أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - (لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا (1














المزيد.....

(لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا (1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان المسلمون في القرون الوسطى يتمتعون بنوع من التعددية الفكرية، وكان مرد ذلك إلى الفوارق القومية، وكانت الطبقة المثقفة تحترم هذا الرأي ومن أبرزهم الجاحظ أما ابن خلدون فقد اعتبر الموضوع أصلاً متعلقاً بأدوات الإنتاج واعتبر أن الترف الزائد في المجتمعات الحضرية هو الذي أدى إلى تغير طبائع المجتمع الإسلامي أو طبائع أي مجتمع آخر( ).
وأن المجتمع الصناعي الكتلي يقبل بكل ما هو جديد لأنه أصلا جديد ومتطور، ويقبل في كل يوم بتقلبات اجتماعية جديدة على صعيد العائلة النووية، أما المجتمعات الزراعية والرعوية القديمة فإنها لا تتقبل بسهولة العادات الاجتماعية الجديدة وذلك يعود لجمودها وتقدمها في الممرات التاريخية القديمة والضيقة.
وبالمثال على ذلك: ظاهرة تأجير رأس المال، ومازالت هذه الظاهرة تعتبر من أمور الربا، وذلك يعود إلى التأخر الصناعي والإنتاج والاستثمار، علماً أن الأمام الشافعي اعتبر أن إقراض المال بالفائض لا يعتبر ربا، إلا إذا كان في المأكل والملبس والمشرب، استنادا إلى قول محمد الرسول: الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلئ.
وهنالك فرق كبير وحقيقي بين رأس المال نفسه وبين الربا وبين الربح الزائد عن زيادة حجم الإنتاج ومن خصائص المجتمع الصناعي الكتلي استمرارية التغير في العادات والتقاليد وبذلك يتغير الفرد يوميا بالصعود أو الهبوط، أما المجتمعات التقليدية القديمة، فإن الفرد بها يبقى على ما هو عليه ولا يتطور صاعداً أو هابطاً لذلك ولهذه الأسباب:-
الفقير في المجتمعات العربية يبقى فقيراً بالوراثة والإكراه، والأغنياء يزدادون غنى بالضرورة والوراثة وهذا مفهوم طبيعي لأن المجتمعات العربية ما زالت تحيا في أسواقها وبيوتها حياة سلفية، والسلفية غير قابلة للتجديد حتى وأن اعتبرت نفسها أنها تواكب التطور وتركب الطائرة وتستعمل الجوال، فإنها ستبقى سلفية لأنها تستعمل كل ذلك ولا تقبل بالتغير الاجتماعي الذي يطرأ عليها من خلال بناء المصانع ونزول المرأة إلى العمل وحق المرأة في المتعة الجنسية قبل الزواج وبعده. وهذا المفهوم ينطبق أيضا على الربا فما دامت العملية النقدية قد حطمت المجتمع الإقطاعي فالطالما تغيرت النظرة إلى العملية النقدية، فالعملية النقدية هنا حلت محل العمل بالسخرة وعلى مونة بطن العامل وعائلته، وبالتالي فإن العملة أصبحت رسول وكائن حي انقلبت بفضلها كثير من المفاهيم لذلك فإن التشريع لقواعد الربا عند الفقهاء فيه كثير من الجمود لأن المجتمع الذي يريد أن ينهض يجب عليه أن يلقي عن كاهله الأنماط القديمة وطرائق التفكير القديمة.
ويجب أن نتقدم وفق قواعد السوق الحديث، فالتطور اليوم غير مزاج الإنسان وسلوكه النفسي والوظيفي، وقلب النظام الاجتماعي والعائلي والاقتصادي، وبذلك تغيرت وتتغير القيم والأخلاق العامة، والمجتمع العربي يقبل في إدخال تطورات تكنولوجية على حياته، وبنفس الوقت لا يقبل أن يغير عاداته الدينية والاقتصادية والاجتماعية وأن لم يقبل بتلك التغيرات سوف يبقى في حالة اغتراب جماعي وذلك بسبب كبت رغباته الجنسية واضطهادها معنوياً وهذه الأسباب تؤدي إلى انتشار الأمراض السلوكية المهلكة. ومثال ذلك: تعمل الأمهات ذوات الدخل المرتفع في تعليم أفراد العائلة على ضبط النفس Self – control وعلى اكتساب المتعة واللذة Pleasure في حين تعطي الأمهات ذوات المستوى الاقتصادي والمنخفض أهمية كبرى وعظيمة لأبنائهن على الطاعة العمياء وعلى قمع الشهوات النفسية: الجنس والعاطفة والالتزام بالأعراف والعادات والتقاليد، في حين يتعلم الأفراد في المجتمعات المرتفعة الدخل على:
- التخيل imaginative - الحب. - وإشباع الرغبات العاطفية والجنسية.
- وهذا هوة الفرق الحقيقي بين المجتمعات العربية والغربية، وهذا هو سبب تأخرنا نحن وتقدم غيرنا والحضارة اليوم تسودها الروح المادية والعلمية، مع تراجع الأفكار القديمة حيث أن العلم تقدم اليوم تقدماً مذهلاً فقد أصبح لازماً علينا التقدم وفق أصوله ومناهجه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوال السعداوي
- اين تزدهر الثقافة
- ألمرأة وألفن وألدعارة الفكرية
- الفن والدين الرعوي
- الدورة الشهرية للمرأة والأدب الديني
- المرأة القديسة والمرأة الكديشة والقديشة والبهيمة؟
- نقد المجتمع العربي المعاصر
- طغيان رجال الدين
- تعريف النسوية والنسونجية
- مصطفى امين في سجنه
- تعريف المرأة والرجل
- الدورة الشهرية للمرأة والعطلة الأسبوعية
- تعريف الثقافة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور دراسة عن سلامه موسى والعقاد ...
- المراة الشرقبة بين ثقافتين رعوية وزراعية
- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل
- المفكر العربي الكبير - سلامه موسى
- الحجاب الأجتماعي


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - (لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا (1