أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماجد ساوي - إعلانْ وفاة ِ حقوق ِ الإنسانْ - عن الثورة السورية-














المزيد.....

إعلانْ وفاة ِ حقوق ِ الإنسانْ - عن الثورة السورية-


ماجد ساوي

الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 03:13
المحور: حقوق الانسان
    


إعلانْ وفاة ِ حقوق ِ الإنسانْ - عن الثورة السورية-

(مقدمة)
اعلن في هذا اليوم وفاة حقوق الانسان بشكل لا ريب عندي فيه , لقد ماتت اليوم اشياء كثيرة وكان اهم ما لقي حتفه اليوم هو القانون !. لقد ابدع الانسان في سن القوانين لكنه نسي ان القوانين نصوص ايضا كالشعر والرواية والقصة والمقالة , سن على مر العصور الاف والاف القوانين كان يظن - هذا الانسان - انه يجعل من حياته حياة عاقلة لها عقل ووعي وفكر ورؤية وأخيرا ً - للاسف - رأي- , كان يظن انه وهو يحيا على هذه الارض انه يمارس الحياة حقا - ياله من انسان ابله- , كان يظن هذا الانسان المعجون بحيوانيته المتكون من وحشيته انه يفوق باقي المخلوقات , انه المخلوق الاعلى , انه المعمر لهذه البقاع ! , اقول كان يظن - ظناً يغلب عليه اليقين-!

(1)
حقوق الانسان - هذه العبارة ويالها من عبارة - ماتت اليوم بعد اربعة عشرشهرا ً - عمر الثورة السورية الكسيحة -مارست فيها البشرية - بكل جمود وبرود وتبلد - مشاهدة الانسان يتفنن ويبدع ويبتكر ويحدث مالا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من الافساد - شاهدت هذه البشرية الملعونة- حقيقة - مستخدمة اخر ماتوصلت اليه علومها من الصوت والصورة هذا الانسان يظهر الى اي حد يمكن لهذا المخلوق ان يكون حيوانيا وحشيا ووحشا حيوانيا , شاهدته طوال الاشهر الاربعة عشر وهو يخرج قرونه النارية الطويلة وينفث نيرانه الحارقة حيث كساه اللون الاحمر الدموي وعلت راسه - للطرافة - خوذة واقية من الحديد والفولاذ - تمنع عن اذنيه سماع اصوات الجثث وانين الاجساد وصراخ الضحايا !

(2)
العقول الاسنة التي تحتفل كل يوم بحصولها على حقوق جديدة , المسخرة لماكنة القرار والة الافهام - العقل - في سبل ٍ ليس فيها سبيل واحد ٌ فيه شيء من العقل لا تعلم ان القوانين ليست نصوصا واحبارا على اوراق - القوانين تصرح كل حين باسماء المجرمين وتصدر قوائم مطلوبين كل فترة , القوانين تحاصرالفارين من العدالة في كل مكان .القوانين تتكلم ايضا القوانين لها السنة وعقول انهاقوانين البشرية تخرج علينا كل يوم - بغير علم منا - لتقول هذا انتهكني , هذا اخترقني , هذا تعدى علي , هذا وهذا وهذا ,القوانين ياأئمة الانسانية تعتقل ايضا وتسجن وتغرم ايضا - الخالون من كل قانون هم في الحقيقة يدفعون كل لحظة غرامة من انفسهم وارواحهم وحيواتهم -يدفعونها للقوانين - القوانين تطالب بالغرامات المتاخرة كل ساعة والمنتهربون من التسديد لابد يوما ان يوفى حسابهم - في ذلك اليوم سيف القانون يدخل في العقوبة ويجعلهم في الاصفاد حيث مكانهم الصحيح .القوانين ياسادة تحاكم كل يوم الاف المجرمين وتعدمهم -رميا ً

بالرصاص -!

(3)
لقد ماتت اليوم حقوق الانسان موتا مؤسفا مؤسف النهاية مؤسف الوقت مؤسف الكيفية مؤسف الطريقة مؤسف الوسيلةلقد ماتت موتا ً مؤسفأ-لا تحسد عليه - موتا ً كان من الفظاعة والبشاعة والشناعة بحيث كان موتا ً خاليا من الحقوق ايضا , ماتت بلا حقها في ان تموت كما تموت الاشياء وتكون لها جنازة وقبر متواضع لا تتبول عليه الكلاب ونعي بسيط في اي صفحة فارغة في اي صحيفة يقرؤها عدد من الناس بحيث يعلم بموتها ,اتت ولم تطلب ان تنكس اية اعلام وتضرب لها عدة قذائف مدفعية في اي صباح معتدل البرودة حسن الاجواء في اي حديقة متوفرة , لم تطلب ان يقف احد لها اي دقيقة صمت و, لم تطلب ان ان يسير احد في جنازتها , لم تطلب ان يصلي عليها احد , فقط طالبت بحقها -الطبيعي الفطري العقلي الاكثر من هين -في ان تكفن في كفن نظيف - فقط طلبت ان يكون الكفن نظيفا ً - هل من الصعب عليكم - ايها القاتلون - ان يكون كفن حقوق الانسان نظيفا ً !؟


