أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ثورة شهود الزور...!؟














المزيد.....

ثورة شهود الزور...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن حمي وطيس الحديث عن شهود العيان وشهود الزور والذي منه بدأت ـ أم علي ـ تلح إلحاحاً منقطع النظير على أنه جرت برمجة عقل العرب منذ بدء الدعوة الإسلامية وفق قاعدة إيمانية تقوم على أساس الالتزام المطلق بالشهادة والتشهّد.. لقد علَّم صاحب الإسلام أتباعه أول ما علمهم الشهادة وجعلها ركناً في صلاتهم وفي قيامهم وقعودهم وأعمالهم وتجوالهم حتى صار المسلم منذ ذلك الوقت يشهد ويتشهّد عشرات المرات كل يوم الأمر الذي جعل الرفيقة ـ أم علي ـ تستغرب استغراب البعض من هذا الفائض الكبير في أعداد الشهود هذه الأيام..!؟ تقول الرفيقة المتمردة: طيب كيف حصل أن كافة المسلمين يرددون كيفما تحركوا ( أشهد أن محمد رسول الله ) وهم يتوارثون هذه الشهادة جيلاً بعد جيل منذ خمسة عشر قرناً بالرغم من أن أحداً منهم لم يشهد واقعة التكليف والنبوة والذي منه..! وقد سارعت قيادة الحزب إلى توبيخ المتمردة الجاحدة التي لا تحترم مشاعر جيرانها المؤمنين وخصوصاً أن البلد تشهد أزمة مركَّبة انضم فيها مثقفو التسبيح إلى متظاهري التراويح..! لكن بالرغم من التوبيخ والتقريع، فإن ـ أم علي ـ لم ترتدع ولماذا تفعل وقد تمَّ إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية وصار الكلام بعدها مباحاً على ذمة مسيلمة..! وبالعكس من ذلك فقد رفعت الرفيقة صوتها مهددةً بالعصيان المدني حتى أنها قالت في الأمس بعد صلاة التظاهرة يعني بالإسلامي صلاة التراويح: طيب أنا لا أفهم إذا كان الرسول قد احتاج في حينه إلى شهود عيان سماهم الصحابة فما حاجته للشهود بعد ذلك...؟ ثم هل يعقل أن الله بذات جلالته وهو المتكبر الجبار المهيمن القهار القابض الباسط المذل المنتقم المقيت الرقيب الحسيب يحتاج لشهود يشهدون على وحدانيته كل ساعة..!؟ وإذا كان للضرورة أحكام في بدايات الدعوة فحصل أن طلب ـ محمد ـ من أتباعه أن يشهدوا له وعليه فلماذا يترتب على كل الناس في كل زمان ومكان أن يصبحوا شهوداً بالوراثة جيلاً بعد جيل وإلى أبد الآبدين...؟
لكن: ما لا تعلمه ـ أم علي ـ التي لا تخشى من التصريح علناً عن معارضتها لكل الثورات التي تحمل راية الله هو أن الشهادة وقبل أن تصبح تشريعاً سماوياً كانت معتمدة منذ بدايات الخليقة فقد كان القبليون يحتكمون إلى رئيس القبيلة الذي يستمع بدوره للشهود قبل أن يحكم بينهم ثم إن الشهادة اعتمدت في القانون الروماني واعتبرت من أدلة الإثبات وقد اعتمدت بعض أشكالها في القوانين الوضعية الحديثة لكن المختلف الذي لا تنفك ـ أم علي ـ في المماحكة حوله هو أن الأولين لم يتحدثوا عن إيمانهم وخشيتهم من الخالق ولا عن طاعتهم لمندوبين نقلوا رسائله المقدسة في حين أن المسلمين وهم الذين يدعون الورع والخشية من الله ورسوله لا يثقون ببعضهم البعض فكيف يكون المؤمن الذي يشهد لله ولرسوله ويصلي لهما خمس مرات في اليوم فاسد الذمة مسبقاً يتوجب إشهاد شهود عليه في كافة أقواله والتزاماته ومعاملاته...؟ لقد استوجب حال المسلمين أن تكون الشهادة حاضرة وملزمة في كل شئونهم العامة والخاصة من قبيل المبايعة والنكاح والطلاق والرجعة والرضاعة وغير ذلك.. ولأن ذلك كذلك فإن شهود الزور تكاثروا عقداً بعد عقد وقرناً بعد قرن حتى صارت الشهادة مهنة الكثيرين منهم كما هي الحال هذه الأيام التي صار يصعب فيها التفريق بين شاهد صادق وشاهد كاذب الأمر الذي استفزَّ الرفيقة المدنية التعددية ـ أم علي ـ فأعلنت على رؤوس الأشهاد من كافة الزمر والأصناف أنها وصلت في شكوكها إلى حد جعلها ترى في ادعاء الإيمان كذبة مكشوفة أو ورع مصطنع لدواعي الخوف من المجهول وهي لذلك لا ترى ضرورة في أن تأخذ ذلك في الحسبان والاحترام الذي يطلبه النقاد الدراويش وإلا كيف يصير المسلم إذا كان مؤمناً شاهد زور وقد نهى القرآن عن هذا الأمر الشنيع...؟ ورد في القرآن: (( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً )) و(( اجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور )) و(( إنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً ))..! إن شهادة الزور جريمة كاملة الأركان وخصوصاً حين تستهدف تضليل الرأي العام عن ابن عمر قال: قال رسول الله: ( شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يوجب الله له النار ). وعن عدسو بعل أمون حدَّث عن شهادة الزور فقال: إنها فساد الدين والدنيا والآخرة، إن شهادة الإنسان مثقفاً كان أم مسطحاً بما لا يعلمه علماً يقيناً مثل الشمس هي عينها شهادة الزور التي حذَّر منها الرسول وجعلها من أكبر الكبائر فقال: ( ثلاثاُ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر.؟ قالوا: بلى قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قالوا: ليته سكت ). الغريب العجيب أن أحداً لم يدع أنه يعرف لماذا قالوا ليته يسكت....!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الهشك بشك المدنية ...!؟
- من تجليات فقيه الثورة...!؟
- عن المصائر والمصائب والثورات...!؟
- الأمير إذا أمر...!؟
- سورية والخطأ القاتل...!؟
- جمهور ثورة الله أكبر...!؟
- كل سورية مقابل كل الخارج...!؟
- البعث: من الانتكاس إلى الاجتثاث...!؟
- الله أكبر.. والأكفان...!؟
- أساتذة الفشل والمساخر العربية...!؟
- فيما خص عزمي بشارة ومن لفَّ لفه...!؟
- أهل الشيوعية وأهل البعث وأهل الله...!؟
- الله حرية وبس.. لم لا...!؟
- الخيار السوري المرّ...!؟
- الوزير الملك ومعضلة السلطة...!؟
- المحظور وقد وقع...!؟
- في البحث عن أتاتورك سوري...!؟
- يوم كان الله جميلاً...!؟
- المعارضون وقد صاروا من أهل السنة والجماعة...!؟
- الصفعة الأمريكية والثرثرة المعهودة...!؟


المزيد.....




- -نسي بطاقة هويته-.. إبعاد بوريس جونسون عن مركز اقتراع في بري ...
- زلزال بقوة 5.9 درجة يضرب سواحل الفلبين
- مسيرة حاشدة في اليابان للحفاظ على الدستور
- إسرائيل تترقب التحركات -غير المعتادة- للجيش المصري على حدود ...
- الأمن الروسي يحتجز أتباعا لطائفة -فالون غونغ- (فيديو)
- أردوغان: حجم التجارة السنوي مع إسرائيل 9.5 مليار دولار لكننا ...
- مصدرون أتراك يبحثون عن بدائل بعد تعليق التجارة مع إسرائيل
- كيف يكون شكل العالم بانتصار الصين أو الولايات المتحدة في الح ...
- كلاهما يحب أوربان
- كيف يبدو صوت جو حينما يصبح الجمهور أخطر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ثورة شهود الزور...!؟