أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإله بعل فى الأساطير والعهد القديم والقرآن













المزيد.....

الإله بعل فى الأساطير والعهد القديم والقرآن


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 14:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ورد اسم (بعل) كثيرًا فى الكتب التى أرّختْ لتاريخ العرب قبل الإسلام، بصفته أحد الآلهة السائدة فى الدول المجاورة لجزيرة العرب، ومن بين هذه الكتب كتاب (مغامرة العقل الأولى) تأليف المفكرالسورى الكبيرفرّاس السواح (دارعلاء الدين بدمشق- الطبعة العاشرة- عام1993) فذكرأنّ (بعل) كان أحد آلهة سوريا (ص49) وذكرأنّ (بعل) عبده العبريون فى مطلع تاريخهم أيضًـا، وكان إله أجدادهم الأولين، كما يحدثنا بذلك كتاب العهد القديم. كما نجد الإله (بعل) هو رب المطروالسحاب والصاعقة. وكان ينافسه الإله (موت) وكانا فى حالة صراع دائم (ص111) وذكرأنّ بنى إسرائيل لم يتوقفوا عن عبادة آلهة السوريين طوال تاريخهم. فهذا يعقوب يطلب من أهل بيته أنْ ينزعوا الآلهة السورية من وسطهم. حيث قال يعقوب لبنيه: اعزلوا الآلهة الغريبة التى بينكم وتطهروا..فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التى بين أيديهم.. وهؤلاء بنوإسرائيل وموسى بينهم يتركون (يهوه) ويتجهون لعبادة بعل. وذكركاتب العهد القديم ((وتعلق إسرائيل ببعل. فحمى غضب الرب على إسرائيل. وقال الرب لموسى خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس (ســِــفرعدد رقم25: من1- 5)
ونتيجة للصراع الدائم بين الآلهة فى الأساطيرالسابقة على الديانة العبرية، فإنّ (بعل) فى الأسطورة الأوغاريتية ليس مغلوبـًـا على أمره مثل الإله (تموز) ولم يكن الإله (يم) هوالعدوالأخيرالذى تصدى للإله بعل. وبعل سيجد نفسه كثيرًا فى معارك لاحصرلها. وكل سبع سنوات ينبرى له الإله (موت) ويتحداه، فيسلم بعل نفسه له، ويهبط إلى العالم السفلى، ولكنه يعود منتصرًا إلى الحياة بعد معركة عنيفة دارتْ بين بعل و(عناة) من جهة، وبين (موت) واتباعه من جهة ثانية. حيث تقتل الإلهة (عناة) الإله (موت) وتقطيعه ونشرجسده فى الحقول. ويقوم بعل من جهته بالقضاء على بقية القوى الموالية للإله موت (ص346، 347)
وفى موضع آخرمن الأسطورة فإنّ (بعل) يـُـسرع إلى تنفيذ تعليمات الإله (موت) ولكنه قبل هبوطه يقوم بمضاجعة عجلة سبع وسبعون مرة متوالية، فتحمل العجلة منه. وبعد أنْ يضمن بعل لنفسه الاستمرارعن طريق الغلام الذى زرع بذرته فى رحم العجلة ينزل إلى العالم السفلى، وهناك يستلب منه الإله (موت) روحه. ووفق نص الأسطورة فإنّ الإله بعل العلى مات.. هلك الإله سيد الأرض (ص350)
وذكرالمفكرالعراقى الكبير(جواد على) عن الآلهة لدى الشعوب القديمة فى فصل عن (ملوك سبأ) أنه كان لهم آلهة خاصة، واتخذوا لها بيوتــًـا للعبادة فى عدة أماكن. وكان من بين الآلهة (تألب ريام) الذى انتشرتْ عبادته خاصة فى أيام اغتصاب الأسرالهمدانية لعرش سبأ، حيث أصبح إله الحكومة الرسمى، فتقرّبتْ إليه القبائل الأخرى ونذرتْ له النذور. وكان من بين الآلهة- كذلك- الإله (بعل) وكان له معبد خاص به. وكلمة بعل تعنى: السيد والرب (تاريخ العرب قبل الإسلام- ج2- طبعة هيئة قصورالثقافة- عام2010- ص216)
بعد ذلك جاء بنوإسرائيل واعترفوا بالإله (بعل) حيث أنه كان فى ((بقعة لبنان إلى الجبل الأقرع...وأعطاها يشوع لأسباط إسرائيل ميراثــًـا...إلخ)) (سفريشوع- الإصحاح12: 7، 8) وهوالمعنى الذى تكرّرفى سفرقضاة2الإصحاح3. وتكرّراسم بعل حيث جاء بالنص: قال ملاك الرب لإيليا انزل معه. لاتخف منه. فقام ونزل معه إلى الملك. وقال له: هكذا قال الرب. من أجل أنك أرسلت رسلا لتسأل (بعل) إله عفرون. أليس لأنه لايوجد فى إسرائيل إله لتسأل عن كلامه...إلخ (سفرالملوك الثانى: الإصحاح الأول)
وبعد ذلك جاء القرآن فأكــّـد على ما سبق، سواء فى أساطيرالشعوب القديمة، أوفى العهد القديم، فبعد أنْ رفض المشركون (كما نعتهم القرآن) دعوة الدين الجديد (الإسلام) خاطبهم بآية ((أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)) (الصافات/125) ومعنى (تذرون) أى تتركون أحسن الخالقين. وبالرغم من أنّ القرآن اعترف بأنّ (بعل) أحد الآلهة الذى يؤمن به المشركون ويلجأون إليه، فإنه اعتبرالرجل المتزوج هو(بعل) زوجته وشريكة حياته، وهوما نصّـتْ عليه آية ((وإنْ امرأة خافتْ من بعلها نشوزًا أوإعراضًـا...إلخ)) (النساء/128) وتأكــّـد نفس المعنى فى آية ((قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوزوهذا بعلى شيخـًـا...إلخ)) (هود/72)
وهكذا يتبيـّن أنّ الدين اليهودى والإسلام، كانا على اتفاق مع أساطيرالمنطقة، من حيث الاعتراف بوجود آلهة سابقة على إله بنى إسرائيل (مرة يهوه، مرة إيل، ومرات باسم إسرائيل) وسابقة على إله العرب (الله) وكان من بين تلك الآلهة الإله (بعل) الذى ساوتْ اليهودية والإسلام بينه وبين زوج المرأة، بصفته السيد والرب الذى يجب أنْ تخضع له.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة محاربة الإرهاب والخداع الأمريكى
- هل يمكن التنبؤبأمراض التعصب الدينى؟
- مفارقات الصراع العربى/ العربى
- التوراة والقرآن وتشريعات العصرالمُسمى بالجاهلى
- النص القرآنى ومشكلات التأويل
- تصريح وزيرة إسرائيلية لتوطين الفلسطينيين فى سيناء
- الفلسطينيون وتجربة الهنود الحمر
- مغزى تحريض اليهود على قتل السيد المسيح
- كشف المستور عن العلاقات السعودية / الإسرائيلية
- الصراع السعودى/ الإيرانى: والضحية الشعب اليمنى
- مدارس الفقه والمزايدة على القرآن
- الفنان بقشيش وأرملته إيزيس العصرية
- الصين وكيف حاربت الإرهاب
- هل التطبيع الساداتى / الإسرائيلى ملزم وأبدى؟
- جمهورية أفلاطون الطوباوية
- الشهورالسابقة على يوليو1952 ثقافيا وسياسيا
- متابعة كتب التراث العربى / الإسلامى
- ما الفرق بين الكهنوت الإسلامى ووزيرالتعليم؟
- أهمية قراءة كتب التراث العربى/ الإسلامى
- ما هدف المشروع الأمريكى / السعودى من (تنقية التراث)؟


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإله بعل فى الأساطير والعهد القديم والقرآن