أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما مغزى ترحيب الأنظمة العربية بتدميرسوريا؟















المزيد.....

ما مغزى ترحيب الأنظمة العربية بتدميرسوريا؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5913 - 2018 / 6 / 24 - 14:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى عام2003كان المدخل لتدميرالعراق وتقسيمه واحتلاله لصالح أمريكا والغرب، أنّ العراق يمتلك أسلحة كيماوية. وفى عام2018يتكرّرالسيناريو. فى الحالة الأولى انقسمتْ الأنظمة العربية: بعضها استنكرإدعاءات أمريكا والغرب، وبعضها دافع عن حق العراق فى امتلاك أسلحة كيماوية. لكن فى حالة سوريا اختلف الأمرفكانت النتيجة تأييد أمريكا وبريطانيا وفرنسا فى ضرب سوريا.
والسؤال الذى تجاهلته الأنظمة العربية التى رحبـّـتْ بالاعتداء على سوريا التى كانت (شقيقة) هو: بالفرض أنّ سوريا تمتلك السلاح الكيماوى، فهل هى الدولة الوحيدة التى تمتلك هذا السلاح؟ وهل تستطيع تلك الأنظمة اتخاذ نفس الموقف ضد إسرائيل؟ ومع مراعاة أنّ إسرائيل فى عام1970كانت سادس دولة نووية على مستوى العالم باعتراف د.فوزى حماد (رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية من عام1990- 94ومستشاربالوكالة الدولية للطاقة الذرية- مجلة الهلال- يوليو2002)
ولماذا تغيرموقف الأنظمة العربية ما بين الانبطاح الجزئى عام2003، والانبطاح الكلى عام2018، خاصة أنّ هذا الانبطاح برزفى البيان الختامى الصادرعن الرؤساء والملوك العرب فى مؤتمرالقمة العربية رقم29وجاء به ((نحن مستعدون لتطبيع تاريخى مع إسرائيل، إذا هى انسحبتْ من الأراضى التى احتلتها عام1967)) فهل إسرائيل ستلتزم بوعدها؟ ومن سـُـيلزمها؟ وهل يسطيع العرب الزامها؟ وبرزالانبطاح وفق ما جاء فى تصريح الأمين العام المساعد (السفيرحسام زكى) فى تصريحات صحفية أنّ مجرد تسمية القمة باسم (قمة القدس) وما خرجت به من قرارات تعد موقفــًـا غاية فى الأهمية (جريدة الرياض- 16 إبريل2018) وهكذا تكون المُـتاجرة باسم القدس.
ونظرًا لأنّ العقلاء من الصحفيين العرب انتقدوا موقف الجامعة العربية وعدم فاعليتها، وطالبوا بإلغائها، لذلك أضاف السفيرحسام زكى فى نفس التصريح ((وعن التخوف من إمكانية إقامة كيانات بديلة للجامعة العربية، فى ظل التشرذم الذى يـُـعانى منه العرب، فإننى أعتقد أنها اشاعات مغرضة)) ولكن سيادته لم ينتبه للتناقض فى حديثه: فكيف تكون اشاعات مغرضة، فى الوقت الذى اعترف فيه ((بحالة التشرذم الذى يـُـعانى منه العرب))؟
ولعلّ أهم سؤال هو: هل القمة العربية التى قادتها السعودية لصالح الشعب السورى؟ أم لصالح أمريكا والغرب؟ وكيف يكون المؤتمرفى السعودية التى أيــّـدتْ تدميرسوريا وتدميراليمن..إلخ؟ وهل هذا المؤتمرسيـُـنقذ الشعب السورى من مصيره البائس؟ وإذا كانت السعودية وأتباعها من الأنظمة العربية، تظاهروا بالبكاء على الشعب السورى، الذى (يقتله بشارالأسد بالأسلحة الكيماوية وفق رواية الأمريكا) فلماذا لم يـُـظهروا هذا التعاطف مع الشعب اليمنى؟ وهل هناك تضليل أكثرمن ذلك؟ ثـمّ أصل إلى السؤال الأخير: هل القمم العربية- منذ عام1964- كان لها أى جدوى؟ وهل كان للكيان الورقى المُـسمى (جامعة الدول العربية) أى جدوى؟ وهل فعلتْ أى شىء لتأكيد شعارات (الوحدة العربية) و(القومية العربية)؟
لقد بدأ التحول العربى لنفى العروبة (بشكل صريح وحاسم وعلنى) عندما قرّرتْ السعودية (معاقبة) دولة قطربحجة أنها ((دولة داعمة للإرهاب)) وكأنّ السعودية بريئة من هذه التهمة. ولأنّ بعض دول الخليج (تابعة) للسعودية لذلك إنضمتْ بعض الدول إلى السعودية وشكــّـلوا تحالفــًـا لمحاصرة قطر(العربية) كما تفعل إسرائيل مع غزة.
