أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الوزير الملك ومعضلة السلطة...!؟















المزيد.....

الوزير الملك ومعضلة السلطة...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد ممكناً التعويل إيجاباً على أي طرف في المعارضة السورية التي أعماها المنظور الكيدي الثأري وتوقها الجارف للوصول إلى السلطة أوالمشاركة فيها..!؟ لقد أحجمت كافة أطياف المعارضة طيلة خمسة أشهر عن الإقرار قبل الاستنكار ولو لمرة واحدة بحصول ممارسات عنفيه مشبوهة تخدم أجندات إقليمية أودولية أوطائفية الأمر الذي أفقدها رصيدها السياسي في أوساط السوريين غير المساهمين في التظاهر الذين لا زالوا يشكلون الأغلبية..! المعارضة هذه لا تزال تصر إلى اليوم على سلمية الحراك وعدم وجود أية شبهات عنفية في الوقت الذي بقيت فيه على تأكيدها العنيد على أن السلطة وحدها من يقوم بالعنف بما يعني أنه على الجمهور السوري تخيل مشهد يترجم هذا الهبل المعارض على صورة أن عناصر قوة عسكرية مع أجهزة أمنية وشبيحة يتوزعون بالاتفاق والتوافق على فريقين قبل أن ينتشر أعضاء الفريقين في أحد الأحياء الساخنة ويتبارون بإطلاق النار على بعضهم ثم يقومون بعد انتهاء العرض بنقل قتلاهم وجرحاهم إلى المستشفيات لتقوم قناة الدنيا بإجراء المقابلات المعتادة...!؟
لكن: قبل ذلك يجب القول إنه لمن المسلّم به أخلاقياً أنه لو كانت السلطة بادرت إلى دعوة جميع من طالهم قمعها المديد والمتعدد الأشكال إلى مؤتمر مصالحة وطنية قبل مؤتمرات المصارحة التي دعت إليها لكانت تحققت بعض أهم المقدمات المطلوبة لبدء حوار جدي مثمر..! أول هذه المقدمات إمكانية انحسار ظاهرة الكيدية الثأرية التي ظهرت على السطح يعني كيف يمكن أن يسرع معتقلون سابقون أمضوا سنوات طويلة في سجون السلطة إلى حوار مضطهديهم قبل حصول اعتذار صريح يليه معالجة فورية لكافة ملفاتهم الإنسانية...؟ وثانيها إضفاء المصداقية ونزع الشكوك الكثيرة وهذه الشكوك مبررة بعد عقود عدة من الإقصاء والإلغاء...!؟ غير أن ذلك لا يمنع من إبداء التعجب والاستغراب من كل هذا السخف والسطحية السياسية التي تكشَّف عنها المشهد المعارض بتنوع أطيافه..! فبعد كثيرٍ من الحقائق الدامغة التي كشفت عنها الشهور الخمسة الماضية وأقرَّت بها أطراف دولية وإقليمية عديدة وكان آخرها يوم أمس حين قام عدد من الملائكة الذين يهوون ركوب الدراجات النارية بتخريب سكة قطار حلب دمشق بالقرب من حمص وقد خرج القطار الذي يحمل مئات الركاب عن سكته فقتل سائقه وسقط عشرات الجرحى صحيح أن المجرمين قاموا بفعلتهم بكل رقي وتحضّر وانضباط مثلما تقول ( هيئة التلفيق الوطني ) لكن كان الأمر يستدعى بداعي الشرف على الأقل من وجهة نظر ـ أم علي ـ إصدار بيان إدانة واستنكار على وجه السرعة وليس بيان يعيد إنتاج الأكاذيب التي وردت في البيان الأول عن سلمية وحضارية وانضباطية ( الثوار ) الملتحين منهم والأجروديين..! العمى حتى الفعل القبيح لمشايخ الإرهاب الذين يقومون بالتحريض على العنف والعنف الطائفي تحديداً من خلال عدة محطات فضائية دينية وهابية مثل الصفا ووصال وسورية الشعب الجديدة الممولة بندرياً وأنه تبين للعميان والطرشان أن جمهوراً سورياً واسعاً يستجيب لدعاوي وتوجيهات مشايخ المخابرات الإقليمية والدولية هؤلاء حتى هذا الفعل الفاضح والمكشوف لم يلق موقفاً شاجباً عند عموم المعارضين بمن فيهم بعض الكتاب والمثقفين والفنانين الدراويش الباحثين عن الحرية هل بالإمكان انتظار الحرية من الذين يقيدون أيديهم طوعاً فيلزمون أنفسهم بترك كل ما بين أيديهم والذهاب إلى الصلاة خمس مرات كل يوم لشكر ربهم على رغد العيش الذي يتظاهرون اليوم للتعبير عنه..! هل من المعقول أن لا يتأمل دراويش الحرية والتعددية هؤلاء في الذي يحدث في مصر واليمن وتونس...؟
