أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - امريكا وايران في اللعب على حبال العراق















المزيد.....

امريكا وايران في اللعب على حبال العراق


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اصبحت الساحة العراقية مشاعة ، يلعب فيها الجميع ، واللاعب الاكبر بلا منازع ، امريكا. فمنذ اليوم الذي تباحثت فيها امريكا مع احزاب وقوى المعارضة العراقية حول العراق وازاحة صدام حسين من السلطة ، وافقت الاحزاب العراقية على جميع شروط امريكا، لانهم كانوا يتصورون ان ازاحة صدام اشبه بالمحال ، ومن تلك الشروط التي وافقوا عليها دون تردد احتلال العراق وحكمه من قبل امريكا اولا ، ومن ثم تشكيل حكومة ، وليس العكس ، فقد كان من الاصلح تشكيل حكومة منفى عراقية ومن ثم الدخول في امر اسقاط نظام الحكم الصدامي . كانت المباحثات سرية ، وكانت الاحزاب العراقية الوطنية تذهب الى تلك الاجتماعات التي عقدت في لندن وواشنطن وايطاليا بسرية تامة ، وتكتم كبير ، ولا يسمح لاي سياسي مستقل وطني من خارج الدائرة الضيقة لتلك الاحزاب المشاركة فيها او الاطلاع على مجرياتها، ومن المؤسف ان العديد من رجال الدوائر المخابراتية الدولية كانوا فرسان تلك المباحثات ، وساقوها في اتجاهات تخدم مصالح الدول الاجنبية على حساب مصالح الوطن والشعب العراقي .
وكان من أهم اسباب ذلك ، ضعف اتصال احزاب المعارضة العراقية مع الدول الغربية ، وعدم معرفتهم بالسياسيين الغربيين ، وعدم اتقانهم اللغات الاجنبية ، فوجدوا انفسهم اسرى عملاء لوكالات مخابرات اجنبية يجيدون التحدث بلغة القوم ويعرفون الاتيكيت والقنوات التي تصل اليهم، بينما كان العديد من قادة الاحزاب السياسية العراقية لايعرفون غير اللغة العربية ، ولا يعرفون اصول ادارة محادثات خلال عشاء او غذاء عمل ، كما هو شائع في الدبلوماسية الغربية . ومعروف ان القوى الدينية كانت لاتوافق على مباحثات عشاء او غداء يقدم فيها الكحول او الشراب ، وهو امر معتاد في الدبلوماسية الاوربية والغربية ، حيث الشراب والطعام والكحول ، معروض على موائد الطعام اثناء المناقشات ، وكان رجال الدين يتصورون انهم يستطيعون ادارة جلسات التفاوض مع الاوربيين والامريكيين اثناء جلسات تناول الاسكنجبيل واكل الفسنجون والباجة ، كما ذكر ذلك السفير بريمر. واذكر ندوة حضرتها في لندن نظمتها المنظمات الديمقراطية قبيل سقوط نظام صدام باشهر ، وكانت الندوة تدور حول الوضع العراقي ، والمحاضرون هم الدكتور كاظم حبيب ، والسيد بحر العلوم ، والدكتور محمود عثمان . افاض الجميع بتصوراتهم ورغباتهم في كيفية ادارة المعركة النهائية ضد صدام ، واذكر ان الدكتور كاظم حبيب عرض امكانية تغيير نظام صدام دون حرب ، بواسطة الامم المتحدة والمقاطعة الدبلوماسية ، وعرض الدكتور عثمان وجهة نظره والتي تتلخص بان الامريكان ذاهبون الى بغداد ولن يثنيهم اي شئ، وما على الاحزاب المعارضة العراقية الا ترتيب اوراقها مع امريكا كي يتمكنوا من المشاركة في الحكم .
وكان راي السيد بحر العلوم صريحا وعاليا ، اذ قال وهو رجل الدين المعمم بعمامة سوداء ، تشير الى ارتباط نسبه بالرسول الكريم ، انه مستعد للتعاون مع الامريكان ، لاسقاط من يقول ان الشيعة اولاد زنا ، في اشارة الى ما كتبته صحف عدي من تعريض بالشيعة والمواكب الحسينية وغير ذلك من تخريف واباطيل واتهامات لطائفة دينية اسلامية كبيرة ، دون وجل وخجل .
المهم من هذا السرد ، ان القوى العراقية السياسية لم تكن تتصور امكانية اسقاط صدام بقواها الذاتية ، ولذلك كانت مستعدة لتقديم جميع التنازلات مقابل وعود بازاحته عن السلطة ، فقد اصبح صدام بعبعا لايمكن التخلص منه دون دفع ثمن باهظ .
وكانت النتيجة حصول الامريكان على تفويض كامل بادارة شؤون العراق بعد اسقاط صدام ، مما كشف التخبط الامريكي ، الذي اعترفت به الدبلومسية الامريكية على لسان كوندليزا رايس ، حين تحدثت عن ارتكاب امريكا الاف الاخطاء في العراق ، وكذلك ماذكره بوش مؤخرا بهذا الشأن ، والتي حاولوا اصلاحها من خلال تقرير بيكر / هاملتون ، التي لن تثمر شيئا ، لما فيها هي ايضا من تجاهل لحقائق اساسية في الصراع الدائر في العراق.
كان الصراع الامريكي / الايراني ، منذ سقوط الشاه ، والذي تفاقم مع ايات الله ، سببا لاشعال الحرب العراقية الايرانية التي اعترف صدام بانها كانت لصالح امريكا ، محاولا اصلاح ماارتكب من حماقة في حرب استمرت ثمان سنوات ، دون ان يحقق البلدان اي نصر في معارك طاحنة خلفت الدمار والخراب للبلدين الجارين ، ودفع الشعبان العراقي والايراني اغلى فاتورة لحرب مقيتة ، ارادت منها امريكا تفتيت السلطة الايرانية الصاعدة على مسرح الحكم ، باطماعها التوسعية ، التي تقودها على خلفية دينية ، في محيط اسلامي مختلف مذهبيا.
ورغم تقليم اظافر ايران ، الا ان الادارة الامريكية لم تستطع ادخالها الى بيت الطاعة ، فعملت على التخلص لاحقا من صدام ، ووضع خطط جديدة للمنطقة ، اثر احداث سبتمبر التي كانت السبب وراء اسقاط نظام طالبان في افغانستان . وفرضت جسامة المهام الملقاة على عاتق امريكا عسكريا ، التحالف مع اوربا ، وخاصة بريطانيا ، من اجل المساهمة في حملة امريكا العالمية ، والتي اطلقت عليها الحرب على الارهاب ، فاتسعت جبهة المواجهة ، مما جعل الصراع الدائر في العراق خارج نطاق السيطرة ، بسبب تشتت الجهود الامريكية في مناطق مختلفة ، من افغانستان الى الصومال ، ولاننسى مناطق الصراع الاخرى مثل دارفور وكشمير والشيشان . ان ساحات الصراع الساخنة المتعددة ، اعطت امكانية ومرونة كبيرة لقوى الارهاب العالمي في التحرك والاختفاء و التسلل والعبور من منطقة الى اخرى ، ومن دولة الى اخرى بسهولة كبيرة ، فاصبحت ملاحقة الارهاب مشكلة مستعصية ، لانه يتحرك تحت الارض ، بينما القوات المحاربة له تتحرك في وضح النهار ووفق خطط معلنة ، ومؤتمرات دولية ، وشروط قانونية تجعل من الصعب على الامريكان التصرف عسكريا بكفاءة ومباغتة وسرعة مماثلة ، اضافة الى ذوبان عناصر الارهاب المتطرف بين قبائل وشعوب بدائية تعيش في مناطق معزولة مثل جبال تورا بورا او كشمير او طاجكستان أوسهول الفلبين اوادغال افريقيا مثل كينيا والصومال .
وهذا يذكرنا بالحرب الامريكية في فيتنام ، اذ واجهت الفيتكونغ في ادغال فيتنام مما سبب لها خسائر فادحة اضطرتها لرفع راية الاستسلام والهرب من ساحة المعركة على يد الجنرال جياب قائد قوات الفيتكونغ وهوشي منه الزعيم الفيتنامي المعروف.
ان الخسائر التي تتكبدها امريكا في مدن العراق ، ستضطرها الى اتخاذ تدابير سياسية وعسكرية ، كي تتجنب الخسارة التي تلوح في الافق ، ولذلك ستحاول جر ايران الى معركة جانبية ، في محاولة لقلب موازين القوى في الساحة العراقية التي تحصل على دعم ايراني كبير ، الدعم العسكري الذي تقدمه لميليشيات مسلحة ، والمعنوي بواسطة مساندة فصائل في الحكم ، مثل التيار الصدري ، والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية ،وفي الوقت عينه تحاول ابعاد ايران عن التأثير في الورقة اللبنانية ، من خلال منح سورية بعض الامتيازات ، ومحاول فتح باب المفاوضات حول الجولان مع اسرائيل ، وابعاد ايران ايضا عن الساحة الفلسطينية ، من خلال تحجيم تاثير حماس ، والاعتراف بفتح و محمود عباس كطرف شرعي مسؤول في فلسطين .
ان الجميع يراهن على براغماتية الساسة في ايران ، الذين يجيدون اسلوب التراجع عن القرارات الكبرى بخفة الزاهد في الدنيا ، ولكن في نفس الوقت بحماسة الحريص على الحكم ، الا ان هذا الرهان اصبح في خطر شديد والجميع يشعر بالقلق على ما آلت اليه الامور في العراق والمنطقة ، بسبب تأخر ايران في اصدار الفتاوي اللازمة لنجادي ومريديه ، لسحب بساط التهديدات النووية الفارغة التي يهدد بها الغرب وامريكا.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لاستيراد المسز بيل
- قنينة الشمبانيا الروسية
- بيكر هاملتون و بوصلة المصالح الامريكية
- الحوار المتمدن صفحة الحوار والديمقراطية
- العراق الى اين
- التغيير الامريكي من اين يبدأ
- خريف الجنرال
- المشهداني ويوليوس قيصر تحت قبة البرلمان
- ايران زورخانة اليورانيوم
- العشائر العراقية والمصالحة
- الزعيم عبد الكريم قاسم تجسيد المثال الوطني النبيل
- السيارات المفخخة لن تصنع نصرا
- اليورانيوم ولعبة النرد الايرانية
- اليورانيوم الايراني يفتح الباب واسعا امام استخدام القوة
- التاسع من نيسان خاتمة الاحزان
- هلا ..هلا .. ريم الفلا
- واحكومتاه
- سامراء الرمز والصورة
- الى الفائزين في الانتخابات مع التحيات
- الانتخابات بوابة الانتصار على الماضي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - امريكا وايران في اللعب على حبال العراق