أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حراك الجزائر














المزيد.....

حراك الجزائر


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سينتهي الحراك الجزائري ، الى ما انتهى اليه الحراك المصري ، والتونسي ، واليمني ؟
ان كل المؤشرات تفيد بهذه النهاية التي ستكون مأساة ، او تراجيديا سيكون لها تأثير خطير على مستقبل الجزائر كدولة ، ومستقبل الشعب الذي سقط بكل سهولة في المقلب المصنوع الذي صفّق له بحرارة .
فهل الامر يتعلق بشخص ، ام يتعلق بنظام جاثم على صدر الجزائريين ، منذ سبعة وخمسين سنة مضت .
ان من حرر خطاب بوتفليقة ، أبان وبالملموس ، ان من يحكم الجزائر طيلة هذه المدة ، هي عصابة تتكون من جنرالات الجيش ، ومن صقور جبهة التحرير التي سرقت استقلال الجزائر ، ووظفته في خدمة مصالحها التي لم تنقطع حتى اليوم .
كما ان هذا الخطاب السياسوي ، أبان وبالملموس ، ان العصابة تحكم ظاهريا باسم الشعب المغيب في كل المعادلات السياسية التي تركز الطائفية ، وتنحوا الى الطبقية البرجوازية الصغيرة ، باسم شعارات تم افراغها من محتواها ، لتتحول من شعارات الثورة ، الى نقضيها .
العالم تعجب من سكوت الشعب الجزائري عن الإهانة التي مسته ، بتعيين رئيس مريض ، وجد متقدم في السن . لكن العالم تفاجئ بنزول الشعب الى الشارع لرفض العهدة الخامسة ، والمطالبة بالدولة الديمقراطية التي تؤسس لجزائر جديدة .
لكن كيف سيفهم العالم اكبر تناقض ، وهو تصفيق الجزائريين لخطاب بوتفليقة ، واعتباره نصرا حققه الشعب على المافيا المسيطرة على الدولة الجزائرية ؟
ان ما حصل في الجزائر ، هو اكثر خطرا وبشاعة ، مما حصل في مصر وتونس . فرغم ان الحراك المصري التونسي نجح في اسقاط شخص الرئيس ، فانه احتفظ بالنظام الذي انتج الرئيس ، وكان انْ برع النظام ، في خلق رئيس شبَه بالرئيس الساقط ، ولتستمر نفس المسرحية ، ويستمر نفس النظام ، في ممارسة الدكتاتورية بشكل ابشع مما كان قبل سقوط مبارك وبنعلي .
ان المشكل بالنسبة للجزائر ، هو تجميد العهدة الخامسة ، لكن الحقيقية ، هي الاحتفاظ بنفس العهدة ، أي الخامسة ، مكيفة ضمن العهدة الرابعة . فكيف يتم استيعاب وفهم بقاء بوتفليقة المريض في الحكم ، لإنجاز ما عجز عن إنجازه منذ عشرين سنة خلت ؟
ثم ما الفرق بين العهدتين الخامسة والرابعة ، ما دام ان حزب جبهة التحرير المسؤول عن جميع مشاكل الجزائر ، وجنرالات الجيش ، لا يزالان ممسكان بيد من حديد ، بالدولة الجزائرية ؟
ما يجب على الجزائريين استيعابه ، انّ المافيا المسيطرة على الجزائر ، لا ولن تستسلم بسهولة ، وانّها مستعدة للاستمرار في الاعيبها ومناوراتها ، لتبليد ، وتضبيع الجزائريين من جهة ، ومن جهة لخلط الأوراق للتسبب في احداث انقسام وسط الشعب الجزائري ، ووسط الرافضين لدكتاتورية الحكام .
لكن انْ فطن الشعب لكل هذه المراوغات ، والألاعيب ، ووضع نصب اعينه الجزائر والشعب الجزائري ، أكيد ان الفشل سيكون سيد الحسم ، وأكيد ان الشعب سينجح في ما فشل فيه منذ سبعة وأربعين سنة مضت .
