أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي














المزيد.....

العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 - 09:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


القتل والاغتيال والحروب الصغيرة منها والكبيرة, في منطقتنا, هي محاولات دائمة ودؤوبة لوأد السياسة فيها. الرمز لا يحيل أبدا هنا وبالذات إلى أقنوم الخير والشر, ليس هنالك من طرف خير وطرف شرير, التداخل وصل إلى نسيج من الدم, يصعب بل من المستحيل الحديث عن رؤية هذه المعادلة, ومستحيل أيضا أن نتحدث عن الحق والباطل. المقاربات لا تنتهي أبدا, ولن تنتهي, حيث استمرارها هو جزء جوهري من عملية وأد السياسة في بحور الدم, ورمزيات القتل التي لا تنتهي. لا أحد بريء, وهنا يمكننا التحدث عن استقطاب حاد متسارع, لا يتيح لك التقاط الأنفاس, لكي تتعامل مع الحدث, بوصفه حدثا استثنائيا, بل أن الاستثناء أصبح هو القاعدة في المنطقة, هذه القاعدة هي من خلقت القاعدة ذاتها- كتنظيم عنيف وما فوق قومي- كجزء من وأد السياسة, التي لا يمكن أن تكون إلا خارج سلة العنف هذه, التي امتلأت بالحوليات التراثية منها والحداثية وما بعد الحداثية, نغرف منها ما نشاء, وساعة نشاء, وحسب موقعنا داخل هذا النسيج. الذي لم يكن وليد اليوم, ولن ينتهي في القريب العاجل. وأد السياسة تكثفه الصورة, صورة التلفاز من جهة, وصورة الرموز من جهة أخرى. هل الكتاب والمثقفين هم براء من هذا الذي يحدث? ربما هم في حالة من التواطؤ مع هذا الطرف أو ذاك, لكنهم في النهاية, هم ليسوا أصحاب قرار, لا في الحرب ولا في السلم, والشارع بعيدا عنهم, أو حتى بعيدا عن سماع أسماءهم. مهرجانات دوما ترفع صور قتلى أو زعماء أو شهداء أو ساسة من الدرجة الثانية والثالثة حتى! لكنها جموع لا ترفع صور مثقف, أو معتقل سياسي, وإن حدث فهي حالة نادرة. مناسبة الكتابة هذه هي مشاهداتي للفضائيات الإخبارية العربية, أثناء إحياء ذكرى اغتيال رفيق الحريري, وتشييع عماد مغنية, قنوات كانت تركز مع محلليها الستراتيجيين وضيوفها عموما على تشييع مغنية, وقنوات أخرى كانت تركز على المشهد الجماهيري الذي احتشد في الجهة الأخرى, ليس بعيدا عن ضاحية بيروت. في الضاحية كانت ترفرف الإعلام الصفراء, وصور القادة الإيرانيين وشهداء حزب الله, وفي ساحة الشهداء كان الحضور للعلم اللبناني وصور الشهداء أيضا. وتبادر إلى ذهني سؤال ساذج: كيف يمكن أن اقتنع كمواطن محايد مع أنني لست كذلك, لأنني لا استطيع: أن رمزيات حزب الله هي رمزيات لبنانية? خصوصا بعد أن نقلتني الصورة, والمشهد وأنا أرى صور قادة إيران يتقدمون تظاهرة التشييع لعماد مغنية? لهذا كنا دوما نقول أنه على قادة 14 آذار التخلص نهائيا ووفق هذا الزخم من قاطراتهم الطائفية. وهم يرفعون علم لبنان فقط, لأن هذا ما يحتاجه علم لبنان. ولكنني هل يمكن أن أطلب كمواطن أيضا أن يفسر لي مثقفو المقاومة: ما علاقة صور القادة الإيرانيين بالأمر? ثم مر حدث آخر, رأيت فيه أهل كوسوفو يحتفلون باستقلالهم وهم يرفعون علم أميركا مع أعلام أخرى إلى جانب علم بلادهم. بمعزل عن المعايير التي أكدنا على عدم صلاحيتها في المقدمة, يمكن فهم أمر ملموس وهو أن أميركا من حققت وساعدت في تحقيق هدف أهل كوسوفو في الاستقلال عن صربيا. إنه عرفانا بالجميل, وهذا أمر يراه مشايعي حزب الله أيضا بالنسبة لقادة الثورة الإيرانية, أنهم خلقوا لهم دولة في داخل الدولة, خلقوا لهم شخصية اعتبارية كانت على ما يبدو مفقودة, لهذه الجماهير المشيعة لعماد مغنية. لهذا لم ألمح أحدا باستثناء مواطن واحد كان يرفع علم لبنان, والرايات الصفراء ترفرف فوق رؤوس المشاركين. سؤالي مرة أخرى كيف يمكن أن يقنع حزب الله المواطن على الضفة الأخرى أنه حزب لبناني? وعلى الجانب الآخر من الصورة, في العراق الجريح قتلى ودماء تبرز دورا أميركيا مشبوها, ويقابلها صورة تبرز دور تنظيمات المقاومة, وأفعال الدم بوصفها شهادة ميلاد, أو سمة دخول إلى جنة الخلد.