أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - ضحايا صفقة القرن














المزيد.....

ضحايا صفقة القرن


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 04:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


صفقة القرن، ما أدراكَ ما صفقةُ القرن، إنها التحول الجديد في عالمٍ جديد، تنفذه قيادة جديدة، أمريكية تجارية، وقيادة عربية شبابية جديدة أيضا، مشروعٌ جرى الإعدادُ له منذ زمنٍ بعيد، غايته ليست الرفاهية والازدهار، كما يبرز في وسائل الإعلام، وإنما غايتُه إزالةُ كلِّ رواسب الأيدولوجيات القديمة، المتمثلة في بقايا النظريات القومية، والانتماءات العرقية والإثنية، والتحالفات الإقليمية والدولية. والتيارات الثقافية التوعوية. غايَتُه النهائية، صياغة عالمٍ تجاريٍ صناعيٍ جديد.
يقع على رأس قائمة المطلوبين للتصفية، قضيةُ فلسطين كقضية حقوق وطنية مغتصبة.
يهدف المشروعُ الجديد إلى تفكيك قضية فلسطين إلى جزئيات صغيرة، لا علاقة لها بالحق والقانون، لتصبح ملفا من عشرات آلاف الملفات في العالم، ضمن ملفات الإحسانٍ والعطفٍ، والانتعاش الاقتصادي!
تمرُّ عمليةُ تفكيك القضية الفلسطينية، وفق الصفقة بالمراحل التالية:
تحييد العرب عن قضية فلسطين، وتحويل القضية، من قضية عربية مقدسة، إلى مُسبِّب مزعومٍ في كل كوارث ومصائب العرب، ليُصبحَ الفلسطينيُ مطارَدا، مكروها.
جرى تسويق، شائعةٍ تقول: إن سبب نكبات العرب لا يرجعُ إلى تأخرهم، وإلى ديكتاتوريات حكامهم، بل يرجعُ السببُ إلى انشغالهم بقضية فلسطين، وحروبهم ضد إسرائيل، فتحولَ معظمُ العرب، من خانة الشراكة في قضية فلسطين، إلى حالة النقمة على الفلسطينيين، صار كثيرٌ منهم يتمنون زوال القضية، حتى وإن أظهروا على اللسان غير ما يُبطنون، فهم يعلنون دعم قضية فلسطين، وفي الوقتِ نفسِه يكرهون الفلسطينيين.
أما مرحلة التفكيك الثانية، فهي لا تقلُّ خطورة عن الحلقات السابقة، لأنها تستهدف النسيج الفلسطيني الحزبي، فقد تخلَّت أحزابٌ كثيرة عن أبجديات التقاليد الحزبية الوطنية الرئيسة، وأبرزها التزامها بفلسطينيتها، وبجماهيرها، وبقضيتها فتحولتْ بعض التنظيمات إلى (شركات حزبية) مساهمة، ووكالات حزبية، تتبع في الحقيقة مالكي هذه الشركات من غير الفلسطينيين، فزُجَّ الفلسطينيون في الخلافات العربية، وأصبحوا أطرافا فيها، وأحلافا في الصراعات الدينية، الدينية.
هذه العولمة الحزبية الفلسطينية، غير المدروسة، أدَّتْ إلى إضعاف الوحدة الفلسطينية، أدتْ إلى أخطر مرحلة في تاريخ فلسطين، الاقتتال والانقسام.
أما حلقةُ التفكيك الثالثة، فهي ضرب نواة هذه القضية، وهي التحرير، والعودة، والقدس، واستبدال هذه الركائز النضالية بقضايا جزئية، أبرزها؛ الموظفون، والاستيطان، وتشكيل الوزارات، والكهرباء، والموازنات، المياه...
هذه القضايا الفرعية أصبحتْ هي القضايا الرئيسة، فقد اختفت قضية الحرية، وحق العودة، تحت وطأة ضائقة الحياة.
يجري الإعدادُ ضمن صفقة القرن، لإحكام حلقة الحصار على الفلسطينيين، بأن يتحولَ العربُ إلى حارسي سجنٍ، وإلى مُطوعِين، مُهدِّدين للفلسطينيين، حتى يخروا صاغرين، ليوقعوا على صك السخرة العولمي.
فصكُّ السخرة القادم، أو صفقةُ القرن، يتجاوز المبادئ، ويُركِّز على آليات الحياة اليومية، وفق تعبير (الجزرة والعصا)، وصكُّ السخرةِ يُلزمُ الضعفاءَ بأن ينصاعوا لمشيئة الأقوياء، ماليا، عسكريا، اقتصاديا.
هل يتمكن الفلسطينيون في هذا الوقت الحَرِج من إعادة صياغة أولوياتهم النضالية، بدءا بإنهاء الشرذمة، وانتهاءً بالتوعية بمخاطر الآتي المُرعب؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة حورا تقسيم فلسطين
- العبودية في ليبيا وإسرائيل
- أخبار جديدة من إسرائيل
- عرس بلفور في لندن
- إلى صاحبة الجلالة
- معلمو المدارس
- الجيران الأخيار والأشرار
- مفوضيات دولية في مرمى إسرائيل
- شخصية ترامب
- جاسوس هوليود
- من هم الصفوة والجرب في إسرائيل؟
- زراعة البلادة
- (الشريف) المتوحش!
- إسهام المسيحيين في النضال
- مظاهرات العنصريين البيض
- أديب إسرائيلي، ذو الوجهين
- المدينة الأكثر عنصرية في العالم!
- الزوائد الجامعية الدودية
- غوليم الإرهاب
- تدوير الزعماء في إسرائيل


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - ضحايا صفقة القرن