أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - حل قضية الصحراء لازال بعيدا والخوف كل الخوف من تدخل أمريكي بالمنطقة















المزيد.....

حل قضية الصحراء لازال بعيدا والخوف كل الخوف من تدخل أمريكي بالمنطقة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1770 - 2006 / 12 / 20 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أضحت قضية الوحدة الترابية تخترق كل القرارات وتوجه نهج التعاطي مع جملة من القضايا السياسية الحيوية الداخلية، خصوصا المطالب السياسية المعلقة من قبيل الإصلاح أو التعديل الدستوري. وتتعقد الأمور بفعل تداخل جملة من المستجدات بالمنطقة، لاسيما تنامي الدور الأمريكي بخصوص إنهاء مشكل الصحراء.
فمن المعلوم أن واشنطن ظلت توافق على التراخي بهذا الخصوص رغم أنها سارت في اتجاه تدعيم بديل الحكم الذاتي القيام بعد خمس سنوات باستفتاء لطي الملف نهائيا (الحل الثالث لجيمس بيكر)، لكن ذهب بيكر وظلت أمريكا ممسكة بخيوط قضية الصحراء، وسعيا إلى تهدئة حدتها، محاولة دفع المغرب والجزائر للبحث عن حل عبر دخولها إلى البلدين معا بالوسائل الاقتصادية والمشاريع السياسية، علما أن ما ظل يحركها هو وضع قدمها بالمنطقة، تكريسا للاستراتيجية التي خطتها بخصوصها، والمرتبطة برؤيتها في محاربة الإرهاب وضمان أمن أمريكا والأمريكيين.
أما أوروبا، وخاصة فرنسا وإسبانيا، فإنهما أدركتا أن فرصتهما في تمديد مصالحهما بالمنطقة تكمن في التوصل إلى حل لقضية الصحراء يقنع به المغرب والجزائر (باعتباره جوهر الخلاف بينهما)، وقد دعمتا حل الحكم الذاتي الموسع للصحراويين كحل مرحلي يمكن الصحراويين فيما بعد من التفاهم مع المغرب سياسيا، وقد يتخذ شكل كنفدرالية أو اتحاد. وقد ظل غرض فرنسا وإسبانيا هو إغلاق الباب على أمريكا لعدم نفاذها إلى شمال إفريقيا وإلى جنوب الصحراء، لاسيما بعد أن اعتبرت هذه الأخيرة بؤرة يمكن أن يتجذر فيها "الإرهابيون".
وإذا كانت فرنسا تسعى جاهدة لاستعادة نفوذها بشمال إفريقيا، فإن لإسبانيا كذلك مصالح في المغرب، لكنها مصالح لا تخلو من مشاكل واضحة، وخاصة قضية احتلال مدينتي سبتة ومليلية وتداعيات الجوار البحري في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي (جزر كناريا)، حيث يعتبر مجالا اقتصاديا بامتياز ومجالا للصيد البحري والسياحة، علاوة على المتطلبات الجيوستراتيجية. علما أن إسبانيا ظلت تتطلع منذ زمن بعيد إلى إنهاء مشكلة مدينتي سبتة ومليلية بشكل نهائي لا رجعة فيه. وبذلك تريد أن تدفع المغرب نحو الاعتراف بسيادتها القانونية على المدينتين مع اعتماد الحكم الذاتي. كما أنه لا يجب أن ننسى أن هناك خطا للغاز لشركة سونطراك الجزائرية المار عبر المغرب الذي يزود إسبانيا بما يناهز 8 ملايين متر مكعب سنويا.
إن كل من فرنسا وإسبانيا تعيان أن التسوية النهائية لمشكل الصحراء هو المدخل لإعادة تقوية نفوذهما بالمنطقة، وبالتالي خدمة مصالحهما فيها. في حين أن إبقاء إشكالية الصحراء عالقة دون حل نهائي يعني بالضرورة استمرار إمكانية التدخل الأمريكي قائمة، كما هذا الوضع لن يساهم إلا في المزيد من ترسيخ القدم الأمريكي بشمال إفريقيا وجنوب الصحراء. لذلك تحالفت فرنسا وإسبانيا للسعي نحو البحث عن حل دائم ونهائي للمشكل الذي عمر أكثر من 30 سنة، وسعيا إلى حل سياسي، في سياق تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر، بعيدا عن المنافسة والاختلاف السياسي.
