أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب فريد حسن - قصتان قصيرتان - كحول في السماء - هذيان بنفسجي بلحظة شرود














المزيد.....

قصتان قصيرتان - كحول في السماء - هذيان بنفسجي بلحظة شرود


مصعب فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 04:42
المحور: الادب والفن
    


كحول في السماء
كان قد أعيانا التعب هذا المساء , بعد أن دخلنا عشرات المحلات التجارية , ونحن نسأل ( هل يوجد عرق , أو حتى بيرة بيمشي الحال ؟ ) , كانت سحن التجار الذين نسألهم متشابهة , عبوس , وتقطيب حواجب , و إستيعاذ بالله منا ومن الشيطان الرجيم , حتى كدنا نظن أنفسنا شياطين حقا , يبدو أننا دخلنا حقل ألغام غير محسوب العواقب , قلت لصديقي ( تعال , لا تنظر إلى المحلات التجارية ولا تنظر إلى الأرض كلها) ( لم أفهم , أين سأنظر ؟ ) (أنظر إلى الأعلى , انظر إلى السماء يا غبي , إذا أردت أن تحصل على الكحول أنظر إلى السماء , لأول مرة في حياتي أحس أن الله معنا ) نظر إلى الأعلى باستغراب وقال لي ( لم أفهم شيئا ) (ألا ترى هناك ذلك الشيء الذي يضيء !؟) ( نعم ) ( اتبعه إذا ) ظل يضحك ويثني على عبقريتي ( لقد سبقتني بالدهاء يا ملعون ) ( ليس دهاء بل كفرا ) , سألني وهو لا يزال يضحك ( أنت تعلم أن أبو زوجتي لا يشرب الكحول بسبب موقفه الديني منه ؟ ) ( لكنني رأيته يشرب ) ,( لقد احتلتُ عليه حتى أدمن الشراب , كنت آتي له بنوع من العرق ,كان يشربه و ينتعش ويمرح وتدب النشوة كامل أوصاله , هل تعلم لماذا ؟ ) ( لماذا ؟ ) ( لمجرد وجود عبارة صغيرة على الزجاجة , عبارة صغيرة تقول : عرق خال من الكحولات الضارة , كان يشربه وهو يظن فعلا إنه خال من الكحولات ) بقينا نضحك حتى وصلنا تحت ذلك الشيء المضيء , دخلنا أول دكان صادفناه , وسألنا( هل يوجد عرق ؟) , أجاب البائع بابتسامة ودودة ( أي نوع تريدون , ميماس , ريان , حياة , وإذا أردتم عرق أجنبي فهو موجود أيضا ؟ ) أخذنا نوعا محددا وخرجنا , قال لي صديقي ( يبدو أن هناك سماء بكحول وأخرى بلا كحول !) , نظرنا إلى الأعلى حيث يضيء ذلك الصليب فوق مبنى جميل الهندسة عريق الحضور كما يبدو , شكرنا أبانا الذي في السماء ودعونا له ليتقدس اسمه ,و لتكن مشيئته ,ودعونا أن يغفر خطايا من عبس في وجهينا , وأن ينجنا من الشرير ولا يدخلنا في التجربة التي مررنا بها قبل قليل .


