أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - حداد القذافي علىصدام نفاق المستبدين ونخوتهم الكاذبة














المزيد.....

حداد القذافي علىصدام نفاق المستبدين ونخوتهم الكاذبة


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أر في سلوك ألقذافي وتصرفاته مايغاير طبيعته وتفكيره وتكوينه، وهو كغيره من رموز التخلف والاستبداد، لايحكمه منطق أخلاقي لافي رؤيته ولافي سلوكه ومواقفه. وهو في المحصلة نتاج ثقافة مختلة وارث كالح ومزمن في عفونته وتهاويه، تلاقح مع واقع عربي رث وسقيم في ثقافته وحكامه، وقيمه. هذا الواقع الذي ابتلينا به وبرموزه وتكويناته البالية التي تمتد من السياسة والثقافة والتقاليد والأفكار الدينية المتحجرة الى النظم السياسية والأحزاب والشخصيات. ومن هذا الباب، لاتجد في الواقع تبايناً حاداً بين ألقذافي وصدام فكلاهما من طينة واحدة يتشاطرون التشابه في انتمائهم الثقافي وتكوينهم الفكري والاجتماعي والجغرافي، وهو كرفيقه الفاطس صدام حسين لاتنطبق عليه قاعدة عقلانية تستخلص منها رؤية متوازنة، تطل منها نحو فهم ذلك المتحكم الجاثم على صدره شعبه الليبي منذ عقود ثقيلة، فلا قاعدة تحكمه ولا توطئة، تقدمه لتفهم ماذا يريد هذا الرجل ومن هو.... هذا ألقذافي الذي في أحسن تجلياته عبارة عن صورة ملتبسة في بانوراما عربية أكثر التباساً وتخلفاً، فليس لك أن تحس بلونه أوطعمه، فتارة تجده قومي عربي في أقصى درجات التطرف وتارة افريقي أكثر من الأفارقة وتارة يساري وتارة يميني ومرة أسلامي...الخ إن تفسير هذه النماذج المعقدة والمريضة تثير الأسى والتبرم في نفوسنا قبل الحيرة والذهول،فالغرابة تتفجر عندما تبحث وراء السر في بقاء هذه الكائنات المتخلفة كل هذا الزمن الطويل، وهي في أوج تعارضها ونشازها مع قوانين الحياة وسياقات المنطق، ومن هنا يأتي حزن ألقذافي وحميته على صدام صورة مكررة وفاقعة لتهاوي أخلاقي لايفا رق منبته، هذا المنبت الذي يرى في أرواح الضحايا وآلامهم وألام أهلهم ومحبيهم مجرد ظواهر عابرة ينبغي نزعها من الذاكرة أما الطغاة والمستبدون فأن توقيرهم جزء من ركائز التاريخ الملفق الذي يسعى ألقذافي وأشباهه كتابته بمداد الكذب والنفاق والتزييف.
ألقذافي الذي أعلن الحداد ثلاثة أيام على صدام وتعلل بأن صدام كان أسير حرب ، كان منافقاً وكذاباً ومرائياً، فهو من أكثر الحكام الذين ناوؤا نظام صدام وبغضوه وعادوه وتأمروا عليه وأمدوا خصومه بالمال والسلاح والدعم والاحتضان،فأثناء الحرب العراقية الإيرانية أمد إيران عبر سوريا بالصواريخ البعيدة المدى لضرب بغداد، والمعارضة العراقية تلقت منه ملايين الدولارات، وحصلت على الدعم بمختلف إشكاله وصنوفه وكانت المعارضة التي تريد إسقاط نظام صدام تعقد اجتماعاتها ولقاءاتها في طرابلس، بل كلف ألقذافي نائبه عبالسلام جلود عام1982 بمتابعة اللقاءات والاجتماعات في دمشق بين القوى السياسية العراقية بما فيهم القوى الكردية لتقريب وجهات نظرها وهكذا كانت (جبهة جوقد)التي انبثقت بجهود ليبية ،وسرعان انفرط عقدها لاحقاً . كان ألقذافي يكره صدام ويكره نظامه، وفي الوقت
نفسه كان نظام صدام يرى في ألقذافي اشد الأعداء انحطاطاً وقذارة على حد تعبير طه الجزراي
وما أذكره من وقائع معروفاً للأكثرية ومن المتابعين، وبالتالي لم يحدث شيء يناقض هذه السياقات، حتى يستفيق ألقذافي من غفلته ليعلن ألحداد على طاغية، لايستحق إلا اللعنة والازدراء، في حين كان وبنفسه مباشرة يستحث القيادات العراقية المعارضة التي قابلها في طرابلس على توسيع كفاحها المسلح ضد صدام ونظامه وبخاصة من كردستان ، وكان ألقذافي يتمنى ويعمل من اجل إسقاط نظام صدام وتدميره ولم يكن حيادياً إزاء صدام ونظامه طيلة حكمه وحتى صدام كان مستغرباً من عداء ألقذافي وسلوكه المعادي. وإذا كان ألقذافي قد غير تكتيكاته السياسية بعد غزو الكويت، تأييداً للغزو، فهذا نابع من اختلافاته مع الإدارة الأمريكية وهي معروفة، لم يتغير ألقذافي ولم يتبدل. لكن التعاطي مع المتغيرات السياسية الجديدة التي اتبعها بعد أن استسلم بشكل مذل للغرب حددت مجمل سلوكه السياسي اللاحق، وكان قبلها يعير صدام على خنوعه وامتثاله المذل لفرق التفتيش ، وكان يردد متهكماً وهازئاً، بان فرق التفتيش لم يبق شيئاً لم تفتشه سوى ملابس ساجدة زوجة صدام، وكان دوافع التغير التي جرت وتجري قامت من منطلقات أكثر دونية وانتهازية وانحطاطاً، وواحداً من تجلياتها الفاقعة هذه حداده على صدام ،وهو في أحسن حالاته تجاوب رخيص وكاذب مع مشاعر ملتبسة لجمهرة العرب التائهين الذين ينعون وينوحون على صدام بوصفه بطلهم، وبهذا يبث رسالة تحذيرية ومضللة عن أسير الحرب صدام كصورة يتوقعها لنفسه وهو يواجه مستقبلاً غامضاً في نهاياته الثقيلة ، بالنسبة لحكمه، وبالتالي لم يكن نبيلا ولا صاحب نخوة في حداده على صدام، وهو في هذه الحالة يتناغم مع الحكام العرب الذين رأوا في إعدام صدام في ليلة العيد استفزازاً لمشاعر المسلمين وتعدياً على قدسية العيد، وهي حجة غريبة وتعلل فارغ، وكأن القصاص العادل بمجرم كصدام يتناقض مع مكانة الأيام وقدسيتها...! وبالمناسبة، فان الأغلبية من الحكام العرب ارتكبوا جرائمهم وانتهاكاتهم ضد شعوبهم والمعارضين لهم في أقدس الأيام وفي أقدس الأماكن عندما واجهوا تحديات تهدد كراسيهم، لكنها سياسة خلط الأوراق والنفاق السياسي والمكيال بمكيالين، وألقذافي نموذجها المتهرئ والبالي. أن إعلان الحداد على طاغية من قبل مستبد كريه مثله، هو مجلس فاتحة قائم على روح امة تحتضر كل يوم......



