أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - وجهة نظر في ابن تيمية















المزيد.....

وجهة نظر في ابن تيمية


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 11:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر ابن تيمية من كبار علماء الدين و الشريعة و من أهم الشخصيات التاريخية تأثير في صياغة و تأسيس الفكر الأصولي الدغمائي الإسلامي و فقا لقواعد و مناهج ابتدأها أحمد بن حنبل و ثبتها و أقام أركانها ابن تيمية الذي أطلق عليه لقب شيخ الإسلام تعظيما لشأنه و تقديرا لعلمه .

و يكمنا تلخيص مطروحات ابن تيمية و تشكيل الهيكلة البنيوية لفكره بنقاط بارزة لا يخرج من إطارها التوجه العام لما جاء به و قدمه :

1 – الوقوف ما أمكن عند ظاهر النص و عدم السعي للتأويل و التفسير خارجه إلا للضرورة في حال تعارض النصوص أو مجازيتها مثال ؛

( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ) سورة المجادلة الآية 6

و اعلموا أن فيكم رسول الله ))سورة الحجرات الآية 6

2 - المرجعية و السند في أصول العلم و الفقه الشرعي الديني محصورة في القرآن الكريم و السنة النبوية و فقا لفهم و منهج الصحابة ، و كل فهم أو تفسير للقرآن أو السنة النبوية لا يستند إلى أقوال أو أفعال الصحابة بدعة محدثة

3 – التركيز على العقيدة و محاولة تنقية معتقدات المسلمين من كل ما يشوب أو يعكر صفو التوحيد الخالص بمفهومه الشامل و العام المتجاوز لحدود العمل الظاهر إلى النوايا و المشاعر القلبية و الوجدانية ( كتاب العبودية )
4 – إبقاء راية الدعوة و الجهاد مرفوعة و حاضرة في حياة الأفراد و الشعوب و الدول الإسلامية ( الجهاد ماض إلى يوم القيامة ) من مات و لم يغزو و لم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق )

رأس الأمر الإسلام و ذروة سنامه الصلاة و عاموده الجهاد )

5 – تطبيق الحدود بحذافيرها بل و التشدد فيها من رجم و قطع و جلد و تعزير و نفي و تطبيق حد الردة بعد الاستتابة و عد تارك الصلاة كافرا مرتدا يستتاب فان لم يرجع يقتل ( كتاب السياسة الشرعية في لإصلاح الراعي و الرعية )

6 – التأكيد على تفرد و خصوصية و أفضلية و خيرية المسلمين في عاداتهم و تقاليدهم و كل ما يرتبط

بحياتهم اليومية و المعاشة كالمأكل و الملبس و المشرب وغيره بعيدا عن مشابهة أو تقليد الشعوب و الأمم الأخرى و إدخال ذلك في صلب التدين و ممارساته

( كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم )

كتب و ألف و نشر ابن تيمية المتوفى عام 1328 آلاف الصفحات ( إبان سجنه في مصر ألف كتاب في التفسير و ضعه في أربعين مجلد ) و كان شديد الذكاء و اسع الإطلاع قارع خصومه بحدة و شدة و ضيق الخناق على معارضيه بحجته و قوة أسلوبه .

لم يكن ابن تيمية اسما لامعا أو مطلوبا في أواسط المتدينين نخبة و عامة بل و كان لفترات طويلة منبوذا من مشايخ المساجد و خطباء الجمعة و كان يعد خطرا على الدين لدى العامة في مشرق البلاد العربية و مغربها بعد انتشار الوهابية في ربوع الجزيرة العربية .

وجد محمد بن عبد الوهاب -1703 - 1792 ملاذا في فكر ابن تيمية و سندا لدعوته و أفكاره و تبنى مطروحا ته و آراءه المتشددة حيال الصوفية و إتباع الطوائف الإسلامية الأخرى و رفع السيف في وجه المخالفين و عد الخارجين عن نهج التوحيد الذي يدعو إليه كفارا يحل قتالهم و قتلهم .

كما و جد أسامة بن لادن في أصولية و سلفية ابن تيمية منهجا إسلاميا صرفا و دعوة شرعية مستندة إلى الكتاب و السنة فأحيا مشروعه ألجهادي و تمسك باجتهاداته في وجوب مقارعة الكفار من الصليبيين و اليهود و قتالهم و إعلان حالة الجهاد العامة المفروضة على كافة المسلمين في كل بقاع الأرض . حتى غدا ابن تيمية الاسم رقم واحد في أجندة الفكر الأصولي ألجهادي العنيف ، الذي عد إ رهاب الكفار و عملائهم و أعوانهم عملا مستحبا يتقرب به إلى الله و يستعجل به طريق الجنة .

ما الذي قدمه ابن تيمية للمسلمين ؟ :



الواقع أن ابن تيمية مع كل قدمه من مناقشات و جدال و مؤلفات لم يعرض للمسلمين أو غيرهم جديدا بل كان ديدنه و جل عمله العودة بالحياة إلى الوراء و تأكيد مسلمات تمام الدين و كماله ( لا يصلح أخر هذه الآمة إلا بما صلح به أولها و لم يصلح أولها إلا بالكتاب و السنة )

( ما تركت شيئا يقربكم من الله إلا دللتكم عليه وما تركت شيئا يبعدكم عنه إلا نهيتكم عنه )

هذه المسلمات و تلك البنية الأساسية للفكر و الفقه لم تأتي بنظرية أو منهج أو مدرسة قادرة على التطلع للحاضر و المستقبل بل هي قطار حديدي صلب و قوي يهدر بضجيج عال يدمر من و ما يقف في وجهه مهمته الأولى العودة بالحاضر إلى الماضي و إغراق المستقبل بالموروث.

لم يستطع ابن تيمية تقديم نظام سياسي متجدد أو متطور للحكم في الإسلام ، بل أصل و قعد ما نقل عن السلف الصالح و أحكم القيد حول ما يمكن إبداعه أو خلقه من نظريات مرنة قابلة للتطور و التغير و الحياة .

لم يقدم ابن تيمية نظاما أو نظرية إسلامية للاقتصاد ذات أبعاد تنموية تطرح الحلول لمشاكل الندرة و علاقات الإنتاج و التوزيع و لم يستقي منه الآخرون أساليب و طرق لتجاوز الفقر و التخلف و العجز الذي تعاني منه البلدان الإسلامية و العربية بل على العكس تماما لم تتبلور بوادر الانتعاش في العالم الإسلامي إلا بعد تنحية مناهجه طرائقه , فالبلدان الآسيوية الإسلامية "تركيا و ماليزيا " عرفت الازدهار و النمو بعيدا عن الأصولية السلفية و أنظمتها المحدودة ، و في المقابل قدم النموذج الطالبني

الأصولي السلفي صورة سلبية للغاية عما يمكن تقديمه من خلال التقوقع داخل مدرسة ابن تيمية .

كذلك لم يشق طريقا للتربية أو علوم الاجتماع خارج النقول بل زاد في الانغلاق بتخطيء و تحريم كل فهم لم ينقل عن مجموع الصحابة أو أحدهم , في حين نجد علماء إسلاميين آخرين و سعوا آفاق العلم و المعرفة فأبدعوا علوما و فنونا استفادة منها الحضارة البشرية كابن رشد و ابن خلون .

لقد كان أسامة ابن لادن من أشد المعجبين بابن تيمية و من أكثر المتتبعين لنهجه أخلاصا و و فاءا و تطبيقا ، و تمسكت التنظيمات الجهادية العنيفة بأقوال و كتابات ابن تيمية و اعتبرتها المرجع الأول و الأهم في بناء كيانها التشريعي و الفكري . لم يقدم و لم يساعد و لم يهيئ ابن تيمية لبناء نظام دولة مدنية بما تحتاجه من قانون مدني و قضائي في حين نجد أن مجلة الأحكام العدلية التي قام عليها القانون المدني في الدولة العثمانية ابتعد عن ابن تيمية و احتكم إلى المذهب الحنفي الذي يعد مذهب أهل الرأي المناهض لمذهب ابن تيمية

و الزم المسلمين في كل زمان و مكان بعدم البحث أو التطلع خارج المنقول و اعتبر المعقول هو ما نص عليه المنقول و كل ما خالف صحيح النقل خالف صريح العقل ( كتاب موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ) و بذلك حجم و حد و أنهى مهمة أو و ظيفة العقل خارج النص و ما دار في فلكه .

لقد كانت حياة ابن تيمية و آثاره و مؤلفاته و مواقفه في محاربتة المغول و مقارعة السلطان و الخروج عليه محل إعجاب و تقدير للكثيرين الباحثين عن عودة الأمجاد و العز الضائع .

و كان لبعض فتاوى و أراء ابن تيمية آثار سلبية جدا على المجتمعات الإسلامية

بدأ من إسناد تحول الآلاف من الشباب المسلم إلى العنف و الإرهاب المشروع و القتال حيثما توفرت ساحة لمواجه الكافرين أيا كانت جنسياتهم و أعراقهم و صولا إلى الاعتقاد بتدخل الجن في حياة البشر اليومية و المعاشة و سنه و تشريعه لضرب الرجل أو المرأة المعرضة للمس من الجن حتى يخرج الجن من جسم الآدمي و عرف من ابن تيمية انه كان يضرب الممسوسين و هو يقول اخرج يا عدو الله .

لقد كان لشيخ الإسلام تأثير سلبي جدا في موقف إتباعه من الشعوب الأخرى غير العربية و سماهم الشعوبيون و عد التحدث بغير العربية لمن يعرفها نفاقا .

كما ساهم و قعد للتفرقة الطائفية بنصه على أن الشيعة قوم لا عقل لهم و لا دين لهم و كفر طوائف أخرى من المسلمين و سماهم النصير يين و قدم يذلك الفتوى الشرعية للإخوان المسلمين في سوريا إبان سبعينيات القرن الماضي لافتعال العنف و تبرير القتل . و رسخ ابن تيمية للقطيعة و الفصل العنصري بين المسلمين و إتباع الديانات السماوية الأخرى بما أكده من و جوب مخالفتهم و عدم التشبه بهم و اعتبار محبتهم و موالاتهم كفرا .

لقد أغرق ابن تيمية العبادات الإسلامية بمتقيدات ظاهرية معقدة أفقدتها روحية الصلة بالخالق و حرم سعي الإنسان الطبيعي للتقرب من الله خارج الضوابط الظاهرية التي استنتجها من النصوص و ضيق الزمام على النزعة الروحية الصوفية للإيمان .



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لخطاب حسن نصر الله
- !الاستبداد و تمكين القاعدة
- مستويات من الأصولية
- نقد المشروع الليبرالي العربي
- أحيانا عقوبة الزواج غير المتكافىء القتل
- الاستعلاء و تغير الآخر معوقات لحوار الحضارات
- الاجتهاد الفردي محفز للإصلاح و التغيير
- زواج أم اغتصاب
- الأصولية تطيح بأحلام الديمقراطية
- الوعود المقدسة و السلام الراحل
- الغبار النووي الإيراني يعصف بأمن الخليج العربي - اكتشاف اليو ...
- مرحلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي
- ايها المسؤولون العرب اعتصموا في بيروت و اوقفوا الكارثة
- نشوة نصر الرب
- المصالح المشتركة في إضعاف الدولة اللبنانية
- اكتبوا ما تريدون دون اتهام أو إهانة
- هل خفف الوعد الصادق من آثار الوهم المتبدد
- النصائح المؤلمة
- لبنان يدفع الثمن من يحصد النتائج
- وليمة أوراق


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - وجهة نظر في ابن تيمية