أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيل عودة - آلام ولادة لبنان الجديد















المزيد.....

آلام ولادة لبنان الجديد


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 09:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


آلام ولادة لبنان الجديد
* بين المهزلة وما بعد بعد المهزلة *
مهزلة

كان منتقدو الاحزاب الشيوعية ، يتندرون على الشيوعيين بأنه اذا امطرت في موسكو يفتحون الشماسي في سائر البلدان .. ومنها الأحزاب الشيوعية في بلدان الشرق الاوسط وخاصة احزابنا ، او ما تبقى منها من مهزلة فكرية وتنظيمية في اسرائيل وفي لبنان .. ولكني في اسوأ احلامي لم اتوقع ان يصبح ملالي ايران مصدرا لللألهام الشيوعي ، ولتجديد الفكر الماركسي ( الهيا ) .. لدرجة تجعلني اشعر انه لولا بعض الحياء لأضاف الشيوعيين صورة الخميني وحسن نصرالله وبقية ملالي قم الى صور ماركس ولينين ، التي تزين غرف نومهم ومكاتبهم ( ويبدو حسب ما يصلني من رسائل وتعليقات ومن متابعاتي لما ينشر .. ان هذا "الانجاز الالهي" يتحقق في لبنان وفي الحزب "الشقيق" في اسرائيل ) ولن افاجأ اطلاقا اذا اعلن الحزبان او احدهما ، عن اكتشاف سبب تقهقر الفكر الشيوعي واحزابه .. وانهم ، بعونه تعالى ، وبعون افكار السيد الالهية .. تجاوزوا النكسة الشيوعية ، ونكسة انهيار الاتحاد السوفييتي ، وأنشأوا للشعوب منارة جديدة ، الهية .. تتمثل بأحمدي نجاد وخامينئي والمنتصر الالهي الشيخ حسن نصرالله ودولة ايران ، منارة الشعوب (الذكرية ) الجديدة . وانا على يقين كامل اننا لن نكرر اخطاء عبادة وتقديس الفرد .. فهذه المرة ملهمنا معصوم عن الخطأ .. قبلنا به ديانا على الناس ، يقرأ المخبأ والمستور ، ولن نستند اكثر الى رأسمال ماركس وديالكتيكه الفلسفي ، سنستند الى ما يقوله الولي الفقيه .. فابشروا يا ذكور العرب ، فجر الحرية والتقدم يشع من طهران .. وحضروا الشماسي فالشتاء على ابواب طهران ..