هذا في الوقت يبدو أن نجاح أوروبا في صراعها مع أمريكا بخصوص شمال إفريقيا، لن يتم فعلا إلا إذا تم إيجاد حل ينهي مشكلة الصحراء، علما أن التحكم في جزء كبير من خيوط المشكلة هو بيد واشنطن والأمم المتحدة (أي بيد أمريكا).
في ظل هذا الجو العام اختار المغرب اعتماد حل الحكم الذاتي، وأربك أوراق سياسية لا مندوحة عنها. ولمواجهة المبادرة المغربية، عملت الجزائر من جديد على توجيه حل ملف الصحراء نحو تقرير المصير عبر الاستفتاء. وقد بينت ردة الفعل الجزائرية أن النهج الذي اعتمده المغرب لحله المشكل، أربكها كما أربك حليفتها البوليساريو، باعتبارهما ظلتا تدعمان خيارا واحدا وتسيران على درب وحيد فقط، هو الاستفتاء رغم تأكد استحالة اعتماده كحل.
وكما فعلت الجزائر، رفضت جبهة البوليساريو مبادرة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء، وفضلت الدفع بالحل إلى مجلس الأمن، في أبريل القادم (2007)، أو التهديد بالحرب مع حلول صيف 2007. وبذلك أضحت البوليساريو الآن تراهن على إعادة انعاش "فكرة الدولة الصحراوية"، لكن هذه المرة اعتمادا على بوليساريو الداخل. وفي إطار تنفيذ هذه الرؤية، وجب فهم إقدام البوليساريو على إعادة انتشار بعض وحداتها المسلحة على الحدود المغربية – الجزائرية من جهة الصحراء على مقربة من المنطقة المنزوعة السلاح.
وقد تزامن سعي البوليساريو نحو التسلح وإعادة نشر بعض الوحدات بالقرب من الحدود المغربية مع انتفاضة بعض مخيمات تندوف، للتنديد بقيادتها وفسادها واختلاساتها وتحويلها للمعونات والمساعدات لفائدتها، وعدم بذل أي مجهود للبحث عن حل ينهي معاناة الصحراويين بالحمادة الجزائرية.
علما أن مصادر جزائرية كشفت عن قبول عبد العزيز بوتفليقة انتشار المدنيين الصحراويين بالقرب من الحدود مع الصحراء المغربية، كوسيلة من وسائل الضغط على المغرب، الذي قطع أشواطا نحو الإقرار بخيار الحكم الذاتي داخليا كحل لملف الصحراء.
في حين أكد أكثر من مصدر مطلع أن جبهة البوليساريو هي الآن بصدد حصول الانفصاليين، بمباركة جزائرية وربما أمريكية كذلك، على صواريخ "غراد" و"كاتيوشا"، وذلك عن طريق شبكات تهريب السلاح عبر دارفور والصومال على يد الطوارق عبر الحدود الموريتانية الجزائرية.
ويبدو أن التحركات المكثفة الأخيرة بالمنطقة المنزوعة السلاح بالصحراء، تقلق كثيرا بعض الأطراف بالأمم المتحدة، وقد تزامن هذا القلق الواضح مع توطيد التعاون العسكري الاستراتيجي الدور، الذي كان المغرب مؤهلا في السابق للقيام به، في إطار الإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة.
أما بخصوص المغرب، فهناك جملة من المؤشرات أخذت تبين أن السلاح بدأ يخترق الحدود ويصل إلى العيون، قلب الصحراء. كما تشير مؤشرات أخرى إلى خط الشهيد الذي لازال يبحث عن سبل تسليح عناصره تدريجيا، "حبة حبة" كما يقال، استعدادا لكل الاحتمالات. وقد تم اعتقال أشخاص بالعيون وبحوزتهم أسلحة نارية من نوع "فال" (وهو سلاح بلجيكي الصنع)، هذا إضافة إلى تورط عريف بالقوات المساعدة في تهريب سلاحين من موريتانيا؛ وقد تزامنت اعتقالات العيون مع استعداد متعاطفين مع البوليساريو لاستقبال أميناتو حيدر المعروفة بدعواتها إلى انفصال الصحراء، كما تم اعتقال أشخاص آخرين بسمارة بحوزتهم أسلحة.
وقد أذاعت إذاعة البوليساريو، يوم الأربعاء 15 نونبر 2006، بيانا نفت فيه علاقتها بالسلاح الذي ضبط بحوزة المعتقلين بالعيون. كما أفادت مصادر جزائرية مطلعة أن عناصر من الانفصاليين يستعدون، بتعاون وتواطؤ مع المخابرات الجزائرية، للتخطيط لافتعال العنف والفوضى بالأقاليم الجنوبية.
