أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - موسيقى المسدس














المزيد.....

موسيقى المسدس


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أستغرب، أيها الأحبة، أشد الاستغراب من المتباكين على "ديمقراطية" الغرب ومفاهيمه وتطبيقاته لحقوق الانسان، سواء أكانت هذه الحقوق فردية أم جماعية.
تراهم إزاء العدوان على أهلنا في قطاع غزّة والمجازر التي إرتكبت وترتكب الى الان يتسألون عن تشدق الغرب بالديمقراطية وحقوق الانسان والمنظومة الدولية والمعاهدات والاتفاقيات والمقولات الرنانة.
كيف لنا أن نعّول على الغرب وعلى الامبريالية؟ كيف لنا أن نتنكر للمعادلة التي نعرفها منذ نعومة أظفارنا والتي مفادها أن مصالح الدول ( وبخاصة العظمى) هي التي تطغى وتسبق أية حقوق للأفراد والجماعات؟
ذلك أن جوهر الإمبريالية وإحتكاراتها العالمية لدفة الاقتصاد ومونوبوليا السلاح والدواء والمخدرات هو الحاق الأذى والدمار بالانسان والشعوب بغية أن يزداد الطلب على سلعهم التي تدر لهم الأموال الطائلة ( فيما يعرف بدورة رأس المال) وبغية السيطرة على مقدرات البلاد والشعوب.
أما مسائل الديمقراطية وحقوق الانسان بالنسبة للامبريالية فهي مجرد "ديكور للزينة" ومقولات ليس أكثر، ولشديد الأسف فإننا نطرب لها.
يعجبنا حكم أو سيادة القانون على سبيل المثال في الدول الأوروبية وأمريكا، نتغنى ببرلماناتهم وحياتهم الانتخابية بل ويحاول اليعض منا الوصول الى هذه البرلمانات بثمن باهظ للغاية ألا وهو تقديم الولاء وإظهار الدعم اللامحدود لدولة الاحتلال تجنبا للاتهام بمعاداة السامية، ونشعر بالرضا عن نماذج التعليم والضمان الإجتماعي والخدمات الصحية في تلك البلدان ونحن نعلم تمام العلم أن ذلك كله مجرد "مورفين" تخدير للشعوب كي لا يفكر المرء إلا في أموره الشخصية والذاتية، أما إذا حاول التحرك والاحتجاج فسوف يلقى الأمرين فما بالكم إذا ما سعى للتغيير والتأطير؟ ولعلمكم، فإن أعتى قلاع التعذيب والتنكيل والسجون هي في تلك البلدان.
ثمة مسألة أخرى غاية في الأهمية، لا يوجد أخلاقيات حرب، ولم يسجل في التاريخ أنه، في الحروب، لم يقتل طفل صغير ولا شيخ كبير ولا إمرأة ولم تعقر نخلة ولم تقطع شجرة ولم تذبح شاه ولا بقره ولا بعير إلا لمأكله وفقا لوصية الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
فكل ذلك يحصل في الحروب، فما بالكم إذا كان عدوانا من طرف واحد لدولة إحتلال تشكل رأس حربة للامبريالية في المنطقة.
وفي أعقاب ذلك كله تحاول الدبلوماسية الامبريالية تجميل ما يحصل أو الدفاع بشراسة وتسخير الأطر القانونية الدولية "لشرعنة" هذه المجازر والعدوان، ومع ذلك، نبقى نصرخ مستهجنين أن تفعل الامبريالية ذلك كله.
لدينا أيها الأحبة وبدرجات متفاوتة قصور في الرؤيا سواء أكانت هذه الرؤيا منطلقة من فكر قومي أو عقائدي ديني مسيس أو فكر أممي، ومرد ذلك كله اننا لا نعيد معادلات الحياة الى صوت الحياة الأول المتعلق بالصراع بين الخير والشر وبين الصالح العام والخاص والى بديهيات الصراع الطبقي.
وأمام قصور الرؤيا هذه تضبط الدوائر الامبريالية تحركاتها وفقا "لموسيقى المسدس" فتشعل الحروب والنزاعات الداخلية المسلحة هنا وهناك، وتبقى الشعوب هي الضحية وتزداد عملية السيطرة على مقدرات هذه البسيطة.
في ظل ذلك كله، حتى الإمبريالية ذاتها وعملا بمقولة "كل شىء يحمل في داخله .... ضده" تتنازع فيما بينها بغية إحكام سيطرة هذا التحالف أو ذاك، وتصل في النهاية الى توازنات دولية واقليمية ومحلية فيما بينها بعد أن تكون قد أشعلت فتيل الحروب والنزاعات ليس على أرضها.
هذه هي معادلة "موسيقى المسدس" في مواجهة معادلة "صوت الحياة الأول"، وعلينا أن نعيد توجيه بوصلتنا إنطلاقا من فن إدارة الصراع الطبقي.
نقطة وع السطر.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الرد
- علامة الرسوب هنا، في السجل ... والباب هناك
- فاظفر بِحُبِ الناس ... تَرِبَتْ يداك
- الصراع الطبقي
- بوركينا فاسو وإبراهيم تراوري ... نموذجا
- أمير الظلام ... حميدان
- النضال في سبيل تحرير الانسانية
- عن أحمد سعيد والصحاف ومن في حكمهم
- توزيع الادوار
- -كل أرض ... ولها ميلادها-
- ذهب مع الريح
- الجمعة المشمشية
- بين رؤية الحقائق والحاجة الى الشعور بالانتصار
- الفخ
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- حقائق ميدانية
- الجنازة ... حامية
- الاعلام البديل
- بيت العنكبوت


المزيد.....




- مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب. ...
- أردوغان: تركيا تتابع الوضع في أوكرانيا عن كثب
- وزير التجارة التركي يحسم الجدل بعد تصريحات كاتس عن عودة التج ...
- صحة غزة تعلن الحصيلة اليومية لضحايا الحرب في القطاع
- زيلينسكي يعين رسميا قائد قواته السابق سفيرا لدى بريطانيا
- بعد تهديد بايدن.. رسالة من وزير الدفاع الإسرائيلي إلى -الأصد ...
- بوتين يرأس المراسم في الساحة الحمراء بموسكو للاحتفال بيوم ال ...
- طلاب ليبيا يتضامنون مع نظرائهم الغربيين
- أبو ظبي تحتضن قمة AIM للاستثمار
- أغاني الحرب الوطنية تخلد دحر النازي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - موسيقى المسدس