أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد العالم - طرق صوفية أم حركات سياسية؟














المزيد.....

طرق صوفية أم حركات سياسية؟


رشيد العالم

الحوار المتمدن-العدد: 5256 - 2016 / 8 / 16 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المَعلوم أن الحركات الإسلامية التي وَسمت المشهد العَربي سَاهمت بشكل فعال في رسم الخَريطة السِيَاسية و تحديد القرَار السِّياسي لمَا بَعد فترَة الرَّبيع العَربي. رأينا أن الحَرَكات الإسلامية ذات التوجُّه السَّلفي الأصولي والمعتدل، شاركت بقوة في النزول إلى الشارع والمُطالبة بالكرامة والعدالة والحـقوق وأسلمَة الدولة..إلخ واستغلت هذا الاحتقان الشـَّعبي مِن أجل خَوض غمَار الاستحقاقات السيَاسية وَ تجريب اللعبة الديمقــرَاطية.
غير أن الأمرَ الذِي لم ينتبه إليهِ الكثير من المُحللين السِّياسيين، أو لمْ يُعطوه الأهمية التي يَستحقها، وَهُو دَورُ الحَركات الصُّوفية في رسْم مَعَالم مَا بَعد الثورَات العَرَبيـــة.
فإلى حَد قريب كان الوَعيُ المجتمعي قائمـًا عَلى أن الحَرَكات الصٌّوفية تتبنى قاعدة أن " السِّيَاسة تفسدُ الدِّين " وأنه لا انخرَاط لهَا فيما هُو سياسي وحزبي.. وإنمَا نشاطها ينحصرُ فقط فِي البُعد الرُوحي والإصلاحِي و التـَّـزكوي، غير أنه في الحقيقة، امتدَّ كمَا هُو الحال الذي كان عليه في مَحطاتٍ تاريخية من قبل إلى ما هُوَ سيَاسِي، لينخرطَ إلى جَانب السِّياسيين في صِناعَة القرار، لكن بعيدًا عن ألياتِ الديموقراطية ولوائح الانتخاب وفلسَفة الأحزَاب السِّياسية.
فنشاط الحَركات الصوفية اللامباشر/الخفــي والسري أحيانـًـا، كان سِياسيًا وسَيظل سياسيًا مَهما ادعَى الصُّوفية زُهدَهُم في السِّيَاسية وعَدم اقتحامها لعِدةِ دَواعِي تاريخية و تراثية ودينية وثقافية نسردُ مِن بينــهَا:

 أنَّ الحَركات الصوفية تأخذ بالحكم الفقهي لعَدَم جَواز الخُروج عَلى الحاكم وإن كان ظالمًا، ولنـَا فِي الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي مثالٌ على ذلك، حيث تم اغتياله لأنه اصطفَ إلى جَانب نظام بشار الأسد، فموقفه حسب مُعَارضِي نِظام بَشار، سِيَاسِــي ولم يكن مُحايدًا، لأن الحياد في اللعبَة السياسية يَعني لا يُدْعَمَ طرفٌ عَلى حساب طرفٍ آخر، وهو الشيء الذي لم يطقــه الشيخ البوطي فعَجـَّـل فمقتله من قبل ثوار سوريا ومعارضي النظام..
 أن الحَركات الصوفية كانت دائمـًا مُرتبطة بالنظـَام الحَاكم الذي يُوفر لها الدعم المَالي، ويُخول لها مُمَارسة المُحاضرَات حلقات الذكر والاجتمَاعَات والخلوات والشطحَات دُونَ مُضايقـَات أمنية، لأن الجهاز الأمني يَعلم مُسبقا أن نشاط الصوفية يَصبُّ فِي صَالح نظام الدَّولة. ونادرة هِي الزاويَا الصُّوفية التي تم توقيف أنشطتهَا مثل الطريقة الصُوفية السنوسية في ليبيا حيث ثم القضاء عليها بعد الانقلاب العَسكري الذي قام به القذافي في سَنة 1969، وذلك لأنها كانت حَركة سِياسِيَـة.
 أن أغلبَ كتب الترَاث والفكر الصُّوفي، التي ينتقي منهَا الصوفية فكرهم وفلسفتهم، مُجانبَة للسيَّاسية، وتنحصر فقط في التربيَة الأخلاقية والصَّفاء الروحي، والمَعرفة الربانية والأقطاب وقصص الصَالحين، والأحوَال والمقامَات، والأذواق الكشفيَـة والفتوحَات الرَّبَانية ..ما يجعل المسألة السياسية تختص بتوجيهات الشيخ، فالشيخ هو الوَحيد عند الصوفية الذي يمكنه إصدار أوامر لمريديه تهم السِّيَاسَة والحَاكم..وكثيرًا مَا نجدُ شيوخ التصوف يَأمروه أتباعَهُم بالخضوع لسُلطةِ الحَاكم، وعدم توجيه أي انتقادٍ لهُ أو توصيات.. ما يُعتــبرُ دعمًا سياسيًا من طرف شيخ الطريقة للنظام الحَاكم.
 تحالف الصوفيين والعلمانيين من أجل الإطاحة بالحركات الإسلامية المطالبة بالسُّلطة، ولنا في فتح الله غولن الصُّوفي خيرُ مثال على ذلك حيث تحَالف مع العلمانيين التركيين فِي تأسِيس جَمَاعته في السَّبعينيات من القرن الماضي، فالعَلمَانيون في نظر الصُّوفيين أقرب إليهم من الإسلاميين أو السلفيين وبالتالي فالصوفية أقرب إلي العَلمانيين مِن غيرهم.
 خوف الحَركات الصُّوفية من الإسلاميين الذين يُطالبونَ بالسُّلطة، لأن وُصُول الإسلاميين إلى سُدة السلطة يعني، مُحاربة الطرق الصُّوفية وتقليص دائرة أنشطتها وإشعَاعهَا، وهُوَ مَا يُفسِّر انضمَام جُل الزَّوَايا الصُّوفية إلى جانب النظـَـام الحَاكم ولنا في مصر مثال على ذلك، فالزوايا إبان ثورة(25 يناير) لاذت بالصَمت لأن كثيرا منها كان مؤيدا لنظام مبارك، ولم تخرج علنـا إلى سَاحة رابعة العدوية، أو ساحة الحرية، لكنها مُبَاشرة بعدما تمت الإطاحَة بمُرسي الرئيس المنتخب، خرجَت إلى الشارع لتؤيد السِّيسي، ومن بين أبزر الوُجُوه الصوفية مفتي الديار المصرية سابقا(الشيخ علي جمعة الصوفي) الذي دَعَم السيسي على حِسَاب الإخوان المسلمين وأصدر فتوى خطيرة أجَاز فيها قتــلَ من يُعارض السِّيسِي أي الإخوان المسلمين.

هذا إلى جانب أسباب أخرى تأكد بما لا يدع مَجالا للشك بأن الطرق الصوفية لا يمكن فصلهَا عَمَّا هُو سِيَاسِي، وذلك بناء على الأسباب التي ذكرناها والتي على رأسها أن الأنظمة العَربيَّة في استغلال دائم للطرق الصُّوفية من أجل مُجابهة الخصُوم السِّياسيين ومُحَاربة نفوذ الحَركات الإسلامية التي أثبتت قدرتها وإستراتيجيتها الفعَّالة في استقطاب الأتباع أكثر مما هُو الحَال عليه مَع الطرُق الصُّوفيــة، الأمر الذين يُعيدُنا إلى إعَادة طرح السُّؤال الذي عَنوَنـَّا بهِ هذا المَقال المُقتضَب: هَل الطرُقُ الصُوفية هِيَ حَقا حَرَكاتٌ دَعَوية إصلاحيّة أم أنها حركاتٌ دينية سِيَاسيَة ؟



#رشيد_العالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيتها الكأس
- ويسألونك عن الروح
- ما عاد يحلو لقلبي التمني
- صوفية الوصل
- حوار الفنان الكاريكاتوري نزار عطاف
- كأسٌ أنا بَيْنَ يَديك
- سكرة الوصل
- حوار مع الشاعر والفنان التشكيلي نورالدين برحمة، حاوره الشاعر ...
- كرسي الإعتراف (5)
- كرسي الإعتراف (4)
- كرسي الإعتراف (3) - هايكو -
- كرسي الإعتراف (2)
- كرسي الإعتراف (1)
- لم أكن ملاكا ولا شيطانا
- حوار مع الأديب عبد الواحد العرجوني
- في ذكرى رحيل جبران خليل جبران
- حوار مع الروائي محمد العرجوني.
- عيون جبران خليل جبران
- لم يعد للنبوة صوت
- عن الزهد وإبقاع العصر


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد العالم - طرق صوفية أم حركات سياسية؟