وبخصوص التطورات بالصحراء المغربية، يرى البعض أن اختراق المخابرات المغربية للأوساط المقربة للبوليساريو في الصحراء المغربية بدأت تظهر نتائجه.
علما أن هذا الاختراق بدأ في التسعينيات، لاسيما عندما شرعت بعض عناصر فرع منتدى الحقيقة والإنصاف في ربط علاقات مع بعض نشطاء جبهة البوليساريو خارج المغرب، وهذا ما أوضحته تسجيلات صوتية لبعض النشطاء الصحراويين في حديث مطول مع نشطاء البوليساريو، سقطت بين أيدي "غرفة المعلومات الحساسة" التي يقوم على رأسها فؤاد عالي الهمة.
كما أن بعض المحللين ذهبوا نحو الاعتقاد بأن خطة اختراق المناوئين لأطروحة الوحدة الترابية ولمبادرة الحكم الذاتي، يسير في اتجاه سعي بعض الجهات إبقاء قضية الصحراء بدون حل نهائي، علما أن الثمن في واقع الأمر لا يؤديه إلا الفقراء والفئات المتضررة من الشعب، في حين يظل الرابح في هذه الوضعية كمشة من رموز الماضي والموالين لهم، الذين اكتنزوا ولا زالوا يكتنزون الثروات بسبب عدم الحسم النهائي في قضية الصحراء ويفعلون مصالحهم الخاصة من خلال فرض ميزانية ضخمة على المغاربة، تحت غطاء النفقات المرتبطة بوضعية ملف الصحراء، والتي لا يمكن أن يناقشها أحد، تحت طائلة تأويل الموقف وتحميله ما لا يحتمل بذريعة أن الأمر يهم الوحدة الترابية. وفي هذا الصدد سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن قال في إحدى خطبه بأن الخير يأتي من الصحراء والشر يأتي من الصحراء.
ولكن الحالة هذه أين يكمن الخطر الحقيقي؟ في المرحلة الحالية يتجلى أكبر الأخطار في خاط المواجهة قضية الصحراء وإشكالية الإرهاب بالمنطقة، لاسيما وأن عيون واشنطن على منطقة جنوب الصحراء والتي تعتبر أنها أصبحت – أو في طور أن تصبح – مرتعا "للقاعدة والإرهابيين"، وبالتالي وجب مراقبتها عن قرب. وقد يؤدي نشوب أي موجهة مسلحة، ولو كانت مفتعلة، إلى احتمال تدخل أمريكي، بعد أن وطدت واشنطن أقدامها بالجزائر تطبيقا لإستراتيجية تحكمها في المنطقة، وهذا مسار لن يخدم البتة مصالح المغرب بأي شكل من الأشكال.
إدريس ولد القابلة
رئيس تحرير أسبوعية المشعل



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيدز بالمغرب إلى أين؟
- جولة سريعة في كتاب -ضباط جلالة الملك-
- هل ممكن محاكمة المغرب
- القضاة يحكمون باسم الملك لكن هل يثق المغاربة ب قضاءهم؟
- إعدام عقوبة الإعدام بالمغرب
- زكاري كاتنيلسون – محامي جمعية - روبرايف-
- الجنرال حسني بنسليمان رمز من رموز سنوات الجمر و الرصاص بالمغ ...
- فؤاد عالي الهمة رجل الدولة القوي الذي أنقذ العنيكري
- سبع سنوات من حكم الملك محمد السادس ، هل الملك في ورطة ؟ الجز ...
- إدريس البصري و مسؤولية قتل 5000 مغربي
- الدكتور المهدي المنجرة النص الكامل للقاء الذي أجرته معه قناة ...
- سبع سنوات من حكم الملك محمد السادس ، هل الملك في ورطة ؟ الجز ...
- النهب يرتبط أساسا بنظام الحكم في المغرب
- مافيات عهد الحسن الثاني الجزء 5
- مافيات النهب في عهد الحسن الثاني الجزء 4
- مافيات النهب في عهد الحسن الثاني الجزء 2
- مافيات النهب في عهد الحسن الثاني الجزء الأول
- المغرب النووي 3
- دعوة مغربية لمقاضاة و متابعة المجرم عميير بيريتز وزير الدفاع ...
- المغرب النووي 2


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - حل قضية الصحراء لازال بعيدا والخوف كل الخوف من تدخل أمريكي بالمنطقة