أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الناصر عبد اللاوي - أهمية الحوار في خلق نسيج إجتماعي تونسي عقلاني















المزيد.....

أهمية الحوار في خلق نسيج إجتماعي تونسي عقلاني


الناصر عبد اللاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتمثل أهمية الدولة المدنية في خلق نسيج اجتماعي تونسي متحضر و
ترسيخ قيم المواطنة الصادقة والدفاع عن مكاسبها ولو كلفه ذلك التضحية بالمال والنفس. وان يحتكم رجال الدولة للضمير الأخلاقي وذلك بحسن استخدام العقل والقانون في كل اختياراتنا الدبلوماسية والإستراتيجية وذلك وفق الشعار التالي " لا وصاية فوق إرادة الشعب" ونحن ندعو كافة المواطنين الأحرار بالفكر والمال والساعد أن رسالتنا واجب إنساني ووطني في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها البلاد أمنيا واقتصاديا. ولهذا ندعوكم لتوحيد الصف كلمة وفعلا ونحن في تكافلنا وتعاضدنا نساء ورجال شباب وكهول وشيوخ ندعم مشروع الثورة التونسية دفاعا عن المصلحة العليا للبلاد من أجل تونس حديثة وحرة وحفظا لدم شهدائنا. أن صوت الشعب رسالة لا تقهر ونضال لا يهدم .
فهذا المقترح الايتيقي يعيد صهر كل تراتيبة بين الشعوب في فلسفة جديدة تنتقي فيها الصراعات و يحضر التفاعل الخلاق لصيرورة التاريخ دون وصاية أو هيمنة . أن رهانات الكونية هي أن تغيب الفردية الكليانية و تحضر في مقابل ذلك التذاوتية والانفتاحية.
ولكن إذا ما افترضنا أن مشكل الكونية أصبح بمثابة حجر الزاوية الذي يحرك مطلب الفلسفة الراهن، فما التقنيات الجديدة التي على ضوئها سيعيد صدارة الفلسفة ضمن هذا التسارع الجديد للمعرفة؟ ماهي الخطابات والمسائل التي تطرحها الفلسفة اليوم كأرضية صلبة نواجه من خلالها الديناميت التقني والعولمي .
وهو في تمام شراسته وشراهيته للفتك بكل "معنى اتيقي"في مقابل ترك الباب مفتوحا لتنامي "المصلحة والمردودية "في ظل مطلب "النجاعة"؟ وإذا كانت الكونية بوابة لكل أمة تريد أن تعلن عن وجودها في هذا الفضاء من الكون على اعتبار كونية إنسانية مشتركة بما هي الأفق الذي يتسع لمجموعة من الناس يتقاسمون بينهم قيم وثقافة مشتركة، فماهي مقومات الهوية التونسية،كيف لها أن تصمد أمام غزو العولمة بكل ملابساتها وتعقيداتها ،في ظل غياب بلورة مشروع واضح يحدد خطابها من مسائل العصر ويعلن الحلول الممكنة لأزمته التي يمكن تسميته ب"إفلاس المعنى وتراجع القيم الروحية والفكرية؟ولكن في مقابل ذلك يطمح الغرب في رفع النقاش "دعوي" إلى خطاب كوني يتسنى بمقتضاه دمج بقية الحضارات والثقافات الأخرى في مركزية "الثقافة الغربية" من خلال منطق الهيمنة التي تقوده الترسانة التكنولوجية بكل ما تحمله من تقنيات العولمة الرقمية ؟
*دور المواطنة في خلق نسيج أخلاقي -حواري يتجاوز القيم الاقصائية باعتبارها لا تتناسب مع معايير عقلانية في مايسمح به التوجه الفلسفي راهنا
*أهمية القرارات السياسية في إيجاد قانونا كونيا داخل المؤسسات العامة مسندا أخلاقيا له مشروعية حقوقية يكفل حرية أخلاقية وحرية الضمير لكل واحد منا.
*فلسفية تستمد مقوّماتها من عقل عملي منتج لتواصلية خطابية للبنيات الايتيقية كالقانون والأخلاق بهدف التفكير في شروط تحقيق مواطنة كونية تنطلق من استقلالية الذات لتبلغ مقاما تذاوتيا يسمح بتركيز ثقافة حوارية ذات مقاصد إنسانية
تراهن على وسيادة العقل النقدي في ظل رؤية كونية تعنى بفهم رؤى العالم وعقلنة الإرادة الإنسانية في إطار نقاش حقيقي في عالمنا المعاصر. لا نحصر دلالة العقلنة الحديثة في آليات العقل الآداتي بل علينا أن نكشف عن مسارات العقلنة التي تتيح فرصة المناقشة والمداولات العامة في إطار من التبادل والتساوي.
حيث يتمكنون من توطيد الحوار والاعتراف . وهذا ما يسمح بالعودة للتفكير الفلسفي الذي أصبح أمرا ضروريا من جهة العودة إلى الكونية كأفق يسمح بأخلاقيات الحوار أن الفكر "صار إقليميا ظرفيا يهتم بقضايا محددة داخل حقل معيّن"
* علينا أن نقف على مأزق إشكالي خطير وهو "المحلية"التي تتجلى كأساس لكل هوية ترتفع بمقام الأصالة والتراث وتكشف عن الصمود و"نحت الكيان الهووي".
*علينا أن نذكر بالأقليات المعزولة عن هويتهم الأصلية بموجب تواجدهم في المهجر أو المخيمات وهم مغتربين عن المجتمعات التي يعيشون فيها وغرباء عن الأوطان .
إن هذه المقاصد الأساسية التي نسعى من خلالها لتفعيل الخطاب الفلسفي في تونس هو وعيا تاما بان فكرنا الإنساني يستطيع أن يحترف خطاب الكونية في ظل الارادة الحرة التي ترجمها جمهوره بكل مكوناته في ساحة النضال والفكر سعيا منا لاعادة المكبوت الذي جهض زمن الديكتاتورية الأفلة. ونحن لنا قناعاتنا بأننا شعبا يريد أن يصنع مستقبل أفضل للفكر بصفة عامة والفلسفة بصفة خاصة . وحجتنا في ذلك أن حرية التفكير من صناعة الحرية و احترافها خارج حصون الايديولوجيا والخطابات الدوغمائية. واني كباحث في الفلسفة نسعى من جهتي ان اكشف عن مقاربات الفلسفة التونسية وان كان غرضي الأول أن أقف عن الفلسفة في جامعاتنا التونسية من جهة تفعيل الخطاب في منابرها الجامعية. ولكن هذا لايكون شرطا كافيا الا إذا ما وضعناه في وحدة تأليفية تكفل لنا رؤية واضحة تترجم تلك المقتضيات الفكرية.
قد حاولت تأويل تاريخ الفلسفة في حيز يخصنا ترسيخا لراهننا وتأكيدا على تراث تونسي يعمل في رحم الفلسفة الانسانية عامة وذلك بمقتضى انفتاحنا على الثقافة الغربية وتأصيلا لروح الفكر العربي والاسلامي خاصة . ولكن دون وضع حصون تروّق الفكر في مساحة ضيقة د ون النعرات القومية أو الاحكام القيمية والذوقية ترفعا عن كل ايديولوجية توجيهية سواء ميتافيزيقية او وضعية .وانما ان نكشف النصوص الفلسفية التي ألفها أساتذتنا الاجلاء الذين تعلمنا في منابرهم واسترشدنا بمقاصد مؤلفاتهم.وإن كنت سأقتصر في هذا الجزء على مجموعة من مفكرينا "المتفلسفين"
هذا لا يعني البتتة ان سبق الذكر او تغييب أعلامنا الأخرين الذي لهم السبق في الريادة من جهة وجاهة الفكر وحصافة الرأي. فهذا توجها لا أقبله من ناحية المبدأ إلا أني انطلقت من المؤلفات والخطوط العريضة التي هيأت نفسي للخوض في غمار تحليلها ونقدها وانا إذ كنت منهمكا في هذا الجزء الأول بمعالجة" الهوية والثورة والعيش سويا و والابداع " فإني وجدت مفكرينا ينتهجون هذا الأفق الذي أعالجه وستشهد الأجزاء الأخرى قراءة كل الأعمال وفق رؤية تأليفية تخص قناعتي في التأليف . وما يسمح به اختصاصي وإمكانياتي وأنا أدرك أنني لست حكما على أي مفكر أو فيلسوف إلا بما تسمح به إمكانياتي التحليلية وفهمي لإعادة التأويل ولا أنصب نفسي ناقدا للخطاب الفلسفي في الفكر التونسي . وإنما قارئا لمقاصد فكرية نفكر معها وضدها ونحن نشترط في بحثنا المختلف والمتنوع والبديل لا الإقصاء والانتقاد. وإنما هو في أكثر معانيه احتفالا بمفكرينا وتكريما لهم. وأن أسعى جاهدا أن تكون هذه المقاربات تحمل في توجهاتها النزعة الفكرية التي تلائم حراكنا الاجتماعي والثوري لتونس حرة وأمنة . وفي توجهاتي لا أضع الفكر محل إدانة حقوقية وإنما أتفاعل مع النص دون أحكام ذوقية لها مدلولات سياسية. لأني أفصل بين الفكر وما يضعوه من نعوت في أشخاص بعينهم. وإنما بموجب حداثتنا اليوم وتفعيل مقاصد سؤال التنوير ومقاصدك التي رسخت راهن ثورتنا.. يقظة لامة تاهت في لحظة تاريخ الغرب لمقام يخصنا..