أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج20 ها يوم














المزيد.....

نظرة الى الامام مذكرات ج20 ها يوم


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 12:07
المحور: الادب والفن
    


في الساعة الثانية ليلا وكنت في الايفا فاستهدفتنا قذيفة ايرانية .. اربعة تهاووا يتصارخون , كنت اخجل اصرخ لكنني شعرت برطوبة في جوربي وخشيت ان ينقلوهم للطبابة وابقى انزف وحدي فصحت متأوها .
كنا بابعد موقع وصله الجيش العراقي ( بهمشير ) وكنت ضمن الكمدوز رغم اني لست مختصا معهم , هو ذات الموقع الذي اسّرنا فيه وزيرا ايرانيا دخل مواقعنا خطأ, وبعد عشر سنوات سمعت رجلا يصرخ بين الفينة والاخرى في زنزانة انفرادية بمديرية الامن ببغداد صائحا ( اللهم صلي على محمد ) فسالت عنه فقيل الوزير الايراني الاسير .
كنا ثلاثة افواج من القوات الخاصة في البصرة الفوج الثامن اقتحم المحمرة ( خرمنشاه ) حيث دارت حرب شوارع .
اما فوجنا فدخل المعركة لاحقا لانه مزود ببرمائيات واجل زجه لاجل عبور نهر الكارون .
في البدء كنا كخلفيات اعاشة نعسكر في اقاصي الشلامجة المنطقة الحدودية ونرسل عبر عجلات الايفات المواد الطازجة والمعلبة من هناك للفوج المتقدم .
كانت رحلة نقل الاغذية محفوفة بالمخاطر فقد كان القصف الليلي بكل مكان .
كنت اذا اشتد القصف في غمرة الظلمات اضع يدي على عينيي واغطس وجهي في الرمال ربما لان العيون اهم ما املك فان اصيبتا ساحرم من القراءة والكتابة التي هما سر بقائي حيا .
وماذا رايت عبر الكارون : اثاث الناس ينهب من القرى حتى ان احدهم ترس عجلة كبيرة وعبر بها في يوم اجازته حيث سينتقل لبيته الحديث الذي بناه لكن قذيفة هشمته وعجلته في الطريق .
كنت اتالم للنهب فحين كنا نقتحم المنازل الكردية في شمال العراق في دهوك قبل ثلاث سنوات لم يجرؤ احد ان ينهب عود ثقاب , واذكر يوما عثر على مصوغات ذهبية فخبأتها بخرقة واخفيتها في ذات المنزل الذي وجدتها فيه .
ربما كنا نستولي على ماشية الهاربين المطلوبن او نكره بعض الاكراد على حمل اكياس الجوز لمسافت طوية اما ان يتجرأ جندي لنهب شيء من منزل فذاك خيال .
كان موقع الاعاشة بيت من الطين وكنت فجرا اغادره للقرى الكارونية حذرا من قصفه وهو ما حدث حقا فبعد اصابتي ونقلي تم تحويله لحطام بقذيفة مباغتة .
العنف يعكر طقسي النفسي وعلينا تجنب الحروب باي ثمن لهذا كتبت ( دفعتك البنادق
نحن البنادق
لا خيار
بين نار ونار
فتقدمت مستهزئا بالهزيمة والانتصار ).
ذات يوم قذفت حجارة قرب راسي واصدمت بالموضع المرتفع فشتمت من قذفها حتى علمت بانها شظية لا حجرا كنت على بعد شبر من الموت .
كان لواؤنا القوات الخاصة 33من اقوى الوحدات في البصرة وهو تابع للبحرية واثناء التدريب فجرا نصرخ ( بر بحر جو ) فلدينا مظليون وبرمائيات روسية وفوج مشاة .
واذكر حين اعود ظهرا من وحدتي وارى الناس يلوذون من شمس البصرة الصاهرة كنت اسخر منهم فقد تمرسنا عبر التدريب العنيف ان نجتاز قسوة الطقس والحياة.
( ان قطرة من العرق تزيح قطرات من الدم ) هكذا كنا نقرا اللافتات التي تنتشر في وحدتنا .
وماذا افعل عبر الكارون كنت اصطاد السمك واستهدف بالرصاص بطات تعوم ولدي مصيادة اقنص بها الطيور .
بعض الجنود حاصروا يوما حمارا وانثاه وكتبوا عليهما اسماء قادة ايرانيين وارغموهما على التزواج في جوقة مقهقهة .
بعد الاصابة وصلنا الطبابة وكل يقول عالجوا صاحبي اولا ورايت ساقي اليسرى غارقة بدم موحل .
كانت نسبة اصابتي عشرين بلمائة وحددت بانها تحدد جزئي بالكاحل فقد اخترقت شظية العظم وخرجت من الجهة الاخرى فيما خلفت شظية اخرى اثرها في نفس الجزء من الساق .
ثبتت رجلي بجبس من اصابع القدمين حتى اعلى الركبة فما تركوا فتحة لمعالجة الجرح.
عدت بعد قليل من التعافي بعد سنة الى الخلفيات في الشعيبة اتوكأ على عصا .
بعدها قرروا ارسالي الى معسكر النقاهة في بغداد وفي الطريق نسيت اوراقي الرسمية في السيارة وفقدتها .
قال العقيد اسجنوه يوما واعيدوه ليسترجع اوراقه الرسمية .. كان ذلك وقت الظهيرة فقال الحرس ابق معي هنا فاستغرب حين اخبرته اني اريد ادخل السجن .
كان التوقيف قاعة واسعة لها شبابيك واسعة تؤطرها اخشاب ثخينة قاسية وقد ثبتوا عموديا فيها قضبان حديدية .
مثل هذا التوقيف لدي زلاطة فقد اعتقلت تحت الارض قبل ثماني سنوات بتهمة قذف السلطة وحكمت لمدة سنة في ابي غريب .
بعد العشاء جمعت الموقوفين واقمنا جلسة ادبية .
ورايت فيهم من يهتمون بالشعر والادب فسالتهم عن بيت ابوذية ذكره لي جدي وانا صغير حين قال ( مر احد على امراة علوية بازقة بغداد تسح صغيرا فاجابته ( ها يوم ) فقال : على الي صاح تالي الليل ها يوم , فشكت عليه ربها فاصيب بالعمى .
وسالتهم هل احد يعرف تكملة وقصة الحكاية ويا للغرابة كان احد الموقوفين يعرف القصة تفصيلا فقال .
كان صديقان يتسامران اعلى القرية على ارض رملية فاردا يفترقان قبيل السحر فقال احدهما لصديقة ( تعال معي نتناول الافطار ثم اذهب ).
في المنزل قال لامه ( لدي خطار وانا ماض للحمام فاعدي لنا الفطور ).
لكن صاحبه لم يتناول لقمة ولم يعد يتكلم فقد احتله وجوم مباغت فلم يتركه صاحبه يمضي وابقاه للغداء والعشاء وحاول بكل الاساليب ان ينطقه فلم يستطع .
اول الليل ذهبا للسمر فقال له ( ما بك يا صديقي فقال (لا شيء فقط اريد اغني ) وصدح ..
(سريت اقرة بتوالي الليل هايم
على الي صاح تالي الليل ها يوم
ها عمري ثلثتيام ها يوم
ها كبل الفجر يسرون بيه )
وحين توادعا عاد صاحبه لامه وسالها عما حدث حين زارهم صديقه فاجاته ( لا شيء فقط بكى اخوك فناديت اختك (يوم ) فاجابتني ( ها يوم ) وقد مرت على غرفة الضيافة خطفا .
قيل انه قصد صاحبه في اليوم الثاني وزوجها اليه .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختارات من بحوث المجاز والاستعارة ج1
- هياء قصة
- شيخوخة التسعين في رواية عاهراتي الحزينات
- الدلالة المركزية والهامشية للالفاظ
- الاف العلماء والأكاديميين والطياريين تمت تصفيتهم في العراق
- الشيطان امرأة رواية الحب المعلب
- كتاب الامثال الشعبية في البصرة
- القاصة الامريكية فلانيري اوكونور اثر الكاثوليكية في الكتابة
- اخيرا وجد الحل في الصراع المذهبي
- ورقة اليانصيب
- قذيفة واحدة تقضي على 5 الاف من اجنة الاطفال في غزة .
- بعد ربع قرن وفي اللحظة الاخيرة قصة
- تمثال السياب يحترق على كورنيش شط العرب
- امراة في الرمال لكافكا اليابان كوبي آبي
- العدوى القرائية والكتب الاكثر مبيعا
- كتاب شذرات من كتب مفقودة في التاريخ
- قوة الدراما في ثلاث قصائد عربية
- التوابيت
- يقتلن اطفالهن انتقاما او لاجل العشق .
- طائرة الحسناء النائمة مغامرة لصيد الجمال


المزيد.....




- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج20 ها يوم