أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - حتى لا تفلح القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا















المزيد.....

حتى لا تفلح القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 14:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تظافرت عوامل عديدة شجعت تنظيم القاعدة على اتخاذ شمال إفريقيا قاعدة خلفية ضمن استراتيجية عولمة الإرهاب وتوسيع مجال القتل والتدمير والترويع . ومن هذه العوامل ، إضافة إلى ما سبقت الإشارة إليه في المقالة السابقة :
1 ـ عودة خريجي المعاهد الدينية بالسعودية إلى المغرب مشبعين بثقافة الغلو والتطرف وتكفير الديمقراطية والقوانين الوضعية ومظاهر الانفتاح على قيم العصر . وشكل هؤلاء أبرز ما غدا يعرف بـ"أمراء الدم" . وقد لعب وزير الأوقاف السابق ، المدغري ، دورا مركزيا في تمكينهم هؤلاء الشيوخ المتطرفين من منابر الجمعة .
2 ـ نشر الوهابية ثقافة وفقها وسلوكا وزيا بكل الوسائل وعبر استنبات وتفريخ الجمعيات بمسميات شتى وفي كل المدن ومعظم القرى . وصارت ، بفعل هذا الغزو الوهابي ، أحياء بكاملها ودواوير أوكارا تؤوي وتفرخ التطرف والكراهية .
3 ـ وجود مناخ سياسي وحقوقي بالمغرب يسمح للمتطرفين بحرية الحركة و"الدعوة" للتطرف و "الجهاد" ضد الدولة والمجتمع . فقد كان فقهاء "الدم" يروجون فتاوى التكفير والتحريض على القتل علانية على صفحات الجرائد ومن أعلى منابر المساجد ، بل ومن خلال الفضائيات ، كما فعل الفيزازي والكتاني والحدوشي وأبو حفص وغيرهم .
ولا شك أن مناصرة الجمعيات الحقوقية للمتطرفين والإرهابيين وفرت لهم ظروفا ملائمة للإقامة في السجون لدرجة أن المسجونين من المتطرفين دون غيرهم يستفيدون من الخلوة بزوجاتهم والتواصل مع الخارج عبر الهاتف والنت ومتابعة ما تنشره الجرائد وما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة . كل هذه العوامل وغيرها جعلت تنظيم القاعدة يركز على المنطقة المغاربية وخاصة المغرب ليجعلها قاعدة خلفية للعمليات الإرهابية ، وفي نفس الوقت مجالا لنشاطه التدميري . فاستراتيجية تنظيم القاعدة تستهدف توسيع مجال المواجهة ضد الغرب ، ومن ثم نقل الحرب إلى داخل أوربا وعلى حدودها ، فضلا عن استهداف المصالح الوطنية والغربية بشمال إفريقيا . وإزاء هذا الخطر الذي لا أحد يجادل في خطورته ، تحركت الولايات المتحدة في اتجاه تبني شراكة التصدي للإرهاب عبر الصحراء( TSCTP ) ، وذلك من خلال دعم مجهودات الشركاء الإقليميين في تسعة بلدان هي الجزائر، وتشاد ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر ونيجيريا والسينغال وتونس• وتعتمد هذه الشراكة على تقديم المساعدة لهذه الدول من أجل وضع حد لنشاطات الإرهابيين في منطقة شمال غرب إفريقيا .