هذيان بنفسجي بلحظة شرود

بعت منزلي , لكن فجأة , لم ألتفت إلى الأمام , سرت خلف ما تركته خلفي , مضيت إلى يقينٍ ما , وتركت بقايا ما اكتمل , ثم احتفلت بذاتي كبطل على قارعة المهب , حيث تركت الجهات و بعثرت الخطى في لزوجة الوصول .
قرعت ناقوس الانتظار بذاكرة تخرج من ولع ما سيأتي , في طرق لا تعرف عني إلا العبور, هِمتُ على وجه غيري لأصِلْ , قلت كلمتي ودفنتُ نفسي بها , وكانت خصلات أحلامي تطير من موميائي , التفتُّ إلى الجهات القابعة في الزاوية , ومضغت ( لا شيء ) بانتظار الحدث .
لم يكن هذا هو هذياني الذي أعرفه عني , فأعطيته فرصة ليلتقط أنفاس مخيلتي , وهناك خارج البيت الذي بعته منذ قليل كان الناس يدبّون في المجتمع , وأولاد الحلال لم يتركوا شيئا لأولاد الحرام مثلي , في الحقيقة كنت أخاف عليهم مني , فأنا كما يبدو مجرم يهذي , وخارج عن القانون أيضا .
عدت أدراجي حتى لا أرتكب خطأ ضد هذا المجتمع بلحظة شرود , كنت كمن كتب على جبينه احترسوا مني , و بلحظة شرود لا أدري كيف اصطدمت بسيارة كانت تمر بالقرب مني , كانت الضربة خفيفة و السيارة تأذت قليلا فهي سيارة صينية , ضحكت من رداءتها , لكنني نهضت وكنت سأتابع سيري عندما شتمني صاحب السيارة وقال بأنه سينيك أمي وكذلك شتم ( كس أختي ) , تذكرت أختي فتركته وذهبت لأشرب قهوة عندها ,فأنا لم أرها منذ مدة , لكنني أخيرا ذهبت إلى المقهى , كان بعض الأشخاص يتكلمون على الطاولة المجاورة , صمتوا عندما جلست , أعرف أنهم كانوا يتكلمون في السياسة , كانت سحنهم سياسية بامتياز ومع ذلك لم أستطع تحملهم فخرجت من المقهى . حسنا كان الطقس قد بدأ يعتدل , ركبت سيارة أجرة قال لي سائقها بأنني أصفر اللون , وأنني أهذي فقد صدرت مني عدة كلمات غير مترابطة مع ضحكة غير مفهومة , شكرته وطلبت منه أن يأخذني إلى طبيب يثق به , فانا ابن حرام مصفَّى ولا يُؤمَن جانبي أبدا , ولكي لا يخاف مني قلت له أنه يستطيع شتم ( كس أختي ) كما يريد , لكنه في النهاية احتج على الأجرة العالية التي أعطيته إياها , فقد أعطيته بلحظة شرود وأنا أبتسم ثمن البيت الذي بعته منذ قليل , غير أنه وعن طيب خاطر أعاد لي ثمن معاينة للطبيب وأجرة سيارة إلى البيت , كنت مشوشا على ما أعتقد , درت حولي قليلا لأختبر توازني , كان كل شيء عال العال مع أنني كنت غاضبا من أجل أختي . أزلت تشوشي حتى أتفرغ تماما للانتباه إلى نفسي لئلا أضبطها بـ ( لحظة شرود ) , وببطء شديد , وبدون شرود , وأنا منتبه جيدا إلى نفسي , عدت أدراجي إلى بيتي الذي بعته منذ قليل .



#مصعب_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة - عندك نمل ؟
- قصة قصيرة - مرشّحهم
- قصص قصيرة جدا - ثلاث فراشات
- قصص قصيرة جدا - واضح وصريح ومباشر
- قصة قصيرة - قريب جدا بعيد جدا
- قصة قصيرة - بووووه هااااه
- قصص قصيرة جدا - أجمل مكان في العالم
- قصة قصيرة -أخلاق الأيدي
- قصة قصيرة - شاعر دالية وقصائد عنب
- قصة قصيرة- دبكة ودبّيكة وطبّال
- قصة قصيرة - الأنثى والريح
- قصة قصيرة-غياب متدلٍ كأرجوحة
- قصة قصيرة - غياب متدل كأرجوحة
- قصتان قصيرتان جدا-مهنة-تحميلة
- قصة قصيرة - الشيء
- قصة قصيرة -عند مفترق الرموز
- قصة قصيرة - رائحة على شكل قلب
- -قصة قصيرة بعنوان- ذبابة واحدة ويكتمل القرصان


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب فريد حسن - قصتان قصيرتان - كحول في السماء - هذيان بنفسجي بلحظة شرود