ولكن هذا الموقف (العربى) ضد دولة (عربية) لم يكن الوحيد ولم يكن الأول، حيث سبقته الكثيرمن الأحداث (الأكثرتعصبـًـا ودموية) من دولة (عربية) ضد دولة (عربية/ شقيقة/ ومجاورة لحدودها) والمثال الناصع على ذلك ما فعلته السعودية (العربية) ضد اليمن (العربى) حيث قتلتْ الطائرات السعودية آلاف اليمنيين، وأصابتْ الآلاف بالعجزالكلى عن الحركة. وشرّدتْ الملايين ودمّـرتْ البنية الأساسية لكل مرافق الدولة الحيوية، وكانت النتيجة أنْ أرجعتْ السعودية الشعب اليمنى إلى ما قبل العصورالوسطى.
أما عندما غزتْ دولة (عربية) دولة (عربية/ شقيقة) واحتلتْ أراضيها، كما فعل النظام العراقى/ البعثى/ الصدامى، واحتلّ دولة الكويت واعتبرها المحافظة العراقية رقم19فإنّ هذا الحدث الدراماتيكى الفاجع والكاشف عن أكذوبة (العروبة) هوما تجاهله الإعلام (العروبى) وأنا لا أقصد (التغطية الإعلامية للغزو) وإنما أقصد تجاهل (تحليل الغزو) وأنّ مشكلة آبارالبترول المتنازع عليها بين الدولتيْن (الشقيقتيْن) كان يمكن حلها بالطرق الدبلوماسية وليس بقوة السلاح.
وبعد الغزوالمسلح بدأ الفصل الثانى: تحريرالكويت من الاحتلال العراقى. عند هذا المشهد كان التطورالدراماتيكى الثالث: الدول العربية انقسمتْ بين تأييد وإدانة الغزو، ولكن حتى الأنظمة العربية التى انتقدتْ الغزواكتفتْ بأسلوب (الشجب) العربى الشهيروهوما فعلته الجامعة الكرتونية (جامعة الدول العربية) عند هذه المحطة من الأحداث كان النجاح الساحق الذى خططتْ له الإدارة الأمريكية (تشجيع العراق على غزوالكويت) ثـمّ إخراج جيش الغزومن الكويت بمعرفة قوات حلف الأطلنتى بقيادة أمريكا. وهذا ما حدث بالضبط.
والتجاهل الإعلامى العروبى شمل التغاضى عن (مجرد طرح سؤال): لماذا لم تتفق الدول العربية لتشكيل (جيش موحـّـد) لإخراج الجيش العراقى من الكويت؟ ولماذا وافقوا على أنْ يكون (مُـحررالكويت) البلطجى الأمريكى، الذى اختتم هذه الأحداث التى خطــّـط لها باحتلال العراق، لتبدأ سلسلة أخرى من التداعيات، لعلّ أشهرها نجاح (مخطط التقسيم)
وبالرغم من كل هذه الأحداث المؤكدة على أكذوبة العروبة، لايزال كثيرون داخل هذا المعبد الوهمى، الذى صنعه الاستعمارالأنجلو/ أمريكى، يؤدون فيه فريضة (صلاة القومية العربية) وسنتها (صلاة الوحدة العربية)
ومن خلال هذا العرض المختصرفإنّ القمم العربية، ماهى إلاّ أحد أوهام العروبة مثلها مثل وهم (الجامعة العربية) التى تعمل لصالح الأنظمة التى تــُـمولها وتــُـنفق على (جيش الموظفين) من عرق الشعوب العربية. وسؤالى الأخيرهو: لماذا لم تتدخل الأنظمة العربية لحل المشكلة بالأساليب الدبلوماسية، فى حالة التأكد من أنّ سوريا تمتلك السلاح الكيماوى؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيديولوجية الانتماء العروبى لنفى خصوصية الشعوب
- هل شباب الإخوان المسلمين غير شيوخهم؟
- الدفاع عن الليبرالية وخطورة الأيديولوجية
- ما سر التعتيم على تبديد موارد مصر؟
- قساوسة وشيوخ البنك الدولى
- مسلسل أبوعمرالمصرى وفتح الملف السودانى
- انشقاق القمر بين القرآن والعلم
- لماذا توافق القرآن مع عمرضد أبى بكر؟
- الإله بعل فى الأساطير والعهد القديم والقرآن
- أكذوبة محاربة الإرهاب والخداع الأمريكى
- هل يمكن التنبؤبأمراض التعصب الدينى؟
- مفارقات الصراع العربى/ العربى
- التوراة والقرآن وتشريعات العصرالمُسمى بالجاهلى
- النص القرآنى ومشكلات التأويل
- تصريح وزيرة إسرائيلية لتوطين الفلسطينيين فى سيناء
- الفلسطينيون وتجربة الهنود الحمر
- مغزى تحريض اليهود على قتل السيد المسيح
- كشف المستور عن العلاقات السعودية / الإسرائيلية
- الصراع السعودى/ الإيرانى: والضحية الشعب اليمنى
- مدارس الفقه والمزايدة على القرآن


المزيد.....




- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما مغزى ترحيب الأنظمة العربية بتدميرسوريا؟