أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - مثل بصار خذلته مرآته














المزيد.....

مثل بصار خذلته مرآته


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 21:55
المحور: الادب والفن
    





مثل بَصَّارٍ خذلتْه مِرْآتُه

مِثلَ بَصَّارٍ
من زمَن غابر
كلما نظرتُ في المرآة
رأيتُ أسْرارَ الغيْب
قلتُ:
ها تمضي
إلى خَرابِها الفاتِن الأرضُ
فمن سيقطفُ وْردةَ الحُزن
من حنايا يدايْ؟
من سيعلنُ الحدادَ عن السَّنابل؟
سيْرمي دُموع الوَداع
على ظِلال رؤايْ؟
مثل حَكّاءٍ ماكِرٍ
أمُدُّ طَرَقَاتَ أصابِعي
على باب الحلْم
وأرْمي في درج الوقت
عميقا خطايْ
ألمِّعُ الذكْريات القديمة
بِزَيْتِ الغياب
وأمْسُدُ وجْنَة الرُّوح
بِوَرْدَة النّسيان
أرى وجْهي يَقْفِز
كسِنْجاب من فوْق الظّلال
وأغازِل غيْمةُ
رمَقَتْنِي مِنْ على التّلِّ
أزيِّن حداء أوْهامِها بالحكايا
أطيل الكَلام
عن مَجْدٍ هاربٍ
وألْهو بلِساني مع الرِّيح
لمْ يعُد لي خاطٌرٌ
لأعْدو بِكُرَةِ الحُزنِ
على حافِية القلْب
أهُشّ على الذكريات
أمُدُّ الخُطى في الطريق
فتصُدُّني المَمَرَّات
لأنّ في فمي غَيْمَةٌ
أو ربَّما سيمضي الّرّبيع الآتي
بآخِر الفرَح
هكذا
سأزيِّن الطرُق التي سافرتْ بي
إلى الحُزن
بمِلْح الدّموع
وسأترُك الماء
يسْكن خيْمَة الفقدِ
هكذا
سأرْثي خيْبَة العَواطِف
قبل أن تأتي الخَطاطيفُ التي ستسْكن الجرح
سأعانق اليتم الذي واعَدْتُهُ
في أَّوَّلِ الخَطو
و في داخلي
سيمضي إلى حتفِه العالم
لكنّني،
لسْتُ ماردا
يبتكر الخرافة
مُتَيَّما بالأساطير
حِرْفَتِي أنْ أُسائِل الليل
عن هُبوب الحُزن إلي
لم أنهزمْ قَط أمام النّهر
ولم أرْمِ الشباكَ لطائِر اليَأس
غير أني مَدِين للرِّيح
وحدي أخْبزُ الحروف
بماء الليل
وحدي أقَشرُ جلده
ليلبسَني النّهار
وحدي أطْهي اللغة
في فُرْن الجُرْح
وأنتعِلُ الفراغ الهَشَّ
وحدي
أسْكن خيْمَة الخسران
فماذا تقولُ الرِّيح لي؟
كلما شاكستُ بالحلم
يُتْمِي
بَيْتِي الغياب
– تقول لي –
ومَسْكَني لُغَة تُحاكي الخَراب
ماذا تقولُ الرّيح لي؟
تسألني أنَايْ
لم أمْتهن طَقس الفَرَحِ قط
غير أني مُتَيّمٌ بالسؤال
عن بلادٍ كساها الغيْم
واحتواها الضَّباب
وأعْرِفُ أنّي
من هذه الأرْض التي أدْمَنتني
لَذة الجُرح
لكنْ،
لماذا أسْمع أنِين الطُّين
كلّما تَمادَيْت في الحلم؟
لماذا كلّما رمَيْتُ الشباك
في حوْض الذكريات
أصْطاد فرَحا شاردا
بيْن مَمَرَّاِت الحُزن؟
لماذا كلما واعدَتني ورْدة
خَبأتُ أحلامي في ثنايا الرِّيح
وانطلقتُ إلى النهر
أنْصِتُ لِناي الجُرْحِ
وَألهُو مع فَرَاِش الماء؟