كل هذه المعطيات تشجع تنظيم القاعدة على التركيز ، في استراتيجيته الجديدة التي تبناها بعد غزو العراق في 2003 ، على اتخاذ شمال إفريقيا قاعدة خلفية لا تقل خطورة عن قاعدة أفغانستان من حيث تجنيد الجهاديين الانتحاريين وضرب المصالح الغربية والوطنية . بل إن التحقيقات الأمنية مع عدد من المشتبه في علاقتهم بالحادث الإرهابي ليلة 11 مارس و10 و14 أبريل ، تكشف عن تحول نوعي وخطير على مستوى الأساليب المتبعة ، سواء في استقطاب الانتحاريين أو في الوسائل المستعملة لتنفيذ المخططات الإجرامية . بخصوص الفئة المستهدفة ، لم يعد تنظيم القاعدة يركز على فئة الشباب العاطل أو ذوي الحرف البسيطة ، وإنما أفلح في تجنيد عناصر تكاد تكون مشردة وهم المعروفون بـالـ"شمكارة" . أما الوسائل التي لجأ إليها تنظيم القاعدة فتتمثل في المواد/ الأسلحة الكيماوية ، حيث إن السلطات الأمنية ضبطت بحوزة مهندس كيميائي بمدينة المحمدية كميات من "التيتانوس" استطاع الإرهابيون تربيتها على طريقة المختبرات العلمية. وهذان المعطيان يستدعيان الوقوف مليا أمام المسار الذي اختطه تنظيم القاعدة بالمنطقة . إذ كَوْن الإرهابيين ينجحون في تجنيد "الشمكارة" ، وهم الفئة المنبوذة اجتماعيا ، دليل على فعالية الأساليب المعتمدة في الاستقطاب وكذا على خطورتها . الأمر الذي يضعف فرضية افتقار إرهابيي القاعدة لسند شعبي . وهذا ما تؤكده نوعية المعتقلين على خلفية الانتماء للجماعات الإرهابية ــ زوجتي ربان طائرة ، مجوهراتي ، رجال أمن ودرك وعسكريين ، مهندسين ، تجار ، أساتذة ، باعة متجولين ، عاطلين وشمكارة . ولا شك أن هذا الخليط من المعتقلين يدل على تغلغل خطاب العنف وثقافة التكفير والقتل في المجتمع . ومهما كان مستوى التغلغل محدودا ، فإنه آخذ في الاتساع . وتكفي نظرة لأعداد المحتشدين من المتعاطفين مع المشتبه فيهم إبان تقديمهم للمحاكمة حتى تتضح صورة التغلغل وطبيعة السند الشعبي . ولم يحدث أن تبرأت أسرة من ابنها لميولاته الإرهابية وأعماله التخريبية . بل كل عائلات المعتقلين ، قبل المحاكمة وبعدها ، تجاهر ببراءة أبنائها . وهذا أكبر سند تمثله الأسر للعناصر الإرهابية . أكيد أن الاحتضان الأسري للإرهابيين والمتطرفين سيزيدهم تطرفا وحقدا على الدولة والمجتمع مضافا إلى ما تلقوه من عقائد تكفيرية عبر الدروس والكتب والأشرطة والفضائيات والشبكة العنكبوتية .
من هنا يمكن التأكيد على أن خطر الإرهاب في تزايد ، وأن الإجراءات الأمنية أثبتت فعاليتها في رصد الخلايا الإرهابية وتفكيكها وإفشال مخططاتها التخريبية . وهذا مكسب ينبغي دعمه وعدم التشكيك في فعاليته . إلا أن المقاربة الأمنية وحدها لن تكفي لاجتثاث جذور الإرهاب . فالإرهاب هو نتيجة لثقافة العنف والتطرف التي فشت في المجتمع بدءا من القنوات الرسمية ـ المسجد ، المدرسة ، الإعلام ـ ثم صارت الخبز اليومي لفئات واسعة من المواطنين ، خاصة كلما اشتد وطء الأزمة الاجتماعية واستحال تقديم أجوبة موضوعية تقنع البسطاء والمهمشين بجدوى الإجراءات المتخذة لمحاربة التهميش والبطالة . ورغم كون الفقر والبطالة ليسا السبب المباشر في وجود التطرف والإرهاب ،إلا أنهما يصيران عنصرين مساعدين يستغلها شيوخ الإرهاب وأمراء الدم في إذكاء مشاعر الكراهية والحقد التي تخلق الاستعداد للقيام بأي عمل تخريبي وإجرامي . لهذا تكون المقاربة الشمولية للإرهاب ضرورية ينخرط فيها كل من المجتمع والدولة والأفراد ، كل من موقعه . ذلك أن مواجهة الإرهاب ليست فقط مسئولية الدولة وحدها ، بل هي مسئولية مشتركة . من هذا المنطلق لا منزلة بين المواجهة والمناصرة ولا حياد . دون ذلك ستكون الكارثة ، لا قدر الله ، التي لن تميز بين المحايدين والمناصرين والمناهضين .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيفلح تنظيم القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا ؟
- لن ينتهي الإرهاب إلا بتجفيف منابع التكفير وتشجيع منابر التنو ...
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/2
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/1
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/3
- حوار مع سعيد الكحل
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/2
- الإرهاب قبل أن يصير عبوات متفجرة كان معتقدات متطرفة 1 .
- سيد القمني تعال نحب الوطن فإن الغربان لا تنهش إلا الجيف .
- الملك أكبر سند لمطالب النساء
- هل تفجيرات الجزائر تنذر باتسونامي الإرهاب ؟
- !!بئس الكرسي لما يصير هو العقيدة والقضية
- جماعة العدل والإحسان بين بهتان الرؤى وارتباك القيادة .
- بهتان رؤى جماعة العدل والإحسان
- مناصرة الإرهابيين قاعدة توحد بين مواقف الإسلاميين
- حَمَاس أبَاد أو إمارة -غزنستان- الإسلامية
- غزة بين الفتنة والطلبنة- 1
- أيها السياسيون اتعظوا
- الإسلاميون إذا ما هاجوا وماجوا
- هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - حتى لا تفلح القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا