أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري.. تمديد أم استفتاء..!؟















المزيد.....

النظام السوري.. تمديد أم استفتاء..!؟


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 10:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تبدو وسائل الإعلام السورية هذه الأيام (وهي رسمية حكومية طبعاً) للمشاهد والمستمع على كافة مستوياتها وأجهزتها أنها في ذروة التعبئة الإعلامية والشحن السياسي وقد اقترب موعد الاستفتاء على الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الأسد الابن والولاية السابعة لحكم الأسرة.
ويبدو للمراقب من مشاهد هالتعبئة الحامية أشياء متعددة، منها أن هنالك ميزانيات مالية غير محدّدة وضخمة مجيّشة في هذه الحملة طعاماً وشراباً ولافتاتٍ عملاقة وشعاراتٍ ضخمة وصوراً كبيرة للرئيس المُستفتَى له، لتُظهر جماهير سورية وناسها على هذا القدر الكبير من الولاء والمحبة للعهد الأسدي وللرئيس الشاب، وأنها مقتنعة تمام القناعة أن تاريخ سورية مجداً وحضارةً وجهاداً ومقاومةً وممانعةً وتنميةً وإصلاحاً بدأ مع حكم هالأسرة الكريمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه منطقياً على مثقفي البلد ومفكريهم فضلاً عن عقلاء الناس وعامتهم، لماذا كل هذه الحملة والجهود المبذولة والنفقات بمئات الملايين على مثل هذه المهرجانات والمسيرات المزركشة إذا كان الرئيس يتمتع بكل هذا الحب وهذا الولاء من شعبٍ لم يكن شيئاً مذكوراً بغير هذه الأسرة وحركتها التصحيحية العتيدة في وقتٍ تجاوز فيه عدد محازيب حزب البعث مليوني مواطن بالغٍ ذكرٍ وأنثى..!!؟
فما كان جوابهم إلا أن قالوا: هي حرب الإعلام والتسويق أو حرب الفبركة والزعبرة والتضليل على طبقات كادحة من العمال والفلاحين تواصل الليل بالنهار سعياً وراء لقمة عيشٍ يخطفها شبيحة النظام وكادحوه من أفواههم، فيسرقوا جهدهم وعرقهم لزيادة أرصدتهم من مليارات الدولارات. فهذا يضلل ويخادع ويسرق وينهب، وهذا يشقى وراء لقمة، ويأمل بسراب يحسبه ماءً، وكل في فلكٍ يسبحون. وفضلاً عما سبق فإن هذه الحملة والتعبئة من دون أدنى شك يريد لها أصحابها أن تحمل العديد من الرسائل لجهات عدة في الداخل السوري وخارجه:
منها إيهام الخارج - وهو الأعلم بما يفعلون - بحب السوريين بل وفنائهم بالرئيس واستعدادهم للتضحية بكل شيء دفاعاً عنه وتعلقاً به في وقت يواجه فيه الرئيس المراد الاستفتاء له مع دول العالم والشرعة الدولية أكبر أزماته، ولعل هذا يعلل بعضاً من استعجال موعد الاستفتاء. ومنها رسالة عنادٍ واستكبار إلى المعارضة السورية في سورية وفي كل أصقاع الأرض بأنه مصرُ في سيرته ومسيرته على ماهو عليه من الاستبداد والفساد. ومنها رسالة وهي الأهم إلى الشعب السوري بعموم فئاته بأننا على صدوركم باقون كذبحةٍ صدرية، وفي حلوقكم عالقون كورقة صبّارية، وإيهامهم أن الوطن رهن عليهم وأن ذهابهم يعني الدمار الكبير والفوضى.
قضية الاستفتاء قضية فاسدة وباطلة على الأقل من يوم الاستفتاء الأول مع مطلع الولاية السادسة لأسرة الأسد الحاكمة وبداية عهد الأسد الابن، وتستوجب المساءلة والمحاسبة والعقاب، هذا إن كان هنالك من يسائل ويحاسب أويعاقب.
سورية محكومة بقوانين الطوارئ منذ اليوم الأول ومازالت لحكم الثورجية، ثم كان ماعرف بالحركة التصحيحية بقيادة الأسد الأب الذي أنجز في بداية عهده ماعرف بدستور 1973 الذي نص في مادته الثامنة: على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة أهداف الأمة العربية " . وبناءً على المادة السابقة كان لأعضاء حزب البعث مع بعض عناصر مايسمى بالجبهة التقدمية أغلبية الثلثين في مجلس الشعب بمعنى أن القرار تلقائياً مُصادر لهذه الجهة. وأغلبية الثلثين السالفة الذكر تُرشح للرئاسة من تقترحه عليها القيادة القطرية لحزب البعث للاستفتاء عليه.
فإذا كان المجلس العتيد عقب وفاة الأسد الأب عاجزاً عن تقديم مرشحٍ أكمل الأربعين من العمر في الآلاف المؤلفة من محازيبه فضلاً عن ملايين السوريين ليكون الخلف للرئيس الفقيد، فهو اليوم أعجز بل وأشد عجزاً منه سيكون.
ولئن تداركَنَا المجلسُ مع موت الأسد الأب بحلٍ هو معجزة من معجزاته بتقديم الأسد الابن كخلفٍ لوالده، وأنقذ البلد من كارثة فراغ الرئاسة الأولى، فإن المجلس نفسه اليوم لأعجز من أن يجد شخصاً آخر يصلح للمنصب الأول في الدولة، لأنه (يادوب) وبعد (الذي والتي) في قَصْرِ عمر الرئيس الحل والضرورة أوجد لنا مخرجاُ لمشكلة عويصةٍ في انعدام وجود شخصٍ مؤهلٍ لخلافة الرئيس الراحل مطابقٍ لدستورٍ هم فصّلوه وخاطوه حسب مزاجهم. فأن يقول المواطن السوري في الاستفتاء الحالي ( لا ) لمرشح مجلس الشعب والقيادة القطرية لحزب البعث، فهذا معناه أن هذا المواطن غير مقدّرٍ للحل المعجزة والذي كان لابديل عنه أساساً لانعدام وجود البديل، ولو كان البديل موجوداً لما اضطر مجلس الشعب أساساً لإجراء تعديلاته الدستورية السريعة جداً لإنفاذ الحل التاريخي والضرورة والخروج من الأزمة.
نقول مانقول من الكلام السالف لنؤكد للقارئ الكريم أن النظام السوري وضع الناس في حلقة مفرغة لاخيار لهم فيها ولا رأي. فالعملية مرسومة بإحكامٍ مطلق لتكون كلمة الفساد والاستبداد هي العليا في البلد، رضي من رضي وعارض من عارض. قيادة قطرية ترشح، ومجلس شعب منهم وفيهم يقدّم المرشح للاستفتاء، وجماهير لاجدوى من رأيها.
النظام السوري وبعد أكثر من أربعين عاماً من سنين حكمه العجاف أصاب الوطن بالعقم، فما عاد فيه شخص يصلح للرئاسة الأولى فيما لو طرأ على الرئيس طارئ الموت أو عارض المرض، ودليلنا أن المجلس بالحيلة ( وألف ياويلاه) دبَّر حلاً في المرة الأولى، ومع ذلك فهو يصرّ على تغطية عجزه وعقمه بلعبة الاستفتاء التي لامعنى لها لأن المجلس (من أصله) لايملك حلاً بديلاً لو قال الناس: لا.
نظام حاكم يزرع اليأس في عموم الوطن وقلوب الناس عبر سنين مديدة، ثم يزرع الياسمين لدقائق فيصوره الإعلام للناس بأنه زارع الياسمين، ليغطي على الناس العشرات من سنوات القهر وزراعة اليأس بدقائق الياسمين.
شبيحة الوطن ونهابوه يسرقون ويشفطون على مر السنين، وباتت أرصدتهم بعشرات المليارات من الدولارات ثم يصورهم إعلام النظام رجال أعمال وأصحاب شركات ومصانع يعملون لنهضة البلد وتنميتها، فضلاً عن تصريحاتٍ دائمةٍ بمحاربة الفساد والمفسدين بإيقاف بلاع بسيط هنا أو مرتشٍ صغير هنالك ممن يعيشون في كنف فاسدين كبار، لايمسهم حساب ولاينالهم عقاب.
صحَّروا الوطن واقتلعوا خضرته، ودمروا بيئتة، وغطوا ذلك بصورٍ لهم عملاقة يزرعون شجرةً هنا وغرسةً هنالك أو وقفة مع مزارع غلبان.
ارتكبوا المجازر وقتلوا الآلاف من المواطنين قمعاً واستبداداً ووحشيةً في تَدْمُر، ثم راحوا يغطونها بمهرجانات فلكورية تراثية في ذات المكان تمويهاً وتغطيةً لجرائم عصرهم، فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يفعلون.
النظام السوري مغروم بالتمديد والاستفتاءات، وحقيقة الاستفتاء في واقع النظام كالتمديد، فلو مدّدوا لأراحوا واستراحوا ووفروا الميزانيات الضخمة ومهرجانات التضليل.
جماهير الناس مدعوة بحبها لهذا الوطن الغالي والعزيز وصدق الانتماء إليه لمواجهة التضليل تمديداُ أو استفتاءً بالمقاطعة السلبية المستمرة وعدم المشاركة حتى يتأكد لعتاولة الفساد والاستبداد أنهم مكشوفون، وأن استحقاقات الديمقراطية وإيقاف العمل بقوانين الطوارئ وتوقيف قوانين القتل وامتناع الانتهاكات الوحشية على حقوق المواطنين قمعاً وإبادةً واستبداداُ قائمة ومنذ زمن بعيد، وأن التأخير ليس من مصلحة الوطن والناس كما أنه ليس من مصلحة الطبقة الحاكمة لو كانوا يعلمون.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير ولكن بطريقةٍ غير متخلفة
- توهين عزم الأمة وإضعافها في سورية
- حِبَال النظام السوري قصيرة
- الحاضر والمستقبل والنظام السوري
- عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية
- هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟
- إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ
- بن اليعازر (بتاع) إسرائيل فأين (بتاع) سوريا ..!!؟
- ذكرى الثامن من آذار وجرائم الشرف
- الطارئ والمطروء في ذكرى إعلان حالة الطوارئ
- النظام السوري والمُعْتَقَلات
- ثورة الثامن من آذار/مارس والفساد الكبير
- النظام السوري وطبعة جديدة من فيلم الحدود
- النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها
- - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
- ماهر عرار - مابين بَلَدَيْهِ كندا و نكدا 2 / 2
- دواليب السياسة وسياسة الدواليب
- الطارئ والمطروء في أنظمة الطوارئ
- الاعتصام الإلهي والاعتصام ( اللي موإلهي )


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري.. تمديد أم استفتاء..!؟