أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟















المزيد.....

هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:19
المحور: الصحافة والاعلام
    


أثارت تصريحات الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب عن العلاقة بين الارهاب والاعلام ضجة مدوية وردود أفعال بالغة السخونة، وصلت إلى حد استنفار مجلس نقابة الصحفيين وإصداره بياناً يشجب فيه هذه التصريحات ، ويدينها، ويندد بمعاداتها لحرية الصحافة.
وبصرف النظر عن كيفية قراءة تصريحات الدكتور سرور، وكيفية وضعها فى سياقها العام، وكيفية تفسيرها .. فان تأييد كلام رئيس مجلس الشعب او معارضته لا يحل المشكلة.
وتظل العلاقة بين الاعلام والإرهاب علاقة إشكالية تحتاج إلى التأمل واستخلاص الدروس والنتائج بعيداً عن تسطيح القضية أو ابتذالها. والمفارقة العجيبة هى أن الدكتور فتحى سرور أدلى بتصريحاته المشار إليها، والتى أثارت هذه الزوابع، على هامش المؤتمر الأول لمركز الجمهورية لدراسات مكافحة الارهاب الذى تشرفت بالمشاركة بجهد متواضع فى تنظيمه والاعداد له وإدارة جلساته.
وكانت تصريحات الدكتور سرور مجرد كلمات عابرة ومقتضبة، بينما كانت هناك جلسة كاملة من جلسات المؤتمر ذاته مكرسة لهذه المسألة أدارها العالم الجليل الأستاذ الدكتور قدرى حفنى وساهم فيها بأوراق ممتازة عدد من أبرز الباحثين المرموقين فضلا عن مداخلات الحضور.
وتضمنت هذه الجلسة الغنية إضاءات بالغة الأهمية، لعل أكثرها عمقا تلك الورقة المثيرة للتأمل التى قدمها الباحث الرصين نبيل عبدالفتاح.
وتنطلق هذه الدراسة من أن "الإعلام والإرهاب يرمى كليهما – كجزء من وظائفه وأهدافه – إلى السعى وراء الآخر.
فالأجهزة الإعلامية – المقروءة والمسموعة والمرئية والنتية (أى الصحافة الالكترونية المنشورة على شبكة الإنترنت) – تسارع إلى السبق الإعلامى، وراء الأخبار والحكايات والتحليلات ورصد الوقائع والتطورات للجماعات التى تمارس العنف الاجتماعي والسياسى والإرهابي، ومن ثم تسعى إلى متابعة حثيثة وراء المنظمات والوقائع السياسية العنيفة، والإرهابية، أيا كانت، بهدف تغطية وقائع العنف والاغتيالات وفاء لحق القارئ فى المعرفة.
والمنظمات السياسة والفوضوية والدينية والمذهبية والقومية والعرقية والتى تمارس العنف والإرهاب، تسعى وراء الأجهزة الاعلامية، وذلك كى تصل رسالتها السياسية والنفسية وتحقق أهدافها التى تتمثل فى إشاعة الرعب والخوف، فضلاً عن المطالب، أو الرسائل السياسية للمنظمة السياسية والدينية التى تمارس العنف والإرهاب".
وتأسيسا على ذلك يرى نبيل عبدالفتاح أن "تجاور الاعلام والارهاب وعمليات العنف وتداخلهما من الأمور التى باتت تشكل جزءا من الحالة الإرهابية والعنيفة من منظور متابعتها والإخبار عن وقائعها وأطرافها وخطاباتها، وضحاياها.."
ونتيجة لهذا "التجاور" يطرح نبيل عبدالفتاح سؤالين أساسيين:
السؤال الأول: هل يساعد الاعلام على نشر الثقافة الارهابية، ومن ثم إلى ازدياد معدل ظواهر العنف والإرهاب؟
والسؤال الثانى: هل أدى الإعلام المصرى دوره فى التعامل الوظيفى – المهنى- مع ظواهر العنف والارهاب فى مرحلة المواجهة بين النظام والجماعات الاسلامية الراديكالية؟
فى محاولة تقديم إجابة لهذه التساؤلات يرى الدكتور شعبان شمس عميد كلية الاعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر أن المعالجة الاعلامية لظاهرة الارهاب تميل إما إلى التهوين أو إلى التهويل و "لا يقل شأن التهوين من ظاهرة الإرهاب بأى حال من الأحوال عن التهوين من الظاهرة وآثارها، فالتهوين يقود الجماهير إلى الاطمئنان والهدوء، واعتبار الحدث الإرهابي أو ظاهرة الإرهاب مسألة عادية وطبيعية وبسيطة، .. إلا ان التاريخ والممارسات الاعلامية السابقة – على مستوى الدول فى العالم العربى وخارجه تؤكد ان آثار التهوين تصل فى النهاية إلى وقوع حوادث إرهابية مدمرة وهائلة تفقد اى مجتمع توازنه، وتضع الأفراد والحكومات أمام ظاهرة قوية محكمة مرعبة ليتحول الخطاب الاعلامى حالة التهوين إلى حالة التهويل دون معالجة عقلانية رشيدة. وفى كلتا الحالتين التهوينية والتهويلية يزيد استخدام البعد الدعائى ليطغى على البعد الاعلامى الموضوعى، فتكون النتيجة حالة من سيادة التخبط الاعلامى، والتخبط فى الفهم لدى الجماهير لتستمر الظاهرة وتزيد خطورتها".
أما إجابة نبيل عبدالفتاح فهى أكثر تحديداً حيث يرى "أن هناك باحثين يذهبون إلى أن ثمة سلبيات ينطوى عليها توظيف الجماعات الارهابية للأجهزة الاعلامية على اختلافها للترويج للخطاب الارهابى على نحو يؤدى إلى تحفيز فئات اجتماعية مسحوقة إلى سلوك سبيل الخيار الارهابى. كما يؤدى تضارب معلومات التغطية الاعلامية للعمليات الارهابية إلى بث البلبلة، وأحياناً إلى خلق تعاطف مع الإرهابى. كما أن نقل المعلومات عن نوعية الأسلحة المستخدمة وقدراتها التدميرية وخصائصها الفنية والتكتيكات الارهابية ربما يثير الخيال أمام أبواب الجحيم الارهابى والتدميرى. كما أن القنوات الاعلامية ربما تلعب دوراً فى نقل التعليمات الارهابية للخلايا النائمة أو النشطة أو بناء اتصالات جديدة مع جماعات حليفة".
ومن هنا قيل أن الإعلامى صديق للأرهابى.
ووضع نبيل عبدالفتاح يده على عناصر بالغة الأهمية بهذا الصدد، منها: أن التأثر الاعلامى بالتوصيفات الأمنية أدى إلى إضعاف الخطاب الاعلامى الرسمى.
وأن عدم التخصص وضعف التكوين المعرفى للعناصر الاعلامية التى تتعامل مع ظواهر العنف والارهاب قد أثر على طرق المعالجة وحول غالبها إلى تقارير سطحية.
وأن هناك بعض التعاطف من بعض الصحفيين والاعلاميين مع بعض الجماعات الاسلامية السياسية، سواء من عناصر تنتمى إليها وتم تعيينها فى الصحف القومية، والبعض الآخر عاطف على بعض بعض الجماعات لأسباب تتعلق بتغلغل الايديولوجية الدينية فى تكوينهم أثناء التعليم فى الجامعات المصرية التى سيطرت الجماعات الاسلامية على العمل السياسى فيها منذ أوائل السبعينات حتى الآن.
أضف إلى ذلك أن هناك غموض ونقص فى المعرفة فى الخطاب الاعلامى حول الجماعات الاسلامية الراديكالية ومنظوماتها الفكرية ومرجعياتها وتطوراتها الفكرية والتنظيمية ، ناهيك عن غياب مفهوم وفلسفة فى التعامل السياسي والاعلامى إزاء هذه الجماعات. وربما يعود جانب من ذلك إلى التلاعب الايديولوجى والوظيفى بالدين الاسلامى، وعليه، وبه ، فى السياسة المصرية".
هذا التحليل العميق الذى قدمه نبيل عبدالفتاح والباحثين الآخرين الذين شاركوه فى تلك الجلسة الثرية بالمؤتمر الأول لمركز الجمهورية لدراسات مكافحة الإرهاب يبين أن العلاقة بين الارهاب والاعلام إنما هى علاقة أكثر تعقيداً وتشابكاً من المعادلات الذهنية السطحية التى يتم ترديدها باستسهال شديد يصل إلى حد الاهمال والافتقار إلى المسئولية.
وإذا كان من قبيل تحصيل الحاصل التأكيد على ضرورة عدم استغلال الظاهرة الارهابية لانتهاك حرية الصحافة وحق الاعلام فى ممارسة دوره دون وصاية، فان الجوانب الاخرى المشار إليها لهذه العلاقة الإشكالية تظل بحاجة إلى إبداع حقيقى وتقييم يتسم بالمسئولية



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداهمة -الدبلوماسية-المصرية فى العراق
- عيش .. وملح !
- الأحزاب والنشاط السياسى داخل الجامعة.. العقدة والحل
- ملاحظات شاهد عيان للاستفتاء الحزين
- رغم كل شئ :مصر مازالت بخير
- هل نستعيد أمجاد النقل البحري لعصر محمد علي؟!
- ميلودراما مصطفى البليدى
- فلتكن نهاية حياتنا بكرامة!
- عرب من أجل إسرائيل!
- كل استفتاء وأنتم بخير!
- ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً
- دبرنا يا وزير التضامن الاجتماعى
- بروتوكولات حكماء الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات .. وأزمة الث ...
- المادة الثانية .. وإرهاب فهمى هويدى
- فتحى عبدالفتاح .. عاشق الحياة والوطن
- جوزف سماحه
- -حبيبة- .. و-إيمان-: تعددت الأسباب والكرب واحد
- المادة الثانية.. ليست مقدسة
- حرية العقيدة.. يا ناس!
- ماجدة شاهين.. الدبلوماسية الأكاديمية


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