أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الناصر عبد اللاوي - المواطنة والخصوصية بين المقتضى الحقوقي والرهان الإيتيقي














المزيد.....

المواطنة والخصوصية بين المقتضى الحقوقي والرهان الإيتيقي


الناصر عبد اللاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن السيادة تعتبر شكلا من أشكال مقومات الدولة فنقول دولة ذات سيادة ،حيث تتمتع باستقلالية وحرية في إطار القانون الذي يكفل أمنها الداخلي والخارجي، ففلاسفة "العقد الاجتماعي" اعتبروا أن السيادة قانونية و شرعية لكونها تدعم سيادة الشعب وتعبر عن إرادته داخل مجتمع مدني يكفل الحريات . وخصوصا في ظل نظام ديمقراطي يقول روسو " أن الإرادة العامة وحدها تستطيع توجيه قوى الدولة وفق الغاية التي أنشئت من أجلها وهي الخير المشترك" والإرادة العامة تتجاوز ماهو جزئي وفردي لتشمل الكلي والعام . وقد تفهم السيادة في إطار مضاد وتعد شكل من أشكال السلطة باعتبار أن الدولة لها سلطة على أرضها فهي تستخدم القوة والحرب لتدافع عن ممتلكاتها . ولكن إذا أردنا أن نقيم مفهوم السيادة في إطار فهم ميشال فوكو الذي يعتبر أن الإقرار بالسيادة القانونية والشرعية لا يستند إلى مرجع واقعي بل هي فرضيات عقلية تتسم بإيديولوجية متخفية بالقوانين وشرعية السيادة. يقول فوكو "السلطة الانضباطية لا يمكن تسويغها ولا وصفها بعبارات نظرية السيادة، لأنها مختلفة عنها جذريا، وكان من المنتظر أن تؤدي إلى إزالة هذا الصرح القانوني الكبير لنظرية السيادة"(فوكو،"يجب الدفاع عن المجتمع"). فهي إيديولوجية البرجوازية وحجته في ذلك هي حجة تاريخية مستندا إلى النظرية السياسية التي تدافع عن التصور البرجوازي في بناء الأنظمة الديمقراطية . وهو تصور استخدم ضد الملكية "كانت نظرية السيادة وسيلة نقدية ضد الملكية ". بل يذهب فوكو إلى أكثر من ذلك عندما اعتبر الديمقراطية قائمة على الهيمنة والإخضاع والحد من الحريات ". ولكن نتساءل ألا تؤدي الدولة دون سيادة واستقلالية وقوانين تنظم العلاقات بين مواطنيها إلى حالة فوضى وانعدام الأمن والسلم ولكن " ألا يكون استقلال المواطنين متعلقا بسيادة دولتهم " كما فهم ذلك هابرماس في "السلم الدائم" وهذا ما يجعلنا ننظر إلى مفهوم "المواطن " والمواطنة
إذا كان العالم المعاصر قد اخضع كل آليات تواصله لماهو تقني وعولمي .وأصبح بذلك العقل الأداتي هو الوسيلة الموجهة لمقتضيات حياتهم الفكرية والسياسية والاقتصادية ،مما أفضى إلى تراجع البعد الروحي والقيمي وإفلاس المعنى الذي بمقتضاه شكل أزمة هوية لدى الإنسان المعاصر .وهذا ما يجعلنا أمام صعوبة إشكالية في رصدنا لمعظلة مسألة الهوية الإنسانية وذلك بالنظر لتباين المنظورات ومناهج التفكير والرهانات التي اتسعت لنا في مقاربات حول مسألة الهوية
قد حدد إريك فروم المقاربة بين الأنا والذات من جهة رصد الهوية الإنسانية التي تكمن في تقديره في تفعيل الاستعدادات الشخصية لتحقيق البعد الإنساني .ويتجاوز بهذا الموقف الانخراط في العقل الأداتي الذي هوسمة التملك والحيازة وإشباع الرغبات والانتصار بذلك للحتمية البيولوجية .وهذا ما يفضي إلى الإشكال التالي :هل أن الهوية تشترط كل ما نملك أم أنها ترتبط بالكينونة من جهة تفعيل الإرادة الشخصية كتعبير وتجسيد لحضورنا الإنساني ؟
شروط الوعي الحقيقي بالهوية الإنسانية :معنى الهوية تحدد من جهة التجربة الإنسانية الذي يتميز بعفوية وتلقائية فالهوية بهذا التحديد ترصد لدى الإنسان جدلية القول والفعل ،جدلية التسمية وجدلية الممارسة والنشاط والتجديد يقول ايريك فروم في كتابه "الإنسان بين الجوهر والمظهر "يتعلق التملك بالأشياء والأشياء ثابتة يمكن وصفها بينما تتعلق الكينونة بالتجربة والتجربة الإنسانية مبدئيالايمكن وصفها".وبهذا يدعونا إيريك فروم بالعودة إلى الأنا قصد التحرر من وهم تحقق الذات كمشروع ملكية ولتحقيق الهوية الإنسانية من خلال علاقة الإنسان بشخصية الفردية والاستقلالية والتواصل الحر والإبداعي مع الآخرين في سياق الالتزام بالمثل العليا الإنسانية كالتعاطف والتفاهم والسلم والتضامن"الشروط الأساسية لنمط الكينونة هي الاستقلالية والحرية وحضور العقل النقدي والسمة الأساسية لنموذج الكينونة هي أن يكون الإنسان نشيطا ايجابيا وفاعلا"أزمة المعاصرة تتحدد في تشيئة وتمدية أي تحويله إلى مادة وأداة بصفة عامة وهذه الأزمة متأتية من هيمنة خيار التملك.والشروط التي يقدمها لحل أزمة الهوية :
-تحقيق المصالحة بين الإنسان وبعده الاجتماعي بمعنى التوافق بين القيم الاقتصادية والقيم الأخلاقية والذي يرتقي بالإنسان لتحقيق كماله النوعي دون حصره في بعد واحد.فإذا ربطنا السعادة بالهوية فلم تعد ترتبط بما نملك وما نستهلك وإنما تقتضي السعادة أن نرتقي بالهوية الإنسانية والتحرر من أشكال الاغتراب والتقني الذي أفلس المعنى وذلك لتحقيق السعادة في إطار إنسا ني وكوني بمعنى التعايش سويا وبهذا تصبح القيم والمثل هي التي توجه الفعل الإنساني الفردي والجماعي نحو حضارة أرقى بالمعنى الكلي والكوني .



