أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد العالم - في ذكرى رحيل جبران خليل جبران














المزيد.....

في ذكرى رحيل جبران خليل جبران


رشيد العالم

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


من حسن حظي أني عايشت جبران خليل جبران عن طريق أعماله الخالدة التي انكببت على التهامها بنهم وشغف وعبادة، فأدبه وفنه كان يقتضي مني إبحارا خاصا وقراءة خاصة، لعمق دلالة ألفاظه وإشراق معانيها، وعمق لجج فلسفتها و أغوار حكمتها، و شساعة فضائها اللانهائي، فهو الكاتب الوحيد الذي كنت أحكم إغلاق باب غرفتي، حتى أناجيه/أحييه، وأغترف من هالة روحه وزلال عباراته السابحة في التصورات الفلسفية المثالية، فلم يسبق لي قط أن قرأت جبران كعادتي وأنا أستمع لموسيقا " موزارت " أو " تشايكوفسكي " أو " فيفالدي " فهذا في اعتقادي إهانة لهذا الكاتب العظيم، إهانة "لنبي الشرق" كما لقب إكراما وإجلالا على رائعته " النبي " هذا العمل الأدبي الذي يعتبر أحد روائع الأدب العالمي، والذي قرأته أكثر من مرة، محاولا النفاذ إلى عوالم جبران البعيدة، الغريبة، السريالية لملامسة روحه المتوهجة والمتقدة، دون ارتعاش الأصابع، والنظر إلى بريق عينيه العميق، دون ارتعاش الجفن..
فكثيرا ما خيل إلي أني أراه وأسمعه، فعلى الرغم من مرور أزيد من ثمانين عاما على وفاة " نبي الشرق " إلا أنه ما يزال حاضرا بيننا ينظر إلينا من حيث لا نراه، ويسمعنا من حيث لا نسمعه كما كتب على قبره.
أما عيون جبران فلي معها قصة أخرى، مازلت أذكر أول مرة اقتنيت فيها أول كتابه وكان بعنوان " دمعة وابتسامة " وكانت الصورة التي وضعت في الغلاف لجبران من إبداع ريشته، فهو يصور تفاصيل وجهه بألوان تميل إلى البياض والنور، إلا عينيه فهو يصورهما محاطان بسواد كثيف، سواد الليل، سواد المعرفة، سواد الكتابة والرسم، سواد الشعر.. فكثيرا ما تأملت صوته قبل أن أفتح الكتاب
كأني بي أوَضأ عَيناي مِن سرّ عَينَاه، قبل الشروع في قراءة ما تيسر من آيات أدبه الخالد، فكلما اقتنيت كتابا وجدت نفس الصورة، فكل أعماله الكاملة التي اقتنيتها، تضمنت نفس الصورة ونفس قسمات الوجه، ترسخت الصورة في أعماقي شعور ولاشعوري، كما ترسخ عشقي لسواد عينيه في قلبي، وكان شغفي أكثر بالسواد الذي طوقهما، فأصبحت عاشقا للسهر، وللكتب، فحين أرى في المرآة بأن عيناي أحاطهما السواد بفعل السهر وقراءة الكتب، أشعر بنشوة فرح عميق، وأبتسم لسواد عيني في المرآة ابتسامة غامضة... (ربما كانت ابتسامة جبران الغامضة)
صرت عاشقا لكل العيون التي يطوقها السواد، لأن السواد في نظري يمثل
لون السر
لون الحكمة
لون السهر، ولون الكد والتعب
و كثيرا ما أنظر إلى من يمتلكون مثل تلك العيون، بجلال وهيبة ورهبة دون أن أغض الطرف..أو أغض البصر
عيون جبران علمتني السهر،
علمتني أن لا أنام، إلا وأنا منغمس حتى " الكفر" حتى " الجنون " في خطيئتي مع جسد الكتب.
رحل جبران خليل جبران لكن سر عينيه ما يزال ينبجس أسرارا وأنوارا من أعماله الخالدة، لمن آمن " بني الشرق" " بنبي الأدب"
ووعى حكمة السواد الذي
يطوق عينيه...

[email protected]
Facebook/ rachid elaalem



#رشيد_العالم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الروائي محمد العرجوني.
- عيون جبران خليل جبران
- لم يعد للنبوة صوت
- عن الزهد وإبقاع العصر
- قصص قصيرة جدا ً
- وكذلك سولت نفس الخرافة
- من أشكال التطرف الغربي والعربي
- جسد يتفتت على جسد
- فلتبقى كما شئت حاضرا غائبا
- صوفية التيه
- لم تكوني أول ولا آخر من أحببت


المزيد.....




- رعب وأبطال خارقون ومخلوقات خطيرة.. 8 أفلام تعرض في يوليو
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد العالم - في ذكرى رحيل جبران خليل جبران