(4)
نعم - نعم يا دهاقنة الشر-الضحايا تصرخ لاتزال تصرخ كل يوم وكل ليلة - وهو صراخ ليس صراخة الخوف ابدا وليس صراخ الفجيعة ابدا وليس صراخ الالم - ابدا ً , انه صراخ الحق صوت الميزان صيحة القصاص - الضحية حينما استلقت واسلمت روحها لم تسلم خوفا بل اسلمت روحها فرحا بالخلاص من هذا الانسان - فرحا بالخروج من الارض الانسانية الى حيث لا انس ولا انسان ! فرحا لانها قضت حياة حفلت بالحقوق - قضت حياة ممتلئة بالله - قضت حياة كانت كلها جهادا ً وتعسكرا ً وتخندقا ً في الجانب المضيء من الدنيا - قضت حياة تستحق العيش وتستحق ان تعاش لهذا كانت حياة خالدة خلود كل قبر ٍ عاش فيها وكل روح ازهقت ليكون هناك شيء واحد له قيمة فوق هذه الارض - اسمه حياة !

(5)
انها حياة تستحق المسمى - حياة - وليست حياة ذات رؤوس مفرغة وقلوب مثلجة, ذات اجساد معطرة دوما خوفا من افتضاح مافيها من روح منتنة , حياة - خالدة - ليست حياة ذات انفس ملتصقة بالقاع مدفونة في طبقات التراب تبحث عن الذهب !ليست حياة فارغة عشتشت فيها الديدان الماصة وتعفنت فيها الكراسي والارجل والايدي والاوجه . ليست حياة - نافقة - يعرضها صاحبها كل يوم في التلفزيون والصحيفة والشارع والمنبر والميدان يلاحق فيها النور وهو يلهث باحثا عن شيء ٍ من قيمة يبيعها لاحقا في اسواق الطبقات ذات المعدلات الاعلى في حجم الظهور وصاحبة الارقام القياسية في عدد طرق الاحتيال على كل شيء .ليست حياة صغيرة وحقيرة وخسيسة بحيث يقدر ان يلخصها مصور في صورة ملونةويختصرها كاتب ٌ في كلمة ٍ رخيصة ! اويبصقها متوسل - اختار التسول طريقا للحياة ولم يختر السرقة- وهو يقارن بينها وبينه .

(خاتمة)
اعلن اليوم وفاة حقوق الانسان , لقد ماتت - حقوق الانسان - وان كنت اقول انها ماتت فلا يعني هذا نها كانت حية او عاشت ولو يوما واحدا - لانها بكل بساطة عاشت حياة حقوقية -نعم حقوقية - لكنها للاسف كانت- خالية من الحقوق-.



#ماجد_ساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاعدة الوسط المحيط المقدَس
- جذور الطغيان !
- الانسان الخالي من الدين
- وظيفة -المفتي-
- الحَمْدُ لِلحُبِّ يامُسْلِمِينْ (1)
- عليكَ سلامُ الله(2)
- عليكَ سلامُ الله
- حَاجج ْعنْ نفسكَ وقتها !!
- لبيك َ ياعلم ُ العروبة
- يَالصِفينَ كمْ أكلتْ منَ العربِ !
- فأينا خاب وخسر يا أيها المنتصر !!
- ميزانُ الحقيقة !!
- تذكرُ منْ دارٍ !
- هند ٌ .. لها فيك مغنمُ
- الماضي الموازي
- عدِ المآقيْ .. !
- أين الفراغ .. بالضبط ؟
- أسئلة الى الله ..
- كَساد ْ أسْوَاقْ الكذابينْ !
- ياحسرة ً عليكَ ..أيها الشعر ُ


المزيد.....




- الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات
- التعاون الإسلامي تحذر من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بغ ...
- هذا ما علق به -غانتس- حول صفقة الأسرى المقترحة والهدنة
- فولودين يتوقع أزمة هجرة في أوروبا بسبب اللاجئين الأوكرانيين ...
- الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع
- الاحتلال يشن حملات دهم واعتقالات بالضفة ويحاصر طولكرم
- الأونروا تحذر من انتشار الأوبئة في قطاع غزة مع اقتراب الصيف ...
- نتنياهو عن مذكرات اعتقال الجنائية الدولية المحتملة بحق قادة ...
- إسرائيل أم حماس.. من يعرقل اتفاق الهدنة بغزة وصفقة تبادل الأ ...
- نتنياهو يصف مذكرات الاعتقال المرتقبة من الجنائية الدولية بال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماجد ساوي - إعلانْ وفاة ِ حقوق ِ الإنسانْ - عن الثورة السورية-