدء بالحرب ضد المسلحين المتمركزين في إدلب. وإن العملية تجري منذ فترة، بيد أنها لم تتحول إلى هجوم كاسح. ويرجح المراقب العسكري الكسندر ليونكوف أن هناك مشاورات مكثفة تجري بين الجانبين الروسي والتركي، لاستيضاح مواقفهما بشأن التطورات في إدلب. وعلى حد قوله إن الجانب الروسي لم يعد يحتمل، ما وصفها بالاستفزازات التي لا نهاية لها، والتي تمر بالقرب من المعابر التركية.

ويرى العديد من المراقبين أن أنقرة غير مستعدة لحد الآن الكف عن دعم جبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي تهدد دمشق وروسيا، وهذا ما يثير امتعاض الكرملين الشديد، إلى درجة أن وسائل الإعلام الأجنبية بما في ذلك الكردية، نشرت معلومات تفيد بان روسيا باتت مستعدة لدعم "وحدات حماية الشعب" في حربها ضد تركيا في شمال/غرب سوريا. وقال احد التقارير" اذا كان في هذا شيء قليل من الصحة، فانه يعني إن العلاقات الروسية/ التركية، تقترب من الولوج في أزمة عميقة".

لكن المراقب العسكري اوليغ جوشين يرى أن العلاقات الروسية التركية لن تصل إلى هذا الحد، لأن روسيا وتركيا في ظل مثل هذا الاصطفاف ستقتربان من حافة الحرب، وهو ما لا يرغب به احد الجانبين. وقال في حديث صحفي:" أن روسيا الآن تثمن العلاقات مع تركيا" موضحا أن تركيا من جانبها أيضا بحاجة ماسة لروسيا. ويشكك في أن احد الطرفين يعتزم القيام بحركة حادة من أجل دمشق أو من أجل إدلب. واستدرك "غير أن روسيا لا تنوي، ولا تستطيع الاستمرار بتقديم التنازلات، وتجاهل كل شيء". معربا عن القناعة بمصداقية نوايا اوردغان بفرض النظام في إدلب، "ولكن من الصعب عليه التفاهم مع الجماعات المسلحة، التي لا تفهم غير القوة". وحسب رايه "إن تركيا تدرك جيدا ضرورة معالجة الوضع في إدلب، لأنه يهدد ليس سوريا وحسب، بل وتركيا نفسها". واعرب عن الأسف "لوجود حل واحد في الوقت الحالي : هو الحل العسكري، ولكن تركيا

لا تستطيع المشاركة في القضاء على الإرهابيين". وربط ذلك بعدم رغبة اوردغان بوقوع خسائر بشرية من القوات التركية، كما انه لا يروم فقدان صورته كمدافع عن قوى المعارضة في سوريا.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهتمام إسرائيلي متزايد بالعراق على خلفية التوترات الإقليمية
- آفاق انهاء العراق التعاون العسكري مع أمريكا
- تأملات في مشروعية السلطة
- تجار الحروب في منطقة الشرق الاوسط
- تنبؤات متشائمة للوضع الإنساني بالعراق في عام 2019
- في خلفيات الصراع على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- وجهة نظر من روسيا بانتخاب رئيس العراق الجديد
- ماذا بعد وصول منظومة أس 300 لسوريا؟
- سمات الحضارة الجديدة برؤية مدرسة موسكو الاجتماعية.
- زخاروفا تتحدث عن النزعات الإيجابية والسلبية في تطور الوضع ال ...
- العراق بين -محور الشر!- و-الشيطان الأكبر!-
- من يخاف التحالف الروسي الصيني؟
- موسكو: هروب -الخوذ البيضاء- من سوريا بدعم اجنبي يكشف عن هويت ...
- حكومة بغداد تستجدي المانحين لتطبيع الوضع الإنساني!
- هل للاحزاب الشيوعية العربية من مستقبل؟
- الخارجية الروسية تحذر من عواقب الهجوم على ميناء الحُديدية في ...
- المشكلة الكردية في الأجندة الروسية
- في مرآة الصحافة الروسية : نتائج وتداعيات الانتخابات البرلمان ...
- قراءة روسية للانتخابات البرلمانية في العراق
- تأملات رائد فضاء روسي


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - التصعيد في إدلب وافاق العلاقات الروسية / التركية