وغزة مستباحة بفعل التعنت العنفي المختبئ خلف ستار الأديان, سواء كان إسلاميا أو يهوديا. إنه استمرار لوأد السياسة, لا مصلحة لإسرائيل في إحياء السياسة, ولا مصلحة لبعض النظم كذلك, وحتى لبعض المثقفين كبارا وصغارا, الصورة أبدا لا تحمل أي رمز يشير إلى مستقبل ما خارج عناصرها: الدم والقتلى وتبادل الأدوار, بين مقاوم ومقاوم! الصورة لا شأن لها بالمستقبل, المستقبل بين أيدي أصحاب الصور, الورقي منها والإلكتروني. مستقبل الأجيال, والأطفال, مستقبل هذه المنطقة. المستقبل مصادر من قبل العنف وسلطته وصورته. هل يمكن للثقافة أن يكون لها دور داخل هذا المشهد الذي يترك المستقبل بشكل دائم في عالم الغيب المختبئ خلف الصورة في تفاصيل جثث تترامى هنا وهناك, أليست هذه ثقافة أيضا تم العمل عليها عقود من الزمن?عنف لا يميز بين قطع الرأس بالسيف, أم نسيان مثقف يموت في زنزانة عتيقة. كيف يمكن وقف هذا المشهد الذي يعيش على نزيف الدم? كيف يمكننا كمثقفين أن نساهم في الحديث عن المستقبل, والشاشة الصغيرة تلتهم أقوالنا وترميها في الأرشيف, فيتساوى أرشيف الصورة مع الزنزانة?
لا جواب رغم خوفنا على لبنان, خوفنا على العراق وسورية والقائمة تطول, والجاهزيات هذه تنتظر رائحة جديدة للموت.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الشرف ثقافة المشهد.
- حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟
- الاعتقال والتخوين تعبير عن ميزان قوى.
- فسحة بين إقصائين.سماح إدريس وفخري كريم.
- الليبرالية والمشروع الأمريكي، فك ارتباط أم التصاق آني؟
- إنه العار المطلق!
- إعلان دمشق في ميزان ذو كفة واحدة!
- على الحكومة اللبنانية تسليم سلاحها إلى حزب الله.
- العقلانية واللاعقلانية، هل السلطة حيادية؟
- أغنياء سورية، رفقا بها. إلى الدكتور عارف دليلة في سجنه.
- المعارضة السورية بين التنوير والبراغماتية!
- أكرم البني هل لديك شمعة وزجاجة؟ كي لا ننساهم!
- دمشق توأم فيروز، فلا تترددي سفيرتنا إلى النجوم.
- حوار السلطة أم سلطة الحوار؟
- رسالة صريحة إلى الدكتور برهان غليون.
- اليسار اللبناني ومطلب الدولة البرجوازي! إلى سمير قصير ورفاقه ...
- خواطر: إلى راشد صطوف.
- عقلية أمنية، من تحاور إذن؟حوار مع هيثم مناع.
- إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-2 و3-
- إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-1-


المزيد.....




- إسماعيل هنية يعلن موقف حماس من التوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل ...
- Asia Times: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا
- كويتيات -في حالة غير طبيعية- على متن طائرة.. والنيابة تتدخل ...
- هل يستسلم المحافظون لمصيرهم في الانتخابات البريطانية بالاستم ...
- تقرير: العالم يشهد أسوأ موجة تفش لمعاداة السامية منذ الحرب ا ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة استراتيجية في دونيتسك بشكل كامل
- Repubblica: الناتو يحدد -خطين أحمرين- يفترض تجاوزهما تدخل ال ...
- هنية يصدر بيانا حول متابعة جولة المفاوضات في القاهرة
- الإعلام العبري يتساءل: من هو إبراهيم العرجاني الذي عين رئيسا ...
- مقتل 4 مدنيين لبنانيين بغارات إسرائيلية على بلدة ميس الجبل و ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي