أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - حكومة الفرجة فى مسرح العبث














المزيد.....

حكومة الفرجة فى مسرح العبث


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا عساكم تنتظرون لإعلان الإخوان تنظيماً إرهابياً فتضعون العالم أمام مسئولياته وتقطعون عليهم خطوط الإمداد والدعم الخارجى وتمنعون إجرامهم الداخلى، ولاتجعلوا من حكومتنا مثالاً للضعف والتردد والإرتباك يغرى المتربصين بالتطاول والتمادى. كيف؟ للإجابة أسوق لك هذه الطرفة.
جاء في كتاب "مجمع الامثال" لأبي الفضل الميداني، كان "طرفه بن العبد" في سفر مع عمّه فنصب فخّا للقنابر "نوع من الطيور" ونثر حبّا فلم يصد شيئا، فلما تهيأ للرحيل رأى القنابر يلتقطن الحبّ، فقال في ذلك :يا لك من قبرة بمعمر / خلا لك الجو فبيضي واصفري، وهو مثل يضرب عند إنتفاء الموانع والمحاذير فيتمكن المخادع من تحقيق مأربه، وهذا حال حكومة الفرجة مع من حولوا مصر مسرحاً للفوضى والعبث من طيور الظلام والمخاتلة. وللأمر قصة.

لقد كتبت منذ قرابة العشر سنوات مقالاً فى "الأهرام" بعنوان "مشهد مأزوم وانتلجنسيا حائرة"، وبعد ثورتين وما استصحبهما، لاتزال الأزمة قائمة، والانتلجنسيا الذين هم السياسيون وقادة الفكر والرأى وأساتذة الجامعة ورجال الدولة حائرون. زاد على ذلك أن ضميرنا الجمعى فى حالة من عدم اليقين والتوجس والقلق، عاجز عن تقبل مانحن فيه ورافض لمشهد الدولة إذ تبدو عاجزة غير منجزة. والأزمة هنا ليست بمعناها الإقتصادى المحدود، إنما تتجاوز ذلك إلى اعتقاد الناس أن قدرات هذه الأمة وطاقاتها تؤهلهم لأفضل مما هم عليه وأحسن مما هم فيه. يؤرق ضميرنا الجمعى أسئلة المصير وتطلعات المستقبل فى ظل أفق يبدو معتماً وغامضاً.
تتوالى الأسئلة ولا من مجيب، إذ لماذا قمنا بثورتين خلال عامين؟، دفعنا فيهما ثمناً فادحاً ولاتزال حكوماتنا تعيش على الإعانات والمساعدات، لايستقر لنا مأمن ولايحلو لنا عيش، ولاتلبى حاجاتنا حكومة، ويتطاول على قدر مصر الصغار، تسرق فرحة شبابنا وأعمارهم وتستنزف دمانا وتضيع أيامنا فيما ننام عليه لنصحوا على أسوأ منه، نتمسك بالأمل كل يوم ونمنى أنفسنا بغد نستعيد فيه وطناً أكثر رحابة وأعز قدراً وقيمة وقامة، بينما حكومتنا الفاشلة مشغولة بلاشئ، فجهابزة الإقتصاد لم يقدموا إلا أحاديثاً فى السياسة، ولم يقدموا رؤية أو تصور أو خطة يمكننا أن نطمئن على قدرتها فى اجتراح الأمن والاستقرار والخروج من دوائر العوز والندرة والكفاف إلى حد الكفاية، وكأنهم لايرون الشعب إنما يخاطبون سيدهم الذى فى البيت الأبيض والإتحاد الأوروبى، يطمئنونه كل يوم أنهم مخلصون لوصفة "البرادعى" فى محاولة تركيع مصر أمام جحافل الظلام والتآمر وإرهاب التنظيم الدولى. وما إن يتشدق إخوان الإرهاب بأى كلام فارغ حتى يتبارى زياد بهاء الدين وأحمد البرعى والببلاوى بتلقف الكلمات وإصدار البيانات وعقد المؤتمرات وتحديد المشروطيات وكأنها حكومة رد الفعل وصدى الصوت التى تأبى إلا الرقص مع الذئاب. ولاتحرك حكومة الدمى المتباطئة ساكناً لتفعل القانون وتحاسب المجرمين، وكأنها حكومة الفرجة فى مسرح العبث، وهى فى سلوكها هذا إنما تربك الدولة وتشغل القوات المسلحة وتضغط على أعصاب الشرطة وتفقد ثقة الناس ولاتحوز إلا غضبهم.
حادثنى نفر من أعضاء الحكومة عاتباً على نقدى لهم وأنا لم أكتب إلا ماأملاه على ضميرى الوطنى ورؤيتى للمأزق الذى وضعونا فيه، ولم تكن كلماتى إلا صدى لضميرنا الجمعى الرافض لهم المتوجس فيهم. لقد أعطاهم الشعب فرصة ومائة وغيرها، وصبرنا على إفلاسهم بدعوى حساسية المرحلة التأسيسية وأنه لابد من دعمهم للمرور من عنق الأزمة، لكن خاب رجانا. إن ضعف الحكومة وسكوتها أغرى "القنابر" بالتمادى والتزيد والتطاول فى الداخل والخارج. وما نحن فيه الآن إن هو إلا جراء تخاذل الحكومة وارتعاشها وترددها. أنا لست فى عداء مع الحكومة ولا غيرى، هى التى ليست على قدر مسئوليات المرحلة ومقتضياتها والثورة واستحقاقاتها، وكتبنا لهم عشرات المرات، ولا من مجيب، قلنا لهم ماتفعلونه سيؤدى إلى مخاصمة مع الشعب، وقلنا لهم بترددكم وضعفكم تحرجون الفريق السيسى الذى راهن عليه الشعب وفوضه فى مكافحة الإرهاب، وتوقعون بينه وبين الجماهير. وماذا كان الرد؟ لقد كلفوا د. زياد بحملة لتحسين الصورة السلبية للحكومة والدفاع عنها، ويالها من مفارقة أشبه بالكوميديا السوداء، د. زياد وأكيد معه د. البرعى وربما مصطفى حجازى، إذن أبشر بطول سلامة يامربع. الشعب يحتاج قرارات وخطط واستراتيجيات وأفعال ومواقف تعلن عن نفسها على الأرض وليس حملة علاقات عامة ياسادة.
وبدلاً من مخالفة القانون ومجاملة مرسى بنشر خطابه من وراء القضبان بشفرة التحريض على الإغتيالات السياسية والعنف الدموى والفوضى وحرق الجامعات، ألم يكن أجدر بالحكومة إعلان الإخوان منظمة إرهابية ووضع العالم كله أمام مسئولياته فى مكافحة الإرهاب لنتفرغ للبناء والتنمية. وأنصح للمرة الأخيرة حكومتنا الفاشلة بأن تخشوشن قليلاً لأن من أمن العقاب أساء الأدب، وأن من لم يوزع بالقرآن "الأخلاق" يوزع بالسلطان "القانون"، وألا يحاولوا الوقيعة بين "السيسى" والشعب، فسنظل ندعمه ونراهن عليه، لكن وأقولها لقائد يعرف معنى الكلمة، سيادة الفريق إن هذا الشعب لم يعد يوقع لأحد على بياض، فليسربوا ضدك ماشاءوا وليتعهد الببلاوى بانتهاء حكم العسكريين كما شاء، لكننا سنظل ندعمك ونطلبك للرئاسة، فإن أحسنت أعناك وإن أخطأت قومناك وإن خذلتنا قاومناك، ولاأحسبك تخذلنا



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل السيسى ظاهرة شعبية لسلطة ملهمة؟!
- إنى أتهم: الحكومة و-المدبلجين- وغيرهم
- التاريخ يستدعى قادته وأبطاله
- مندوب المصالح الأمريكية في الحكومة المصرية
- حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى ...
- الأستاذ هيكل فى لزوم مالايلزم
- وهل من الديمقراطية تفكيك مصر وتبديد دولة الحد الأوسط؟
- -خلايا الإخوان النائمة مابين التبرير والتسويغ والتحريض- : طا ...
- -الجبهة الوطنية مابين مسلسلات السياسة و-خرم إبرة- -: ماتيسر ...
- ثورة يوليو وموسم الهجرة إلي الشمال
- معظم الناس هم أناس آخرون‮
- وما اشتكت عيناه إلا بمصر
- الحزن يسكن قلب الوطن
- - إحذروا الأنبياء الكذبة والإعلام المغامر و سارقى الثورة-: ص ...
- - روبسبير يقوم بمضاجعة الوداع وسان جوست وميرابو يحاولان ختان ...
- حمدين صباحى والجمهورية الثالثة
- من قال لا فى وجه من قالوا نعم
- الإنتروبيا من العلم إلي السياسة
- مشروع فكرى للنهضة: فريضتنا السياسية الغائبة
- إعلام دون كيشوت


المزيد.....




- أفعى تتدلى من سيارة مسرعة على طريق سريع وكارثة وشيكة.. مشاهد ...
- تحول لمعلم جاذب للسياح بشيكاغو.. إزالة -حفرة الفأر- الشهيرة ...
- كتائب عز الدين القسام تعلن مقتل 3 من عناصرها بمعركة مع الجيش ...
- سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع ...
- بايدن ساخرا من ترامب: -لا تعبث مع نساء أمريكا-!
- محلل سياسي مصري: لهذه الأسباب هزيمة أوكرانيا مؤكدة
- تفاعل كبير مع فيديو للشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن ن ...
- السودان .. ماذا يحدث داخل سجون الحرب؟
- مظاهرة في برلين تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
- مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية للمطالبة بوقف الحرب على غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - حكومة الفرجة فى مسرح العبث