#الناصر_عبد_اللاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكل الهويات في ظل نظام العولمة الجديد
- *ملك عاري واحتجاج الاطفال*
- أن نفكر مع الديمقراطية ضد الديمقراطية
- مناجاة شوق الكلمات
- في الحياة اليومية ومقتضيات الراهن:قراءة نقدية لكتاب-فلسفة ال ...
- اللغة بين الخطاب السردي والبعد التداولي
- الهوية ومقتضى الايتيقي
- الإنساني ومعضلة الآخر:كيف نتفلسف داخل المدار الإنساني؟
- فينومينولوجيا -النحن-وملابسات الهوية
- الضيافة الكانطية على ضوء مقاربات الايتيقا لهابرماس
- الحداثة والراهن:حوار بين الناصر عبداللاوي وعمر بن بوجليدة/تو ...
- الجيش والشعب والوطن
- خلق قاعدة للتفاهم لترسيخ ايتيقا كونية
- من أحداثية-الطبيعي- إلى المنعرج-السياسي-:تأويلات معاصرة
- من من إحداثية-الطبيعي- إلى منعرج-السياسي-:قراءة في الملامح ا ...
- الحب والبحر
- الحب والثورة
- ملامح الثورة التونسية ورهاناتها السياسية
- أهمية الحوار في خلق نسيج إجتماعي تونسي عقلاني
- مسالة الهوية في تفكير هابرماس


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الناصر عبد اللاوي - المواطنة والخصوصية بين المقتضى الحقوقي والرهان الإيتيقي