أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - المرأة إمتداد للرؤية














المزيد.....

المرأة إمتداد للرؤية


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 10:03
المحور: الادب والفن
    



الجواهري لا يجد في المرأة إلاّ تلك الشمس التي تشرق، وبدونها تموت الأشياء
هي عصب الحياة، هي روح الزمن، هي الضوء الخافت من بعيد للغارق بالحزن، والفنار لمن يطلب النجاة في البحر، هي( الحنين) للأرض. فهو الذي عاش محن الوطن وخبر مصاعب بلاده، ونادم الملوك والأمراء. يجاهد من أجل الأفضل ومستقبل واعي ولم يتوانة في خطابه الشعري أيضاً للمرأة .. ففي قصيدة " حنين" التي نظمت عام 1949يقول:
(( أحنّ إلى شبح يلمح بعيني أطيافه تمرح أرى الشمس تشرق من وجهه وما بين أثوابه تجنح )).
معلقاً روحه بطرف أمل، وكأنه يتخطى أقاليم الرغبة داخل لحظة لعلها تلد شيء يوقظ الهمس الثائر من حوله، إن هذا الامتداد في الرؤية يؤسس عالم الجواهري ويؤثث إرادته في عزم الأمور حيث يقول:
(( كأنه بهامته منبعاً من النور، أو جمرة تجدح)).
يمارس الهدم على كل أشكال الموانع ويجازف في التجاوز على مفاهيم العلاقات الداخلية، والشعر عنده ادخار وجذور يتعامل معها بسلام. علاقته منحوته بدقة لذا نجده قائلاً:
(( أحن إليه بليغ الصموت معاينة عن نفسها تفصح

تفايض منه كموج الخضم أو لحن ساجعة تصدح)).
لا يكلف مسالك الوحدة واللغة وروحه الشفافة تجاه هذه المخلوقة التي سلبته وأعطته كل ما يمكن أن يكسبه أو يخسره بأضيق المراحل وأعمق التوالد. المرأة عنده بلدهِ الوحيد وأخص خصائصه.
هي نشيد القلب والصاعد من الأنفاس.. قراره في كتابة الشعر لا يفقهه، ولكن علاقته بالمرأة واهتمامه سر يفهم معانيه كما يقول:
(( كأن الدهور بأطماحها إلى خلقه مثله تطمح
كأن الأمور بمقياسه تقاس فتؤخذ أو تطرح)).
يعيش فهم حقيقي في تقويم العلاقات الإنسانية ووجودها عنده ليس عشوائي لا يسأل نفسه من أي ضلع خلقت لذا يوليها اهتمامه أكثر من باقي الأشياء وبحذر شديد حتى لا يسيء إليها. أنه متعصب في طرح الإطار الذي يحيطها، في نظره المرأة جوهرة لا يمكن أن تترك من دون عناية.
وحدها تعرف كيف تصد ثورات غضبه إذ يقول:
(( يشد جناني بعزماته ودمعي ببسماته يمسح
ويبرد نفسي بأنفاسه إذا لفني عاصف يلفح ))
بوعي يُقَلِّبُ أوجاعه وبعطف يلجأ إلى تعابيره. يحبك المفردة ويدلل الكلمة ويدمج أنفاس الحروف في نسق مألوف ترفع خلخلة المعاني، ويدغدغ بنيته التعبيرية بدقة لا تفسد فكر القارئ أو تخدش المتلقي. يقدم الصورة الجميلة والجليلة نلمس ذلك في هذا المقطع:

(( فياليتني بعض أنفاسه لأمنح منهن ما يمنح
وياليتني" ذرة" عنده لأسبح في فلك يسبح )).
وفي المقطع الأخير من قصيدة " حنين" التي يبدأ به أول القصيدة:
(( أحن إلى شبح يلمح بعيني أطيافه تمرح )).
ينسجم الشعر وتدرك حدود البعد الإنساني الرائع في وصف الحالة الوجدانية، ويقف على ركائز ألم الحنين المرير الذي يشبه خرير الغدير في أُذن عطشان بصحراء لا يملك غير التحسس للماء ولو على أمل ضعيف يعيشه في تحقيق هذه الرغبة العنيفة، الجواهري يملك حس مرهف ووجدان عميق تجاه المرأة والشيء المعاش فكان الشعر هو الصوت الباقي من بعده، فهو لم يقلد أحد. رسم قصيدته بميزة خاصة خلد ككروان يصدح في عالم المرأة بما قدمه لها من قصائد جليلة كعروس بنقاء ثوبها الأبيض.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص في ظل الحرب
- سؤر البنات والجواهري
- نقوش من نار
- السفر في أغوار بغداد
- الطبيعة ترفض التكرار
- الشعر واشراق الحقيقة
- المدينة المتأركلة
- السياب وعاصفة التغيير
- العولمة والمصطلح
- قصة
- قصة شخصية تنمي الدهشة
- أنثى محاصرة
- حصاد غير مبتكر
- الصديق الاخرس والاكثر فهماً
- سونوغرافيا بلا حركة
- العنف قصور ذهني
- الإبداع والعولمة
- الحجاب بين المفروض والمرفوض
- طروحات ما بعد السيكو لوجية
- المشكلة تشابك التشبيهات


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - المرأة إمتداد للرؤية