جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 19:17
المحور:
المجتمع المدني
لو ذهب محمد هو والوحي في تجارته إلى أبعد من اليمن والشام لعرف حضارة الرومان والقسطنطينية وهي أزهى عهد روماني تجمعت فيه القوانين المدنية حتى عام 300بعد الميلاد فلو فعلا زار القسطنطينية متعلما وليس فاتحا لازدهرت الحضارة العربية بالمحاكم المدنية ولعرف محمد القوانين المدنية وخصوصا قانون الأحوال الشخصية الذي ما زال معمولا به في أغلب دول العالم والقرآن غير معمول به إطلاقا, تلك القوانين تأثر فيها الرومان وأثروا في الشعوب المحيطة بهم منذ أن سقط نظام الحكم الملكي في (الكابيتول) وفي غير الكابيتول من المدن الإغريقية ولشاهد المحكمة المدنية وهي تحاكم بالناس, ولكن مشكلته أن تجارته بقيت محصورة بين الشام وبين اليمن لم يتعداها أبدا ولم يبتعد عن طيف (بحيرى) الراهب, لذلك اعتمد محمد في إصدار أحكامه العشوائية على العُرف والعادة والسلوك الجمعي للأفراد والجماعات من التقاليد ومن المعروف جيدا أن كل القوانين سواء أكانت رومانية أو (أنجلو سكسونية) كلها تستمد روحها ونشاطها من داخل الوعي الجمعي لتنظيم أمور الحياة وكان الكهان هم أصحاب القرار إلى أن نُظمت القوانين المدنية, ومحمد استمد قوانينه من روح الحياة البدوية التي لم تعرف المدنية وبقيت حتى اليوم تحكم وترسم فينا على نهج حياة قديمة وطرائق إنتاج متعفنة عفا عليها الزمن وأكل الدهرُ عليها وشرب ونام حين ثملَ من كثرة الشُرب,وهذه طبيعة نشوء أي نظام حكم بدائي حيث يتخذ من الأعراف والعادات السائدة قوانينه, ولو شاهد محمدٌ المحامين المدافعين عن حقوق الناس في تلك الحضارة لتحدث معنا في قرآنه عن السجون والمحاكم الشرعية ونظام المحامين والشرطة وقوانين الأحوال الشخصية وخصوصا الإجهاض الذي يبيح اجهاظ المخلوق معتوها..والشرطة التي لم يعرفها إلا بني أمية متأخرا كشرطة, وليس هذا وحسب ,بل لو أنه زار روما ومارس بعض تجارته لعاد إلينا بشهادة حسن سير وسلوك وليسانس قانون ولعلّمَ ولبعث صحابته في بعثات علمية ليتعلموا فلسفة القانون من القسطنطينية قبل فتحها بالسيف ولعرف على الأقل مدونة( الإنبراطورجوستنيان) آخر المقننين الإغريق بدل أن يرسل رسائل سب فيها كلب الروم...إلخ, والمدهش والغريب في الموضوع أن العرب شاهدوا بعد الفتح تلك الحضارة ولم يقلدوها إلا في الفلسفة الطبيعية أو ما وراء الطبيعة والتي التصق بها المعتزلة والفكر ألمعتزلي على يد الجاحظ وأحمد بن أبي داؤود...إلخ, وما زلنا إلى اليوم على سنته وهديه نرفض الأخذ بالحضارة الراقية جدا تعبيرا منا عن مواصلة الطريق بخلاف الحياة المدنية.