ان التطور الذي عرفه العالم اليوم ، وتركيز الدول الكبرى على الديمقراطية وحقوق الانسان ، وحق الشعوب في تقرير مصيرها ، سيجعل من المستحيل اطلاق الرصاص على الشعب ، لان الأمم المتحدة ، ومجلس الامن ، والمحكمة الجنائية الدولية ، سيكون لهم كلمتهم الأخيرة التي ستقدم قاتلي الشعب المسالم الى العدالة الكونية .
ان خطاب بوتفليقة مقلب مطرز بإتقان ، وهو يرمي الى استمرار نفس الآلة ، من حزب جبهة التحرير ، والأحزاب المرتبطة بها ، وجنرالات الجيش ، في السيطرة على الجزائر ، ومن ثم السيطرة على الثروة الجزائرية ، من بترول ، وغاز ، وخيرات مختلفة .
الآن الشعب الجزائري في مفترق الطرق ، وهو ادرى بكل الألاعيب التي تلعبها المافيا سارقة الجزائر ، حتى يستمر الوضع لصالحها . كما ان الشعب ، ومن خلال ما قام به من مسيرات وتظاهرات ، هو مع موعد مع التاريخ ، وانْ اخلف الموعد وهو سهل التحقيق ، سيستمر الوضع على ما هو عليه ، وستستمر الجزائر خاضعة لدكتاتورية الجنرالات ، واستبداد وطغيان جبهة التحرير ، ومنهما ستبقى الجزائر خاضعة ومستعمرة فرنسية مثل المغرب .
ان التركيز فقط على شخص بوتفليقة ، وتجاهل النظام الذي انتج بوتفليقة ، يعني انتظار صنع بوتفليقة جديد ، بلون جديد ، وشعارات جديدة ، ويعني استمرار القبضة الحديدية على الدولة وعلى الجزائريين ، ومن ثم استمرار استعمار فرنسا للجزائر .
ان من يحكم ويسيطر على الجزائر منذ اكثر من عشرين سنة خلت ، ليس شخص بوتفليقة ، لكنه نظام دكتاتوري ومستبد ، يتحكم في كل شيء بالجزائر من الصغيرة الى الكبيرة .
ومرة أخرى . انتم مع موعد مع التاريخ . فان ضيعتم وخالفتم الموعد ، فانتظروا استمرار نفس الأوضاع ، وانتظروا استمرار حْريگ الشباب الجزائري في قوارب الموت ، رغم وجود البترول والغاز .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الاتحادات النسائية في الدفاع عن حقوقهن
- هل بدأت فرنسا تنحاز الى امر الواقع في نزاع الصحراء الغربية ؟
- رئيس كوريا الشمالية السيد كيم جونگ _ Le président de la Coré ...
- الدستور -- La constitution
- lhumiliation du régime -- إهانة النظام .
- جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 3 )
- زيارة ملك اسبانيا الى المغرب
- تحليل . البرلمان الاوربي يصادق على تجديد اتفاقية الصيد البحر ...
- إذا دهبت الصحراء حتما سقط النظام
- اربعة واربعون سنة مرت على نزاع الصحراء الغربية
- حول مداخلة مستشار الامن القومي السيد جون بولتون بنزاع الصحرا ...
- هل سيزور بنجامين نتانياهو المغرب ؟
- جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 2 )
- ألم أقل لكم أن جبهة البوليساريو اصبحت مثل الناقة العمياء تخب ...
- جبهة البوليساريو تُصاب بالاكتئاب
- جمال عبدالناصر --- ابعاد النظرية الناصرية . ( 1 )
- عبداالاله بنكيران ومقاضاة الملك .
- أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية والمذهبية في الدولة الاس ...
- الحرب على ايران على الابواب . خطييييييييييييييييييييييييير .
- ماذا انتم فاعلون ؟ ماذا انتم تنتظرون ؟


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حراك الجزائر