قبل يومين، أصدرت لجنة ( التلفيق ) الوطني بيانها الثاني واللجنة هذه تمثل تحالف كرتوني مدهش في تركيبته وتنوع مرجعيات أطرافه وشخوصه إلى درجة تكفي لحسم دقة ما يقال عن أن الموضوع لا يتعدى كونه تسابق إلى السلطة كيفما كان..! لقد أصرَّت اللجنة في بيانها الجديد على مسألة تنزيه عموم المتظاهرين تنزيهاً مطلقاً وهي أسبغت عليهم من الصفات النوعية من رقي وتحضر وانضباط ما يجعل منهم ملائكة لا يقلون قدسيةً عن ملائكة السماء التي غزت عقول أجدادهم من بني يعرب منذ فجر التاريخ الإسلامي يعني تقول ـ أم علي ـ فهمنا وفهم أناس كثيرون أن هذه السلطة استبدادية اقصائية وبنت ستين كلب ولا جديد في هذا لكن: أليس من الشرف أن يحدث ولو لمرة واحدة أن يرتفع من بين كل هذا الرهط التحالفي المعارض صوت واحد يعترف بأن هناك في الساحة أيضاً أوغاد آخرون يرتكبون جرائم يندى لها الجبين ما عدا جبين هؤلاء المعارضين بالطبع..! المستشارة الثقافية ـ أم علي ـ أعادت التذكير بمقولتها: يكفي لتبين واستكشاف بذاءة السلطة وانحطاطها أن يتم تدقيق النظر في مشهد معارضيها..!؟
لقد كشف سياق الأحداث في سورية حتى اليوم عن تقدم أطراف السلطة على المعارضة في كيفية مقاربة الأزمة وهذه الحقيقة الجارحة تأكدت بشكل حاسم حين أقرَّ وزير الخارجية السوري أمام ملأ جامعة دمشق بحقيقة اهتزاز الوحدة الوطنية وبأن الحل يكمن في علمنة الدولة.. ومعروف أن أحداً من المعارضين لم يجرؤ على تبني هذا الحل و ـ أم علي ـ تجزم على أنه لن يحدث ذلك مخافة الطرد من القطار الإسلامي الذي يتوهم المعارضون من جماعة ( حيثما كيفما ) أنه انطلق باتجاه قصرالرئاسة في المهاجرين ومنهم من بدأ يتوقع السيناريوهات على حماقتها...!؟
خطوة الوزير المعلم مؤشر في غاية الأهمية إذا ما تمَّ البناء عليها..! وربما يتمكن مؤتمر حزب البعث الذي سينعقد في القريب العاجل من حسم هذه المسألة المصيرية من دون مواربة وإلا فعلى المستقبل السوري السلام.. لقد حان الوقت بعد تجربتي الصراع الدمويتين بين السلطة والإسلاميين.. وانكشاف مدى هشاشة الوحدة المجتمعية في البلاد حان الوقت للقطع مع الماضي معرفياً وثقافياً كما القطع مع الإستبداد وعقلية الإقصاء التي أوصلت البلاد إلى هذه المحنة والذهاب الجسور باتجاه إعادة الأمور إلى نصابها الأمر الذي يترجم بضرورة انصراف أتباع الأديان إلى مساجدهم وكنائسهم ومعابدهم.. وبعودة منظومة الدولة إلى مهامها الدنيوية وهذا مستحيل من دون صياغة دستور جديد ينص صراحةً ومن غير لبس على مسألة فصل الدين عن الدولة .. ويخلوا من تحديد هوية دينية وقومية للدولة السورية.. ولا يشترط دين وعرق للمرشح الرئاسي وقد سبق أن أقدمت جماعة الإخوان المسلمين التي تتحدث الآن عن الدولة المدنية التعددية على الإضراب أوائل السبعينات لوضع هذه المادة فكان أن تم منع ما يقرب من أربعين بالمئة من السوريين من هذا الحق..! ثم أن تنص مادة دستورية على توكيل المؤسسة العسكرية بمهمة الدفاع عن الدستور..!؟
لقد سبق لأم علي أن قالت لمنظِّري التجليط والشعبطة عشاق الحرية والمدنية الذين يتذرعون بعدم إمكانية تقبل جمهور المجتمعات الإسلامية لقضية العلمنة: لو حصل أن الجنرال ـ أتاتورك ـ استشار أمثالكم لما أصبحت تركيا التي كانت أرضاً ومجتمعاً مقراً للخلافة الإسلامية وراعيها الأوحد بلداً علمانياً حديثاً..! إنه لمن السذاجة والضحك على الذقون على الطريقة البعثية عينها القول بالديمقراطية والمدنية مع استبعاد العلمنة وهو واقع حال فلول المعارضة والمعارضين مع كل الأسف والحسرة...!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحظور وقد وقع...!؟
- في البحث عن أتاتورك سوري...!؟
- يوم كان الله جميلاً...!؟
- المعارضون وقد صاروا من أهل السنة والجماعة...!؟
- الصفعة الأمريكية والثرثرة المعهودة...!؟
- خرافة الدولة المدنية الديمقراطية...!؟
- ترخيص حزب البعث...!؟
- الديمقراطيون السوريون في قطار الإخوان...!؟
- سورية والحوار الوطني الخجول..!؟
- الإصلاح ليس حلاً لا في سورية ولا في غيرها
- انتفاضات الحرية المتوهمة...!؟
- حين يعتذر رواد التغيير..!؟
- قمة الدول والتداول والمداولة
- خطبة يوم المرأة العالمي
- نعم في العجلة الندامة...!؟
- الأصول في ثقافة الفسول..!؟
- وزيرثقافستان...!؟
- العسيلة: أم المعارك...!؟ ( على هامش معارك النقاب والحجاب )
- شخصنة الأحزاب العربية
- أم علي في المركز الطبي لأمراض القلب...!؟


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الوزير الملك ومعضلة السلطة...!؟