ما بعد بعد المهزلة

الولي الفقية ، المعصوم عن الخطأ سقط في لسانه .. حين اطلق اتهاماته الصبيانية ، وعلى رأسها اتهام رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بالخيانة ؟ هل حقا سيقبل "المنتصر الالهي" ان يقيم حكومة وحدة وطنية مع خائن ..؟! ام ان هذه هي المقدمة لما سيجيء فيما بعد ، وبعد بعد.. ؟؟
حسن نصرالله في خطابه العصبي ، يبدو واضحا انه يسابق الزمن .. فأطلق "اسلحته السرية " .. اسلحة تشويه سمعة المعسكر السياسي اللبناني الذي انجز تحرر لبنان من الاحتلال السوري ، وفرض السلطة الشرعية اللبنانية على كامل التراب اللبناني ، وخاصة على جنوب لبنان ، واضعا حدا للتسيب والاستقلال النسبي ، او اكثر من النسبي .. الذي ساد جنوب لبنان .
لا بد من اسئلة عدة اترك الجواب عليها للقارئ : ما الذي تغير منذ توقفت الحرب الهمجية على لبنان ؟ الم يكن ايقافها مكسبا للشعب اللبناني وللمقاتلين البواسل .. وبالطبع للنصر الالهي بالتأكيد ؟!
هل بالصدفة ان هذا التحرك ( الاعتصام ) جاء بعد اقرار الحكومة اللبنانية اقامة المحكمة الدولية بخصوص مقتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري ؟
ما هي صلاحيات وزير خارجية ايران منوشهر ، ليقبل او يرفض ان تكون مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية ( اي خارج الاحتلال الاسرائيلي ) حتى يتم ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان ؟
لماذا لا يضغط حضرته على حلفائه السوريين ليقبلوا ترسيم الحدود الدولية مع لبنان ، والاعتراف بلبنان دولة مستقلة واقامة علاقات دبلوماسية بين الدولتين ، سوريا ولبنان ، اسوة بما هو متبع بين الدول المستقلة .. ووضع نهاية لهذه الدراما المأساوية للبنان ؟؟
ما العلاقة بين انتخابات رئاسية لبنانية جديدة وما نشهدة من تجديد عمليات الاغتيال .. وهذه الهجمة " السياسية " المنفلتة من الجنرال الطامع بالرئاسة ، المتحالف مع الد اعداء الامس ؟
لا احد يستهين بما انجزه حزب الله من صمود .. وبما قدمه مقاتليه البواسل من دروس للشعوب العربية .. ولكن الحديث عن انتصار الهي ، وتحويل المنتصر الالهي الى معبود مقدس .. هذه هي الطامة الكبرى ، هذه مهزلة للمنتصرين ولبسطاء الناس ولمرشحي رئاسة تافهين ولاحزاب قومية وشيوعية ينخرها السوس .. قد تبلغ حد المأساة اذا لم يجر تداركها .. هذا سقوط كبير لكل الانجازات القتالية ودروسها السياسية .
ايقاف المهزلة وتكريس البطولة القتالية كرسالة سياسية للشعوب العربية ، هو اعظم من اي نصر يحلم به السيد حسن نصرالله ... اذا كان حقا صادقا في رسالته الوطنية، وفي وطنيته اللبنانية .
ما كان سائدا في لبنان ، لا يجوز ان يستمر .. سقطت اللاشرعية سياسيا ، الابن غير الشرعي للاحتلال السوري ، ولا بد من سقوط الاسلحة اللا شرعية .. يخطئ من يظن انه يمكن الاحتفاظ بجيش شبه نظامي الى جانب جيش الدولة النظامي .. عصر سابق انتهى في لبنان .. انتهى اولا واقع الاحزاب صاحبة الميلشيات المسلحة ، وانتهى الاحتلال السوري على قاعدة سياسية هامة جدا ، نتائجها تفاهم وتحالف واسع جدا بين الطوائف اللبنانية المختلفة ،ومن المستهجن ان يشذ تيار السيد حسن نصرالله عن هذه القاعدة ، واصراره على ابقاء حزبه مسلحا وخارج هذا التحالف الوطني .
التحالف الواسع الذي نشأ بعد 14 آذار ، هو ما يعطي القوة للشرعية اللبنانية . هذه الشرعية تستمد قوتها من التفاهم الواسع ، ومن العقلانية السياسية .. وليس من قوة السلاح الفئوي واللاشرعي ، ومن التحالفات والتبعيات لقوى اقليمية . لا بد ان يسود عصر جديد .. عصر الشرعية لمؤسسات السلطة اللبنانية . ومن مثلي كفلسطيني يعرف مأساة تفتت الشرعية بين المنظمات والفلق المتعددة ، وفوضى السلاح .. حتى في مقاومة الاحتلال ؟!
وأمر آخر من المفيد التذكير به ، خاصة للشيوعيين الذين فقدوا بوصلتهم .. المقاومة الوطنية اللبنانية للاحتلال الاسرائيلي ، لم يبدأها حزب الله في لبنان .. انما القوى الوطنية اللبنانية ممثلة باحزابها وقواها المختلفة ،وعلى رأسها حزب حسين مروة ومهدي عامل وجورج حاوي وسمير قصير .. الذين قدموا اول شهداء المقاومة الوطنية .. وهو بالذات الحزب الشيوعي الاصيل الذي نفتقده في هذه الايام العصيبة ، ولا ضرورة لفتح الجروح القديمة .. اذ لا شيء مشرف فيها .
نبيل عودة – كاتب وصحفي فلسطيني
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس لبنانية للشعوب العربية
- النجار - حكاية عربية
- عن صحة الطريق ومراجعة النفس ،وعدم تزييف التاريخ اذا اردنا حق ...
- وثائق للاستهلاك الشخصي
- سالم جبران - كاتب ومفكر يلفت الانتباه
- اسرائيل بين موقفين
- بشارة عودة الائتلاف الى بلدية الناصرة
- التلمود - المرجعية اليهودية للتشريعات الاجتماعية
- لشيطان الذي في نفسي
- انتخابات الهيئة التمثيلية الاورتوذكسية في الناصرة
- حكومة واحزاب في مهب الريح
- دراسةادبية تاريخية عن نهضة ونشؤ الادب الفلسطيني للدكتور سليم ...
- العبور
- ملاحظات حول انتخابات مجلس الطائفة الارثوذكسية في الناصرة
- الدرجات
- مع منى ظاهر في ديوانها - ليلكيات -ا
- المفارقة...
- حتى لا يظل الشعر مهنة للمفلسين!!
- وجيهة الحويدر : انت صوت المستقبل رغم بطشهم !!
- على دروب الجليل


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيل عودة - آلام ولادة لبنان الجديد