قرأت تاريخ البشرية بأكمله من عدة وجوه وعلى عدة مناهج من التفكيك إلى البنيوية ومن المادية الجدلية الديالكتية إلى المعرفة(الإبستملوجية )وإلى منهج الاستقراء وعرض النقل على العقل,والعقل على النقل....ولم أجد حضارة صالحة لكل زمان ومكان مثل الحضارة الرومانية التي أقالت الكاهن ووضعت محله رجل القانون وما زالت المحاكم المدنية تستمدُ منها روح التشريعات المدنية مثل(المتهم بريء حتى تثبت إدانته) عدى العشرات من القوانين أو قل المئات منها والتي سأفرغ لها موضوعا خاصا...وأستغرب جدا وأنا أقرأ بتاريخ السيرة النبوية كيف برجل يقول بأنه يأتيه الوحي من السماء وبنفس الوقت يصدر حكما بالقتل العمد على كاتب من كتاب الوحي الذين ارتدوا عن الإسلام دون أن يقوم بتوفير محاكمة عادلة ومنصفة له على غراء ما يفعله الرومان في زمانه والأثينيين الذين توصلوا للحرية وللديمقراطية قبل الميلاد ب300سنة وأكثر علما أن الذي حكم عليه نال الشفاعة بالإجارة حين أجارته ابنة عمه أو عمته, طبعا والشواهد كثيرة وليست قليلة, وأستغرب فعلا كيف يقوم الله بعملية حسابية كلها حسنات وسيئات وبمجرد أن تكون السيئات أكثر من الحسنات فورا يدخل صاحبها النار وفي حالة أخرى معكوسة يدخله الجنة,وبلحظة عين فورا يتقلب مزاج إله الإسلام فيدخل في جنته وناره على حسب ما يشاء هو وليس على أسس عادلة وشاملة, من هنا أستطيع القول بأن النظام الإسلامي لم يكن يوفر للمتهمين محكمات عادلة حتى طريقة فتحه لمكة فيها تهديد وترهيب حين يقول(من أغلق عليه بابه فهو آمن..ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن) أي أنه بهذا يفرض نظام حضر التجول ليلا ونهارا وبنفس الوقت يلقي بالقبض على مطلوبين له فيقتلهم أمام الناس, وتتم الملاحقات الأمنية تلوى الملاحقة للمطلوبين لديه دون أن يفتح محكمة ودون أن يقوم بتوظيف وتأسيس نظام حكم مدني عصري قائم على المحاكمة العادلة؟ لماذا مثلا لم يأمر القرآن بفتح محاكمات عادلة وشاملة زد على ذلك أن محمدا لم يذكر في قرآنه ولا مرة موضوع المحامي المدني الذي يدافع عن حقوق الناس علما أن الإغريق عرفوه قبل الميلاد ولم يكن (سقراط370ق.ق300ق.م)إلا محاميا جدليا(سفسطائي) يدافع عن الناس بالحكمة وبالمعرفة التي يسميها فضيلة, أما بالنسبة للإسلام كانت المعرفة ليست فضيلة بل نقمة وعذاب للإنسان وخروج من الجنة.. أستغرب مثلا أيضا من علماء الإسلام في هذا العصر كيف كانوا يعتبرون القرآن وما زالوا صالحا لكل زمان ومكان علما أنه لم يوفر أي محاكمة مدنية لأي شخص بتهمة السرقة أو السب والشتم والتجريح, لم ولا حتى أيام الخلفاء الراشدين ظهر(محامين مدنيين) أو حتى شرعيين إلا مؤخرا, فالإسلام لا توجد فيه لا سجون ولا محاكم ولا محامين يدافعون عن حق الإنسان في الحياة وحين نقول بأن نظام السجون في الإسلام غائب فهذا معناه غياب كافة ملحقات السجون مثل:
1- السجن.
2- المحامي.
3- المحكمة.
4- علماء القانون.
5- القضاة.
6- المدعي على المخالف.
7- الأمن العام المدني.
هذه الأمور كلها عرفها كل من سبق العرب بالظهور على خشبة المسرح, وبما أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان لماذا مثلا لم يتنبأ الإسلام بنظام حكم مدني كما تنبأ أيضا بالنملة المخلوقة من السليكون ,ولا أدري كيف يركض على النملة وينسى المتهم في الصحراء الحارقة يواجه الموت أو قطع اليد دون أن يوفر له محاكمة عادلة ودون أن يبني محكمة مدنية, وهذا له معنى واحد وهو أن نظام الحكم الإسلامي قام بتثبيت نفسه بالنار وبالحديد,لماذا لم نجد ولا أي رجل من صحابة محمد يحمل شهادة في القانون أو علم المحاماة, حتى أنه لم يقم بإرسال بعثات تعليمية إلى روما.
فبدل أن يرسل محمد رسائل تهديد لكلب الروم ولكلب الفرس كما يسميهم لماذا لم يرسل بصحابته إلى روما لدراسة علم القانون والمحاماة, هذه النقطة تغيب عن باقي علماء المسلمين أو يسكتون عنها ولا يتكلمون بها وأظن بأن السكوت عنها هو بسبب غياب الجواب عنها, لماذا لا نجد من بين صحابته محاميا يدافع عن الناس, ولماذا لم يؤسس محمدا مثلا نظام حكم مدني عصري صالح لكل زمان ومكان على غرار الفرس.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