أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعد هجرس - محمد عودة .. -جامعة متنقلة-















المزيد.....

محمد عودة .. -جامعة متنقلة-


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1770 - 2006 / 12 / 20 - 09:49
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كنت صبياً ساذجاً قادماً من الريف إلى القاهرة . مسكوناً بالثقافة التقليدية و"الحكمة" الرجعية التى تجعلك أسيراً للماضى وعبداً للتفكير الخرافى وقنَّاً فى مملكة البلاهة. إلى أن وقع فى يدى عن طريق المصادفة كتاب "اصفر" اللون غلافه الامامى ليس فيه اى زخرفة أو " زحمة" .. بل تسيطر عليه بساطة آسرة : عنوان من كلمتين اثنتين لا ثالثة لهما مكتوبتين بـ " خط حر" غير مألوف فى ذلك الوقت . وفى الربع الأسفل من الغلاف المريح للنظر اسم الكاتب مكتوب بتواضع وسلاسة .. وعلى الغلاف الأخير لا يوجد اى شىء سوى " لمبة جاز" .. ذلك المصباح الشعبى المحبب للعين المصرية وتحت المصباح المنير كلمتان هما "دار النديم" .
وعندما تقلب الغلاف الأخير تجد مكتوبا فى قلب آخر صفحة من صفحات الكتاب تم طبع هذا الكتاب فى يوم الاثنين 31 أكتوبر 1955 بمطابع درا النشر للجامعات المصرية 41 شارع شريف باشا- القاهرة .
وفى الثلث الأخير من الصفحة التى تحتفى بالفراغ اكثر مما تحتفى بالكلام واللت والعجن نجد : الثمن 15 قرشاً فى مصر و 20 قرشاً فى الخارج .
هذه القروش الخمسة عشر التى دفعتها ثمناً للكتاب "الصين الشعبية" تأليف " محمد عودة " .. كانت سبباً فى ان تقلب حياتى رأساً على عقب .
فحتى المقدمة – التى كتبها الناشر – كانت لغة غريبة لأنها كانت بسيطة وخالية من المحسنات البديعية والألاعيب البلاغية والزخارف الشكلية.
وهذه كانت القيمة الأهم التى تعلمت الاحتفاء بها والبحث عنها فيما اقرأ حتى ذلك الحين . ناهيك عن أنها كانت ترتبط دائما بـ " مضمون" بالغ التخلف والرجعية والتفاهة لم أكن أتصور بالطبع انه كذلك بل انه على العكس كان يملأ النفس إحساساً بالغرور والثقة غير المبررة ورفض ماعداه من أفكار واجتهادات.
على العكس من ذلك كانت المقدمة تحمل عنواناً عجيباً : " الثقافة معركة " .. وتحت هذا العنوان العجيب كلام اعجب يقول :
"منذ وعى الإنسان فى مصر بقوميته تماسك المجتمع وتفجرت الحركات الوطنية تظللها شعارات " توبة الحكام عن المظالم " و "العدالة الاجتماعية" و "الحرية " وتوفير حياة إنسانية للجميع . وحمل الناس البسطاء فى القاهرة والإسكندرية وزفتى وأسيوط وقرى الدلتا والصعيد.. مقالع الطوب والفؤوس والمطارق والبنادق القديمة ضد استعمار العثمانيين والفرنسيين والإنجليز.. وكذلك ضد الولاة والحكام الذين تآمروا مع كل استعمار .. واستبدوا بالناس اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
وعاش النيل وأهله منذ أواخر القرن الثامن عشر حتى اليوم فى معركة دائمة متطورة ، تنتكس أحياناً ، وقد تضعف وقد تخفت، ولكنها أبداً لا تخمد، بل تتجدد وتمتد لتحقق أهدافها : الحرية والسعادة والأمن على ارض النيل .
وفى قلب المعركة وفى صفوف الناس البسطاء وقف قوم يقاتلون. بيد انهم لم يحملوا سلاحاً يضرب ويقتل الأعداء . وانما حملوا أقلاماً مشرعة تشرح وتعلم وتحلل وتكشف الحقائق والأهداف والأصدقاء والأعداء.. وتحولت ألسنتهم إلى نذير عميق بالأخطار ، وبوق آمل لمستقبل مشرق سعيد .. كان هناك عمر مكرم والشيخ الشرقاوى.. والجبرتى . ورفاعة الطهطاوى . وجمال الدين الأفغاني. ومحمد عبده. والبارودى . ويعقوب بن صنوع . وأديب إسحاق. والمويلحى . والمنفلوطى . وطه حسين.. المثقفون الذين نفثوا فى ذات " الكلمة" التى كانت خاوية مبهمة كالأحاجي .. العلم والحقيقة وثورة الإنسان.
وفى تاريخ المعركة يلمع"عبد الله النديم " رائداً للمثقفين الثوريين ..
· اليوم نرث – بدورنا- نحن جيل عام 1955 تراث النديم ونحمل مسئولية تطويره.
وعلى هذا الضوء تقدم دار النديم كتاب " الصين الشعبية " يروى فيه مؤلفه الأستاذ محمد عودة – مثقف مصرى من قرية جهينة بمديرية الشرقية – معركة شعب يكون ربع الإنسانية ضد الاستعمار والاستغلال والاستبداد استمرت قرناً من حياة العالم . وهى تجربة خليقة بان تبسط لشعوبنا المصرية والعربية " .
هذه المقدمة مثلث – شكلا وموضوعاً- تحدياً للصبى الذى تعلم فى كتاتيب ومدارس ريف الدقهلية أن الثورة الشيوعية التى هبت رياحها على الصين رجس من عمل الشيطان وبؤرة جديدة لنشر الكفر والإلحاد والعياذ بالله وأن زعيمها ماوتسى تونج هو الشيطان الرجيم بعينه.
لكن الكتاب كان زلزالاً هز كل القناعات السخيفة التى لا أساس لها سوى الأكاذيب والافتراءات .
وكان السر فى قوة هذا الزلزال بساطته العبقرية وعمقه المذهل فى آن واحد، ابتداء من الإهداء "إلى أهل قريتى" ومروراً باللغة السلسة العذبة ، والبناء الروائى الدرامى لهذه الكتابة التاريخية – التى هى عادة تقريرية جافة فى معظم المراجع- فنجد محمد عودة يبدأ كتابه بالعبارة التالية:
" كان الإمبراطور كانجهو إمبراطور الصين العظيم رجلاً متسامحاً عادلاً حكيماً بدأت تزدادا فى عصره (1692-1723) صلات الأوروبيين بالصين .. "
فكأنه يحكى حكاية ما قبل النوم .. ولا يقدم كتاباً بالغ الأهمية عن تاريخ هذا البلد المهم الذى يقطنه خمس البشرية، والذى يمتلك حضارة عريقة ومن المرجح انه سيغير مسار التاريخ فى المستقبل القريب أيضاً.
وبعد فصل بديع يلخص فيه بعبقرية تراجيدياً تكالب " المستعمرين " على الصين، يفاجئك بفعل اكثر درامية عن " الثوار " بدايته جذابة تقول " ولد صن يات صن سنة 1866 .. وقد كان أبوه فلاحاً "، تصيده المبشرون ليروج لهم الأناجيل ثم أغروه باعتناق المسيحية، لأن أسعار الاعتناق كانت مغرية فى تلك الأيام، ولأن تبعات أسرته كانت ثقيلة الوطأة . ولكن لم يولد الطفل مع هذا مسيحياً ، فقد ظلت الام على ولائها للبوذية، وكانت امرأة ورعة خائفة على الدوام من سخط الآلهة".