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يجعل عبد الباري عطوان.... صدام مرفوع الرأس .
- تقرير بيكر هاملتون وعقدة الاستعلاء الامريكي
- . !بقاء القوات الامريكية في عراقنا ضمانة ومصلحة وطنية
- اربع عوائل تتحكم بمصير العراق- القسم الثاني والاخير...
- أربع عوائل تتحكم بمصير العراق-القسم الاول
- السيد مسعود البارزاني يحسم خيارات العراق بثلاثة فقط لاغير
- الطائفية مأزق العراق القاتل
- أي غريم نصالح؟
- في الزمن العراقي الردئ قادة التخلف يتحكمون؟
- أين الخلل في حكم الشيعة للعراق
- العراق يحترق وقادته مازالوا يتباحثون
- الأنتهازيون والمرتزقة قاعدة وسند لكل انحراف واستبداد
- غربة الخطاب السياسي العراقي ومرتكزاته المفقودة
- لتعد العمائم الى مساجدها
- الحكم بثلاثين سنة سجن فقط على كلمة متمردة
- صدام ومحاكمته شهادة توجز محنة وطن
- الانتخابات العراقية حذاري أن يستغرقنا التفاؤل
- الانتخابات العراقية وثقافة اقصاء الاخر
- الرئيس الطالباني وعقدة اللأب القائد!!على هامش مؤتمر القاهرة ...
- البعث وشروطه الستة منطق قطاع الطرق لايتغير


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - حداد القذافي علىصدام نفاق المستبدين ونخوتهم الكاذبة