مثل صائِد أحْلام
خذَلتْه الشباك
أحْمِلُ حقيبة الماضي إلى النَّهر
أسْمَع على الماء دَقات
وفي مِرْآتي التي أسْكَرها النّعاس
أرى غْيمة
تكْسو حجَر الأرض
بِخيْطِ ظِلّ
أرى ضوْءا يتسَلل
من فخِد الجبال
أرى سعيدة المنبهي
تُلمِّعُ قصائدها
بزيْت السؤال
عيناها بَحْرٌ من الأشواق
شفتاها قَمَرْ
وَجْنتاها شهْدُ حلم
أرى حسن حمدان
يفكِّرُ
كيف يمكن لظلِّ غزال
أن يصبح فراشا
ليفلتَ من قوس الرصاص؟
أرى غسان كنفاني
يحْكي ل"أم سعد"
عن بيروت
يسامر فيها عصافير الجليل
ويمْحو عن وجْهِ قنديله
غبار الّرَّحيل
أرى عمربنجلون
يحمل مُزْنا
بين يديْه القمحيتين
لِيَرْوِي عطَش عمال الفحم
بدمه النازف وردا
بيديه القمحيتين
يَخِيطُ شِراعَ الحلم
وناجي العلي
يُعلِّم حنظلة
أناشيد الوَطن
يرْسم ضفيرة شمْس
على فمِ الليل
ونَايًا
يغنّي مواويل المِحَن
أرى دلال المغربي
وجهُها ليْلَك
تخْبُز
بأسْرارها جغرافية الشفق
أرى الحلاج
يغْتَسِل في لغَة المجاز
قبل أن" يصلي ركعتان في العشق"
وفكتور جارا
في الملعَبِ الكبير
يَعْزفُ على القيتار
قصيد النّصْر
أرى غاليلي
يضيئ بشمْع القلب
خرائط الجرْح
بنيامين مولويزي
يُحَرِّرُ البوْح من يُتمِه
وغيفارا
قد نَطَّ بالجمْع
من جُبِّ الغياب
الى مقام العِشق
مثل بصَّار خذلته
مِرْآتُه
أرى أحد عشَر عاشقا
قد افترشوا عُشْبَ الرّحيل
حرّرُوا الطرق التي ارْتَجَلَتْهم
من غَيَابَاتِها
يَمَّمُوا جِهَة الحلم
كان الجُرْح قنديلهم
قصِيدهم العِشق
لسْت بصَّارًا
لكن الغيْب في المرآة
يكْشِفُ لي تَعاوِيذه
لست بصَّارا
ولكنْ على الوادِي
رأيْتُ المِرآة
تَخبز أسْرارها بالماء
قلت:
ماكِرة هذه المرآة
تكْشِف لي مَخْبُوأها
تُسْكِنني في جُبِّ الحُزن
تُسَرْبِلني في خبَاياها
كلما سَلَكَتْ بي إلى النهر

لي شهْوة الماكِر
فأنا صائِد مجاز
ولسْت نَحَّاة تماثيل
أتَعقبُ الحروف إلى أوْكارِها
وألبَسُ أسْرار الكلمات
في داخلي
سلّة مَليئة بالذكْريات
وعلي يَدي قُفاز
يَطالُ الطرائد في النهر
كلما أرَدْتُ أن أصْطاد حلما
يمْكر بي الخَيال
فيصْطادُني الحُزن
لكنّي مولَع بمِرآة
يفِيض مِنْ كَفِّها المَاء.



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالت لي الفراشة...
- حول مشهدنا الثقافي
- قلت للفراشة
- تقاسيم الى وردة البوح
- لعبة الأسماء الماكرة
- درس الحواس
- حكاية بغل
- ضحك الكلام
- تمضي الى وجع رممته الريح
- أتذكر ..يا أبي!
- لعلك الآن تسكنك وحشة الأمكنة
- حين..ستهجر الفراشات الزقاق
- سوريات
- لست حاطب ماء
- عن البوح الذي يملك أجنحة طائرة ويمنحنا الحق في الحلم
- قصتان
- سأختار طريقا أسهل
- شجر الحديقة
- حديقة المعنى
- شوق


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - مثل بصار خذلته مرآته