فى هذه الجملة لا تغريك فقط بمتابعة " الحدوتة" لتعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، وانما تجعلك تتوقف أيضاً أمام علاقة الإنسان بالدين، وكيف تتحول الأديان إلى موضوع للبيع والشراء على أيدى المبشرين، وكيف أن هؤلاء المبشرين لا تحركهم دوافع أخلاقية فقط، بل إن وراء الكثير منهم دوافع استعمارية خسيسة ، وكيف أن هناك أدياناً أخرى غير الأديان السماوية وان هذه الأخيرة لها هيبتها وتأثيرها أيضاً بحيث وجدنا أم صن يات صن " امرأة ورعة خائفة على الدوام من سخط الآلهة"
وتتصاعد الدراما حتى نصل الى فصل " الثورة والخيانة" بعد أن مات فى 12 مارس 1925 أبو الثورة صن يات صن والمعركة الأخيرة على الأبواب . ونتابع بأنفاس لاهثة الصراع بين القائد الوطنى – الذى خان الثورة فيما بعد – شيانج كاى شيك وبين القوى الثورية وعلقت أرملة الزعيم الراحل صن يات صن على ذلك بقولها " لقد انتصرت قوى الغدر والخيانة " . بل إن ابن شيانج كاى شيك من زوجة قديمة وكان يدرس فى موسكو يرسل باللعنة إلى أبيه وأعلن انه لن يعود إلى الصين وفى مقابل صورة شخصية "الزعيم" شيانج كاى شيك المريضة المتناقضة المضطربة، التى انقلب طموحها إلى جنون عظمة مركب، وانحدرت فى انتهازيتها وضيق أفقها وقصورى الفكرى والروحى إلى ظمأ متصل فى سبيل السلطة، رسم محمود عودة الشخصية المقابلة لقائد من نوع آخر هو ماوتسى تونج "الذى قدم للتاريخ أحد اكتشافاته العظمى، وهو اكتشاف يوضع بحق إلى جوار الذرة وخاتم سليمان، وهو الفلاح الصينى".
وكان هذا "الاكتشاف" مقدمة لاكتشاف أوسع نطاقاً استخلصه من دراسته لخصائص الصين خلاصته أن "الإنسان يرزح تحت اضطهادات ثلاثة، هى: اضطهاد الدولة واضطهاد الأسرة واضطهاد الآلهة .. وتزيد المرأة اضطهاداً رابعاً هو اضطهاد الزوج ..".
والاضطهاد الأول تقوم به الدولة ممثلة فى الإقطاع والاستعمار ورأس المال الكبير، والاضطهاد الثانى يقوم به رب الأسرة الذى يحمل تقاليد عبادة الأجداد ويجعل من الأسرة دكتاتورية إقطاعية صغيرة، والاضطهاد الثالث هو اضطهاد الكهنة الذين جعلوا من البوذية وسيلة لإرهاب الشعب واستغلاله.. والاضطهاد الرابع .. فيتزعمه الزوج الذى تعطيه التقاليد والقوانين فى الصين حق الملكية المطلقة على زوجته.
ولكن الاضطهاد الأول هو أساس الاضطهادات الأخرى وإذا قضى عليه انهارت جميعها ولابد من البدء به".
ولا يتركنا محمد عودة عن هذا الحد، بل يأخذنا من مملكة الأفكار إلى ساحة معركة الواقع، ولا يتركنا إلا فى أول أكتوبر سنة 1949 عندما دخل ماوتسى تونج بكين واستقبلته المدينة كما لم تستقبل أحداً خلال خمسة آلاف عام من تاريخها، ووقف وسط مليون صينى وصينية ليعلن "الديموقراطية الصينية الجديدة".
وأغلق الصينى الريفى الكتاب "الصدمة"، ليعيد قراءته من جديد، ويرى العالم كله بعيون مختلفة، وكأن هناك غشاوة أو مياهاً زرقاء وبيضاء أزالها محمد عودة عن عينى هذا الصبى الغر، الذى أدرك – لأول مرة – أن هناك "كُتاباً" غير "الكتبة" الذين أدمن قراءتهم فى ريف الدقهلية.
ودارت عجلة الزمن ، ومرت السنون ، وتتابعت قراءة إبداعات محمد عودة ، وغيره من "الكّتاب" الحقيقيين.
ورغم أن الزمن شحيح .. فإنه كان كريماً بما يكفى عندما أتيحت الفرصة للقارئ المبهور أن يلتقى بالكاتب المشهور، وان يتقابل التلميذ مع الأستاذ، وأن تتوثق الصلة إلى صداقة حميمة وعلاقة إنسانية بالغة الثراء.
ومن خلال اقترابى من "الأستاذ" اكتشفت أبعاداً متعددة لهذه الشخصية النادرة والفذة.