ولكني اردت ان افتح هذا الملف في ترحال السؤال الذي ينطلق من"من نحن؟" تحفيزا لملكات عقولنا التي انزاحت عن يقظة الفكر شغفا بهويتنا الانسانية..وانا ادرك هواجي فلاسفتنا التي نتشارك فيها حول مستقبل ثورتنا .وتوضحت مساراتها بمقتضى المقاربات الانتروبولوجة والتاويلية تحرك عسر شريانها بلحظة نقدية. هنا يتيه المقام في هذا الهم المنثني على ذاته ترقبا لسكنى في وجع مخاض:كيف يكون الفكرملازما لما نامل؟وماالذي نامل فيه راهنا؟كيف نبتكر"النحن "الذي بحوزتنا في مقاصد الراهن؟وهل ان "التراث" في ثوبه التقليدي يسمح باعادة تشكل النحن على هيئته التي نريد؟واذا كنا نقر بالهوية البديلة في اثراء ثقافتنا بثقافة انسانية ،هل تكفل لنا "النحن "الملتفت لمستقبلنا"الثوري"؟هل الثورة التونسية نظرة استردادية لتجارب هيئات سابقة ام هي فرادة في الاس لتدشين فجر جديد لانسانيتنا العربية؟لماذا نصطدم دائما باجندا غربية تمرر مطلبا نفعيا على الدوام؟اين"استقلا ليتنا"في كل ذلك؟لماذا تحضر"جيوب الردة"في كل مقام لتعيد المكبوت على السطح؟مالذي يدعونا للنظر في هذا التدفق الجديد"لهبات الاتحاد الاوروبي"؟ من يصنع مستقبل ثورتنا"ذاكرة شهدائنا" ام "طبخة الدول الرأسمالية في مخابر ابحاثهم؟ من نحن بعد كل ذلك؟وماهي ملامح ثورتناالمعاصرة على العالم العربي؟ تتوزع الادوار؟؟؟هي اشكاليات افاضت من هول الالم الذي بحوزتنالسؤال"من نحن؟بعين تونسية ترنو لأفق مستقبلي أكثر ثراء. إن المشروع الفلسفي الراهن يترجم سبر أغوار التصوّرات الفكرية المتنوعة التي تتسع لمنطق الهوية والثورة من حيث أن مقاصد الهوية ليست انكفاءا على الذات،وإنما هي بالأحرى قبول الأخر والتواصل معه ونحن ندرك مابلغته الأنظمة المعلوماتية اليوم في ظل التطور التكنولوجي و الفيض المعرفي الذي أمسى متقارب الحدود منفتحا و متداخل الأحداث والوقائع .وهو ما ينعكس على الأفق الإيتيقي الذي بحوزتنا وإعادة مكتسباتنا إنطلاقا من الافتراضات الحاصلة داخل كوكبنا .
وحري بنا أن يتم تجذير البعد الايتيقي من خلال مسألة الفهم والتعقل من حيث هما سمتا العقل التواصلي راهنا . وهو ما يسمح لنا بنضال متواصل ضدّ مظاهر الوثوقية في الفكر والتعصب في العقائد لأن منطق الحوار هو المنارة الأكثر ثراء لإنسانيتنا المتعطشة لنقد منفتح على الدوام يرسخ فينا قاسما إنسانيا مشتركا تزول داخله النزعات القومية والدينية المتقوقعة على ذاتها. وهي تؤكد عن سعادة أفضل لكافة البشر .
إن الفكر في تقديري هو صمام التفاعلات الإنسانية ولا تهمني سيرتهم الذاتية بشكل كبير. وأرجو أن تكون كتاباتي تتسع لكل الجمهور في تونس وعالمنا العربي والإنساني .مساهمة مني في فتح قنوات الحوار كقاسم إنساني مشترك وأن نعيد الثقة بيننا دون حواجز ولعلي أكون سعيدا بما أني من الأوائل الذي يفتح هذا الملف في "المقاربات التونسية" قناعة مني بأن الفكر ينطلق من بيئته وأهله ويتخطى بعد ذلك الأفق الإنساني.

Habermas Jürgen (1985) , Après Marx. Traduit de l’allemand par Jean- René Ladmiral et Marc B.de Launay (Paris : Libairie Arthème Fayard, p45.
)أنظر الحوار الذي دار بين لوي التّسيرو أحمد الشيخ، مجلة العربي،عدد319يونيو 1955،ص.114.







#الناصر_عبد_اللاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسالة الهوية في تفكير هابرماس


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الناصر عبد اللاوي - أهمية الحوار في خلق نسيج إجتماعي تونسي عقلاني