فهناك – أولاً – محمد عودة المؤرخ .. وهو مؤرخ متميز شكلاً وموضوعاً.
فمن حيث الشكل يتميز عودة بهذه الموهبة الفذة فى الكتابة الجميلة السلسة، التى لا يمكن اختصارها فى صيغة "السهل الممتنع"، وإنما نجدها أيضاً تحتل مساحة مشتركة بين الأدب والتأريخ، بين الفن والتوثيق.
ومن حيث المضمون نستطيع القول بأن عودة "مؤرخ الثورات" ولسان حال "الشعوب". ولا تكاد توجد ثورة هبت رياحها فى أرجاء العالم العربى دون أن يكتب عنها، ودون أن تكون الكتابة عنها بهذا المنهج "الاجتماعى".
والمكتبة العربية مدينة له بهذا الإسهام المهم، وبخاصة فى إعادة كتابة تاريخ مصر بهذه العين المصرية والروح الفنانة والضمير النزيه المنصف.
وهو فى هذا الصدد يمتلك نظرة واسعة الأفق لمستها خلال مناقشات طويلة على مدار سنوات. فرحت عندما قرأت بعد وفاته حواراً أجراه معه الزميل محمد أبو زيد فى جريدة الدستور بتاريخ 25 أكتوبر 2006، سجل فيه هذا الملمح المهم بقوله: "لا يوجد أحد بعينه مكلف بكتابة التاريخ. فليكتب الجميع كل حسب وجهة نظره، السياسى اليمينى من وجهة نظره، والسياسى اليسارى من وجهة نظره .. فاللورد كرومر – مثلا – كتب "تاريخ مصر الحديث" من وجهة نظره، وكذلك مصطفى كامل كتب تاريخ مصر. هذا تاريخ وهذا تاريخ . وعلينا أن نختار. لكن لا يوجد شخص اسمه مكلف بكتابة التاريخ. نحن نحتاج إلى كتابة التاريخ سياسيا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا .. وهذا يحتاج إلى أكثر من شخص وأكثر من رؤية.
فمحمد حسنين هيكل كتب تاريخ مصر بشكل مختلف تماماً عن كتابة فؤاد سراج الدين. لكننا لا نستطيع أن نلغى أحدهما".
هذه الرحابة .. جزء أصيل فى شخصية محمد عودة وكتاباته وحياته وصداقاته ومجمل تصرفاته.
وإلى جانب محمد عودة المؤرخ هناك محمد عودة الصحفى. وهو فى هذا المجال الأخير "مدرسة" فتحت فصولها فى جرائد ومجلات كثيرة، وهى مدرسة عنوانها "الوطنية المصرية". وتحت هذا العنوان العريض عناوين فرعية متعددة هى بمثابة الروافد التى تصب فى النهر العظيم.
وفى كل الأحوال وفى كل المجالات كان محمد عودة نموذجاً فريداً فى الاتساق بين الأقوال والأفعال. فعلى عكس كثير من المثقفين الذين يعيشون حياة متناقضة تماماً مع ما يقولونه ويكتبونه كان محمد عودة زاهداً أقرب ما يكون إلى المتصوفة والنساك.
عاش ومات فى شقة متواضعة بعمارات الأوقاف بالدقى. وكثيراً ما تعذبنا ونحن نصعد السلالم إلى شقته الكائنة بالدور الثامن مقطوعى الأنفاس بسبب تكرار تعطل المصعد المتهالك.
هذه الشقة البسيطة المتواضعة الضيفة كانت تتسع لعشرات الزوار الذين لا ينقطعون عن زيارة "الأستاذ". وكان يفتح لهم بابه وقلبه وعقله لهم جميعاً ولا يتوانى عن تقديم النصح أو المساعدة أو التشجيع لهذا أو لذاك.
عاش ومات دون ان يمتلك سيارة خاصة، وبصعوبة شديدة أقنعناه بامتلاك تليفون محمول!
ورغم هذا التقشف عاش عودة حياة بالغة الثراء، بالمعرفة والفنون والآداب وحب الحياة.
فكان هو الذى يحرضنا على حضور ندوة هنا او حفل موسيقى فى المساء أو معرض فن تشكيلى بعد الظهر أو فيلم سينمائى جديد يعرض فى عرض خاص أو فى دار سينما بعيدة أو حفل فى دار الأوبرا او عرض مسرحى تجريبى لشباب مجهولين.
وفى أوقات كثيرة تجد جرس التليفون يدق فى ساعة متأخرة لتفاجأ بمحمد عودة يدعوك للاستماع إلى مغنية غير معروفة أو مطرب شاب ذهب إليه فى منزله بالدقى وتوسم فيه الأستاذ بعضاً من موهبة.
هذا الحب للناس وللحياة جزء أساسى فى شخصية عوده لا يقل إبداعاً عن إسهاماته الصحفية والفكرية. ولعل صديق عمره الكاتب الكبير كامل زهيرى – مد الله فى عمره – قد عبر عن ذلك خير تعبير بقوله فى رثاء عودة:
"أذهلنى الكاتب محمد عودة بعلاقاته المتسعة وصداقاته العديدة. وأحب محمد عودة الحوار مع الآخرين. وكان دائم التجوال، او محاور متجولاً. وأعتاد حين يدعى إلى لقاء أن يصحب معه آخرين. وذات يوم دعانى إلى ضاحية المعادى قائلاً: إنها مفاجأة وسنقابل شخصية ساخرة!!
وكانت مفاجأة عودة عند زيارتنا للمعادى مذهلة أن أرى وجهاً لوجه ولأول مرة الدكتور على مصطفى مشرفة عالم الذرة الشهير. وكان أيضاً أديباً ويحب الأدب .. واكتشفت فى الفيلا المليئة بالكتب الصداقة الحميمة بين محمد عودة والدكتور مصطفى مشرفة. وكان عالما وطنياً وإنسانياً..
وهكذا أحببت محمد عودة لأنه يصادق ويحاور كل الرموز الوطنية فى العلوم والعمارة والطب أو الفن. ولهذا قدم لقرائه مبكراً فى "صباح الخير" الرائد نجيب محفوظ، ثم المعمارى صاحب عمارة الفقراء حسن فتحى، وعرفنى عام 1954 بالرسام محمود سعيد فى الإسكندرية.
وقد كانت هذه أعماق نظرته إلى الحاضر حين يقرأ ليكتب وهو يطل بنظرات فسيحة الآفاق للماضى، عميقة الغور فى الحاضر. ومن هنا جاءت أستاذية الأستاذ الذى كنت أعتبره جامعة متنقلة .."
هذه الشهادة بالغة الأهمية من الكاتب الكبير كامل زهيرى لا تنير فقط جوانب من حياة محمد عودة وإنما تعطى أيضاً درساً بليغاً للصحفيين والكتاب الشبان لعل بعضهم أن يتعلم جزءاً منه.
وبالنسبة لى شخصياً .. فإننى مدين للأستاذ محمد عودة بالكثير .. منذ ان زلزل كتابه "الصين الشعبية" كيان الصبى القادم من ريف المنصورة ختى آخر لحظة علمنى فيها أشياء أكثر من ان تعد او تحصى منها حق الاختلاف بين التلميذ والأستاذ.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع »الإخوان«.. لا يبدأ بالحجاب.. ولا ينتهي بالميليشيات
- إهانة رفح
- العبث بالديموقراطية
- المحطة الأخيرة
- اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة
- خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان
- انتبهوا أيها السادة: دورنا الثقافي يتراجع
- عرب أمريكا
- في بيروت.. إنه الطوفان!!
- صدق أو لا تصدق : انتخابات نزيهة فى بلد عربى
- انتخابات نزيهة .. ونتائج محيرة
- ربيع المنامة 2
- ربيع المنامة 3
- ربيع المنامة 1
- المصريون هم الأكثر ارتكابا للجرائم في الكويت
- اطلبوا العلم.. ولو من سنغافورة
- مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز
- مصر.. إلى أين ؟ 4-4
- مصر.. إلي أين؟! 1
- مصر .. إلي أين؟! 2


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعد هجرس - محمد عودة .. -جامعة متنقلة-